الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

4/1حركات المعارضة الجديدة في مصر بين الكم والكيف!

ثالثا حركة شايفينكم(4)
وهي حركة تهدف الي مراقبة اداء الحكومة المصرية سواء علي المستوى السياسي او الاجتماعي او حتى الاقتصادي وقد نشات هذه الحركة في البداية كرد فعل علي ما حدث من جانب بعض عناصر الامن وعناصر مؤيدة للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم يوم الاربعاء الاسود (علي حد قول البيان التأسيسي) وهو اليوم الذي جري فيه الاستفتاء علي تعديل المادة 76 من الدستور والخاصة بالاقتراع السري المباشر بين اكثر من مرشح علي منصب رئيس الجمهورية، بتاريخ 22 مايو 2005،اذ نتاجا لهذا التطور الدراماتيكي علي حد قول مسئولي الحركة،كانت الفكرة في البداية وهي عبارة عن انشاء حركة سلمية اعتذارية عن ما حدث في هذا اليوم من اعتداء علي ناشطين وناشطات وصحفيين وصحفيات،اطلقوا عليها اسم حركة الشريطة البيضاء،كان اول نشاط لهذه الحركة عبارة عن وقفة احتجاجية صامته دعي اليها من خلال رسائل البريد الاليكتروني،ورسائل المحمول وكانت يوم 28 مايو 2005 ،وحدد موقعها في مكان حادثة الاعتداء امام نقابة الصحفيين المصرية،وقد وزعت الحركة في هذا اليوم مجموعة من الاشرطة البيضاء الحريرية كانت قد دعت مناصريها الي ارتدائها في هذا اليوم كرمز للتضامن مع من تم الاعتداء عليهم.وبانتهاء هذا اليوم بادر مسئولي حركة الشريطة البيضاء بتدشين حركة جديدة اطلق عليها حركة شايفنكوم وهي تعرف نفسها بلهجة مصرية عامية تقول فيها كالتالي:"إحنا حركة شعبية، عندنا إحساس وطني زي كتير من شعب مصر، وعندنا خوف على المستقبل، زي كل شعب مصر.. ببساطة إحنا مجموعة شافت أن المستقبل ممكن يترسم النهاردة، وإن الديمقراطية مش لازم تكون مجرد كلمة مسجونة جوا حروفها بعد النهارده.. حسينا زي غيرنا بأرف (قرف) من التزوير والكذب، وقررنا أن ننظم حركة وطنية، مهمتها مراقبة كل واحد هيزور انتخابات ونفضحه في الدنيا كلها.... يعني بالبلدي "هنجرسه" ورغم شعبية هذا التعريف الا ان بيانات الحركة الاخرى وخطاباتها تراوحت ما بين استخدام اللغة العربية الرصينة وما بين هذه اللهجة .ومن خلال ملاحظتنا لموقع الحركة واجراء بعض اللقاءات مع مؤسسيها نستطيع ان نخرج بعدد من الاستنتاجات اهمها :
1- تراوح عدد مؤسسي هذه الحركة ما بين عشرة مؤسسين ( طبقا لما ذكرته لنا أ. انجي الحداد وهي من مجموعة المؤسسين )(5) واثني عشر مؤسس طبقا لما جاء في موقع الحركة علي الانترنت.
2- ان لا يوجد أي معلومات كاملة عن هؤلاء المؤسسين باستثناء ما ذكرته السيدة:انجي الحداد من معلومات عن خمسة فقط ورفضت ذكر معلومات عن الخمسة الباقين لدواعي قالت عنها امنية واجتماعية.
3- ان المؤسسين الخمسة الذين تعرفنا عليهم هم عبارة عن مجموعة من الاصدقاء معظمهم من ابناء الطبقة العليا وخريجي الجامعات الاجنبية (الجامعة الامريكية تحديدا ) ويعمل جزء كبير منهم في مجال الدعاية والاعلان والتسويق بالاضافة الي مجال الاعلام كما هو حال مذيعة التليفزيون المصري بثينة كامل،والباحثة الاجتماعية أ. غادة الشهبندر .
4- ان المؤسسين في معظمهم يميلون الي الاتجاهات الليبرالية رغم نفيهم عن الحركة ذلك فان اللقاءات الشخصية معهم اكدت ذلك كما ان معظم مراقبتهم للدوائر الانتخابية كانت في دوائر لشخصيات ليبرالية وفدية مثل محمد مصطفى شردي في بورسعيد ومحمود اباظة في الشرقية او ليبراليين محسوبين علي الحزب الوطني مثل الدكتور شريف عمر.وهم يفخرون انهم ساهموا في انجاح ستة من الليبرالين بفضل مراقبتهم للدوائر التي ترشح فيها هؤلاء .
5- تراوحت عضوية الحركة بين اكثر من مصدر فتارة يذكر الموقع ان طلبات العضوية في اسبوع واحد فقط(في الفترة من 7 :13 اغسطس) وصلت الي 18 طلب عضوية فقط،في حين يذكر لنا أ. مروان انهم 1300،وتذكر ا. انجي انهم 4992 عضو تحديا،ولم نتمكن من الاطلاع علي اسماء هؤلاء الاعضاء لرفض القائمين علي امر الحركة اطلاعنا عليها. لاسباب قيل عنها انها امنية .
6- ان الية العضوية داخل الحركة طبقا لملاحظتنا لموقع الحركة علي الانترنت وللقاءات الشخصية كانت تتم جميعها من خلال الانترنت الامر الذي قد ينفي عن بعضها سمة الجدية،رغم تاكيد مسئولو الحركة علي ان اسماء الاعضاء المدونة لديهم تحوي الاسم ثلاثي ورقم الهاتف والوظيفة،وانهم قاموا الاتصال بهم جميعا للتاكد من عضويتهم .الا ان الباحث يصر علي نفي الجدية عن العضوية لعدم تمكنه من الاطلاع علي اسماء الاعضاء رغم وعده بان الاسماء سوف تكون سرية لن يطلع عليها أي مصدر.
7- ان الخطاب السياسي للحركة يتسم بالعديد من السمات اهمها:
أ‌- انه يميل الي اتباع الاسلوب الهادئ غير الانفعالي عكس بعض الحركات الاخرى مثل كفاية والحرية الان والتغيير وغيرها .وقد يعود ذلك الي حرص القائمين علي امر الحركة علي ذلك خاصة في تاكيدهم للباحث بانهم "لا يريدون ان يلقوا بانفسهم في التهلكة "
ب‌- ان خطاب الحركة لا يستهدف باي شكل من الاشكال اشخاص بقدر استهدافه لسياسات وبرامج وتاكيده تحديدا ان شخص الرئيس مبارك ليس من المقبول توجيه أي قول جارح له باعتباره رمز للدولة المصرية علي حد قول احد المؤسسين.
ت‌- ان الحركة تميل إلى استخدام الأسلوب العلمي في ملاحظتها للظواهر محل الاهتمام وقد وضح ذلك في التقارير الصادره عنهم بشان مراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية .
ث‌- ان الحركة تؤمن بان الاصلاح ياتي اولا من القاع وليس من القمة وبالتالي فانهم يستهدفون في المقام الاول رجل الشارع العادي باعتباره الوسيلة الاساسية لاصلاح القمة،التي ترى الحركة انه من الصعب البدء في إصلاحها الآن لعدم توافر البديل المناسب،وهو الامر الذي يضع الحركة في خلاف مع بعض الحركات القائمة مثل كفاية والتجمع من اجل الديمقراطية لصعوبة التلاقي حول هذا الامر تحديدا.
ج‌- ترفض الحركة بشدة التدخل الاجنبي في الشئون الداخلية وترى ان في ذلك انتقاصا للسيادة المصرية،وان كانت ترى ان حركة التغيير الجارية الان في مصر جزء من حركة تغيير عالمية ينبغي وضعها في الاعتبار،كما ان ثورة المعلومات قد ساهمت في تسريع خطى حركات التغيير هذه .

و لكم التكمله مع قضيه التمويل فى الجزء القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم لخدمة هدفنا الاسمى في الاصلاح المنشود