الجمعة، 20 نوفمبر 2009

اتقوا الله في مصر وفي الجزائر وفي الامة العربية

والله يا جماعة مش عارف اصدق مين ، بس الفكرة انه لحد دلوقتي مشفتش لقطة فيديو واحده على الاعتداءات دي وبعدين يقولوا تلات مصابين ولما كرامتنا كده وجعتنا فجاة كان فين كرامتنا لما المصريين بيتهانوا في كل حتة وفي كل بلد ولما الواحد منهم يروح لسفارة بلده تقوله اصلكم كتير ومينفعش نحميكم كلكم ؟، كانت فين الكرامة لما الصيادين المصريين احتجزوا من قبل القراصنة الصوماليين وكان رد الخارجية المصرية انها ملهاش دعوة ولموا من بعضكم وادفعو الدية اللي طالبنها ولما الصيادين حررووا انفسهم بانفسهم كانت النتيجة يا سادة ان الحكومة المصرية سلمت القراصنة الذين احتجزهم الصيادين المصريين مش عارف لمين ؟ تصوروا دي كرامة المصري كنتوا فين وكنتوا فين وكنتوا فين لو عاوزين اقعد من هنا للصبح عشان اعدد اهانة كرامة المصريين بعلم الحكومة المصرية هبقي عاوز كتب مش فيس بوك واحد ، اللي عاوز اقوله مش عشان رغبة مصرية في التقارب مع الاسرائليين والامريكان وتجريد مصر من قوميتها تكون ردة الفعل بهذا الشكل والحجة غير المعلنة هي ان احنا اتهزمنا في السودان ، ونكون غرف عمليات ويطلع بعض مرشدى الامن في وسائل الاعلام يطالبوا بقتل الجزائريين في مصر ، ما هذا العبط ما هذا العبط انتم بتضحكوا على مين ، اتلموا بقه وبطلوا ارف كتكم الارف ، دول الجزائريين مهما غلطوا لن يكونوا مثل الاسرائيليين الذي يقتلون ابناءنا كل يوم على الحدود وعندما نتحدث عن طرد السفير يقولون لنا السياسةوالمصالحة والتهدئة وكلام فارغ زي كده انما مع الجزائر تاني يوم كان السفير مسحوب .. دا ايه الحمية اللي ظهرت فجاة دي وايه الكرامة اللي ظهرت عندكم على كبر دي .. العبوا غيرها كتكم الارف .
وبعدين لو انتم فعلا ناس محترمه كنتم امنتم الفرقة الجزائرية او على الاقل حاسبتم المقصرين امنيا اللي سمحوا لبعض من الصبية بالقاء الحجارة على الضيوف ، في حراسة قوات الامن ، يعني لو دي عربية مسئول من العصابة الحاكمة مكنش حد قدر يهوب ناحية العربية لكن نقول ايه في الامن المصري الواعي اللي سمح بحماقة القاء الحجارة على الضوف .ونسوا ان هذا التقصير هو سبب الازمة الحقيقي والذي ادى الى اشعال لنار مع شعب جزائري معروف عنه اصلا بحكم البيئة والمناخ والموقع انه سريع الغضب وشديد الحساسية وعنيف بطبيعته ، حاسبوا انفسكم الاول قبل ان تحاسبوا الجزائريين وتنصبوا لهم المشانق ، انا طبعا لا اعفي الجزائريين من المسئولية بشكل مطلق لكن فقط اريد ان توضع الامور في نصابها ولا ننسى ونحن في زروة غضبنا على خروجنا من المونديال اننا ايضا مقصرين امنيا وفنيا ايضا ولكم ان تلاحظوا ان منتخب الجزائر في معظمه من الشباب اما نحن فاعمار لاعبينا تجاوزت بعضها الثلاثين عاما فهل هذا معقول اما آن للرجل ان يستريح ويسلم الراية لجيل من الشباب قادر على حصد بطولات اخرى .

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الإعلام الإليكتروني ومستقبل الصحافة المطبوعة في العالم العربي


تمهيد.
في هذا البحث سوف نحاول الاقتراب من مفهوم الإعلام الإلكتروني ونتطرق إلى وضعيته في العالم العربي.مستكشفين تاريخ بداية دخول هذا النوع من الإعلام في العالم العربي وموضحين اشكاله ومشاكله وامكانياته الحالية وفرص تطورها ثم نبحث تاثير انتشار الإعلام الإليكتروني على الصحافة الورقية في العالم العربي وكيف اثرت فيها وتاثرت بها خاتمين باستشراف لمستقبل الإعلام الإلكتروني وامكانيات تاثيره على الإعلام الورقي تحديدا.
المبحث الاول
في تعريف الإعلام الإليكتروني Electronic media
ان الرغبة في تحديد تعريف لهذا المصطلح يدفعنا إلى الحديث عن الحاجة إلى ضوابط ومعايير للإعلام الإلكتروني لكي نميز بينه وبين هذا الكم الهائل من مواقع الإنترنت التي تعمل في كافة المجالات وفي جميع التخصصات،والا فان البديل ان نعتبر كل موقع على الإنترنت موقعا صحفيا.الامرالذي يدفعنا إلى الاجتهاد في وضع ضوابط وعلأمات فارقة للصحافة الاليكترونية نستطيع من خلالها التمييز بين الموقع الصحفي وغيره فهل هناك محاذير يمكن ان تعترضنا خلال وضع هذه الضوابط والمعايير ؟
الواقع ان هناك عدد من المحاذير التي ترتسم أمامنا ونحن نفكر في وضع معايير للإعلام الإلكتروني ومن هذه المحاذير:
1- محاذيرتعريفية:حيث تظهر مشكلة كبيرة تعد من ابرز ما يواجه العاملين في مواقع الإنترنت وهو ما نطلق عليه لفظ اعلامي على كل من يعمل بموقع على الإنترنت ايا كان هذا الموقع وايا كانت طبيعة المحتوى أو الخدمة التي يقدمها ؟ وما هي حدود المجالات التي يمكن ان يقتصر عليها العمل الإعلامي على الإنترنت ؟ هل هي المجالات المتعلقة بالكتابة أو يدخل في اطارها العمل في مجال الوسائط المتعددة والذي يتماثل في كثير من الأحيان مع الاخراج الصحفي في عالم الصحافة الورقية؟
2- محاذيرمهنية:فإذا كانت هناك مشكلة تتعلق بالتعريف فانها سرعان ما تكون نواة لمحاذير مهنية تتعلق في المقام الاول بمهنة الصحافة التي ستعاني في ظل اختلاط الاوراق مزيدا من الغموض ومزيدا من الانسيابية في تحديد مفهوم الصحافة والصحيفة والصحفي وهي محاذير من شانها ان تولد جدلا حول من له حق الانتماء إلى نقابة الصحفيين ومن له الحق في الانتماء للمهنة ؟
3- محاذير سياسية:وهي محاذير لا مجال لتلافيها وسط واقع سياسي معقد يشهده العالم بصفة عامة والعالم العربي بصفة خاصة ولا تنفصل عنه مصر بصورة أو باخرى ويتمثل في انحسار فرص اصدار صحف جديدة وسط توقعات اقرب ما تكون للسياسة منها إلى القانون وفي ظل هذا الواقع المتازم نجد انفسنا أمام محاذير يدفع بعضها باتجاه التسيير في فك الحصار والخناق الموجود في عالم الصحافة الورقية ليجد له متنفسا افتراضيا على شبكة الإنترنت وبين التعسير الذي يتبناه الراغبون في استمرار الخناق الحادث إلى ما لا نهاية.
4- محاذير تتعلق بمتغيرات الواقع :ونعني بها ان الإنترنت اصبح عالما لا مجال للالتفات عنه أو عدم الاهتمام به أو تجاهله والا تجاوزنا الواقع كمهنة ونقابة واصبحنا أمام واقع يفرض نفسه على الجميع صحيح اننا مطالبون في ظل هذا الواقع بألا نذوب فيه ولكن ليس أمامنا بديل عن التعامل معه والاجتهاد في تطويعه.(1)
لذلك فان هناك مفهومين للإعلام لاالكتروني وهما :
المفهوم الاول وهو المفهوم الضيق الذي يقصر ظاهرة الإعلام الإلكتروني على المواقع الاليكترونية التي تتحقق فيها عدد من الشروط والضوابط المحددة اهمها ما يلي:
1- معايير مهنية:حيث يطرح في هذا الاطار عدد من المعايير التي تميز الصحيفة الاليكترونية ومنها:
• استعمال قوالب العمل الصحفي مثل الخبر والتحقيق والحوار ولا يعني هذا عدم التعامل مع قوالب مغايرة تفرضها طبيعة الوسيلة الجديدة.
• انتاج موضوعات ميدانية مثل تغطية المؤتمرات والندوات وغيرها.
• الاحتراف:بمعنى ان يكون الصحفيون العاملون في الموقع محترفين لا هواة ومن ابرز محددات الاحتراف:
• التفرغ،الكفاءة المهنية،الخبرةالتراكمية،المؤسسية بمعنىان يكون منتميا إلى مؤسسة صحفية على شبكة الإنترنت.
2- معايير تتعلق بالمؤسسة اوالموقع وتتمثل في:
• معايير فنية وتبرز في وجود نظام بالموقع للارشفة والتكشيف ووجود سيرفر (خادم مستقل للموقع ) ووجود نظام تاميني محدد يمنع عمليات القرصنة والاختراق بصورة مبدئية ونقصد بذلك وجود نظام وخطط وليس ضمان عدم الاختراق.
3- معايير تتعلق بمعدل عدد الزوار:وهو ما يمكن تحديده من خلال مواقع متابعة التصفح العالمية مثل موقع ALEXA ومن خلاله يمكن التعرف على عدد زوار الموقع وعدد الجلسات التي تمت على الموقع ومعدل الزيارت (المرور ) التي تمت للموقع ،والبلدان التي تمت زيارة الموقع ومنها معايير مالية (وجود نظام تمويلي واضح ومحدد للمؤسسة أو الموقع وقابل للمراجعة من قبل الجهات المختصة) معايير قانونية (وتتعلق بالوضع القانوني للمؤسسة بالصورة التي تضمن الوفاء بالحقوق المالية والقانونية للعاملين فيها ويكفي ان تصدر من خلال أي شكل يتيحه القانون ويضمن محاسبة اصحاب المؤسسة ماديا وقانويا عليه.(2)
المفهوم الثاني:وهو المفهوم الواسع الذي يسمح في ضوء صعوبة تحقيق المعايير السابقة على الكثير من المواقع والتي تتحقق فيها بعض المعايير السابقة وحداثة ظاهرة الإعلام الإلكتروني والتي لا زالت قيد التطور سواء من حيث خصائصها الشكلية أو الموضوعية أو اطرها القانونية بادراج بعض المواقع التي يتحقق فيها بعض المعاير السابقة –وليس كل - كالبلوجر مثلا ضمن ظاهرة الإعلام الإلكتروني.وفي ضوء هذا التعريف ربما يكون من الافضل دراسة الإعلام الإلكتروني في ضوء المفهوم الواسع لهذه الظاهرة والمفهوم الواسع لكلمة إعلام بما تعنيه من اي نوع أو محاولة من جانب طرف لإعلام أو توعية طرف اخر بمعلومة أو حدث أو ظاهرة معينة من خلال شبكة الإنترنت دون النظر إلى الإجراءات الروتينية أو التنظيمية المذكورة سلفا في المفهوم الاول (3)
في هذه الورقة سوف يستند الباحث إلى التعريف الثاني للإعلام الإلكتروني باعتباره التعريف الأكثر شمولا ومرونة من التعريف الأول بالإضافة إلى كونه تعريف يعتمد بشكل جوهري على الدور الحقيقي للإعلام بما يعنيه بانه أي نوع أو محاولة من طرف لإعلام وتوعية طرف اخر بمعلومة أو حدث أو ظاهرة معينة الكترونيا دون النظر إلى الاجراءات الروتينية أو التنظيمية المذكورة في التعريف الاول والتي تشكل -حسب اعتقاد الباحث- الداء الأول الذي تعاني منه الصحافة الورقية عموما والإعلام التقليدي خصوصا.وهكذا فانه واستنادا إلى المفهوم الثاني للإعلام الإلكتروني فانه يمكننا الولوج إلى وسائط الإعلام الإلكتروني وتعريف كل من هذه الوسائط.
المبحث الثاني
الإعلام الإليكتروني في العالم العربي
اولا:نشأة الإعلام الإليكتروني العربي
كانت مؤسسة التحرير للطباعة والنشر اول مؤسسة عربية صحفية تنشا موقعا لها على شبكة الإنترنت وذلك في 16 فبراير عام 1997 حيث ضم الموقع نسخا الكترونية من صحف الجمهورية والمساء والجازيت ومصر اليوم تلتها جريدة الشعب حيث صدرت نسختها الاليكترونية منذ اول اكتوبر عام 1997 كما ان موقع جريدة الاهرام يعد من اكثر المواقع الصحفية المصرية الواعدة رغم انها لم تتح من خلال الإنترنت سوى جريدة الاهرام ويكلي الصادرة باللغة الانجليزية وذلك منذ منتصف شهر يونيو عام 1998 ومجلة السياسة الدولية مترجمة إلى اللغة الانجليزية ومؤخرا النسخه الاليكترونية لجريدة الاهرام الصباحية التي بدات في اغسطس عام 1998.أما اول جريدة الكترونية مصرية وعربية يتم اعداد مادتها خصيصا للنشر الإلكتروني فهي المراسل وقد بدات في الصدور اسبوعيا منذ 12 اغسطس عام 1997 ومن الصحف العربية التي حرصت على انشاء مواقع لها على الشبكة جريدة الوطن الكويتية والايام البحرينية والدستور والبيان والراي الاردنية وجريدة الحياة وايضا جريدة الجزيزة في 16 ابريل عام 1997 والقبس السعودية التي بدأت في وضع نسختها الاليكترونية في 12 يوليو 1997 أما جريدة الشرق الأوسط فإنها في بدياتها لم تكن تتيح الاطلاع على نسختها الاليكترونية الا باشتراك وهو الامر الذي تغير الان.(4) الا ان الامر اختلف كثيرا الان مع زيادة عدد مستخدمى شبكة الإنترنت التي بلغت عام 2007 نحو 29 مليون مستخدم،من تعداد نحو 330 مليون نسمة،أي أن نسبة مستخدمي الإنترنت العرب نسبة لعدد السكان تبلغ نحو 8,7% من عدد السكان.
وهي زيادة تبدو هائلة إذا قارناها بما كان عليه الوضع منذ عشر سنوات،حيث لم يكن إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت العرب في عام 1997 يتجاوز 600 ألف مستخدم،وهو ما يعني زيادة تبلغ نحو خمسون ضعفا في مدى عشر سنوات.
أي ان الزيادة التي يشهدها انتشار الإنترنت في المنطقة العربية تعد من أعلى النسب في العالم.
وتنبؤ هذه الزيادة الهائلة في عدد المستخدمين للانترنت عما يمكن أن يشهده المستقبل من توسع في هذه الزيادة،استنادا على التطور التكنولوجي الذي بدأ يأخذ اللغة العربية في الاعتبار،وهو ما لم يكن متاحا حتى سنوات قليلة ماضية،اذ لم تكن الكثير من خدمات الإنترنت مهيأة للتعامل مع اللغة العربية،فضلا عن ضعف البنية الأساسية للاتصالات في أغلب البلدان العربية،وارتفاع كلفة الاتصال،والأمية،بالإضافة إلى الحذر والريبة اللتان تشوبا نظرة وتعامل العديد من الحكومات العربية.( 5)
جدول رقم (1) يوضح اجمالي عدد مواقع الإنترنت في كل دولة عربية
الدولة عربي انجليزي اخرى
دولة الأمارات العربية المتحدة 66 30 1
الاردن 50 20 -
البحرين 45 14 -
تونس 17 7 15
الجزائر 19 4 17
السعودية 168 28 1
السودان 48 15 4
سوريا 96 10 4
العراق 207 32 6
عمان 13 10 -
فلسطين 143 32 5
قطر 52 20 2
الكويت 56 9 -
لبنان 73 15 3
ليبيا 40 5 2
مصر 191 42 4
المغرب 36 7 25
اليمن 60 15 -
موريتانيا 12 1 7
مواقع عربية اخرى 205 32 8
الاجمالي 1597 348 104
المصدر:احصائيات تم جمعها من خلال الشركة المتحدة للبرمجيات (وهي شركة معلومات مصرية متخصصة في النشر الإلكتروني )عام 2007
جدول رقم 2 يوضح نسبة مستخدمي الإنترنت في العالم العربي من إجمالي عدد السكان في العالم العربي
الدولة نسبة مستخدمو الإنترنت من السكان2006
الجزائر
5.7
البحرين
20.67
جزر القمر
2.9
جيبوتي
1.1
مصر
6.9
العراق
0.13
الأردن
11.71
الكويت
25.64
لبنان
15.36
ليبيا
3.3
موريتانيا
0.5
المغرب
15.1
عُمان
9.99
فلسطين
7.9
قطر
26.57
السعودية
10.55
الصومال
0.7
السودان
7.8
سوريا
5.64
تونس
9.2
الأمارات
35.09
اليمن
1.03
المصدر: موقع www.internetworldstats.com
وايضا موسوعة ويكبيديا http://ar.wikipedia.org/wiki/إنترنت#.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.86.D8.AA.D8.B1.D9.86.D8.AA_.D9.81.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.A7.D9.84.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A8.D9.8A
وفي هذا الصدد يقول تقرير التنمية الانسانية العربية لعام 2002 الصادر عن برنامح الامم المتحدةالانمائي ان المنطقة العربية تاتي في ذيل القائمة العالمية فيما يخص عدد مواقع الإنترنت وعدد مستخدمي الشبكة(انظر جدول رقم 1،2 ) أما نسبةالعرب من مستخدمي الإنترنت فهي تبلغ 5,% من مستخدميها على المستوى الكوني ،علما بان العرب يمثلون اكثر من 5% من سكان العالم،كما ما زال الإعلام الإليكتروني العربي متخلفا عن نظيره العالمي حيث ما زالت قاصرة عن استخدام اساليب ومميزات النشر الإلكتروني ولم يتبلور ادراك كامل لطبيعة الصحيفة الإليكتروني ة كما ان الصحافة العربية ما زالت في مرحلة البداية بالنسبة لوجودها على شبكة الإنترنت ،اذ ما زالت ذهنية النشر الورقي هي السائدة في معظم الصحف وغالبية هذه الصحف لا يتم تحديثها على مدار الساعة بل هي نسخة الكترونية للصحيفة التي صدرت في الصباح مما أدى إلى اهمال الامكانيات التفاعلية للانترنت وما زالت استخدأماته بعض المواقع تنشر مادتها بصيغة الصورة مما افقدها ميزة ارشفة المعلومات وامكانية قص ولصق المادة لمن يريد.الا انه ومع ذلك فان اعداد المستخدمين للانترنت في العالم العربي كما يوضحها جدول رقم 2 تشهد زيادة مضطردة يعود سببها إلى تحسن البنية التحتية للاتصالات في انحاء العالم العربي وإلى انخفاض كلفة الإتصالمع الشبكة وانتشار الحاسوب في المنازل والمدارس وأماكن العمل،هذه الزيادة العددية من شانها ان تخلق سوقا جديدة من المستهلكين ليس فقط للاخبار والمعلومات وانما للبضائع والكتب والإلكتروني ات والاقراص المدمجة وغير ذلك وهنا يجب التفريق بين الإتصالبالإنترنت وهو مثل الدخول بسيارتك إلى طريق سريع مفتوح وبين استخدام الإنترنت أو التوجه بسياريتك إلى جهة بعينها،وتشير دراسات السوق العالمية إلى ان مستخدم الإنترنت العربي يكثر من استخدام البريد الإلكتروني والدرشة واستخدام اجهزة البحث والتسوق وتصميم صفحات خاصة به على الشبكة اضافة إلى زيارة مواقع اخبارية خاصة مثل المواقع الرياضيةوالترفيهية والأخبار ية وباعتبار ان المستخدم العربي صغير السن اصلا حيث تشير دراسات ارابيا اون لاين ( www.arabiaonline.net) إلى ان الاغلبية العظمى من المستخدمين العرب هم من الاعمار من 21 إلى 22 وبالتالي فان اهتمأمات هذه الفئة تنحصر اصلا في استخدام البريد الإلكتروني والدرشةوالاستماع إلى الاغاني العربية والاجنبية ومتابعة الأخبار الرياضية على الشبكة.(6)
ثانيا معوقات انتشار الإعلام الإلكتروني في العالم العربي
1. البنى التحتية: توصلت دراسة أجريت في مصر إلى أنّ تكلفة تطوير البنية التحتية لتناسب تلك المفترضة تصل إلى 15 مليار دولار أميركيّ. ويؤثر هذا العامل بشكل كبير جدّا، نظرا لاحتكار بعض الحكومات أو الشركات للإنترنت ورفع الأسعار بشكل كبير جدّا. وكمثال على ذلك فإنّ متوسط الدخل في ليبيا هو حوالي 200 دينار، بينما تبلغ تكلفة ساعة الإتصال بالإنترنت لمقدمي الخدمات حوالي دينار ونصف الدينار، من دون حساب تكلفة أجرة المكالمة الهاتفية. (20)ويعتبر هذا الاسلوب نابع من التجربة العربية مع وسائل الإعلام التقليدية والتي رسخت قاعدة سيطرة المعلومات على منافذ التعبير في المجتمع.(7
• نوعيّة المحتوى: يمكن ملاحظة هذه المشكلة بتصفح الكثير من المواقع العربية للمعلومات والأخبار،حيث تقوم معظمها بنشر المعلومات نفسها، نظرا لأنّ أغلبها يقوم بترجمة المعلومات من مصادر عالمية، أو نقلها عن هيئات الأنباء العربية. كما أنّ الكثير من محتوى الجرائد والمجلات الاليكترونية يماثل المحتوى الموجود في النسخ الورقية، ولا يتمّ إضافة عناصر التفاعل مع المستخدمين أو إضافة أيّ صور أو عروض فيديو إلى المواقع. (22) بالاضافة إلى ذلك فانه وحتى سنوات قليلة مضت. وركزت هذه المواقع على التعريف بالإسلام والدعوة والفتوى،و انطلق معظمها من منطقة الخليج العربية، ربما بسبب الإمكانات الاقتصادية بالمنطقة والتي أتاحت لها فرص التوظيف المبكر لشبكة الإنترنت وتأسيس المواقع الإليكتروني ة، ثم اتسع نطاقها ليشمل باقي الدول العربية والإسلامية بالإضافة إلى الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا الشمالية. ووفق بعض التقديرات وصلت نسبة المواقع الدينية الإسلامية 65% (وإن كانت تتسم بقدر من المبالغة) من إجمالي المواقع العربية على شبكة الإنترنت.وعلى الرغم من تراجع نسبة تلك المواقع مع تزايد عدد المواقع العربية غير الدينية (الاقتصادية، التجارية، التسويقية، الأكاديمية والتعليمية، الثقافية، السياسية، الترفيهية..الخ) إلا أنها تظل تشغل مساحة مهمة من المواقع العربية على الشبكة(8)كما تزال الكثير من البلدان العربيّة تتحكم بالمحتوى الذي يمكن نشره من الناحية الأمنية، الأمر الذي يؤثر على محتوى الصفحات العربية ودور النشر والطباعة، حسب كلّ بلد.وفي هذا المضمار تقوم الكثير من الدول العربية بفرض آليّات لتنظيم ومراقبة محتوى الإنترنت للحدّ من نوع المحتوى الذي يمكن الوصول إليه. وتتنوّع طرق وأساليب الرقابة، ويختلف نوع المحتوى الممنوع من معلومات سياسيّة ودينيّة واجتماعيّة وجنسيّة. وتقوم أجهزة الترشيح (الفلترة) بمقارنة العناوين المطلوبة بمجموعة من العناوين الممنوعة، وحجبها عن المستخدم إن كانت ممنوعة. وبعض أنظمة الفلترة هذه تقوم بمسح محتوى الصفحة المطلوبة، حتى وإن لم تكن من ضمن قائمة الصفحات الممنوعة، والبحث عن كلمات محدّدة، وحجبها إن تمّ العثور عليها.وتحتوي بعض أنظمة الفلترة المتقدمة على برامج تقوم بفحص الصور وتحليلها ومعرفة دلالاتها قدر المستطاع، وحجبها إن كانت ممنوعة. وتقوم بعض الأنظمة بعرض صفحة خاصّة لإخبار المستخدم أنّ الصفحة المطلوبة محجوبة، وتقدم طريقة للتواصل وطلب حجب أو عدم حجب صفحة محدّدة، مع ذكر السبب، ولكنّ لا يتمّ تنفيذ ذلك إلا بعد أيّام أو أسابيع من تقديم الطلب.(9). وفي ضوء ذلك يمكن القول ان الصحافة الإليكتروني ة على خلاف الوسائل التقليدية تتعرض لكل القيود التي تعرض لها وسائل الإعلام التقليدية للحد من حريتها بالاضافة إلى وسائل جديدة تتمثل في الرقابة التكنولوجية التي لم تكن معروفة على نطاق واسع في مسيرة وسائل الإعلام التقليدية(10) ومع تنوع وسائل الاعاقة فان تعدد وسائل التغلب على هذه الاعاقات يشكل تحديا كبيرا لبعض الحكومات العربية.
• حداثة شبكة الإنترنت في المنطقة العربية: إذ لا يتجاوز عمر شبكة الإنترنت في الدول العربية حوالي سبعة عشر عأما بدءا من ارتباط تونس بالشبكة في عام 1991، بينما يعود بدء إتاحة الخدمة للمواطنين إلى منتصف التسعينيات في تونس وعدد من الدول العربية الأخرى باستثناء المملكة العربية السعودية التي تأخر تقديم الخدمة فيها إلى عام 1999 والعراق التي لم تتح فيها الخدمة للمواطنين إلا في عام 2000. وبالتالي فانه ما زال عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربى ضعيفاً وهو الامر الذي يؤثر سلبياً على انتشار الصحف الاليكترونية بين القارئ العربي داخل الدول العربية حتى لو كان عدد قراء الصحيفة يصل لمليون، لأنه لو زادت أرقام المستخدمين للإنترنت يمكن أن نسمع يوماً أن صحيفة إلكترونية يقرأها 10 ملايين قارئ يومياً مثلاً، وهو شئ ليس بعيد المنال ويمكن تحقيقه فى المستقبل القريب.
• صعوبة التسويق وجلب الإعلانات: وهي سلبية ما زالت موجودة في العالم العربي فقط، ولكن هذه السلبية تؤثر بشكل قوي على عدم وجود تمويل لهذه الصحف، مما يجعل التركيز على المتطوعين أكثر وأكبر، ولكن بدون شك احتياج الصحف الاليكترونية إلى الصحفي المحترف ضرورة لا غنى عنها والذي لا يقبل أن يعمل ويكتب دون أن يأخذ مقابلاً مادياً.
• عدم تميز بعض الصحف الاليكترونية عن قرينتها المطبوعةخاصة التي تعتمد على الصحفيين المتطوعين، فهي تنشر ما يأتي لها، دون وجود دليل أو التأكد من مصداقيته أو حقيقته، وهو ما يفتح المجال لنشر الإشاعات وترويجها. (11)
المبحث الثالث
هل يشكل الإعلام الإلكتروني تهديدا للصحافة الورقية
قد يصير من التبسيط المخل الادعاء بان ثورةالإعلام الإليكتروني لم تؤثر على الصحافة المطبوعة في العالم العربي فقد اثرت هذه الثورة الإعلاميةعلى كل انوع الإعلام سواء كان مطبوعا أو مرئيا أو حتى مسموعا لا على مستوى العالم العربي بل على مستوى العالم. الا ان ذلك لا يكون مدخلا للحديث عن نهاية عصر الصحيفة المطبوعة. بل على العكس من ذلك فإن دراسات السوق في اميركا اثبتت ان كثيرا من المواقع الاليكترونية الخدمية والتجارية منها، اتجهت إلى الصحف والمجلات للاعلان عن نفسها والوصول إلى مستخدمين جدد. وبمعنى آخر فإن هذه المطبوعات سواء العامة منها أو المتخصصة استفادت اعلانيا من انتشار المواقع الاليكترونية المختلفة على شبكة الإنترنت.الا انه ومع ذلك فان ارتفاع نسبة عدد مستخدمي الإنترنت كوسيلة اعلامية قد راتفعت في الفترة الاخيرة حيث تشير دراسة نشرتها مجلة كولومبيا للصحافة إلى ان نسبة مستخدمي الإنترنت الاميركيين ممن يستقون الأخبار اليومية من الإنترنت قفزت من 6% عام 1998 إلى 20% في اوائل عام 2000. أما من حيث الاعلان فقد قفز حجم الانفاق الاعلاني على الإنترنت من 1.9 مليار دولار عام 1998 إلى 4.6 مليار دولار في نهاية عام 1999 أما المواقع الأخبار ية فقد نمت حصتها من هذا الانفاق من 152 مليون دولار عام 1998 إلى 358 مليون دولار في نهاية عام.1999.(12)و أثبتت دراسة اخرى بعنوان »حالة وسائل الإعلام الأخبار ية سنة 2004« أجراها »مشروع التفوق الصحفي« بالاشتراك مع كلية الصحافة في كولومبيا، تفوق الإعلام الإليكتروني وتاثيره السلبي على وسائل الإعلام الاخرى وهو ما اثار مخاوف العاملين في مجال الصحافة اليومية وشبكات التلفزيون والإذاعات خلال السنوات الأخيرة ادت إلى تراجع الثقة بها لدى الرأي العام وانحسار جمهورها، وهو ما دفع الأمريكيين على سبيل المثال إلى اللجوء إلى الإنترنت لاستقاء الأخبار،رغم أن معظم هذه المواقع تابعه للصحف، ومعظم القراء (72٪) ما زال يعطي الوقت نفسه لقراءة الصحف. وقد أوضحت الإثباتات أن الإنترنت هي وسيلة الإعلام الوحيدة باستثناء الصحافة اللاتينية والبديلة، التي يشهد جمهورها اتساعا متزايدا ولاسيما بين الشبان. وتبدو هذه الظاهرة ملفتة، خصوصا إذا ما قوبلت بتراجع مبيعات الصحف الأمريكية الصادرة بالإنكليزية بمعدل 11٪ على مدى العقد الأخير(1995 :2005) ليصل مجموع النسخ الموزعة يوميا إلى 55 مليون نسخة. وتراجع خلال الفترة ذاتها جمهور النشرات الأخبار ية المسائية على المحطات التلفزيونية المحلية المرتبطة بالشبكات الكبرى بمعدل 34٪.كما أن الأمريكيين لم يعودوا يشاهدون الأخبار على الشبكات التلفزيونية الكبرى على الرغم من الأحداث المهمة التي استقطبت انتباه الرأي العام مثل اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والحرب على العراق. وتشير الدراسة إلى تراجع الثقة بمصداقية الصحف الأمريكية من 80٪ عام 1985 إلى 59٪.وفي المقابل، سجل الإقبال على 26 موقعا على الإنترنت صنفت على أنها الأكثر شعبية، تزايدا بمعدل 70٪ ما بين مايو 2002 وأكتوبر 2003.
ولوحظ في الدراسة أن الأمريكيين كانوا يشاهدون بصورة خاصة خلال الحرب على العراق مواقع الشبكات الأخبار ية، ومن ثم مواقع الصحف، وبعدها مواقع الحكومة الأمريكية وأخيرا المواقع الأخبار ية الأجنبية. وباتت المجموعات الصحفية الكبرى تزيد استثماراتها على الإنترنت،وقد أدركت أبعاد هذا التحول. وتنتمي حوالي 69٪ من المواقع الأخبار ية العشرين، التي تلقى اكبر قدر من الإقبال، إلى المجموعات الإعلاميةالعشرين الأولى. كما تزداد المواقع الصغرى والمستقلة إلى حد باتت تشكل «حركة قوية» أشبه بمجموعة كبيرة من صحف الرأي الصغيرة المحدودة الانتشار. (13)ولا يقتصر هذا الأمر على الولايات المتحدة بل يتعداه إلى أوروبا، فقد ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن 60% من الجمهور الأوروبي يتلقى الأخبار عبر المواقع الاليكترونية على شبكة الإنترنت،وقامت صحف أوروبية عديدة بتطوير مواقعها عبر الإنترنت لتصبح مواقع تفاعلية وآنية التحديث لتستطيع الوصول إلى القارئ الذي لم يعد مهتما أبدا بشراء النسخة الورقية من الصحيفة، خصوصا مع توفر البدائل بل كثرتها في توفير المادة الإعلاميةالتي تهمه على الشبكة العنكبوتية.(14)وبالتالي فانه من الممكن الخروج بعدد من الملاحظات عن علاقة الإعلام الإلكتروني بالصحافة المطبوعة في العالم من الممكن اجمالها في الاتي:
1- ان غالبية الصحف اليومية في الغرب وفي العالم العربي تدير مواقع الكترونية خاصة بها وتصدر طبعات الكترونية حيث تشير احصائيات مؤسسة نيوزلينك الاميركية في نهاية عام 1998 إلى ان عدد الصحف التي تدير مواقع على الشبكة في العالم قد وصل إلى 4900 جريدة منها حوالي 2000 جريدة اميركية بينما لم يتجاوز عدد الصحف الاليكترونية على الشبكة الثمانين صحيفة في نهاية عام 1994 وهذه الارقام تشمل الصحف اليومية والاسبوعيات والدوريات والمجلات وغيرها من المطبوعات. وبينما تتبوأ المطبوعات الاميركية مركز الصدارة من حيث عدد المواقع الاليكترونية فإن المطبوعات غير الاميركية تشكل نسبة 43% من اجمالي هذه المواقع. وفي العالم العربي ما لا يقل عن الف موقع الكتروني لصحف ومواقع عربية يومية واسبوعية وهذا الرقم في ازدياد مستمر(انظر الجدول رقم 1 ).
2- ان عددا لا بأس به من كبريات الصحف في اميركا واوروبا واليابان قد فصل ما بين الجريدة المطبوعة والنسخة الاليكترونية من حيث الادارة والتحرير وطبيعة المحتوى ومصادر الدخل والانفاق لكل منهما، مثال على ذلك صحف «الواشنطن بوست» و«النيويورك تايمز» و«الشيكاغو تربيون» الاميركية و«الفايننشال تايمز» اللندنية. واصبحت النسخ الاليكترونية بوابات اعلامية شاملة تجدد محتواها على مدار الساعة طيلة ايام الاسبوع وتسبق في كثير من الأحيان النسخ المطبوعة في نشر الأخبار.
3- ان عددا من هذه المواقع الاليكترونية المملوكة من دور النشر الصحافية يعد اليوم من انجح البوابات الاليكترونية على الشبكة من حيث عدد الزوار أو المشتركين وحجم الدخل الاعلاني بحيث اصبحت هذه البوابات مستقلة تمأما عن النسخة المطبوعة وتقدم خدماتها على مدار الساعة الا انه يجدر القول واستنادا إلى تقرير مؤسسة نيوز لنك فإن اقل من ثلث الصحف الاليكترونية على الشبكة حاليا يجني ارباحا بل ان عددا لا بأس به من الصحف اغلق مواقعه الاليكترونية بسبب الخسائر.
4- ان هناك مواقع اخبارية الكترونية نشأت في بيئة الإنترنت وحققت نجاحا باهرا إلى حد دفعها للخوض في عالم النشر التقليدي ايضا اي ما يسمى (بالهجرة المعاكسة) مثال على ذلك مجلة ( دبليو اي ار ايه دي).
5- ان العامل المشترك الرئيسي بين صناعتي النشر التقليدي والإلكتروني هو المحتوى المتميز فبدونه لا تنجح مطبوعة ولا ينتشر تلفاز ولا يستمر موقع على الإنترنت ولهذا فإن شركات الإتصال(ميديا) الكبرى في الغرب تزاوج بين ما تنتجه وسائل اتصالها بأنواعها التقليدية وغير التقليدية لتقوم بأمثل استخدام لذلك المحتوى عن طريق المواءمة واعادة الاستخدام،مما دفع شركة (اميركا أون لاين) التي تدير انجح بوابة الكترونية في اميركا إلى الاندماج مع شركة (تايم وورنر) وهي واحدة من اكبر شركات النشر والإتصالوالترفيه في العالم من خلال صفقة قدرت بمائة وعشرين مليار دولار.اضافة إلى المحتوى فإن دخول شركات النشر التقليدية عالم النشر الإلكتروني يعتمد ايضا. مثال على نجاح هذا الاسلوب مواقع قنوات الجزيزة والعربية والعالم والنيل للاخبار
6- ان تغيرا مهما حصل في مفهوم الصحيفة الاليكترونية حيث تطورت هذه الصحف من كونها نسخا كربونية من الصحف المطبوعة إلى ظهورها كبوابات اخبارية واعلامية وترفيهية ذات شخصية مستقلة فمثلا موقع صحيفة «النيويورك تايمز» على الشبكة يقدم خدمات لا توفرها وقد لا تستطيع ان توفرها النسخة الورقية من الصحيفة مثل حالة الطقس واسعار العملات والاسهم وحجوزات الفنادق والطيران والسوق الإلكتروني للتبضع والشراء ومقارنة اسعار الحاجيات فقد أدى نجاح تجربة «النيويورك تايمز» على الشبكة إلى اطلاقها لموقع شقيق اسمته (نيويورك توداي) وهو اشبه بدليل لعالم مدينة نيويورك يقدم كل ما يحتاجه الزائر أو المقيم في المدينة من معلومات بدءا من دليل الهاتف وعناوين المطاعم وبرامج التلفزيون وحالة الطرق وخرائط للاحياء والشوارع وانتهاء بما يحدث في المدينة من نشاطات ثقافية وترفيهية مختلفة. وكذلك فعلت «الواشنطن بوست» وغيرها من كبريات الصحف في اميركا وبريطانيا وغيرها من الصحف في الغرب. هذه المواقع اصبحت شركات شقيقة تدار من قبل طواقم متخصصة لها اداراتها المستقلة من التحرير والاعلان والتسويق وكما ذكرت فإن عددا من هذه المواقع اصبح تدر ارباحا على مالكيها لا تقل اهمية في بعض الأحيان عن ارباح نشاطات النشر التقليدي.(15)
وهكذا فانه لا شك ان الإنترنت وهي اليوم في قلب ثورة المعلومات قد اصبحت سمة مميزة لواقع العولمة الذي نعيشه، فنسمع اليوم عن الحكومة الاليكترونية (دبي، قطر والاردن ،مصر) وعن التجارة الاليكترونية ومدن الإنترنت وجامعات الإنترنت وغير ذلك. وبافتراض ان سنوات وقد تكون عقود تفصلنا عن تحقيق هذه الثورة المعلوأماتية ناهيك عن تحديات البطالة والفقر والتخلف والمرض والجفاف والجفاء السياسي بين بعض الدول العربية، فإن استشراف المستقبل يؤكد اننا سنكون يوما جزءا من هذا التحول المعلوماتي ضمن اطار القرية العالمية شئنا ام ابينا هذا التغيير والذي سيشمل كافة مناحي الحياة والصحافة المطبوعة بشكلها وواقعها الحالي والتي لن تكون مستثناة بطبيعة الحال. أما بالنسبة للعالم العربي فتشير آخر الارقام المستقاة من تقرير لمؤسسة بارك التي تنشر دراسات حول الاعلان في العالم العربي، إلى ان حجم الانفاق الاعلاني الكلي خلال عام 1999 بلغ عام 1964 مليون دولار كانت حصة الصحف منه 42% والتلفزيون 38% والمجلات 15% والراديو 2% واللوحات 3%. أما الإنترنت فإن ما ينفق عليها من الاعلان في العالم العربي حتى اليوم لا يزيد في احسن الاحوال عن اكثر من نصف بالمائة من اجمالي الانفاق الاعلاني السنوي..( 16) ومع ذلك فان احد لا يستطيع ان يجادل في ان ظهور اي وسيلة اتصال جماهيري جديدة يؤثر اول ما يؤثر على الصحافة المطبوعة كونها ام وسائل الإتصالالشعبية كلها، فالصحيفة التي جلست على عرشها لعدة قرون منذ اخترع جوتنبرج المطبعة الاولى في منتصف القرن الخامس عشر مطلقا بذلك ثورة المعلومات الاولى، لم تتعرض لاي تحديات تذكر الا في بدايات القرن الماضي مع اختراع التلغراف والهاتف والراديو، ومن بعد ذلك في منتصف القرن العشرين عندما بدأ التلفزيون بث برامجه بشكل تجاري وإذا كنا في العالم العربي وما زلنا في حقبة دخول المطبوعات إلى الشبكة الاليكترونية وظهور البوابات والمواقع الأخبار ية المستقلة عن هذه المطبوعات فان المستقبل قد يحمل الاتي بالنسبة للعالم العربي
• ان دور النشر الصحافي في العالم بأسره تتجه إلى تنويع نشاطاتها الإعلاميةوذلك بدخول مجالات الراديو والتلفاز والمطبوعات المتخصصة واعداد المؤتمرات والإنترنت مثال على ذلك شركة تربيون التي تصدر صحيفة «شيكاغو تربيون» وتملك ايضا محطات تلفزيون واذاعات ومجلات ومواقع الكترونية وحصصا في شركات ترفيه واتصال بالشبكة الاليكترونية.وهذه وان كانت ظاهرة جديدة لم تتبلور بعد في عالمنا العربي نظرا للقيود الحكومية على امتلاك وسائل الإتصالالا انها جزء راسخ من واقع صناعة الإتصالوثورة المعلومات في المجتمعات الليبرالية التي اعتمدت مبادئ اقتصاد السوق والديمقراطية الغربية.
• ما زالت اعداد العرب المتصلين بالشبكة متواضعة مقارنة بالوسائل الاخرى(انظر الجدول رقم1، 2 ) اضافة إلى ارتفاع كلفة الإتصال وبطء الخدمة من حيث سرعة التحميل ووجود عقبات سياسية واجتماعية، وقلة عدد المواقع العربية الناجحة على الشبكة (17
• محدودية الخدمات الارشيفية:ونعني بالخدمة الارشيفية الاعداد السابقة من الصحيفة التي يوفرها موقع الصحيفة على الإنترنت ويكون في مقدور القارئ الرجوع اليها وتصفحها عبر الشاشه شانها في ذلك شان العدد الاخير من الصحيفة.
• عدم استغلال تقنية النص الفائق:ويتمثل في عدم ربط معظم الصحف الاليكترونية المصرية بمواقع معلوماتية فرعية اخرى رغم امكانية اقامة وصلات Links طبقا لتقنية النص الفائق من خلالها يمكن للقارئ الدخول والتجول داخل مواقع اخرى حيث تكتفي غالبية الصحف المصرية باقامة وصلات بين الايقونات التي تمثل الفهرس على صفحة الاستقبال والموضوعات المرتبطه بها والمنشورة على الصحيفة الاليكترونية.وان كانت هناك بعض الصحف تستغل هذه التقنية إلى حد ما مثال ذلك صحيفتا الاهرام والجمهورية فمن خلال موقعيهما يمكن الدخول على بعض المواقع الفرعية.ويلاحظ ان هذه المواقع الفرعية مواقع ثابته ولا يعني ذلك مطلقا استغلالا لتقنية النص الفائق –سابقة الذكر- التي تعني في الاساس وجود عناصر نشطة داخل النصوص الاصلية للموضوعات ذاتها المنشورة على صفحات الصحيفة الاليكترونية تمد القارئ بمعلومات اضافية عن تفاصيل الموضوع الذي يتصفحه بصحيفته الاليكترونية.
• عدم استغلال تقنية الوسائط الفائقة:حيث لم تحاول معظم الصحف الاليكترونية المصرية تحقيق الاستفادة من تقنية الوسائط الفائقة اذ تقتصر هذه الصحف على استخدام النصوص المكتوبة والصور الفوتوغرافية والرسوم الثابته بينما لم تحاول استخدام بقية وسائط التعبير التي تتيحها تقنية الوسائط الفائقة مثل الصور المتحركة وافلام الفيديو والصوت والموسيقى وغيرها الامر الذي يفقد هذه الصحف المزايا العديدة التي تتيحها تقنية الوسائط الفائقة بما يسمح لها بالتعبير عما تريد بالصوت والصور المتحركة الي جانب النصوص والصور الثابتة.
• محدودية استخدام الألوان:حيث يقتصر استخدامها على تلوين بعض العناوين والخلفيات بلون واحد وبعض الصور الفوتوغرافية.
• تأخر صدور النسخة الاليكترونية :فمقارنة توقيت صدور النسخة الاليكترونية بالنسخة المطبوعة نجد أن الصحف الاليكترونية المصرية تصدر مساء اليوم السابق لصدور النسخة المطبوعة،والبعض الأخر يصدر في نفس توقيت صدور النسخة المطبوعة.وعادة ما يعود السبب في ذلك من بين أسباب أخرى إلى حرص الصحيفة على التوزيع الخارجي للنسخة الورقية من الصحيفة الأمر الذي يفقد الصحيفة الاستفادة من إمكانية النشر السريع للأخبار عبر الإنترنت.
• غياب عنصر الحالية:حيث تعد الصحف الاليكترونية المصرية مجرد نسخ ملخصة لما نشر بالنسخ الورقية وتصدر في نفس توقيت صدور النسخ الورقية لها تقريبا،هذا فضلا عن ان غالبية هذه الصحف تكتفي بتحديث نسختها الاليكترونية بعد 12 ساعة من صدور النسخة المطبوعة الامر الذي يجعلها تفقد أهم ما يميز الخدمة الصحفية عبر الإنترنت وهو لحالية أو الانية في التغطية الأخبار ية بحيث تقدم الاحداث فور وقوعها مما يجعل القارئ العربي يتجه إلى المواقع العالمية التي تقوم بتحديثها التحريرية كل عشر دقائق بحثا عن تفاصيل الاحداث التي يدركونها من خلال الردايو والتليفزيون.
• ضعف العائد الاعلاني:فرغم اهمية الاعلانات كعامل جذب للقراء والاموال في الصحف الاليكترونية الا ان الصحف الاليكترونية المصرية خصوصا والعربية عموما في معظمها تخلو من الاعلانات.ويلاحظ بصفة عامة تضاؤل عائد الاعلانات على مستوى العالم بالنسبة للصحف الاليكترونية مقارنة بالتليفزيون مثلا بالرغم من ان هذه الصحف قد سبقت التليفزيون إلى الإنترنت حيث يوزع التليفزيون مشاهد أو لقطات فيديوية لمدة ثوان معدوة بما يدر عليه عوائد ضخمة لا تجد سبيلها إلى الصحف الاليكترونية.(18)
ان منحنى تعلم وسائل الإعلام الجديدة ومنها الصحف الاليكترونية في تقدم بدرجة اكبر مما توقعنا وان ثمة تغييرا سوف يحدث في الواقع الصحفي التقليدي الحالي ولكن المشكلة تتمثل في ان لا احد يعرف كيف سيحدث ومتى سيأتي التغيير.إذا ان معظم تجارب السوق حتى الان لم تقدم اشارة أو دليل حقيقي حول هيئة أو صيغة أو شكل هذا التغيير الذي سيطرا على الواقع الصحفي الراهن حتى يمكن الحكم في هذه الآونة على مستقبل الصحيفة الورقية أو حتى الاليكترونية ولكن ما يمكن التحدث بشانه في هذه الاونة هو ان الصحف الورقية المطبوعة سوف تتعرض لعدة تأثيرات مؤكدة الحدوث من جراء اذدهار ونمو الصحافة الاليكترونية وغيرها من وسائل الإعلام الجديدة ولعل أهم هذه التاثيرات ما يلي :
• الاتجاه إلى المحلية:فالكثير من الصحف الورقية المطبوعة لا تستطيع الاتجاه إلى العالمية من خلال النشر الإلكتروني عبر الإنترنت بحيث تحقق النمو والتطور وقدر من الاستثمار في وسائل الإعلام الجديدة وبخاصة مع الضعف الشديد في عائد الاعلانات الفورية الاليكترونية التي تعانية حتى كبريات الصحف العالمية الاليكترونية عبر الإنترنت اذ ان عائدات الاعلانات وتوزيع الصحف الاليكترونية لا تزال بعيدة كل البعد عن الكلفة الباهظة لانتاج النسخ الاليكترونية التي تلتهم ميزانية كبريات الصحف في العالم وعليه ستظل عائدات الإعلانات أساسية وحيوية في سبيل نجاح الخدمات الاليكترونية الفورية للصحف ولذا فان العديد من الصحف الورقية لن تجد أمامها سوى التركيز على كسب المكانة المرموقة محليا على اساس ان هذا السبيل هو الاستراتيجية الافضل الذي يجب ان تنتهجها وتعمل لها في المستقبل لمواجهة عالمية وسائل الإعلام الجديدة.
• الاتجاه إلى التخصيصية:فعلى الارجح اننا سوف نشهد في المستقبل مزيدا من تنوع المطبوعات الورقية بحيث تلبي الاحتياجات الخاصة لكافة نوعيات القراء على مختلف ميولهم وازواقهم واتجاهاتهم بما يعني ان الصحف والدوريات الورقية المطبوعة سوف تتزايد في العدد نتيجة للاتجاه لمزيد من التخصيصية.والدليل على ذلك ان ظهور التليفزيون كمصدر جماهيري للاخبار والترفيه قد أدى إلى اختفاء العديد من المجلات ذات الاهتمام الواسع والعام والضخم وفي ذات الوقت مهد الطريق أمام عدد اكبر من المطبوعات المتخصصة في الظهور.والتاثير ذاته حدث بالنسبة للراديو فقد تاثر هو الاخر بظهور التليفزيون والنتيجة تمثلت في ظهور أو انشاء مزيد من محطات الراديو المتخصصة وبالنسبة للتليفزيون ذاته فقد أدى ظهور خدمات الكابل التليفزيونية الكبرى كما أدى إلى بداية ظهور عديد من الشبكات التلفيزيونية المتخصصة.وكما هو الحال ايضا في النشر الإلكتروني فهو لم يؤد فقط إلى الحصول على مستويات اعلي من الجودة في المطبوعات بل ادي ايضا إلى حدوث انفجار في عدد النشرات الأخبار ية والمجلات في كل انحاء العالم وعليه فان ادوات النشر الإلكتروني عبر الإنترنت سوف تسمح لعدد هائل من الناس ببدء النشر الإلكتروني للمعلومات.والنتيجة النهائية هي مزيد من المعلومات لمزيد من الناس والكثير من هذه المعلومات يعد نافعا للناس والكثير منها ايضا ليس كذلك وإذا ما تم استخدام ادوات وسائل الإعلام الجديدة الاليكترونية فانها سوف تجعلنا نعيد التفكير في الطريقة التي نحصل بها ونعطي المعلومات في المستقبل وايضا سوف نكون قادرين على توسيع خبراتنا بمظهر مجلاتنا وصحفنا والعروض التليفزيونية وغيرها عن طرق استخدام وسائل إعلام تفاعلية.(19)
الهوامش
(1)اسلام اون لاين – ثقافة وفن – الصحافة الاليكترونية المعايير والضوابط
(2)اسلام اون لاين م س ذ
(3)راجع محتويات موقع الاتحاد الدولي للصحافة الاليكترونية ( www.iuej.org (وايضا (راجع جمعية مراسلون بلا حدود أو نقلا عن د. احمد محمد صالح "هل تجلب الإنترنت الحرية ؟ موقع ايلاف)
(4)نجوى عبد السلام فهمي :تجربة الصحافة الإليكتروني ة المصرية والعربية ،الواقع وافاق المستقبل المجلة المصرية لبحوث الإعلام العدد رقم4 بتاريخ ديسمبر 1998
(5)الإنترنت وحقوق الانسان http://www.openarab.net/ar/node/121)
(6)خلدون طبازة ،اسامه الشريف: العالم العربي والوسط الرقمي.. تحديات الإعلام الإلكتروني – مجلة العربي بتاريخ مايو 2007
(7) المجلة المصرية لبحوث الاعلام:العدد الخامس والعشرون يوليو ديسمبر 2005 ) ص:ص 309: 345)
(8) خلدون غسّان سعيد تطور الإنترنت في العالم العربي
البلدان العربية تجاهد لردم الهوة الرقمية مع الدول المتقدمة http://baghdadee.ipbhost.com/index.php?s=53b3c129392a0be56b3f635b746f5a1a&)
(9) الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، "الإنترنت في العالم العربي: مساحة جديدة من القمع؟"http://www.hrinfo.org (oct. 1, 2005
(10)خلدون غسّان سعيد تطور الإنترنت في العالم العربي(م س ذ )
(11)المجلة المصرية لبحوث الاعلام:العدد الخامس والعشرون يوليو ديسمبر 2005 ) ص:ص 309: 345
(12)اتحاد كتاب الإنترنت العرب حسام عبد القادر http://www.arab-ewriters.com/?action=ShowWriter&&id=5
(27)ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الاليكترونية في العالم العربي جريدة الشرق الاوسط عدد 2 يناير 2001
(13)https://www.sharjah.ac.ae/oldsite/bbmaterials/0800302_1_51_52/uploads/_46740_1/!d8afd8b1d8a7d8b3d8a7d8aa20d8b3d8a7d8a8d982d8a9.doc)
(14)محمد سناجلة،الصحافة الورقية في ظل الثورة الرقمية اتحاد كتاب الإنترنت العرب http://www.arab-ewriters.com/?action=showitem&&id=5279).
(15)ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الاليكترونية في العالم العربي جريدة الشرق الاوسط عدد 2 يناير 2001
(16)ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الاليكترونية في العالم العربي جريدة الشرق الاوسط )م س ذ )
(17)ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الاليكترونية في العالم العربي جريدة الشرق الاوسط (م س ذ )
(18)د. سعيد غريب:الصحيفة الاليكترونية والورقية ،دراسة مقارنة في المفهوم والسمات الاساسية بالتطبيق على الصحف الاليكترونية المصرية (م س ذ )
(19)د. سعيد غريب:الصحيفة الاليكترونية والورقية ،دراسة مقارنة في المفهوم والسمات الاساسية بالتطبيق على الصحف الاليكترونية المصرية (م س ذ )

الأربعاء، 15 أبريل 2009

لمصر لا لحزب الله


هناك الكثير من الأمور تحدث في مصر هذه الأيام تستعصي على الفهم لغرابتها، وعدم خضوعها لمعايير المنطق
من بينها بيان النائب العام المصري الذي اتهم فيه حزب الله اللبناني بالتخطيط للقيام بعمليات عدائية داخل البلاد، وتدريب عناصر مدفوعة من الخارج على اعداد متفجرات لاستخدامها في تلك العمليات.
ولا نعرف لماذا يريد حزب الله تجنيد 'عملاء' في مصر، والاقدام على اعتداءات تستهدف مؤسساتها العامة، فلا يوجد 'ثأر' مبيت لديه تجاه المحروسة، كما ان تاريخه الطويل في اعمال المقاومة لا يشير مطلقاً الى انه نفذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية في الخارج، ناهيك عن تنفيذها ضد اهداف عربية، او مصرية على وجه الخصوص. هذه الاتهامات تبدو 'مفبركة' من ألفها الى يائها، تماماً مثل نظيراتها التي تصدر في حق اعضاء حركة "الاخوان المسلمين"، فلا يمر يوم دون ان تعتقل السلطات المصرية عددا منهم، دون ان يعرف هؤلاء سبباً واضحاً لاعتقالهم.
نفهم لو ان المدعي المصري العام اتهم حزب الله بمحاولة تهريب اسلحة الى حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة عبر الاراضي المصرية، فهذه تهمة لا ينفيها الحزب، بل يتباهى بها، فعلاقته مع هذه الفصائل معروفة وعلنية، ولكن ان يُتهم بأنه يريد الاقدام على عمليات 'ارهابية' ضد مصر من خلال تجنيد انصار مصريين او فلسطينيين، مثلما اوحى بيان النائب العام، فهذا امر لا يمكن ان يصدقه عقل.
أما الاتهام الاكثر اثارة للاستغراب في البيان المصري، فهو 'السعي لنشر الفكر الشيعي'. وهل يحتاج المصريون الى هذا السعي؟ وهل هناك من لا يعرف كم يحب المصريون آل البيت عليهم رضوان الله؟ ألا يشارك ملايين المصريين كل عام في احياء ذكرى مولد آل البيت في مدنهم ومنذ مئات السنين، أي قبل ان ينشأ حزب الله او تقوم دولة اسلامية في ايران نفسها؟.
مصر تعرضت لموجات من التفجيرات واعمال العنف، استهدفت منتجعات سياحية من اقصى الجنوب (الاقصر) الى اقصى الشمال والشرق (طابا وشرم الشيخ وذهب) وكان القاسم المشترك في جميع التفجيرات ان الجهات التي تقف خلفها مصرية اصولية، لم تكن لها اي علاقة بتنظيمات خارجية، بما في ذلك تنظيم "القاعدة" الذي لم يعلن مسؤوليته عنها رغم اصابع الاتهام التي جرى توجيهها اليه من جهات داخلية وأخرى خارجية.
من الواضح ان هناك محاولة مدروسة من قبل الحكومة المصرية لتحويل الانظار عن المشاكل الداخلية المتفاقمة، باختلاق عدو خارجي، ويفضل ان تكون ارضية الخلاف مذهبية، وهذا ما يفسر هذه الحملة الجديدة على حزب الله. وربما يفيد التذكير بأنه عندما توترت العلاقة مع ايران بسبب عرض فيلم 'اعدام الفرعون' الذي تناول محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات، شاهدنا حملة مماثلة ضد ايران، واغلاق مكاتب محطة 'العالم' الفضائية التابعة لها.
الحكومة المصرية تريد افتعال معارك مع حزب الله وتعبئة الشعب المصري ضده، تماماً مثلما حاولت تعبئته ضد الفلسطينيين والعرب، قبل زيارة الرئيس السادات للقدس المحتلة، لتبرير الخروج عن الصف العربي، وانهاء حالة الحرب، وتوقيع اتفاقات كامب ديفيد.
فحزب الله يشكل خطراً عليها لأنه يدعم المقاومة في القطاع، وحقق نصراً على اسرائيل قلب كل المعادلات العسكرية، الاقليمية والدولية، اثناء عدوانها على لبنان في صيف العام 2006. فالحكومة المصرية تحارب المقاومة وتضيق الخناق عليها، وتوظف كل خبراتها من اجل عدم وصول الطعام والادوية اليها، ناهيك عن السلاح والعتاد الحربي.
هناك 'ثأر' مبيت لدى هذه الحكومة تجاه السيد حسن نصر الله، زعيم الحزب، سببه مطالبته قادة الجيش المصري الذهاب الى قيادتهم السياسية واقناعها بكسر الحصار المفروض على مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، والتصدي للعدوان الوحشي الاسرائيلي الذي يطحن عظام الاطفال والنساء، ويحرق اجسادهم بقنابل الفوسفور الابيض.
والمعروف ان للجيش المصري سجلا مشرّفا وناصعا، فهو لم يحارب ابدا شقيقا عربيا ولا مسلما، وكل ما طلبه منه حزب الله، ومعه الامة بأكملها، هو الا يتحول الى اداة للحصار والتجويع ضد شعب عربي سيبقى جارا لمصر بعد ان يذهب هذا النظام الحاكم من شرم الشيخ.
ومن المفارقة ان هذا التحريض ضد حزب الله يأتي في الوقت الذي تتقرب منه دول عظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، فقبل اسبوع استقبلت العاصمة البريطانية النائب حسين الحاج حسن الذي يعتبر من اكثر نواب حزب الله نشاطا في البرلمان اللبناني، وقبلها استقبلت السيد ابراهيم الموسوي وزير اعلام الحزب وأحد اعضاء مكتبه السياسي، والمسؤول الاول عن قناة 'المنار'.
وربما يفيد تذكير القائمين على هذه الحملة بأن الولايات المتحدة دعت ايران التي تقف خلف الحزب للمشاركة في مؤتمر انعقد الاسبوع قبل الماضي في امستردام للبحث في كيفية التعاطي مع الاوضاع في افغانستان، وحرص الرئيس باراك اوباما اثناء زيارته الى انقرة على مد غصن الزيتون مجددا لها، وعرض التعاون معها على اساس تبادل المصالح والاحترام المتبادل.
السيد الحبيب العادلي وزير الداخلية المصري امتدح قبل اسبوعين في تصريحات مكتوبة ابناء الطائفة الشيعية في مصر الذين لا يزيد عددهم عن اربعة آلاف شخص على الاكثر، وقال انهم 'مسالمون'، واليوم توجه لهم النيابة العامة تهمة العداء لمصر، وتعتبرهم طابورا خامسا يشكل خطرا على الامن القومي المصري.
الخطر الحقيقي على مصر هو سياستها الحالية المرتبكة، والمساندة بشكل مباشر او غير مباشر للعدوان الاسرائيلي على الامة العربية. وحتى اذا كان حزب الله احد الاخطار فإنه يحتل ذيل قائمة طويلة، وان كنا لا نعتقد ذلك.
فتوجيه دعوة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية المتطرفة لزيارة مصر، والالتقاء برئيسها في شرم الشيخ ينطويان على تصغير لمصر ومكانتها واهانة لشعبها وتاريخه المشرف في الدفاع عن كرامة مصر والامة العربية بأسرها.
فماذا ستفعل هذه الحكومة اذا ما قرر نتنياهو اصطحاب وزير خارجيته افيغدور ليبرمان، الذي هدد بقصف السد العالي واغراق مصر، واهان رئيسها عندما قال 'فليذهب الى الجحيم'؟.
نتنياهو رفض القبول بحل الدولتين، واصر على السلام الاقتصادي كبديل، وهدد باجتياح قطاع غزة مجددا للقضاء على المقاومة وفصائلها بشكل نهائي، وتعهد بعدم تفكيك مستوطنة واحدة في الضفة الغربية، وتبنى سياسة وزير خارجيته في سحب الجنسية الاسرائيلية من الغالبية الساحقة من (عرب 48) بحجة عدم ولائهم للدولة العبرية.
حتى محمود عباس رئيس السلطة الخاضع للاحتلال الاسرائيلي، ولا يستطيع مغادرة مكتبه دون اذن شاويش اسرائيلي، قال إنه لن يلتقي نتنياهو إلا اذا اعترف بحل الدولتين وعملية السلام المنبثقة عن مؤتمر انابوليس. فهل السيد عباس اكثر شجاعة وبطولة من مصر العظمى ذات السبعة آلاف عام من الحضارة؟
نحن لا ندافع عن حزب الله، وانما عن مصر ومكانتها، ومحاولة نظامها جرها الى الحضيض، من خلال تبني سياسات قاصرة، عديمة الرؤية، ومغرقة في عدم وطنيتها، وهي السياسات التي جعلت اقرب حلفائها يتجاهلونها بطريقة مخجلة. وما زيارة اوباما الاخيرة لتركيا، وتجاهله لمصر وازهرها وقيادتها للعالمين العربي والاسلامي الا احد الامثلة.

الأحد، 22 مارس 2009

تعقيبا على مذكرات سعد الدين ابراهيم

في البداية اعترف اني لم اقرا اي من حلقات مذكرات سعد الدين ابراهيم لسبب وحيد هو ان همومي العامة والخاصة تشغل وقتي بالشكل الذي يمنعني من قضاء اي جزء منه في قراءة كلام لا يستحق قيمة الورق الذي كتب عليه لشخص فقد قيمته ، ليس بسبب القضية التي يدعي انها دبرت له ،بل بسبب اخطاءه في حق نفسه قبل اخطاءه في حق وطنه ومجتمعه ،ولكني فوجئت اليوم 11/3/2009 بأحد اصدقائي يتصل بي ويطلب منى ان اقرا حلقة اليوم من مذكرات سعد المنشورة في جريدة الدستور لكونه قد ذكرني في طياتها ، فقررت ان اترك اهتماماتي الانسانية العادية وانتبه الى ما كتبه هذا السعد ، ولكنى فوجئت بكم من الاقوال الكاذبة لا مثيل لها ، بل اني ادعي انها محاولة لتحويل الفسيخ –ذو الرائحة النتنة- الى شربات – ذي المذاق الطيب والرائحة الجميلة – بل انه من اول سطر كتبه لاحظت كم الكذب غير العادي الذي يسوقه هذا المعلم الذي تخرجت اجيال من تحت يديه كما يدعي بدءا باصغر طلابه ونهاية بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذي يدعي هذا السعد انه من تلامذته (شوف الزمن ) ولندخل في الموضوع مباشرة وسوف يكون تعليقي منصبا فقط على الحلقة المنشورة بتاريخ 11 مارس 2009 . وسوف اجمل ملاحظاتي في نقاط محددة وهي :
اولا : بالنسبة الى ما ادعاه في امر المحامي الوفدي المشهور عبد العزيز محمد :
انه لامر يدعو الى الدهشة ان يدعي سعد ان عبد العزيز محمد قد تطوع للدفاع عنه وهو امر مخالف تماما للحقيقة ، فقصة عبد العزيز محمد ترجع الى ان والد احد اصدقائي قد رشحه لي وكلمه عني وعن القضية وطلب منه الدفاع عني باعتباره احد المحامين ذوي الخبرة في القضايا السياسية ،وقد قابلته وقال لي كلمته المشهورة" ان هذه القضية هي عبارة عن كومة قش اما ان تزورها الرياح وتنتهي الى لا شئ او تحترق جميعها بمن فيها وعليها" ، وحدد لي المبلغ المطلوب كاتعاب له وكان مبلغا كبيرا على من هم في مثل سنى انذاك (28 عاما) ورغم الحاحي عليه بضرورة تخفيض المبلغ الا انه رفض. وقبلت ودفعت له المبلغ وهو خمسة عشر الف جنيها مصريا هم حصيلة كل ما استطعت ادخاره من اموال كنت انوى الزواج بها . وبدات المحاكمة الاولى وانتهت باحكام بالسجن على ثمانية متهمين كنت ثالثهم ، وقررنا ونحن في محبسنا ان ننقض الحكم ، وقبل النقض وخرجنا من محبسنا ، وذهبت لعبد العزيز واخبرته برغبتي في استمراره في دفاعه عني الا انني اكدت له انني قد فقدت كل اموالي في هذه القضية وبالتالي لا املك من المال ثانية للدفع لك ، الا ان الرجل ،وللامانة ، قال (ولا يهمك ولو عاوز فلوس قول ) وبدات المحاكمة الثانية وكان عبد العزيز محامي انا ،وليس محامي سعد كما ادعي في مذكراته ، الا اذا كان هناك امرا قد دبر بليل بين الاستاذ عبد العزيز وسعد الدين ابراهيم وهو ما اربأ ان يكون قد فعله هذا المحامي القدير . الا ان المفاجأة الكبرى التي اتمنى ان يكون سعد الدين ابراهيم ما زال متذكرا لها ان عبد العزيز محمد لم يحضر يوم المرافعة للدفاع عني وبالتالي لم يدافع عني او عن سعد وهو الامر الذي ترك في حلقي غصة ما زلت اعاني منها حتى الان . وبالتالي فلا ينبغي لمعلم(قال ايه )اجيال ان ينحدر الى هذا المستوى من الكذب المفضوح . بل اني ازيد ان سعد كان يهدف من بين ما يهدف في محاكمته الاولى الى ابعاد القضية عن اي منحى سياسي منصتا لنصائح اصدقائه في اروقة الحكم بضرورة عدم تسييس القضية والاكتفاء بكونها قضية قانوينة ،ليس الا، تجنبا لاي صدام مع الدولة -على حد قولهم - بل اني اتحدى سعد الدين ابراهيم ان يقول للراي العام عن رسائله التي بعث بها الى الرئيس مبارك ورجاه فيها الى حد التسول ان يصفح عنه ويغلق ملف هذه القضية. وبالتالي فلا ينبغي ابدا ان يدعي من لا تاريخ له ولا قيمة نضالية او وطنيه له ان يدعي بانه صاحب دور وطني او اي شئ من هذا القبيل . فالمناضلين ايها السادة لا يعتذرون او يتسولون العفو اذا كانوا من اصحاب الحقوق او لديهم القضية التي يؤمنون بها ويدافعون عنها .
ثانيا : بخصوص ما يدعيه من محاولة مني لاقامة علاقة مع مديرة المركز دفعني صدها لي الى توريطها في القصية :
يبدو ان سعد قد فقد كل ذاكرته او على الارجح انه يريد ان يفقدها ، فببساطه جدا انني لم اذكر اسم مديرة المركز (م ج) في اوراق القضية الا بعد ان ذكرها سعد و (ن ) المديرة المالية حيث لم اكن راغبا في توريط فتاة صغيرة السن في قضية بهذا الشكل ، ومع ذلك يلح سعد في كل مكان انني ورطها في القضية وهو امر تضحضه ارواق القضية الموجودة مع اي محامي ويمكن لاي شخص الاضطلاع عليها ، ولكن ينبغي ان يكون هناك وقفه لي هنا . فاذا كان سعد يدعي على اني حاولت اقامة علاقة معها فدعنى اوضح لك نقطة هنا وهو انني كنت في مركز ابن خلدون لاهداف ليست بينها اقامة العلاقات او التجاذب العاطفي ، الاانني لا بد لي ان اعلم القارئ من هي مديرة المركز هذه ، فهي احدى خريجات الجامعة الامريكية تبلغ من العمر 21 عاما ،من اب مصري وام فنلندية ، لم يكن لها اي سابق خبرة في اي مجال عمل قبل مركز ابن خلدون ،ومع ذلك وضعها في هذا المنصب لاسباب لا يعلمها الا هو !!!!وفي كل ،فهذا امر ينبغي الا يزيد عن حجمه الطبيعي فهو من التفاهه بما كان ، والامر لا يتعلق بتوريط او عدم توريط فأوراق القضية موجودة واسمها كمديرة للمركز وتوقيعاتها كافيين للدفع بها في لائحة الاتهام وليس اقوالي او اقوالك .
ثالثا : عن موضوع تصوير الاجهزة الامنية لي وانا في وضع مخل مع فتاة ليل:
غريب هذا السعد يبدو انه يرى الدنيا من خلال نفسه دائما ، فهذه النوعية من القصص قد ادمن تاليفها من فرط نهمه بالجنس والعلاقات الجنسية الاثمة ،فمن اين عرفت بهذه العلاقة وهذا التصوير فانا لست من المجاهرين بمعاصيهم- ان كانت قد وقعت فعلا – فهذا ليس من طبيعة شخصيتي واحمد الله اني لم اقلدك في ذلك. اني اتحداك ان تذكر اسم شخص واحد فقط وتستعين بشهادته في امر انني قد رويت له في محبسي (حسب ادعائك ) بانه كانت هناك ثمة علاقة اثمة قامت اجهزة الامن بتصويري فيها ، لست انا ايها السعد من يرتكب هذه الآثام فانت تعرف بالضبط من يرتكبها واين. ثم الم يكن من المنطقي اذا كان هناك ثمة تصوير لي، ان استجيب لضغوط الامن اثناء المحاكمة خاصة ونحن في بيئة مجرد التلويح بوجود علاقة آثمة بين شخصين كافي لادانته امام المجتمع وبالتالي فلم اكن لالجا لاستحضار محامي معروف بمواقفه السياسية وصداقته لك ليدافع عني وعنك من جيبي الخاص (اتقي شر من احسنت اليه )،ان امرا بمثل هذه الوقاحة لن امرره مرور الكرام فانا لست من هؤلاء من اصحاب البطحات على رؤوسهم حتى يخجلوا منها ومكاني معك في اروقة المحاكم التي يبدوا انك اشتقت اليها مرة اخرى . باعتبار ان ما ذكرته عني يدخل تحت باب السب والقذف والتشهير .
ان قضية مثل قضية مركز ابن خلدون ينبغي النظر اليها في حجمها الطبيعي دون تضخيم متعمد من قبل الدولة او سعد ، فالشخص ومركزه لا ينبغي ابدا ان يكون لهم وضعا يزيد عن وضعهم الحقيقي المتقزم . وينبغي ايضا التذكير بان اقوال خالد ف ( حلوة اوي خالد ف دي ) ونبيال ع كانت متطابقة كل التطابق مع اقوال اكثر من 40 متهما وشاهدا فهل خضع هؤلاء جميعا لضغط من مباحث امن الدولة وصوروهم في اوضاع مخلة ايضا . ام ان الامر يحتاج الى وقفة تعقل ومحاسبة للذات مذكرين انفسنا بان ما كنا نقوم به في المركز كان خطا في حق انفسنا باعتبارنا كنا نسهل له امرا كان مشبوها. لشخص لا يستحق ان يؤتمن على اموال منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج ، ولنتوقف عن هذه اللغة المستفزة من ان سعد كان ينفق على المركز من جيبه الخاصة وجيب اسرته الا اذا كان تظهير الشيكات واعادة وضعها في حساب سعد الدين ابراهيم الذي يقوم بدوره بالتبرع بجزء منها للمركز والابقاء على الجزء الاخر يسمي حاليا تبرع من الجيب الخاص .
واخيرا فانني اقول لسعد انني لست هذا القرد في عين امه كما انني لست من تتقي شر من احسنت اليه الا اذا كان الاحسان هو ان تترك مجموعة من الشباب لا تتعدى اعمارهم الثلاثين عاما في بحر متلاطم من الامواج العاتية في قضية لا قبل لهم بها ، تتركهم وحيدين وتحاول انت ان تقفز من السفينة وحيدا واذا اردت ان تاخذ بيد احد فيكون ذلك بشروط حقيرة اذكرك باحدها عندما طلبت من العاملين في المركز ان يوقعوا لك عن مسئوليتهم القانوينة عن كل الافعال التي قاموا بها في مركز ابن خلدون وعدم وجود اي علاقة لك بهذه الافعال في مقابل ان تدفع نسبة 50% من اجمالي اتعاب المحاماة بحد اقصى 2000 جنيه (تصوروا) هذا هو الاحسان ، هل الاحسان هو ان تدعي ان العمل في مركز ابن خلدون احسان وانت من الححت على للعودةعندما استقلت من المركز بسبب تطاولك على بالقول وقضيت بعيدا عن المركز عام كامل لم اعد الا بعد مكالمة اعتذارية منك . وقبلت العمل على اساس ايمان عبيط بان هناك قضية ادافع عنها ومستقبل احلم به مع من يدعون الليبرالية من امثالك .كما انني كنت اعمل في المركز كعمل اضافي وبالتالي فان القول بالاحسان لا يستوي ابدا مع امثالي. هل الاحسان منك ان ادفع كل مدخراتي لمحامي معروف تدعي انت الان انه محاميك وهو – اي المحامي- معروف بانتماءاته السياسية المتوافقة مع انتماءاتك- او ادعائك بكونك منتمي-واستحالة ان يهاجمك في اثناء دفاعه عني (وهو ما حدث في المحاكمة الاولى )الم يكن من الاولى ان الجا الى الاجهزة الامنية، التي تدعي اني تعاونت معها ،لتحضر لي محامي يعرفك ان الله حق كما فعل محامي بعض المتهمين في القضية .
فعلا اتقي شر من احسنت اليه ،ومنذ هذه اللحظة ايها السعد لن ترى منى الا كل احسان ولكن بطريقتك انت وموعدنا في المحاكمة ان شاء الله .
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولاسرتي ولكل من يعرفوني ويعرفون سعد الدين ابراهيم .
خالد فياض
المدير السابق لمشروع التربية السياسية والحقوق الانتخابية
مركز ابن خلدون
11/3/2009

الأحد، 25 يناير 2009

عفوا نصر الله......هل فعلا مات الشعب المصري ؟


قررت ان اسال نفسي هذا التساؤل وانا اقرا قصة قام بها احد علماء الطبيعة على ضفدع، حيث قام باحضار اناء به ماء يغلي ووضع به ضفدع حي فاذا به يقفز هاربا من الاناء شاعرا بسخونة الماء ثائرا عليه ومقررا تركه الى مكان اخر رغم انف واضعه وصاحب قرار القاءه في هذا الاناء ، لكن العالم لم يستسلم بل احضر اناء اخر ووضع به ماء بارد ووضع فيه ذات الضفدع ، فاستشعر الضفدع الراحة والسكينة وترك جسده يسبح في الماء الذي تعود عليه في حياته في البرية ، الا ان هذا العالم لم يكتف بذلك بل احضر شمعة(نعم شمعه) ووضعها تحت الاناء وتركها مدة ليست بالقصيرة وبدا الماء يسخن ويسخن حتى وصل الى درجة الغليان ، الا ان الغريب ان الضفدع لم يقفز وحتى عندما حاول العالم ركله بعصا بيده لم يتحرك ، وفوجئ العالم انه وعند اخراجه للضفدع من الاناء بانه قد مات دون ان يحرك اي ساكن دون ان ينتفض كما فعل قبل ذلك وترك الاناء الذي كان بداخله الماء المغلي . استسلم الضفع وترك العالم الذكي يفعل فيه اي شئ وكل شئ فالعالم قد سخن له الماء تدريجيا وهو لم يستشعر ذلك وترك جسده يتحلل من سخونة الماء حتى فارق الحياة وصارة حسدا هامدا بلا حراك تفعل به الافاعيل ولا فعل له او بمعنى ادق لا حول ولا قوة له .
والذي ادهشني بالفعل هو هذا التشابه الدقيق بين قصة هذا الضفدع وقصة الشعب المصري الان في ظل دعوة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله للشعب المصري للخروج الى الشوارع بالملايين من اجل فتح معبر رفح وفي ظل ايضا موجة الغلاء الملتهبة والمستمرة التي يتعرض لها وخاصة بعد ارتفاع اسعار موارد الطاقة المختلفة والتي ترتب عليها ارتفاع اسعار سلع اخرى اساسية وغير اساسية ، والمدهش ان احدا من المصريين لم يحرك ساكنا ، وارتضوا الاسعار الجديدة وهو صاغرون ، لم يلتفت احد الى سائق الميكروباص وهو يعلن زيادة تعريفة الركوب واكتفوا بان وضعوا ايديهم في جيوبهم مخرجين الزيادة التي طلبها ، ماذا حدث ؟؟؟ كيف يتم ذلك بهذا الهدوء وهذه الاستكانة والاستسلام ، هل بالفعل مات الشعب المصري مثله مثل الضفدع ، يفعل به الان الافاعيل ولا يحرك ساكنا ، يصدر غازه الى دوله كان ولا يزال يعتبرها عدوة ولا يحرك ساكنا، يقتل ابناءه في عرض البحار، ويهانون كل يوم في الداخل والخارج ولا يحرك ساكنا ، تنتهك حرمات حدوده ولا يحرك ساكنا يقتل جنود له من قبل حرس حدود اسرائيلين ولا يحرك ساكنا ، تحبس زعاماته وتزور انتخاباته محلية كانت او برلمانية او حتى رئاسية ولا يحرك ساكنا ، ماذا حدث ؟؟؟ اندهش اكثر عندما اقرا في كتب التاريخ عن ما فعله المصريين عندما تم نفي احد اهم زعمائهم في عام 1919 وكيف هب المصريين للدفاع عن زعيمهم وزملاؤه ضاربين عرض الحائط بقوانين السلطة والاحتلال ، وكذلك فعلوا مع النحاس في معارضته للاحتلال او لبعض الحكومات غير المنتخبه ،وكذلك فعلوا مع عبد الناصر عندما هزمنا في حرب 1967 وقرر التنحي خرجوا عن بكرة ابيهم للشوارع مطالبينه بالعودة ومصممين على اخذ الثار من العدو الاسرائيلي وعندما احسوا من السادات ترددا في حربه خرجو ايضا منددين بتردده هذا ، و عندما قرر السادات زيادة اسعار بعض السلع خرجوا ايضا الى الشوارع فيما عرف انذاك بانتفاضة الخبز عام 1976 حتى قررت الحكومة التراجع عن قراراتها ، ايضا عندما وقع السادات معاهدة كامب ديفيد استخدموا كل الوسائل لمعارضته سواء كانت وسائل مشروعه او غير مشروعه حتى انتهي الامر بمقتله ، حتى في عهد الرئيس مبارك خرج المصريين مثمثلين هذه المرة في جنود الامن المركزي في مطلع ثمانينات القرن الماضي معترضين على بعض سياسات الدولة ، ام الان فالشعب المصري يفعل به الافاعيل ولا يحرك ساكنا اخر ما استطاع فعله هو الكلام ثم الكلام ثم الكلام ولا فعل . لا اعرف ما حدث اماتت فينا النخوة ام ماتت فينا الرجولة وقيمة اخرى اقترنت دائما بها اسمها الشجاعة . لكن يبدو ان قصة الضفدعة غير بعيدة عن قصة هذا الشعب فالنظام قد استخدم كل الوسائل لاماتة هذا الشعب سواء وسائل سياسية (تزوير انتخابات عن طريق شراء الاصوات والتي استشرت بشدة في السنوات الاخيرة ) اجتماعية (اثارة قضايا هامشية لالهاء الشعب بها من قبيل قضايا عبدةالشيطان ، والمثليون ، والجمعيات الاهلية ومدى انحرافها) واقتصاديا ( الرفع التدريجي للاسعار والرفع المماثل للمرتبات والتعشيم بزيادات وهمية من آن لاخر ثم التحجج بان الوضع لا يسمح وان الاستقرار يقتضي الانتظار وان الغلاء ظاهرة عالمية وغيرها من هذا الحجج البلهاء) .
يبدو ان الشعب المصري قد مات بالفعل ويبدو انه لا امل في افاقته الا بشخص في وزن جمال عبد الناصر ان لم يكن اثقل وزنا ، شخصا تستطيع جموع العامة ان تقف خلفه وتؤمن به وتعمل على تنفيذ اوامره الاصلاحية حتى يتم افاقتهم من غيبوبتهم او قل موتهم . لقد اصبح الامر في حاجه الى معجزة حقيقية ، دعونا لا نقلل من قيمة الديمقراطية كنظام حكم ولكن الازمة ان لم يكن الكارثة التي يعاني منها الشعب المصري لا يستطيع اي نظام حكم مهما كانت درجة مرونته وحصافته ان يقوم بحلها ،فالديمقراطية ينبغى ان يوجد من يستطيع الدفع بها دفعا وفرضها فرضا حتى يستطيع الممسكين على السلطة التنازل عن سلطتهم وترك الامور لجموع الشعب المرحوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى ثقافيا .من الاهمية ان يوجد هذا الكاريزما من اجل ان يعيد الروح في جسد فقد روحه منذ زمن ليس بقريب.

الخميس، 22 يناير 2009

بعد فشل قمة الانظمة العربية هل تتحرك القاعدة العربية?????


كما هو متوقع تمخض الجبل فولد فارا ، ها هي ترتيبات عقد قمة الانظمة العربية قد اجهضت قبل انعقادها، وبعد ما شحذ المتفائلون- او بمعني ادق مدعو التفاؤل- اقلامهم من اجل الثناء علي هذه القمة وعلي نتائجها المتوقعة والتي جعلت الواحد منا يعتقد ان هؤلاء القوم قد تغير حالهم بين عشية وضحاها ليقودوا ثورة حقيقية في العمل العربي المشترك ، ويمدوا يد العون الى اخوانهم المحاصرين الصامدين تحت القصف في غزة الحبيبة ، والواقع ان قمة الانظمة العربية لم يكن ابدا -اذا استخدمنا منطق علمي سليم- متوقعا منها ان تفعل اكثر مما فعلته الدول العربية اثناء هذه الازمة ، وبفرض ان القمة قد عقدت بالفعل فبماذا تفيد وثيقة عهد او وثيقة لحد فيما آل اليه الوضع العربي ، هل بفرض ان الزعماء العرب -كما يحبون ان يطلقوا علي انفسهم- اتفقوا علي مد غزة بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والطبية واتفقوا علي اصلاح نظمهم السياسية وتغلبوا علي كافة العوائق القانونية التي تحيط بفاعلية جامعة الدول العربية ، من الذي يضمن لنا ان تكون هذه القرارات كسابقتها توضع في درج اتسع حجمه وقلت قيمته بمرور الزمن؟ من الذي يضمن لنا ان تكون قرارات القمة ما هي الا ذر لرماد في عيون القمة الاقتصادية العربية المزمع عقدها في الكويت خلال الفترة القصيرة القادمة والمفترض فيها ان تتحدث عن التعاون الاقتصادي وليس من المنطقي ان ياتي التعاون الاقتصادي قبل التعاون حتى الانساني ؟ وما ان تنتهي هذه القمة وتعقد الصفقات من تحت المائدة وعلي رؤوس البسطاء من الشعوب العربية ان تعود ريمة الي عاداتها الفديمة من شلل كامل وشامل للعمل العربي المشترك ، وغير المشترك . وقد يقول قائل فلنترك هذه الجامعة المريضة تموت وحدها ، ولنبحث في انشاء منظمة عربية اخري نستطيع من خلالها معالجة سلبيات التنظيم القديم ، وذلك من خلال اقامة تجمع عربي مصغر يكون نواة لتجمع عربي اكبر ، يكون اكثر فاعلية والزاما لاعضائه ، ولكن قد ينسي هؤلاء نقطة هامة جدا وهي ان أي تنظيم عربي هو انعكاس للانظمة العربية ، هذه الانظمة التي نعرف جميعا كيف اتت ومن الذي اتي بها ، فهذا ورث الحكم عن ابائه ، وذاك جاء الي الحكم علي دبابة وذلك علي طيارة واخر جاء حاملا علما امريكيا وثالث حاملا علما فرنسيا او بريطانيا ، أي لم يات أي منهم بارادتنا نحن الشعوب العربية وبالتالي فهم لا علاقة لنا بهم ولا علاقة لهم بنا ، وبالتالي فكيف يعرف من لا نعرفه رغباتنا وامالنا ، وهو الذي اتي قبل ذلك من اجل وادها وتدميرها ، فلننفض هذا التراب الذي غشي عيوننا ، وعقولنا ونقولها كلمة صريحة وواضحة ، ان علي الشعوب العربية ان تتحرك الان وليس بعد ذلك ، علينا ان نسير قبل ان نسير (بضم النون)لا اتحدث عن اصلاح هنا او اصلاح هناك ولكن اتحدث عن خطة عربية شاملة تقودنا الي تغيير شامل ، عندها فقط نستطيع ان نخلع ثوب السلبية ونتحمل مسئوليتنا الوطنية من اجل النهضة الشاملة بعد اكثر من خمسين عاما من الفقر والافقار ، والاستبداد والظلم ، والتفكك والتشرزم ، ولناتي بانظمة هي منا ونحن منها ، انظمة تستطيع ان تقودنا الي عصر جديد ناخد فيه مكاننا بين الامم ، وليكن هذا التحرك شاملا تقوده الاحزاب ، وتحميه المؤسسة العسكرية ، وتباركه الشعوب ، ولتكن الديمقراطية التي حرمنا منها علي مدي اكثر من خمسين عاما هدفا وغاية لنا نستطيع ان نامن بها شر الحاكم اذا استبد ، او غني اذا فسد ، او فقير اذا انحرف ، فلتتحرك القاعدة العربية ولتتركها من هذه الانظمة التي لن يجدي معها اصلاح او تغيير فقد ياسنا منها وياست منا . وقد يرد علينا بان المؤسسة العسكرية التي تطالبها بان تحمي الثورة هي اهم اسباب ما حدث لنا منذ اكثر من خمسين عاما ، واقو ان حديثنا عن هذه المؤسسة يجب ان يكون بفكر جديد واسلوب جديد فقديما كان الزعيم ياتي علي دبابته وهو لا يعرف عن احوال الدنيا الا وحدته العسكرية وبلدته التي اتي منها اما اليوم فقد تغير الوضع واصبحت المؤسسة العسكرية بفضل الثورة الإعلامية التي قربت بين الشعوب وبفضل مرحلة الاسترخاء العسكري التني حبستها فيها هذه الانظمة العميلة اكثر انفتاحا والماما بقواعد اللعبة الدولية واللعبة الداخلية كما اننا لا نستطيع ان ننكر ان المؤسسة العسكرية ما زالت هي اكثر مؤسسات العالم العربي تنظيما وفاعلية رغم الهزائم والاخفاقات التي منيت بها علي مدي اكثر من خمسين عاما، وقد يرد علينا أيضا ان الاحزاب السياسية التي تتحدث عنها هي احزاب مريضة لم يكن ليسمح لها اصلا بالوجود اذ لم تكن بهذا الضعف ، وعلي الرغم من وجاهة هذا الطرح ، فان الاحزب السياسية العربية التي اتحدث عنها هي الاحزاب بالمعني العلمي للكلمة أي كل تنظيم سياسي له برنامجه واهدافه السياسية ، بغض النظر عن صفة الشرعية التي تتمتع بها تلك الاحزاب ام لا .علينا ان نؤمن بان العمل السياسي الحر لا يؤمن بالقيود التي وضعت علينا في هذا العهد الردئ ، فلا فرق بين حزب علماني واخر اسلامي او حزب شيوعي واخر ليبرالي او حزب اثني او طائفي او حتي اممي ، ما دام الجميع يؤمنون بالديمقراطية كالية لتداول السلطة وبالوطن الام الذي نستظل بظله ولا ظل لنا الا فيه فنعم لحرية الاحزاب ونعم بدور فاعل لها في دولة المستقبل التي ننشدها من اجل وطن يتسع للجميع . اما عن الشعوب العربية فلا اقصد بهم ابدا هذه الشرزمة من الفاشلين والمتنطعين علي ارصفة التاريخ معتقدين انه سينصف احلامهم يوما من الايام ، ان حديثي هو عن تنظيمات المجتمع المدني عن النقابات عن الجمعيات الاهلية عن المنظمات غير الحكومية عن المثقفين والطلبة والعمال عن الموظفين ، عن الاطباء والمهندسين ، عن كل فئات المجتمع المتطلعه الي عهد تسوده قيم الحرية والمساواة والاخاء ، فليكن التغيير بهؤلاء الصامتين يائسا ، الراشدون عقلا ، الناقمون وضعا . اننا ابدا لانري فيهم الا وقودا محركا لخطة تغيير طاهرة شاملة لتغيير وضع كرهناه وكرهنا.

الثلاثاء، 6 يناير 2009

الجزائر..... عودة الى الصف العربي

يبدو ان الجزائر ابت ان لا تغرد بعيدا عن السرب العربي ، فبعد تعديل دستوري غريب على الواقع العربي عموما والجزائري خصوصا قاده الامين زروال الرئيس السابق للجزائر ، حدد فيه الحد الاقصي للفترات التي يقضيها الرئيس في منصبه بفترتين فقط ، وظن البعض ان الجزائر قد تشكل استثناء عن القاعدة العربية ، وانها سوف لن تكرر تجربة تونسية اخرى في تحديد مدة الرئاسة وتراجعها عن ذلك بمجرد اقتراب موعد انتخابات الرئاسة ، تكرر نفس السيناريو في الجزائر وحدث ما حدث باقتراب موعد انتخابات الرئاسة في الخريف القادم فما ان اقتربت هذه الانتخابات وبدأ المراقبوا والمحللين في استشراف مستقبل جزائر ما بعد بوتفليقه حتى عادت الدولة للمربع الاول مرة اخرى وبذات الحجج المستخدمه في كل البلاد العربية بل انها بذات المواد التي وضعت كحاشية للمادة الام . فالسادات في مصر عندما عدل هذه المادة وسمح لرئيس الجمهورية بتولي منصب الرئاسة لفترات متعددة (مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة المصرية) فقد اضاف اليها مادة الشريعة الاسلامية . وكذلك فعل الرئيس التونسي زين العابدين وفعله بشكل مختلف قليلا الرئيس اليمني . اما بوتفليقه فقد وضع بعض الحواشي التي ان حذفت او اضيفت فانه لا قيمة لها بالاساس.
في هذا التقرير سوف نحاول معرفة ماهية هذه التعديلات . واسباب طرحها وموقف القوى السياسية في الجزائر منها . وما هو مستقبل انتخابات الرئاسة ومستقبل الوضع السياسي في الجزائر عموما بعد هذه التعديلات ؟
• ملامح التعديل الدستوري المقترح
يشمل مشروع تعديل الدستور اربعة بنود رئيسية هي :
1. تحديد طبيعة النظام السياسي حاليا في الجزائر بحيث يصبح نظاما رئاسيا كامل الصلاحيات والمهام وليس مشتركا مع البرلمان كما هو حاليا وتحديد صلاحيات السلطة التنفيذية بدلا من الاذدواجية الحالية مع عدم المساس بالسلطتين التشريعية والقضائية .
2. الغاء تحديد عدد المدد والفترات الرئاسية بدلا من فترتين فقط كل منها خمس سنوات .
3. السماح للرئيس بالترشح لفترات متعددة دون قيود واخضاع الاختيار لارداة الشعب عبر انتخابات حرة .
4. الغاء منصب رئيس الحكومة الحالي وتعويضه بمنصب رئيس الوزراء بصلاحيات ومهام جديدة وعديدة ويتولى مهمة تنسيق عمل الجهاز التنفيذي الذي سيخضع مباشرة لرئيس الجمهورية وتحديد برنامج تنفيذي تنموي واحد للبلاد بدلا من برنامجين حاليا واحد لرئيس الجمهورية واخر لمجلس الحكومة .
• تطور الحياة الدستورية (التعديل الخامس ):
منذ استقلال الجزائر والبلاد لم تعرف الا اربعة تعديلات قبل هذا التعديل فقد كان أول دستور عرفته الجزائر كان بعد الاستقلال مباشرة، وتحديدا في عام 1963، ودعا إليه الرئيس أحمد بن بلة آنذاك. ومن ميزاته أنه قرر الاشتراكية كخيار سياسي واشتراكي، واتخذ من الصين والاتحاد السوفياتي سابقا مصدر إلهام في هذا الجانب. ووضع دستور 1963 كل السلطات بين يدي رئيس الجمهورية الذي خرج من حرب التحرير متمتعا بـ«الشرعية الثورية». ثم جاء دستور عام 1976 بعد 11 سنة من الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع آنذاك هواري بومدين إلى الحكم. وقد كرس النص الجديد الخيار الاشتراكي، مع التأكيد على إحداث «ثورة صناعية وزراعية» على الطريقة الصينية. وركز بومدين بين يديه سلطات كبيرة في دستور 1976، واتخذها خطاً لإبعاد خصومه السياسيين وفي إدخال بعضهم السجن مثل الإسلامي محفوظ نحناح الذي كان من أبرز معارضي الدستور. ويعتبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من بين المساهمين في وضع دستور بومدين. وفي عام 1989 أجرى الرئيس الشاذلي بن جديد استفتاء لتعديل الدستور، بعد ما سمي بـ «ثورة المراهقين» التي جرت في خريف عام 1988 والتي اتخذ على أساسها قرار التعديل، بدعوى أن الشعب يتوق للتعددية. ولأول مرة فقد الحزب الحاكم «جبهة التحرير الوطني» السيطرة على المشهد السياسي، باعتماد أحزاب جديدة كان أقواها على الإطلاق «الجبهة الاسلامية للانقاذ» التي كادت تصل إلى عتبة الحكم في انتخابات البرلمان عام 1991، لكن الجيش تدخل لإلغاء نتائجها، وتم حل الجبهة بقرار قضائي. وفي عام 1995 قدر الرئيس الجنرال الامين زروال أن دستور عام 1989 تسبب في انحراف المسار الديمقراطي، فقرر تعديله في العام التالي. وكان أهم ما في مسودة التعديل منع تأسيس أحزاب على أساس ديني أو عرقي، وتم حل عدة أحزاب وقعت تحت طائلة هذه المحظورات. وكان أهم ما ميز دستور زروال أنه يمنع الرئيس من الترشح لأكثر من ولايتين. ثم اتي التعديل الخامس ليلغي تعديل زروال ويعيد البلاد للمربع رقم واحد.
• ردو الافعال حول التعديل :
بمجرد ما تم طرح التعديل على البرلمان الجزائري والتي كان قد تقدم بها حزب جبهة التحرير الوطنية ذي الاغلبية البرلمانية والموالي للرئيس الجزائري بوتفلسقه ، وافق عليه الاغلبية الساحقة في البرلمان وقد وافق على التعديل 500 نائب من بين 529 نائبا هم اعضاء البرلمان الجزائري فيما صوت 21 بعدم الموافقة وهم من احزاب المعارضة وامتناع ثمانية نواب . وقد قام الرئيس الجزائري بعد ذلك بالتصديق على التعديل في صورته النهائية،وقد انتقدت احزاب المعارضة التعديلات الدستورية قائلة انها تدمر التعددية السياسية وتزيد من التوترات الاجتماعية في البلاد . ويعتبر كثير من المعارضين للتغيير انه تكتيك وحيلة من بوتفليقه للبقاء في السلطة مدى الحياة بعد انتهاء فترة رئاسته الثانية والاخيرة في ابريل عام 2009 . وعلى الجانب الاخر اعتبر مؤيدو بوتفليقه ان تولية فترة رئاسية ثالثة سوف تسمح له بالاستمرار في برنامجه الاصلاحي وجهود تحديث الاقتصاد .كما ستسمح له باستمرار خطة اعادة الاعمار لتحديث ثالث اكبر اقتصاد في افريقيا بعد سنوات من العنف في التسعينيات الذي قتل فيه اكثر من 150 الف شخص.
ففي الجبهة المعارض قال كريم طابو الامين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية (المعارض) ان تعديل الدستور ليس بالمفاجئ واصفا ما حدث بانه مجرد نهاية لترقب طال امده وشدد على ان السلطة تمضي في رعايتها الابدية للنظام . وان هذا القرار لن يغير شيئا في المعضلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للجزائريين ولا حتى في مجابهة التحديدات التي تنتظر البلاد موضحا ان الاعلان عن تعديل الدستور لن ياتي باي شئ ايجابي للشعب الجزائري. اما جبهة القوى الاشتراكية وهي ثاني حزب يعارض الاعلان عن تعديل الدستور بعد غريمه حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية فقد وصف التعديل دستوري بانه يتيح لبوتفليقه الترشح لفترة ثالثة وانه بمثابة اقصاء للجزائريين وقال بيان الحزب الذي يقوده سعيد سعدي ان بوتفليقه يريد البقاء في السلطة مدى الحياة وانه يسعى لتكريس منطق الولاء واقامة نظام العشائر والجهوية ويسعي من خلال تعديل الدستور لتمكين العشيرة من الاستمرار في الحكم . ام الطرف المحايد فقد تمثل في امتناع حزب العمال (اقصي اليسار)عن ابداء راي صريح وواضح من التعديل الدستوري وقال الحزب ان الرئيس استخدم صلاحياته في تعديل الدستور . كما التزمت حركة مجتمع السلم (تيار اسلامي وعضو في التحالف الرئاسي ) بموقف غير واضح تماما فلم ترحب كشريكيها الاخرين في التحالف بنفس الدرجة من الحماس كما لم تعارض التعديل واعتبرت الحركة على لسان احمد ايسعاد رئيس كتلتها البرلمانية ان مجلس الشورى هو المخول ليعطي رايه في هذا الموضوع .
اما الطرف المؤيد فقد تمثل في وصف حزب جبهة التحرير الوطني (عضو التحالف الرئاسي ) التعديل الدستوري بانه هديه لنوابه في البرلمان وكمكافاة لهم على نضالهم من اجل تعديل الدستور معتبرا ان يطمح في تعديل اخر اوسع واشمل للدستور. واعرب التجمع الوطنى (حزب رئيس الحكومة )عن استعداده للمساهمة في انجاح التعديل والاسراع في الانتهاء منه .
• التعديل الدستوري وانتخابات الرئاسة الجزائرية
في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس بوتفليقه لتدشين سباق الانتخابات الرئاسية باعلان قراراه خوض تلك الانتخابات بين لحظة واخرى بعد قرار البرلمان بتعديل الدستور ، قرر اثنان من قيادات احزاب المعارضة دخول تلك الانتخابات حيث اعلن موسى تواتي زعيم حزب الجبهة الوطنية ترشيح نفسه ببرنامج جديد لمنافسة بوتفليقه وفي الوقت نفسه اعلن سعيد سعدي زعيم حزب التجمع من اجل الديمقراطية والثقافة ذي الشعبية في مناطق القبائل عزمه على خوض الانتخابات الرئاسية مقابل التمسك بحضور مراقبين دوليين للاشراف على مراقبة الانتخابات ومنع حدوث اي اعمال تزوير او تجاوزات ،في غضون ذلك يشهد حزب جبهة التحرير (حزب بوتفليقه )تحركات عاجله واجتماعات تنسيقيه برئاسة عبد العزيز بلخادم الامين العام للحزب لوضع برنامج ترشيح الرئيس بوتفليقه وخطة التحرك في جميع الولايات الجزائرية وتسيير حملات التاييد والدعم .
واخيرا فان تعديلا تم قبل انتخابات معروف نتائجها مسبقا تفتح الباب على استمرار الوضع القائم على ما هو عليه ، وهو وضع قد يكون في صالح استقرار الجزائر باعتبار ان الرئيس بوتفليقه لديه من الرصيد الشعبي ما يؤهله لمقبولية عاليه من جانب كل الاطراف التي تؤثر على استقرار الاوضاع في الجزائر ، ولكن ومع ذلك فانه يبقي امام الجزائريين تحدي استمرار حالة العنف التي بعثت في الشهور القليلة الماضية ولكن ومع ذلك فانه من الممكن القول ان احد اسباب عودة العنف في الجزائر طبقا لرؤية بعض المراقبين هو عدم الثقة في شخصية القادم في منصب الرئاسة والرغبة في ارسال رسالة الى كل من يعنيه الامر في الجزائر ان جماعات الاسلام الساسي ما زالت تتمتع بمرونة في الحركة داخل الشارع الجزائري وهو ما قضي عليه هذا التعديل بادخال قدر من الطمانينه في نفوس بعض المتوجسين خيفة على مستقبل الجزائر . ولكن تبقي قضية الديمقراطية هي الضحية الاولي دائما في اي سعي من جانب الانظمة الحاكمة نحو ما يسمونه الاستقرار . فالي متى يظل الاستقرار هو النقيض الفعلي للمارسة الديمقراطية الحقيقية في العالم العربي .

ضحايا عام 2008 من الشخصيات العامة المصرية

قائمة باسماء الشخصيات العامة الذين فقدتهم مصر عام 2008
1- د. يونان لبين رزق
2- عزيز صدقي
3- ابراهيم شكري
4- رجاء النقاش
5- مجدي مهنا
6- صوفي ابو طالب
7- عبد اللطيف ابو هيف
8- مصطفى خليل
9- يوسف شاهين
10- سامي خشبة
11- رؤوف عباس
12-عبد الوهاب المسيري
13- محمد مدبولي (صاحب مكتبة مدبولي)
14- حسن سليمان (رسام وفنان)
15- محمد عبد الحليم ابو غزاله
16- يوسف صبري ابو طالب
17- سيد متولي (رئيس النادي المصري)
18- الشيخ محمد المسير
19- صلاح الدين حافظ
20- كامل الزهيري
21- محمد سعيد العشماوي
22-مشهور احمد مشهور (رئيس هيئة قناة السويس الاسبق)
23- مصطفي كال حلمي
24- سيد نوفل
25- سعد اردش
26- احسان القلعاوي
27- الشاعر الفلسطيني محمود درويش