الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

تنويه

هذه المقالة كتب اثناء قضية مركز ابن خلدون وقد قدمتها بهذاالشكل لمحكمة امن الدولة ومحكمة النقض وقد استعانت محكمة النقض ببعض فقراتها لاثبات براءتنا بعد ذلك ، ولكن هناك بعض الاشياء التي تفتحت لي بعد انتهاء القضية اهمها موقفي من شخص سعد الدين ابراهيم وتفريقي بين اعجابي به على المستوى الفكري وعكس ذلك على المستوى الشخصي . الا ان الامانة العلمية دفعتني الي نشرها كما هي دون حذف او اضافة

الحق أولى أن يسود

لا اعرف بالضبط لماذا اخترت هذا العنوان ولكنه قد يكون عنوان اردت به حسم امور كثيرة في حياتي عجزت عن حسمها علي مدي اكثر من عشرة اعوام من محاولات استخدام أساليب غير مباشرة تهدف الي تجنب الصدام مع بعض من اجهزة الدولة وقد اقنعت نفسي بهذا المنطق بعد محاورات كثيرة مع محامين كانوا جميعا مقتنعين بضرورة تجنب الصدام الذي في رايهم لا مبرر له فالقضية اقل من تدفع الي أي نوع من الصدامات مع الدولة او غير دولة فهي علي حد قولهم قضية براءات او هكذا كانوا يقولون ، لكن يبدو ان هذا هو فقط ما يقوله المحامين في كل القضايا ولكل موكليهم ،الا انني في المحاكمة الثانية قررت التصرف بقدر اكبر من الاستقلالية عن المحامين ،وبعقلية اكثر شجاعة وتحرر فكانت هذه الكلمات التي قدمتها للمحكمة في جلستها المنعقدة بتاريج 26 يوليو عام2002 شرحت فيها ما تم معي منذ بداية القضية وحتي تاريخ احالتها للمحاكمة اول مرة كما اوضحت ادراكي للقضية واهدافها الحقيقية كما افهمها وكنت اتمني لو قرا القاضي مذكرتي هذه حتي يقف علي اسباب حقيقية كنت اتمني ان يلامسها وليته فعل !!!!!!!!!
قبل القضية

بدأت وقائع القضية في حوالي منتصف شهر أبريل 2000 عندما قمت يرافقني في ذلك المتهم العاشر بالذهاب إلى مباحث الأموال العامة وذلك بناء علي رغبة الأخير علي اعتبار أن هناك بعض المنشورات الخاصة بمركز ابن خلدون تعترض المطبعة علي تسليمها له علي اعتبار أنها منشورات ذات بعد سياسي ومن الأهمية عرضها علي مباحث الأموال العامة وبغض النظر عن صحة هذه الرواية أم لا فقد قمت بمرافقته بناء علي طلبه ورغبة منه في إنهاء المشكلة وتسلم المنشورات في اقرب فرصة ممكنة ، وهناك لاحظت قدر كبير من الضبابية في التعامل فلا أحد يعرف شئ والكل يسال عن سبب حضورنا وعن علاقة مباحث الأموال العامة بهذا الأمر، بدأنا في عرض الأمر وذكر المتهم العاشر أن ضابط أمن الدول المسئول عن مركز ابن خلدون علي علم بهذا المشروع ( مشروع التربية السياسية والحقوق الانتخابية )و لاحظت انه بمجرد تلفظ المتهم العاشر بهذا الاسم تلقفوه منه وقاموا بالاتصال به وبعد المكالمة بدقائق طلب منا مغادرة الحجرة وبعد حوالي الربع ساعة أرسل في طلبنا وهناك طلب منا إثباتات شخصيتنا فأعطيناه واخذ نماذج من المطبوعات محل النقاش ووضعها جميعا في ظرف واحكم إغلاقه ونادى علي عسكري وسلمه إياه وطلب منه اصطحابنا إلى مباحث أمن الدولة سألنا عن السبب فقال هم يريدونكم ولا شان لي بالأمر وبالفعل اصطحبنا إلى هناك ودخل أولا العسكري وبعد النصف ساعة تم استدعاء السيد المتهم العاشر بعد حوالي الساعة وأنا في الخارج واقفا تم استدعائي واستخدمت عبارات شديدة اللهجة في استقبالي (مثل أنت شرفت ،أتنيل اقعد والله ما هتجيبها لبر )ولم أعقب وجلست وبدا السيد ضابط امن دولة في كتابة بعض التقارير مستعينا بالمطبوعات التي أحضرناها وبعد حوالي نصف الساعة انتهي من الكتابة وغادر الحجرة وبعد حوالي الساعة تم استدعاء المتهم العاشر ثم عاد بعد فترة قصيرة ولم يتحدث معي وجلسنا وبعد فترة ليست بالقصيرة تم استدعائي وهناك قابلت الرئيس المباشر لضابط امن الدولة المسئول عن المركز الذي قابلني هو أيضا مقابلة ليست بالودية أوضح لي أن السبب في ذلك يرجع لكوني قمت بالتعليم عليهم -وذلك علي حد قوله – وتابعنا الحديث وبداوا في توجيه بعض الشتائم لشخصي في أنني لم أتعامل معهم منذ عملي في مركز ابن خلدون رغم علمي بعلمهم بعملي في وزارة الإعلام وعدم رغبتهم في إيذائي أو شطب اسمي بجرة قلم- علي حد قولهم- من وزارة الإعلام وبدأت في الحديث معربا عن دهشتي مما يحدث ومؤكدا أنني لم افعل أي شي يستحق هذا القدر اللامعقول من الإهانات وأنني لم يتصل بي أحد منكم وبالتالي لم أخف عنكم أي معلومة سواء إيجابية أو سلبية كما أنني لم أر من خلال عملي في مركز ابن خلدون أي وضع سلبي يثير ريبتي أو يستدعي تدخل جهاز بثقل جهاز مباحث أمن الدولة ، وهنا ثارت ثائرتهم اكثر وبداوا في استخدام ألفاظ اكثر عنفا وسوءا ضدي وهنا طلب مني العقيد أن اروي ما قمت به من عمل في المشروع منذ توليت أمره حتى الآن وبدأت احكي له وبدأت في السرد حيث حكيت لهم عن الندوات والمؤتمرات التي قمنا بعملها في مراكز وقري مصر المختلفة بالإضافة إلى المطبوعات من ملصقات وكتيبات ، كما ذكرت بين ما ذكرت رغبتنا في القيام بإنتاج فيلم عن تشجيع المواطنين علي المشاركة في الانتخابات وحدثتهم عن بعض تفاصيله ولاحظت اهتماما غير عادي من جانبهم بأمر هذا الفيلم .
وانتهي هذا الاجتماع الأول بعد اكثر من خمسة ساعات قضيتها في مبنى مباحث أمن الدولة بلاظوغلي وقد طلبا مني تكرار الاتصال في حالة وجود أي مستجدات وخرجت مباشرة من هناك لأقابل د.سعد الدين إبراهيم الذي فسر لي ما حدث بأنه نوعا من الغيرة بين الاجهزه بعضها البعض وقلل من حجم ما حدث إلا أنني ظللت علي توجسي حتى قابلت الأستاذ علي سالم الكاتب المعروف وهو كاتب سيناريو الفيلم أثناء مجيئه إلى المركز لاستلام المكافأة التي خصصت له علي تأليف الفيلم وحكيت له ما حدث وتحديدا عن ضيقهم الشديد من الفيلم أني اخشي أن أكون كبش الفداء في هذه القضية انطلاقا من المثل الشعبي الشهير (أن ما قد روش علي الحمار يقدروا على البردعة ) إلا انه هو أيضا طمأنني أكد لي أننا لا نفعل أي خطأ .
بعد هذا اللقاء اتصل بي الرائد طالبا مني الحضور إليه وذهبت إليه بالفعل حيث كان برفقة العقيد وقضيت هناك حوالي الساعتين حيث سألوني عن بعض المعلومات وخاصة ما يتعلق منها بتشجيع المواطنين على استصدار بطاقات انتخابية مشككين بتكاليف هذا الأمر و في قدرتنا علي إنجاز مثل هذا العمل بل ومدعين أيضا أننا استحضرنا هذه الأسماء من المتهم الثاني عشر الذي اعتقدوا أن هذا الأخير أحضرها من عمله في البورصة ولم أعقب علي ما قالوه سواء بالنفي أو بالقبول علي انه كلام لا وزن له ولا صحة له أيضا بل انه من الاستهتار أن نزج باسم مؤسسه حساسة بهذا الشكل في قضية بهذا النوع
.
انصرفت في هذا اليوم وكلي توجس بان شيئا ما سيحدث ولكن لم اكن علي يقين من ذلك وبعد أسبوع اتصل بي الرائد مرة أخرى طالبا عقد الفيلم وذهبت إليه مرة أخرى وفي هذا اليوم وبعد تسليمي العقد لهما سألتهما سؤال مباشر عن سبب هذا الاهتمام المبالغ فيه فقالوا لي ما نصه لا تقلق نحن نفعل ذلك بشكل دوري حول مركز ابن خلدون كل عام وعندما نريد أن نقوم بشيء تقف مؤسسة الرئاسة في طريقنا ويقف الأمر عند هذا الحد واطمانيت من هذه المعلومة وتركت مباحث أمن الدولة وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي ادخل فيها مبني مباحث أمن الدولة قبل تسليمي لنفسي بعد ذلك .
القبض علي د.سعد وبداية التصعيد
وفي يوم 30-6-2000وتحديدا في الساعة الرابعة فجرا عرفت من أحد أقارب المتهم الرابع بخبر القبض علي كل من د.سعد الدين إبراهيم والمتهمة الثانية والمتهم الرابع وبدأت الأحداث تتوالى
لم اعرف ماذا افعل في ذلك اليوم(السبت1يونيه2000 ) ولكني انتظرت قابعا في منزلي حتى الساعة الثانية عشر ظهرا،في ذلك الوقت اتصل بي الرائد وطلب مني الحضور واعتقدت أن أمرا بالقبض علي قد صدر وانهرت اكثر ولكني قررت تسليم نفسي بالفعل وذهبت إلى مبني مباحث أمن الدولة واستقبلني علي الفور الرائد والعقيد في مكتب هذا الأخير وعند ذلك قالوا لي (انك أسديت خدمة جليلة لوطنك بما قدمته لنا من معلومات بما نعتبره إنجازا يحسب لك وسوف نضع في اعتبارنا عند استدعائك للتحقيق معك من جانب النيابة وأنت منذ هذه اللحظة رجلنا الذي نعتمد عليه ونعدك بان نوفر لك كل الإمكانيات إذا تعاونت معنا لخروجك كشاهد مالك ) وهنا وقع في نفسي واحسست أنني بيدي قد آذيت أستاذي دون أن اشعر وبدأت أجهش في البكاء بشدة بسبب إحساسي بالذنب الشديد بسبب هذا الأمر وهنا صرخ في الرائد قائلا بلهجة عامية تحمل معنى"لقد قضي الأمر وقد صدرت الأوامر من أعلى قيادة من اعلي ما يتصور خيالك " وهنا رد العقيد قائلا " تاجر المخدرات لما ببقع الكل يجب أن يبتعد عنه حتى لا يغرقهم معه وأستاذك الذي تتحدث عنه جاسوس يشوه صورة وطنك في الخارج ونحن نعرف عنك وطنيتك هذه ويجب أن تساعدنا في هذا الأمر حتى نستطيع أن نستأصل هذا الجرثومة (يقصد سعد الدين إبراهيم) من المجتمع " وعندما رددت عليه باكيا بأنه أستاذي الذي علمني الكثير رد علي بلهجة حادة " اسمعني يا بني أنا صابر عليك قوي لحد دلوقتي عاوز تشيل معاه القضية شيل بس خلي بالك دي قضية تجسس يعني فيها إعدام ولو عاوز نشيلهالك فلك ما أردت وسوف يحاول هو أن يفعل ذلك أيضا (يقصد سعد الدين إبراهيم ) وهناك ما يقنعنا ويقنعه بذلك فأنت مدير المشروع كما انك الموقع على عقد الفيلم يعني لو عاو زين نلبسك القضية هنلبسهالك أهدى كده يا خالد " وبالفعل بدأت اسألهم عن ما مطلوب مني فوجدت أن الأمر جد خطير
الدور المنوط بي القيام به ومحاولات يائسة لصدهم عن تنفيذ ذلك :
في حديث مطول مع ضباط امن الدولة طلب مني ان اقول الاتي
1-أنني كنت اعمل في مركز ابن خلدون اعتقادا مني انه مركز محترم
2-أنني اكتشفت عكس ذلك عندما وجدت السفير الإسرائيلي وغيره من أعضاء السفارة يترددون بشكل مستمر على المركز .
3-أنني لم اكن اعلم أن هذا المشروع (مشروع التربية السياسية والحقوق الانتخابية) ممول من الاتحاد الأوروبي رغم كوني مدير المشروع !!!!!!!!!!.
4-أن د. سعد كان بالمشاركة مع نادية قاموا بتزوير البطاقات الانتخابية حتى يسهل لهما النصب على الاتحاد الأوروبي.
5- أن المتهم الثاني عشر قام بزيارتي في المركز أحد المرات وكان معه حقيبة عمله وان د. سعد تعرف عليه وعرف وظيفته باعتباره يعمل في البورصة ،وبعد ذلك قام د. سعد بدخول الحجرة التي كان يجلس فيها احمد وخرج ويده خلف ظهره وعلى وجهه بعض علامات الارتباك .وان المتهم الثاني عشر اكتشف بعد ذلك أن هناك بعض ديسكات الكمبيوتر المسجل عليها بعض أسماء المتعاملين في البورصة اختفت منه في مركز ابن خلدون ، وأنني اكتشفت بعد ذلك أن د. سعد هو السارق لها عندما قمت بمراجعة بعض صور البطاقات الانتخابية واكتشفت ذلك عندما وجدت أحد هذه الصور مكتوب اسم أحد هذه الشركات عليها بدلا من اسم المواطن .
6- أنني قمت ،عندما اكتشفت ذلك، بإبلاغ جهاز مباحث أمن الدولة منذ شهر ونصف قبل بدء القضية (تاريخ أول زيارة قمت بها لجهاز مباحث أمن الدولة وتسليمي المراسلات التي تمت بين الاتحاد الأوروبي ومركز ابن خلدون السابق الإشارة إليه).
7- أنني أريد الإبلاغ عن هيئة أخرى غير مركز ابن خلدون ولكنها تابعه له وتحديدا تابعه للدكتور سعد الدين إبراهيم في أنها تعمل في مشروع مشابه وان هذا المشروع يتلقى أموالا من الاتحاد الأوروبي كما انه يقوم بالنصب على الاتحاد الأوروبي بذات الطريقة الخلد ونية .
8- أن سعد هو الذي أجبرك علي التوقيع علي عقد إنتاج الفيلم ورغم أن ميزانية الفيلم رغم ما حدد لها من مبلغ 20 ألف دولار فان د.سعد خصص للفيلم فقط مبلغ 30 ألف جنيه واجبرني علي فعل ذلك حتى يتمكن من الاستيلاء على أموال الاتحاد الأوروبي .وانه قد انتوى أيضا أن يقوم بترجمة هذا الفيلم إلى اللغة الإنجليزية حتى يرسله إلى الجهات الدولية .
9- انهم سوف يكونون معي أثناء تحقيقات النيابة حتى يقوموا بمساعدتي فيما أقول .
عند هنا انتهت أوامر مباحث أمن الدولة يوم السبت الموافق 1-7-2000 وبدأت في مناقشة بعضها كالتالي :
ا- أن الحديث عن بطاقات انتخابية مزوره لا علم لي بها من قريب أو بعيد وان الذي تتحدثون عنها هي صور لبطاقات وليست أصول وبالتالي فان إثبات تزويرها يتطلب أولا أن تكون أصول واثبات وهميتها يفترض أن تكون قد قمتم بمراجعة الأقسام التي صدرت منها ،
وقد ردوا علي في ذلك أننا قمت بإثبات ذلك بمراجعة الأقسام الصادر منها هذه البطاقات وان التزوير تزوير سواء في أصول أو حتى صور .
ب – انه من غير اللائق أن يقال عني أنا خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أنني لا اعرف أن هذا المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي فالقاصي والداني يعرفون أن مركز ابن خلدون يمول تمويلا أجنبيا وبالتالي فانه من العيب أن يقال عن مدير مشروع التربية السياسية والحقوق الانتخابية انه لا يعرف أن هذا المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي وان لا يعرف أيضا أن هذا المشروع تم كجزء من اتفاقية الشراكة الأوروبية المتوسطية والتي وافقت فيها الحكومة المصرية علي تمويل هذا الأول مؤسسات المجتمع المدني في مصر .
وكان ردهم في ذلك أننا نهدف من وراء ذلك إلى إبعادك عن تهمة تلقي أموال من دول أجنبية دون ترخيص من الحاكم العسكري وان ذلك لن يضيرك في شئ .
ج – انه من الصعب أيضا أن توجه تهمة النصب إلي د.سعد بسبب قيامه بتزوير بطاقات انتخابية في حين أن الذي قام بهذا التزوير إذا حدث فعلا هم المتعاملين مع مركز ابن خلدون باستثناء كل من المتهمين الحادي عشر والثاني عشر (الذي قام بالتوقيع مجاملة لشخصي وتسهيلا للإجراءات البيروقراطية البطيئة في مركز ابن خلدون نيابة عن المتهم الثالث عشر الذي كان عازما على استصدار بطاقة عائلية بعد زواجه والذي كان مزمع عقده خلال أيام بدلا من بطاقته الشخصية التي تلفت ) والمتهم الحادي عشر (والذي قام بالتوقيع علي ما يفيد استصداره لبطاقات انتخابية من مدينة المنصورة والتي قمت أنا شخصيا بالأشراف المباشر علي بعض الشباب المتعاملين مع المركز من مدينة المنصورة (حوالي15 شاب) وكنت أقوم بدفع المقابل المادي لجهدهم هذا من جيبي الخاص وكان يصعب أن يقوم هؤلاء جميعهم بالمجيء إلى المركز من المنصورة من اجل مبلغ مالي بسيط قد لا يتعدى المائة والخمسين جنيها وكان يصعب علي إداريا التوقيع علي ما يفيد استصداري أنا شخصيا لبطاقات انتخابية للمواطنين في مركز المنصورة فاستعنت بأحد الأصدقاء كي يقوم بذلك مجاملة لشخصي وفي كل فان هذا الأمر لا يعدو أن يكون تسوياك إدارية من حقي كمنسق أن أقوم بها )وبالتالي فان هذه صور البطاقات تحديدا هي اكثر الصور ثقة في صحتها وعدم وهميتها .
وفي ردهم علي ذلك أكدوا انه لذلك ومن اجل ذلك فقط نريدك أن تقول أن هذه البطاقات الذي أتى بها هو سعد الدين إبراهيم شخصيا من اجل قيام القضية وإنقاذ أصدقاءك أيضا الذي ثبت اشتراكهم في التزوير وما فعلته أنت أيضا ثبت تزويره .
د – أن القصة المحبوكة حول ديسك البورصة لا نستطيع بأي شكل من الأشكال إثبات صحة أحداثها ولا اعرف أين مصدرها فأولا يجب عليكم أن تفرقوا بين شركة أوراق مالية وهي أحد الشركات المتعاملة مع البورصة ، وشركة لإدارة صناديق الاستثمار حيث لا علاقة لهم بالبورصة والمتهم الثاني عشر يعمل في الثانية وليس في الأولى وبالتالي فلا علاقة له بالبورصة من قريب أو بعيد ثم أن البورصة يكفيها ما هي فيه من وهن فهي لا تتحمل إشاعات أخرى ، كما انه من الصعب كل الصعوبة أن نتخيل عالم اجتماع سياسي مرموق مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم يقوم بسرقة ديسك بهذا الشكل المضحك ، ثم أين هذه البطاقة التي كتب بدلا من اسم المواطن اسم شركة للأوراق المالية.
وهنا كان ردهم أن ابن ( كلمة بذيئة) يستطيع أن يقوم بكل شئ وأي شئ وما عليك إلا تلتزم بمحضر التحريات الذي قمنا به ففي اتساق ما تقوله مع ما قمنا به من تحريات يساعدك علي الخروج كشاهد مالك ( لاحظت شبه اقتناع بما قلته) وعن البطاقة التي كتب عليها اسم شركة قل انك عرضتها علي الدكتور سعد فقام بتقطيعها ضاحكا .
ه – انه بخصوص هيئة دعم الناخبات فإنني ليس عندي معلومات كافية تمكني من الإبلاغ عنها وبالتالي فان أي معلومات سوف أقوم بالإدلاء بها هي في حكم المعلومات العامة المشوشة وغير الدقيقة .
وكان ردهم في ذلك لا تقلق من موضوع المعلومات فقط قل أنها تعمل في مشروع مشابه لمشروع مركز ابن خلدون وأنا أتشكك في نشاطها ولا تضف أي شي بعد ذلك فذلك يكفي .
و- وعن الفيلم قلت لهم أننا ينبغي أن نضع في أذهاننا أن الفيلم لم ينته بعد حتى الآن وبالتالي فان المبلغ الموجود قيمته في عقد الفيلم والاختلاف بينه وبين المرصود له في عقد الاتحاد الأوروبي مع المركز من الممكن أن تكون هناك أشياء أخرى ما زالت تحتاج إلى مصاريف إضافة إلى مبلغ ال30 ألف جنيه ، كما أنني ليس لدي أي معلومة حول نية د. سعد في ترجمة الفيلم إلى لغات أجنبية .
وفي ذلك كان ردهم أن المتبقي من قيمة الفيلم الحقيقية كثير بالمقارنة بالرتوش النهائية في الفيلم ، وإذا كنت أنت ليست لديك معلومات حول نيته في ترجمة الفيلم إلى الإنجليزية .
ز- أما عن وجودهم معي اثنا تحقيقات النيابة فقد كنت متيقنا من هذا الوجود خاصة وأنني جديد العهد في تحقيقات النيابة ، وقد واطمانيت من انه حتى لو نسيت شي فسوف يقومون هم بتذكيري إياه .
في منزل د.سعد الصدمة الاولي :
وهنا انتهي اليوم بعد حوالي الخمس ساعات من النقاش وقبعت معهم في مكتب ضباط قسم الفكر والاعلام بمباحث امن الدولة ،الا انه وفي الثاني (يوم الاحد )طلبت من العقيد المغادره حيث ان اهلي لا يعرفون مكاني حتي الان كما ان تليفوني المحمول قد تركته علي باب الجهاز ، وهنا وافق علي السماح لي بالمغادرة بصحبة مخبر يمشي خلفي في موتوسيكل بشرط ان اقوم بالذهاب الي منزل د.سعد لكي اري ماذا يحدث هناك ، وقد وافقت علي ذلك على اعتبار ان ذلك فرصة استطيع من خلالها معرفة ماذا يجري بالخارج وهل استطيع الافلات من هذا المين المنصوب لشخصي ولمركز ابن خلدون .وهنا قال لي العقيد بلهجه حاده (يا خالد أي محاوله للهرب قد تعرضك للخطر وانا انتظرك هنا الساعه الثالثه ظهرا ) بدات اولا بالذهاب الي منزلي لاحاطة اهلي علما بما يحدث ثم بدأت في الاتصال ببعض العاملين في مجال حقوق الإنسان لكي استفسر منهم عن الوضع كما يروه فكان الاتصال الأول الذي أكد لي ضرورة أن تنفي كل التهم وتتحدث باختصار وتؤكد علي انك موظف تأتمر بأوامر رؤسائك ، إلا أنني فوجئت انهم يعاتبونني علي استمراري في العمل مع مركز ابن خلدون كل هذه الفترة رغم معرفتك بعلامات الاستفهام والتعجب الموجودة حوله ، ولم يخرج الاتصال الثاني والثالث عن هذا المعني مع تاكيدهم أن القضية تافهة فلا يوجد تزوير ولا مخالفة لقرار الحاكم العسكري ولا حتى نصب ، حيث أن الحكومة المصرية ليست حريصة علي أموال الاتحاد الأوروبي اكثر من الاتحاد نفسه .،ثم قمت في حوالي الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الأحد بطلب مقابلة د. باربارا إبراهيم وابنتها وابنها وزوج ابنتها (بناءا علي اوامر العقيد ورغبة مني في ايجاد مخرج من هذه الازمة )ووافقوا علي طلبي هذا وذهبت إليهم في منزلهم ، وتحدثت معهم حول بعض الأمور الخاصة ببعض الأمور داخل المشروع الذي اشغل منصب منسقه العام وتحديدا حول المطبوعات والأفلام والندوات والبطاقات وتشككي من بعض الأشياء الخاصة بنتائج هذا المشروع ( اقصد تحديدا ما عرفته من العقيد والرائد من أمر تزوير البطاقات )لمدة حوالي الخمسة دقائق اعتذروا لي بعدها حيث انهم مرتبطين بموعد في مكان آخر( وعلى العموم اذهب أنت يا خالد إلى النيابة وابحث لك عن محام وقل كل حاجه)هكذا قالوا. ذهبت بعد ذلك للالتقاء ببعض العاملين في مركز ابن خلدون لكي أناقشهم في الأمر فما كان منهم إلا أن قالوا في صوت رجل واحد ( ما دام الحل كما تصوروه من تحدثوا معك في منزل د. سعد ، فلا مانع فقد اختاروا أن يحاول أن ينجوا من السفينة كل من يبادر بالقفز أولا .
لا شك في أن وجود اثنين من اعز أصدقائي كمتهمين في القضية وهما المتهم الحادي عشر والثاني عشر كانا من العوامل الهامة في البحث عن طوق نجاه مشترك أحاول أن أدبره بأية وسيلة لهم ولي في حالة أن قذف بهذا الطوق أي طرف . ولكني مع ذلك قررت أن انتظر حتى النهاية لأرى كيف تسير الأحداث .
العقيد :احضر فورا يا خالد :
وهنا اتصل بي العقيد وطلب مني الحضور مرة اخري وتوجهت علي الفور فقد كنت ادرك اهمية الاستجابه السريعه خاصة عندما كنت انظر خلفي واجد الموتوسيكل وهو يرقبني من بعيد ،وهناك وجدته في حجرته يجلس منفردا ورحب بي وقال لي ما الأخبار ؟
فقلت له : لا جديد ، فلم اقض معهم من الوقت (اقصد عائلة د. سعد )سوى الخمس دقائق فقد كانوا على عجله من امرهم .
وغادرت مكتبه لكي اجلس في الحجرة المجاوره وفي حوالي الساعة التاسعة مساءا استدعاني العقيد الي مكتبه حيث وجدته ورائد اخر وكان معهم محام ( لا أتذكر اسمه ) وبدا في توجيهي لما يجب أن أقوله في تحقيقات النيابة وهنا بدأت بعض معالم الخدعة تتضح حيث قلت له أثناء حديثه لي ، عموما لا تقلق عما سأقوله فقد وعدني العقيد بأنه سيكون معي أثناء التحقيقات ، وهنا ابتسم المحامي وقال لي ( لا يا بطل أنت سوف تكون وحدك ولن يكون معك سوي المحقق فقط ، وهنا ظهرت علي وجوه المشاركين في الحديث علامات القلق وبداوا في تطميني بأنني أن التزمت بما أملوه علي فلن يضيرني شئ .
وانصرف المحامي وجلست مع السادة وبدأت أتوجس خيفة ،وذاد توجسي هذا عندما طلبوا مني تليفون المتهم الثاني عشر حتى يتمكنوا من إحضاره هو أيضا ( احمد عطا كان يقيم في ذات الشقة التي أقيم قيها ) كما طلبوا مني تليفون المتهم الثاني عشر وهنا بدأت في استشعار الخطر ،فقلت لهم أنكم قلتم لي أن أصدقائي لن يمسوا فقال لي العقيد ( أن موقفهم مثل موقفك تماما ،مجرد بعض الأقوال وسوف يغادروا معك ) وهنا طلبت منهم ألا يقوموا بذلك ويتركوا لي أمر المتهم الثاني عشر فاستجاب وذهب معي بسيارته الخاصة رائد ثالث إلى شقتي وقمت بتطمين المتمهم الثاني عشر ورغم توجسي الشديد وريبتي فيهم فهم كما قال لي بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان قوم لا عهد لهم ،وأحضرناه معنا وذلك عكس ما جاء في محضر الضابط محرر محضر القبض علينا من انه قام بالاتصال به علي تليفونه المحمول وأتى بعد ذلك ، ثم قاموا في حدود الساعة الواحدة مساءا بالاتصال بالمتهم الحادي عشر وطلبوا منه الحضور غدا صباحا ( الاثنين 3-7-2000) .
وبت هذه الليله ايضا أنا والمتهم الثاني عشر في حجرة ضباط قسم الفكر والأعلام بجهاز مباحث أمن الدولة وقد بات معنا في هذا اليوم احد ضباط امن الدولة ولم نجد مكانا للنوم واضطررنا قضاء ليلتنا الأولى جالسين.
قصة المحامي المشهور:
وفي الصباح الباكر حضر إلينا المتهم الحادي عشر من المنصورة وبدأت الجو يتلبد ففجأة دعاني العقيد وبدا يؤكد لي علي السيناريو المقترح في التحقيقات واستجبت له بل وبدا في تلقين كل من المتهمين الحادي عشر والثاني عشر ، ثم بعد حوالي النصف ساعة طلب مني العقيد عدم الإتيان بمحامي لان الجهاز سيحضر لك محامي معروف للدفاع عنك ، وبعد حوالي نصف ساعة أخرى طلب مني الاتصال بوالدي حتى يحضر لي محامي ، وبالفعل قمت بالاتصال بوالدي من تليفون العقيد ووعدني بإحضار محامي ، ثم بعد نصف ساعة أخرى اخبرني بان المحامي المشهور سوف يحضر للدفاع عنك ، وكنت اعرف هذا الشخص باعتبارهم أحد المحامين المتقنفذين في الدولة وله ثقله ومن الممكن أن ينجح في الدفاع عني ، ولكني لاحظت أن هناك قدرا كبيرا من التوتر والتردد لدي العقيد وضباطه ، حيث يبدو أن هناك شيئا ما يحدث وضعهم في مأزق لا يستطيعون التصرف فيه هل يلجأ ون إلى أسلوب متابعة التلفيق الذي بدأوا فيه ، أم أن هناك جهات أخرى بدأت في الضغط من اجل لملمة القضية وعدم فتح أبواب جديدة فيها ، وفي كل فقد بات في التيقظ بعض الشيء وحاولت التبرم مما سيقولونه لي أو إملاؤه علي ودعاني العقيد إلى مكتبه أنا والمتهم الثاني عشر وبدا في إعادة تلقين المتهم الثاني عشر ما سبق أجملته إلا أنه كان يصر علي عدم رغبته في الإدلاء بهذه الأقوال ، وأثناء هذا الحوار حدث اتصال تليفوني بين شخص ما والعقيد وتحدثت في هذه الأثناء معه وقلت له جاريه حتى نخرج منها ونتصرف ، ووضع السماعة العقيد ، ونظر إلى نظرة غضب قائلا ( بص يا بني انت وهو مش نسمح أن أي حد يبوظ القضية أنا سمعتك وأنت بتقوله إننا سنتصرف لكن لو حدث أي شئ عكس ما أقوله مش هرحمكم وأنت بالذات "يقصد شخصي" اعقلوا كده واعرفوا انتم فين ) وهنا قلت له نافيا ما حدث أننا نتحدث في موضوع آخر واقتنع الرجل وخرجت خارج مكتبه وبدأت اطمأن أن المسلسل يسير في عكس مصلحتي ، واتصل بي أحد الزملاء علي تليفوني المحمول الذي كان معي في ذلك الوقت ،وأطلعته علي الموقف وأكدت له أننا نتعرض لضغوط وتهديدات ، أرجو أن تتصل بأكبر قدر من محامين منظمات حقوق الإنسان لكي يحضروا للدفاع عنا ، وبعد هذه المكالمة شاهدت داخلا حجرة العقيد التي كنت اقف علي بابه هذا المحامي المشهور وأحسست أن في الأمر علاقة بي ، وبعد حوالي النصف ساعة تم دعوتي لحضور هذا اللقاء ، وهنا تحدث العقيد قائلا (يا خالد الأستاذ تبرع للدفاع عنك عندما علم بوطنيتك وتبرمك من سعد الدين إبراهيم وانك ليست لك أي علاقة من قريب أو بعيد بهذا الشخص وقد وعدنا بإخراجك من هذه القضية كشاهد مالك ، وهنا بدأت في الحديث شاكرا المحامي وموضحا له ما حدث معي منهم في انهم وعدوني أن أكون شاهد فقط ، والآن يتحدثون معي كمتهم ،وهنا ثار العقيد وكاد ان يهجم علي وقال لي ( بص يا بني انت فاكر احنا ناسيين أنت جيت لنا ازاي مع المتهم العاشر صاحب المطبعة أنت كنت ناسي افكرك ، حيث كان يمكن لنا في هذا اليوم نلبسك قضية لوحدك وأنت لحد دلوقتي ممكن تلبسها لو عاوز اعقل كده ومتخلناش نلبسلك الوش التاني) وهنا بدا السيد المحامي في الحديث ( شوف يا خالد الاخوة متعاونين معاك جدا وقالوا لي عنك انك قوي جدا لكن ما أراه الان عكس ذلك ، أن القوة التي حدثوني عنها فيك كانت الدافع وراء حضوري للدفاع عنك ، أما الان فاني أفكر في تغيير موقفي ) وهنا سألني مندهشا ( أنت خريج ايه يا خالد ؟ ) أجبته ( اقتصاد وعلوم سياسية ) فابتسم قائلا( طب مش عيب إن واحد خريج كلية محترمة مثل هذه أن يفكر بهذا الأسلوب أنت فاكر أن القضية قضية بطاقات انتخابية مزوره ) وهنا رد العقيد ( يا بيه دي مش بطاقات دي صور ) وهنا ابتسم مرة أخرى قائلا( كمان يعني أنت عندك اعتقاد أن قضية تافهه مثل هذه يقوم بالتصدي لها جهاز في ثقل جهاز مباحث أمن الدولة ، وتقوم بالتحقيق فيها نيابة أمن الدولة ثم تحال بعد ذلك إلى محكمة أمن الدولة ، يا خالد دي آخرها محكمة جنح في أحد الأزقة " وذلك علي حد قوله" اعقل وبلاش تهور وافعل ما يقولوه لك سيادة العقيد وأنا سوف أقوم بالدفاع عنك وإخراجك من هذه القضية ) وهنا بدأت في الهدوء قليلا رغم قلقي من تهديدات العقيد المتكررة ، وخرجت من المكتب بناءا علي طلب العقيد ووقفت بالخارج حتى انتهى اللقاء بينهما بعد اكثر من حوالي الساعة ، وعموما انتظرت لحظة الترحيل إلى مبني نيابة أمن الدولة لبدا التحقيق وتحدثت مع أصدقائي عن خطتي علي أساس انه لو حضر هذا المحامي فلن يكون بإمكاني رفضه حتى لا أتعرض للأذى ، وسوف أقوم برفض المحامي الذي حدثني والدي عن إرساله لي وهو الأستاذ / احمد سيف الإسلام ،تجنبا لغضبة الجهاز الأمني أن علم من محامي امن الدولة قبولي لمحام آخر معه خاصة وأنني سوف أكون في قبضتهم وهنا إمكانية تعرضي لآذاهم أن لم اتعاون معهم وذلك حسب تهديدهم لي قبل ذهابي للتحقيقات ، ولا استطيع ان اخفي رغبتي في امكانية ان يفي هذا المحامي بما وعدني به بالخروج كشاهد مالك ، وفي حالة عدم حضوره فانها سوف تكون فرصة مناسبة للتبرم من كل ما املوه علي وفي ذات الوقت فانهم سوف لا يحاطون علما بما قلته في التحقيقات علي اعتبار ان محضر التحقيقات معي سوف يكون سرا بيني وبين نيابة امن الدولة ومحامي اسرتي ، او هكذا كنت اعتقد ، وبالتالي فسوف اتمكن من تضليلهم باقوال لم اقلها ترضيهم .
ووصلنا الي مبني نيابة امن الدولة ( انا والمتهم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ) وتم توزيعهم علي محققين مختلفين وجلست وحدي خارج غرف التحقيقات ، منتظرا أي شخص يحضر ، وفي الساعة الثامنه والنصف مساءا حضر السيد /المحامي وجلس معي خارج غرفة التحقيق ، وبدا في التاكيد علي بان اقول ما سبق ان قيل في مباحث امن الدولة والا احيد عنه ، ولا تتردد في القاء كل شئ واي شئ عليه واضمن لك ان تكون شاهد مالك ، ودخلنا غرفة التحقيقات الساعة التاسعة مساءا وعرفني السيد / المحقق علي نفسه باعتباره وكيل النيابة الذي يباشر معي التحقيقات ، وبدا في اسلوب الوقيعه ،الذي عرفت بعد ذلك ان الاسلوب المتبع دائما في نيابة امن الدولة، بان ادعي ان كل من د. سعد والمتهمة الثانية القوا عليك كل التهم وما عليك الا ان تبرا ساحتك بان تقول كل شئ عنهم، فقلت له نصا ( لقد تناقشت مع مباحث امن الدولة فيما ساقوله ، وقد اكدوا لي علي وضعي كشاهد ملك في هذه القضية، لذا ارجو معاملتي بهذه الصفة ) وهنا تحول لهجة السيد المحقق الي لهجة الاخ الاكبر الناصح الامين!!!!!!! وقال لي ( لا ينبغي ان تقول ذلك فانت باحث ولك مصداقيتك في المجتمع ولا ينبغي ان بقال عنك انك مرشد ، فهذا سوف يؤثر علي مستقبلك ) ، فسالته وهل لو لم اقل ذلك تضمن لي الخروج من هذه القضية ) فاجابني ( اضمن لك ) وهنا اتجهت سائلا السيد المحامي فاوما لي براسه وقال لي من الافضل (ان تتبع كلام السيد المحقق) ثم خرج السيد /المحقق وعاد بعد حوالي الساعة وبدا التحقيق ، بعمل المقدمة الموجوده في محضر التحقيقات ، وعندما وجه لي تهمة تلقي اموالا من دول اجنبيه بهدف تهديد الامن القومي ، توجه لي السيد المحامي قائلا(خلي بالك من هذا الاتهام تحديدا لان عقوبته وحده هو الاعدام ) وهنا ذهلت ، ما الذي يحدث؟ أي اعدام ؟ ولاي شخص؟ ومن اجل ماذا ؟ وبدات في البكاء واجهشت حتى قال لي المحامي ( متقلقش انا معاك ارمي كل حاجه عليه"يقصد سعد الدين ابراهيم" وانا هتصرف ) وطلب المحامي تسجيل كلمة في محضر التحقيق والموضحه مختصره في محصر التحقيقات ، وهنا طلبت منه ان يسجل انه متبرع للدفاع عني ومبررا ذلك بانه رغبتي في توضيح انني لست من اصحاب الثروات حتى استعين بمحامي في ثقل هذا المحامي ، واستجاب وبدات التحقيقات وفي حوالي الساعة الحادية عشر حضر محامي اهلي السيد/ احمد سيف الاسلام ، وهو بالمناسبه يعتبر احد المدافعين عن قضايا حقوق الانسان في مصر والعالم العربي من مركز المساعدة القانونية وكنت اتمني ان يكون معي في المحاكمة هذه لولا سفره للخارج ، وعرفني بنفسه بانه محامي من قبل اهلي فنظرت للسيد المحامي فاوما لي بالرفض وهنا احب ان اشير الي نقطه هامه تحدث معي فيها السيد احمد سيف الاسلام لاحقا بعد خروجنا من الحبس الاحتياطي وهو ان كل المحامين العاملين في مجال حقوق الانسان منعوا لحوالي الساعتين من دخول مبنى نيابة امن الدولة بواسطة الامن ، وسمح فقط للسيد المحامي المعروف بالصعود .
وتابعت التحقيقات ، وكنت من ان لاخر اذكر السيد المحقق بالواقعة الحقيقية والواقعه كما تريدها مباحث امن الدولة ، وهنا اذكر انه عندما سالني عن المخالفات وتوقيت معرفتي بها ، فقلت له لا اعرف بماذا تقصد بالمخالفات ، فقال لي التزوير والنصب وخلافه ، فسالته عما ينبغي ان اقوله ؟ فقال لي من الممكن ان تذكر تاريخ معرفتك بهذه المخالفات منذ شهر ونصف ، فهذا قد يعزز من موقفك علي اعتبار ان محضر تحريات مباحث امن الدولة يشير انه رصد هذه المخالفات منذ شهر ونصف ، وبالتالي فان ذلك قد يعزز الاتساق بين اقوالك والتحريات ، فوافقت ، واذكر هنا انه عندما بدا الحديث عن الفيلم ، اشرت للمحقق انه من الصعب ان اتبرا من الفيلم وانا الموقع على عقده كما انه فيلم الي كبير يتحدث بشكل بناء عن العملية الانتخابية ، الا ان السيد المحقق اكد لي لنه ينبغي تيرمك من أي شئ وكل شئ وهو ما وافق عليه السيد المحامي المعروف ، فوافقت ، رغم عدم اقتناعي ، ولكن ما الحيلة امام هذا الثنائي المتكامل ،المحقق والمحامي.
وفي حوالي الساعة الثانية مساءا غادر السيد / المحامي واخبرني بانه سيرسل لي احد مساعديه وهو وبالفعل وصل هذا الاخير في الساعة الثالثة فجرا ، وتتابعت التحقيقات حتى الساعة الخامسة فجرا ، وتم تاجيلها الي الساعه الرابعه عصر ذات اليوم ، وخرجت من حجرة التحقيقات ولم اعرف انه قد صدر قرار ضدي بحبسي لمدة 15 يوم علي ذمة القضية ، في حين عرفت ان باقي المتهمين جميعهم قد صدر قرار بحبسهم لمدة 15 يوم وهو ما احزنني بشدة ، وبدات في توقع ما قد يحدث لي . وحضرت سيارة الترحيلات فاخذت باقي المتهمين وتركتني ، وحضر ميكروباص واخذني في حدود الساعة السابعه صباحا الي مقر مباحث امن الدولة ، ووقفت لمدة ساعتين في طرقة بين زنازين لا ظوغلي ، وفي الساعة التاسعة صباحا ، ارسل في طلبي العقيد وسالني عن ما قلته فأحبته واثناء اجابتي اتصل بالسيد /المحامي المعروف وساله عن ما فعلت ، بعدها طلب مني العقيد الاختصار وبالفعل حدث .
وهنا ينبغي ذكر هذه القصة ،فعندما طلب مني ذكر بعض الاشياء عن السفير الاسرائيلي وعلاقته بالمركز ، والفيلم المشترك الذي قيل ان المركز سينتجه مع السفارة االاسرائيلية عن تعذيب الاسري الاسرائيليين في حرب 1973 ، اهملت هذه الامور علي اعتبار ان السيد المحقق لم يطلب مني ذكرها ، والسيد المحامي لم يعرف عنها شيئا ، كما ان هذه المعلومات هي من الفجاجه بما كان ، وتهينني قبل ان تهين مركز ابن خلدون والدكتور سعد الدين ابراهيم ، الا انني فوجئت بالصحافة في اليوم التالي للتحقيقات معي تنشر هذه القصص على لساني ، فكيف يكون ذلك ؟
في اليوم الرابع صرخت في نفسي :اتركوني انام :
في هذا اليوم كنت قد اتممت اربعة ايام بلا نوم منذ يوم الجمعه وحتى يومي هذا الاثنبن ، وبدات في اعداد نفسي للنوم حيث ان ميعاد عرضي علي النيابة سوف يكون في الرابعة مساءا كما حدد لي ، الا انني فوجئت انه في الساعة العاشرة صباحا يقولون اعد نفسك فستخرج الان الي النيابة ، وبالفعل كنت هناك في حوالي الحادية عشر الا انني فوجئت بان مساعد المحامي المعروف في انتظاري دون ان اتصل به ، وبدات التحقيقات ، وكان تهوري قد بدا في الهدوء ، وبدات الدفاع عن بعض الاشياء التي قام بها المركز والتي لم اجد من النيابة معارضة في ذلك وخاصة الجزء المتعلق بالفيلم فبعد ان كنت في اليوم الاول من التحقيقات اتبرا منه وادعي انني مجرد منفذ لاوامر سعد الدين ابراهيم بدات في الحديث عنه بان الفيلم به نقد بناء يتناول الايجابيات والسلبيات ، الا انه بتتابع التحقيقات بدات علامات النوم تظهر علي ، بل انني نمت فعلا وطلبت من السيد المحقق مشكورا ان يقوم بالاجابة علي الاسئلة مستوحيا مما سبق وذكرته في بداية التحقيقات وقد استجاب علي الفور !!!!!!! ولكن المثير والطريف في الامر انني عندما استدرت للحديث مع المحامي وتنبيهه باني نائم واخشى ان تخرج بعض الكلمات غير الدقيقه مني اثناء نومي ، وجدته هو الاخر في حالة سبات عميق ، وبعد حوالي الساعتين من اجابات السيد المحقق علي اسئلته !!!! انهي التحقيق بحجة ان حالتي لا تسمح بالتحقيق معي وكانت الساعة حوالي السادسة مساءا الا انني طلبت منه ان يسمح لي بالنوم في أي مكان حيث انهم في مباحث امن الدولة لا يسمحون لي بالنوم ، فقال لي وبشكل واضح "لا تكرر هذا الكلام مرة اخري حتى لا تعرض نفسك للازي وعموما انا ساتحدث معهم حتي يسمحوا لك بالنوم ، وهنا خرجت خارج حجرة التحقيقات لاجد والدي واخي وهو طبيب واشتكيت لهذا الاخير من رفض معدتي لاي نوع من الاطعمه لليوم الرابع علي التوالي وعدم سماح المحققين سواء في مباحث او نيابة امن الدوله لي بالنوم ، وهنا اعطاني اخي بعض من الحبوب المنومه ، وذهبت الي لاظوغلي ، واستقبلني العقيد وكانت الساعه حوالي الثامنه مساءا ، فجلست معه ورجوته ان يسمح لي بالنوم ولو لساعة،فانا تحت تاثير حبوب منومه ، فاجابني بانه سيعرف مني بعض الاشياء ثم بعد ذلك سيسمح لي بالنوم ،وامتدت الجلسه معه حتى الساعة الحادية عشر مساءا ، سمح لي بعدها بالذهاب الي الحجرة المجاوره من اجل ان انام ، ولكن بعد نصف ساعة حضر احد الضباط طالبا مني التوجه الي حجرة العقيد المسئول عن ملف اسرائيل وجلست معه وبدا في النقاش معي حول بعض الامور المتعلقه بوجهة نظر المركز في عملية السلام ، وعن علاقة د. سعد بجماعات السلام في اسرائيل وبالفعل بدات في الحديث الا انني نبهته الي انني تحت تاثير المنوم الا انه طلب مني الصبر حتي ننتهي من الحديث ، واستمر الحديث حتي الساعة السادسه صباحا ، سمح لي بعد بالنوم لمدة ساعة في طرقة بين المكاتب وقمت من نومي الساعة السابعة بناءا علي ايقاظه لي بحجة الاستعداد للذهاب للتحقيق ، وتوجهت مرة اخري للنيابة في حدود الساعة التاسعة صباحا وتابعت التحقيقات وواصلت بعض التراجعات التي كنت قد بداتها بالامس ومنعها عني النوم وخاصة ما يتعلق بموضوع الفيلم ، ولكني في هذه المرة كنت وحدي وبدون محامي حيث غاب الاستاذ مساعد المحامي المعروف ، وانتهت التحقيقات في حدود الساعة الرابعه عصرا وصدر قرار بحبسي لمدة 15 يوم وتوجهت مرة اخري بعد ان اطماننت الي مصيري وامكانية خلودي للراحة والنوم الا انه بمجرد وصولي الي لاظوغلي تم تعصيب عيناي وتم صفعي مرتين علي القفا ، ثم ركلي بالشلوط وسمعت صوتا لا اعرفه يقول (عشان تبطل تتلامض في التحقيقات وتقول دا نقد بناء( يبدو انه كان يقصد دفاعي في نهاية التحقيقات عن الفيلم) .
ونزلت لاول مرة بصحبة المتهم الرابع الي الزنزانه وهناك عرفت ان الامر انتهي وعلي محاولة التعاطي مع الموقف ، وتم ترحيلنا يوم الخميس الي سجن استقبال طره .
قصة ما يسمي بانسحاب المحامي المعروف
مكثت في السجن حوالي الاسبوعين ، خلالها عرفت من الصحف ان السيد المحامي المعروف انسحب من الدفاع عني وان السبب في ذلك يرجع لكوني علي حد قوله عميل للامن !!!!!! وذهلت من ذلك فكيف بالرجل الذي احضرته مباحث امن الدوله للدفاع عني يقول عني ذلك وكيف ينسحب عني وقد وعدني بالا ينسحب الا اذا ثبت تورطي في التخابر لصالح دولة اجنبية ،ولكن حللت الامر علي اساس ان اللعبة قد تمت وان الدور المنوط به قد انتهي وبالتالي فانه من الممكن في حالة خروجي ان اسبقه في فضح علاقته بالاجهزه الامنية خاصة انه محامي وينتوي الترشيح لانتخابات مجلس الشعب كمستقل عن الحزب الوطني ، وبالتالي فان هذه العلاقه من الممكن ان تؤثر عليه بين ناخبيه الا انه في ذات الوقت قد ضمن ترشيح الامن له وتسهيلهم لفوزه في انتخابات مجلس الشعب ، وقد كان .
ليته سكت :
قبل اليوم المحدد للتحقيق حضر الي العقيد ، وبدات خيوط اللعبه تتضح اكثر ، حيث بادرني بالقول ، لقد راينا وضعك هنا تحت حراستنا حتى نضمن امنك الشخصي ، وخلي بالك يا خالد ولا انت ولا اهلك حمل بهدلة ، فتقبلت الكلام على هذا الاساس وسكت ، وتمنيت ان يسكت هو ايضا ، الا انه بادرني بالقول ، انهم قاموا بتفتيش مركز ابن خلدون بالامس وعثروا به علي بعض الاوراق الخاصة ببعض المشاريع الاخري بالمركز وهي خاصة بتعاون المركز مع حلف الناتو وجامعة حيفا في اسرائيل وشركة امريكية تعمل في مجال مراقبة الجودة تقوم ببحث عن بعض المصانع المصرية في العاشر من رمضان و6 اكتوبر ، فبادرته بان هذه المشاريع لا اعرف عنها شيئا وهنا قال لي ( مايهمكش احنا هنساعدك) وبدا في مدي ببعض المعلومات عن مشروع حلف الناتو ومشروع اسرائيل والشركة الامريكية ، وانتهي اللقاء بتاكيده لي انه عندما يسالك المحقق هل لديك اقوال اخري قل له نعم لدي عن كذا وكذا .
صعدت الي زنزانتي حيث زملائي في القضية(المتهم الحادي عشر والثاني عشر بالاضافة الي العاشر،) ، فحكيت لهم ما جري بيني وبين العقيد ،ونصحوني جميعا بالامتناع عن الابلاغ عن أي شئ لان ذلك قد يطيل مدة حبسنا ويكفي ما حدث لنا منهم ، وهنا قررت عدم الحديث في أي موضوع .
ذروة التحالف بين الجهازين :
وبالفعل ذهبت الي النيابة في اليوم التالي وزملائي معي وهم يؤكدون علي بعدم الحديث في أي موضوع اضافي ويكفي ذلك ، وعندما دخلت غرفة التحقيق سالني السيد المحقق ،الساعة30ر 12 هل لديك اقوال اخرى فاحبت بالنفي ، وخرجت لاجلس مع اهلي منتظرا سيارة الترحيلات حتي تعيدني الي محبسي ، ولكن حدث التالي:
في الساعة الواحده حضر لي خارج غرفة التحقيقات السيد :المحقق وامر بسرعة فك قيدي(الكلبشات) واخذني في الطابق الذي يسبق طابقه ، وهو في الطريق ، اكد لي علي اهمية تمسكي باقوالي وعدم التراجع عنها فانت ستقابل السيد المستشار ،و لم اعرف من هو هذا المستشار .
ورحت اسئله أي مستشار فقال لي المحامي العام الاول ، وهنا دخلت مكتب فخيم وجدت شخص يجلس علي مكتب كبير استقبلني استقبالا حيدا ، وقد تاكدت من شخصيته علي اعتبار انني رايت صورته اكثر من مرة في الصحف .
بدا المستشار بالترحيب بي وسؤالي عن حالي داخل السجن ثم سالني ما هي الموضوعات التي تريد الابلاغ عنها ، فقلت له أي موضوعات ، فقال: ما سبق وتحدثت فيه مع العقيد بالامس ، وهنا ادركت ان التحالف بين الجهازين قد وصل الى قمته .
الا انني لم ارد ان احكم علي الامر الا بعد التاكد من صحة اعتقادي ، وهنا قلت له ، ولكن يا سيادة المستشار ، ما لدي هو معلومات عامة لا ترقى الي مستوي ان ابلغ عنها ،فرد بان هذا الامر سنقيمه كما اننا سنساعدك فيما ستقوله لنا من معلومات .
ثم تجرات وسالته عن ضمانتي في ابلاغي عن هذه الاشياء وامكانية ان يخلى سبيلي ، فاجابني ، بان ضمانتي الوحيده هي امنك الشخصي ، فانت تعرف انك ضيف علينا في السجن واعتقد انه لا يوجد ما يزعجك في السجن . وهنا اطماننت الي صعوبة الافلات من هذا الكمين المنصوب لشخصي وللمركز .
وقد حضر اللقاء كل من السيد المحقق ،وشخص ثالث لا اعرفه .
وصعدت انا والمحقق وهنا اريد ان اشير الي ان الشخص الذي يريد ان يبلغ عن شيئا ما ينبغي عليه ان يطلب الابلاغ عن هذه الاشياء فور حضوره الي النيابة ان هو رغب في الابلاغ فعلا ولا ينتظر من يدفعه الى ذلك او يهدده بذلك .
ودخلت غرفة التحقيق مرة اخرى وطلب مني المحقق ان اكتب طلب اطلب فيه الابلاغ عن ما اريد ان اتجدث فيه ، واستجبت ، وهنا اشير الي الفجوة التي تركتها وقلت قبها الساعة 12 باني ليس عندي اقوال اخري وفي السساعة الثانية قلت ان لدي لقوال اخري فكيف ذلك وهل خلال ساعة ينزل علي الوحي ويخبرني بامور كانت غائبة عني ام ان الامر غير ذلك .
وبدات في الحديث وكنت اقول كلمة واترك المحقق يقول كلمتين حتي انتهيت وغادرت النيابة الي سجني مرة اخرى .

يكفي ذلك اريد ان اتراجع عن اقوالي
ومكثت اسبوعين اخرين ، وذهبت مرة اخرى للعرض علي النيابة ، وهنا بداوا في توجيه اتهام اخر الي عن رشاوي قيل ان المركز اعطاها لبعض موظفي الاذاعة والتليفزيون ، وهنا صرخت في السيد المحقق وقلت له يكفي ذلك ، اني اتراجع الان عن كل اقوالي واؤكد انها كلها تمت باملاء واكراه من مباحث امن الدولة ، وارجو ان تسمح لي النيابة باحضار محامي معي في التحقيقات ، وهنا عنفني السيد المحقق واكد لي ان ما تقوله سوف يضر بك كل الضرر ولن اسمح لك ان تضر نفسك ، واذا كنت تعترض علي هذه التهمه فلا بد لك ان تدافع عن نفسك ولا خيار لك الا ذلك ، فانت وووالديك لستم في قدرتكم التصدي لاساليب مباحث امن الدولة ، ثم نحن نتحدث عن جريمه غير موجوده اصلا فلا يوجد مرتشي ولا راشي وبالتالي فانت بهذه الطريقة تنفي الجريمه من جذوروها ،وسمح لي بالجلوس مع اهلي ، عدت بعدها وانا مقتنع بصعوبة ان لم يكن استحالة التراجع في ظل هذا الوضع ، وطلبت منه ان يكتب ما يريد بحيث لا يؤزيني ذلك ، وبدأ هو في الاجابة علي الاسئلة التي طرحها هو ، وظهرت بها بعض التناقضات تمت اصلاحها في تحقيق لاحق .
وانتهى التحقيق وتم اخلاء سبيلنا جميعا .
ملاحظات عامة:-
1- انه من الممكن ان يكون ما حدث علي من ضغوط اكثر او اقل من المتوقع ، ولا يتناسب مع ما قلته ، ولكن ارجو ان يوضع في الاعتبار الخوف الذي احاط بكل المتهمين بل وحتى الشهود ، ودفعهم الي قول كل شئ او شئ سواء كان صدق او كذب ، ومن الاهمية ان نضع في اعتبارنا حداثة عهد كل المتهمين بمثل هذا النوع من القضايا .
2- ان ما اقوله الان هو بمحض ارادتي لم يمله علي أي شخص سواء كان من طرف الامن او من طرف مركز ابن خلدون ، ولا اسعي من وراءه الا الي قول الحقيقه ، فالحق يعلو ولا يعلا عليه .
3- اني اؤكد لعدالة المحكمة اني لا اتعاطي او اتاجر أي نوع من المخدرات او الكحوليات ، كما اني ليست لي أي علاقات نسائيه مشبوهه ، وانتبه بشده عند عبوري الطريق في أي وقت وكل وقت وبالتالي فاني اتبرا من أي اتهام متعلق بهذه الجرائم اذا وجهت لي مستقبلا .
4- رغم اعتزازي الشديد بفترة عملي في مركز ابن خلدون ، فاني اؤكد ان ما حدث لنا هو نتيجة لتصفية حسابات سياسية بين د. سعد وبعض الجهات في الدوله لم نكن نحن باي شكل طرفا في هذه الحسابات ، واقصد بنحن مجموعة الشباب الذين تم توريطهم في هذه القضية .
5- أن السيد منسق المشروع السابق تولي إدارة المشروع في الفترة من يونيو 97 حتى يونيو 99 ( أي لفترة عامين ) وسجل إبان تولية مسؤولية إدارة المشروع حوالي عشرة آلاف صورة ضوئية ليطاقات انتخابية وتسلمهم من كل من المتهم التاسع وشخص اخر ورغم ذلك لم يتم توجيه أية تهمه له ووجه الاتهام فقط إلى خالد فياض والذي أدار المشروع لمدة عام فقط أي في الفترة يونيو 99 إلى يونيو 2000 وسجل في هذه الفترة عدد 6000صورة ضوئية لبطاقات انتخابية ، مما يلقي بظلال من الشك حول انتقائية النيابة لمن توجه لهم اتهامات. ولكن هل حماه من التهم كونه قبطي كما أن خالد فياض يعمل جزء من الوقت وباقي الوقت يعمل في وزارة الأعلام
6-أن صحفي في جريدة الوفد وهو منسق مشروع هيئة دعم الناخبات طبقا لأقواله والشيكات التي وقع عليها نجد انه قام بذات الأعمال التي يقوم بها خالد فياض ومع ذلك لم يتم توجيه أي اتهام له في حين وجه لخالد فياض والذي يحمل نفس المسؤولية الوظيفية في مركز ابن خلدون .
7-أن الأستاذة رئيسة مجلس أمناء هيئة دعم الناخبات بنفس المستوي الوظيفي للدكتور سعد الدين إبراهيم ومع ذلك تم توجيه الاتهام للدكتور سعد واعتبرت الأولى شاهدة إثبات مما يخالف المنطق الطبيعي ويضع شكوكا بل يؤكد انتقائية النيابة للمتهمين
8-مما يعزز أيضا هذه الانتقائية أن هناك بعض المندوبين الذين احضروا صورا ضوئية للمركز ولم يتم توجيه أي اتهام لهم أو تم التحقيق معهم
9-إذا كان الاتهام الموجه إلى المتهمين من الثاني وحتى الأخير هي الاتفاق والمساعدة على جريمة النصب فلما لم يوجه الاتهام للذين قاموا بتظهير شيكات أليس هذا أيضا تسهيل نصب بل انه من الأولى أن توجه التهم للمتعاملين مع الخارج) باعتبار أن عنصر الإكراه غير متوفر لدي هؤلاء بعكس العاملين في المركز المرتبطين معه برواتب ثابتة والتي قد يتوفر بالنسبة لهم عنصر الإكراه فرضا مما يلقي أيضا تساؤلات حول مدي جدية النيابة وانتقائيتها للمتهمين.
10-أيضا بالنسبة للفواتير التي قالت النيابة بأنها وهمية والخاصة بالمتهم العاشر لماذا لم يتم استدعاء المطابع التي ذكرها خالد فياض في أقواله وقال عنها أنها وهمية. أم أن الأمر متعلق باستضعاف صغار الناشرين من امثال المذكور
11-انه وطبقا لتحريات مباحث أمن الدولة والتي علي أساسها تم القبض علي كل من د. سعد والمتهمة الثانية ، واخرين فان هذه التحريات لم تذكر من قريب أو بعيد اسم خالد فياض أو توجه أي اتهام إليه إلا ذكرها جملة ( استدعاء السيد / خالد احمد فياض لسؤاله عن عقد الفيلم الذي وقعه ) في حين انه وطبقا لمحضر أقوال ضابط امن الدولة ذكر أن د . سعد قد كلف العاملين في المركز ومن بينهم خالد فياض مما يضع مزيدا من الشكوك حول المصيدة التي تم إيقاع خالد فياض فيها وإيهامه بأنه شاهد مالك في بداية الأمر , حتى يقول كل ماطلب منه لتقف القضية علي أعمدة صلبة , ثم بعد ذلك يعلنون عن اسمه كمتهم طبقا لتحرياتهم المستقاة من تحقيقات نيابة أمن الدولة .
واخيرا
لا شك لدي ان ظروف القضية كان من الممكن ان تدفع أي شخص لكي يقول أي شي وكل شئ ، ومع ذلك فان جزءا كبيرا مما قلته كان به قدر من الاحساس الوطني ، فلقد انتابني احساس بان ما يقوله جهاز مباحث امن الدولة قد يكون به شيئا من الصدق او من الممكن ان يكون هكذا كنت اريد (احتمال) وبالتالي فاني احسست في بعض الاحيان ان د. سعد هو خائن فعلا ، وبالتالي فان جزءا من حالة الهستيريا الكلامية التي اصبت بها ناتجه عن الاحساس باعتقاد انهيار النموذج والقدوة ، الامر الذي دفعني الي اجترار خبراتي السابقة مع مركز ابن خلدون ، وتفسيرها علي محملها السلبي ، وهكذا دفعني الخوف احيانا وقلة الخبرة احيانا اخرى من اجل ان افسر كل شئ واي شئ حدث ويحدث ضد استاذي د. سعد الدين ابراهيم . ولكن وقفة هادئه مع نفس متحرره من قدر كبير من الخوف احاط بها في لحظه من اللحظات تدفعني الى نفي كل اعترافاتي ، بل وتاكيدي علي اعتزازي الشديد بفترة ثريه قضيتها في مجال العمل العام في مركز ابن خلدون ، وسأتابعها ان كان في العمر بقية .
وآخر دعواي (ربنا لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا ، واهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين )