الأحد، 3 أغسطس 2008

ليس حبا في سعد الدين ابراهيم ولكن كرها للاستبداد



تابعت بتقزز وقرف الحكم الصادر ضد عالم الاجتماع السياسي سعد الدين ابراهيم والذي ادانه باتهام قمة في التفاهة والعبط ، انه الاتهام الاشهر الاساءة لسمعة مصر ، وكان مصر هذه بنت بكر فاقدة الاهلية يصبح اي شخص ينتقد نظامها الحاكم بمثابة انتقاد وانتقاص لها ، حتى ولو كان هذا الانتقاد موجه لمصر كدولة فانه لم يخلق هذا الشخص الذي يؤثر في دولة في وزن وثقل وتاريخ وحضارة مصر . ما هذا العته الذي تغص فيه البلاد . شخص ترك البلاد بما لها وما عليها وآثر الاقامة في الخارج حتى يقضي الله امرا في من يتعمد التشهير به وتقييد حرية حركته داخل البلاد . شخص اثر ان يبتعد عن البلاد ويقود حملة للتبشير بافكاره وارائه باي طريقة شاء . فبدلا من ان نناقشه فيما ذهب اليه (نختلف او نتفق معها) نجرجر ونجرجر اهله في المحاكم واقسام البوليس . ولا ينوب البلد سوي تشوية صورة نظامها السياسي بشكل كامل سواء كان نظاما قضائيا او تشريعيا او تنفيذيا . ما هذا الفشل الذي يجعل من قاض محدود الخبرة والعمر ان يقيم شخص في وزن سعد الدين ابراهيم (مع اختلافنا الجذري مع الكثير من افكاره) هل وصلنا الى هذه المرحلة التي يكون فيها سفلة القوم لهم الحق في تطفيش المثقفين وعلماء مصر ودفعهم الى ترك البلاد وعدم العودة اليها وان يكتفون بدورهم متابع ومشارك في احداث الوطن من بعيد دون الاقتراب من وطنه وافادة ابنائة والاختلاف مع مثقفيه مما يسري تاريخ هذا البلد وتطوره الثقافي والعلمي . ولكن هكذا شاءت الاقدار ان يبرا من يقتلون ابناء هذا الوطن في عرض البحار . او بدماء ملوثة في مشتشفيات مصر المحروسة ، وان يدان مناضلي هذه الامة (خيرت الشاطر) ومثقفيها (سعد الدين ابراهيم ) .
ان هؤلاء لن يضاروا شيئا من هذا الحكم باعتبار ان د. سعد في خارج البلاد وقد عزم على الا يعود اليها ابدا في هذه الحقبة السوداء من تاريخ مصر . بل انه حقق العديد من المكاسب اهمها انه اثبت ما يذهب اليه بان هذا النظام يتعمد تصفية خصومه جسديا ومعنويا . ان الخاسر الاكبر في هذا الوطن هم هؤلاء المتشدقين بحكم الدستور والقانون وهم اول من يخالفه ويضرب به عرض الحائط . ان الخاسر الاكبر هم المستفيدين من اموال المعونات العسكرية والاقتصادية والحمد لله اانه ليس هذا الشعب . ان خسارة الشعب المصري الوحيدة من هذا الحكم هو انه سوف يقال عليه في التاريخ انه ترك هؤلاء السفلة يحكموننا.
وحسبي الله ونعم الوكيل .