السبت، 17 أكتوبر 2015

قاطعوا المهزلة

هناك البعض من يحاول ان يقنع نفسه باهمية المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمه وهم يستخدمون في ذلك حجج متعددة فمنهم من يقول بان ترك الساحة للانقلابيين سيعطيهم الفرصة للسيطرة الشاملة والكاملة على البرلمان الامر الذي يعطيهم الفرصة لتمرير القوانين وللسياسات التي تثبت الحكم الانقلابي وهو ما يجب الا نسمح به ... الحجة الاخرى المستخدمه وهي غالبا تستخدم من قبل الاصدقاء من التيار الاسلامي فهي تقول ان المقاطعه هي صمت عن قول الحق ودفع المنكر واعطاء فرصة لاهل الباطل كي تسود كلمتهم .... ولهؤلاء وهؤلاء اقول ... ان المشاركة في انتخابات يشرف عليها جهة غير محايدة تتماهى في مواقفها تماما مع سلطة الانقلاب وتقبل سياساته بل وتزايد عليها لهو امر اقرب الى محاولة الحرث في الماء فلا القضاة سيسمحوا بان يكون هناك صوت اخر سوى صوتهم الذي يحقق مصالحهم في الدولة التي يبغونها فما بالك اذا كان الاشراف في الداخل منهم وفي الخارج من جانب عصابات انقلابيه مسلحه لا تراعي حقا ولا ضمير ..... الامر الثاني ان وجود الالاف من المعارضه تقبع خلف اسوار الاسر ووجود اعلام تسيطر عليه السلطة الانقلابيه يجعلنا ندخل في معركة غير متكافئة مع عصابات الانقلاب الذين يملكون وسائل التعبير والتأثير على ارادة الناخب باساليب قانونية وغير قانونية ويظهرنا بمظهر الضعيف الذي لفظه الشارع وايد هؤلاء الموجودين على مسرح الاحداث وهو ما قد يناقض الواقع ... الامر الثالث ان من شأن المشاركة في الانتخابات تحقيق هدف الانقلابيين باعطائهم شرعية سياسية معينة تتجسد في وجود رضا وقيول لرؤية النظام الحاكم بغض النظر عن معارضة بعض من سياساته التفصيلية وهو ما يستطيع ان يستخدمه الانقلابيين باعتباره يتماهى مع الانظمة الديمقراطية التي تسعى دائما الى احتواء كل التيارات السياسية رغم وجود خلافات تفصيلية مع هذه التيارات ... واخيرا فان المشاركة في انتخابات دون ان يرتبط ذلك باي بوادر للحل لهو تملص من حقوق شهداء ومصابين ضحوا بارواحهم ودمائهم من اجل وطن حر وليس وطن محتل .... والله اعلم

الاسترزاق الثوري

شخصيات تقابلها كثيرا
في حياتك ، بمجرد ان تجلس معهم يشبعوك حديثا عن ثوريتهم وعن رؤيتهم لسلبيات النظام القائم ، اي نظام وكل نظام ، مهما كان توجهه السياسي وسياساته التنفيذية ، دائما ما يكون ذهنهم حاضر ويتفتق عن عبقرية لا يدركها الا هم ، فهذا متاجر بالدين واخر متاجر بالوطنية وثالث متاجر باحلام البسطاء ورابع مستغل وخامس وسادس وسابع ألخ ...... ، يجهرون بمعارضتهم للنظام في كل مكان واي مكان يسخرون منه يؤلفون النكات التي تظهر عجزه وفشله وغباءه امام المعية عقولهم، يكتبون المقالات والاعمدة والدراسات التي تثبت فشل النظام وغباءه امام رؤاهم العبقرية التي لا حدود لها . وما ان يسمعوا عن مظاهرة في اي مكان حتى يسارعوا بحشد اصدقائهم القليلين فيها دون معرفة سبب المظاهرة او جذورها وامام اول قنبلة غاز او عصا جندي امن مركزي تجدهم يفرون يبتعدون ثم يتجمعون مرة اخرى على اماكن تجمعاتهم المفضلة على المقاهي والمجالس الخاصة فيستعرضون ما قاموا به من بطولات في هذه المظاهرة او تلك وماذا ينوون فعله في المستقبل فهذا يتحدث عن مقالة واخر يتحدث عن تغريده على تويتر وثالث يتحدث عن بوست على الفيس بوك ورابع سينزل صورة التقطها على الانستجرام وخامس وسادس وسابع .ومنهم من يتم استضافته في التلفزيون الفلاني او الاذاعة الفلانية اعمال رائعه بالفعل ولكن ماذا بعد ..... ان هؤلاء ايها السادة لهم مجموعةمن الثوار بالفعل ولكنهم في رايي ثوار الاسترزاق ، فهم يخشون السجن او الحبس او الضرب او حتى رائحة القنابل ، يخشون كل شئ واي شئ باستثناء قدرتهم على الكتابة والسخرية ، التي غالبا ما يكون عائدها عليهم ماديا ومعنويا كبيرا ، ان هؤلاء يا سادة هم سبب ضياع ثورة يناير ، فهم ثلة من المنتفعين لا قدرة لهم على عمل شئ سوي التظاهر والصراخ اما الفعل فلا شئ اما المواجهه فلا شئ اما تكوين رؤية لحزب او خلافه فلا شئ انهم الظاهرة الصوتية التي لها قيمتها فقط في مرحلة معينةمن العمل الثوري ولكنها ليست كل العمل الثوري ، فالثورة تحتاج الى رؤية وهم بعيدين تماما عن طرح اي رؤية فما يكتبونه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس سوي فكرة او انطباع سريع لا يتعدي الا ان يكون رد فعل على فعل اخر سريع مثله ، فالثورة تحتاج الى قيادة وهم قدرتهم على القيادة شبه منعدمه لكونهم لم ينتموا من قبل الى اي تنظيمات سياسية حقيقية ولكنها فقط تنظيمات مقاهي حيث صوت الشيشة يعلو على اي تنظيم ، الثورة تحتاج الى قدرة على التفاوض والاقناع والتعامل مع وسائل الاعلام وهم قدرتهم في الاقناع تقتصر فقط على هؤلاء الاصدقاء المقتنعين بافكارهم بالفعل سواء على الفيس بوك او تويتر او غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي او حتى على مقاهيهم ومجالسهم الخاصة . الثورة تحتاج الى قدرة على الحشد وقدرة على ادارة هذا الحشد وهؤلاء في تظاهراتهم لم يكونوا في يوم من الايام لا قادة مظاهرات ولا حتى منظمي مظاهرات هم فقط اصحاب بوستات دعوة على وسائل التواصل الاجتماعي وهناك من يستجيب وهناك من لا يستجيب . الثورة تحتاج الى اقامة نظام سياسي ثوري يقام بديلا للنظام الذي تقوم ضده الثورة وبالتالي فمن الاهمية ان يكون بينها العلماء والخبراء والسياسيين القادرين على ملئ الفراغ المترتب على انهيار النظام القديم ولا يحدث هذا الفراغ الذي ما يلبث ان يؤدي الى عودة النظام البائد باقصى سرعة كما حدث في ثورات عديدة في المنطقة العربية . ان المخاطر التي تحيط بالثورة اي ثورة في حالة نجاحها يأتي دائما من ابناءها الصغار اصحاب عملية الطحن بلا طحين ، فغالبا ما يعتقد هؤلاء انهم هم الثورة وانهم هم من قاموا بها وكانوا وقودها وبالتالي فهم الاجدر بقيادتها وليس اي شخص اخر او تنظيم اخر ، وهنا تكون الطامة الكبرى فأما نظام سياسي يأتي بديلا للنظام الذي قامت ضده الثورة ، امثال هؤلاء يستطيعون احداث حالة من الضجيج الذي قد يجعل اخرين من النظام البائد يتلقفون هذاالضجيج فيزيدون منه ويقدموه للاعلام والراي العام باعتبار ان الثورة تضيع وان هؤلاء وهم ممثلي الثورة الحقيقيين بداوا في الانقلاب على من هم في السلطة ويدعون انهم ممثلي الثورة وبالتالي فواجبنا جميعا ان نلتف حولهم حتى نزيل هذا النظام المدعي الثورية وتكون النتيجة ان تتحالف قوى النظام البائد مع رموز ثورية من هذا النوع الهش ضد نظام ثوري المفترض انه جزء من الثورة الحقيقية ان لم يكن هو قلبها النابض والمنظم. ويستخدم النظام البائد كل ما اوتي من قوة مادية وعينية ويترك لتلك الرموز الثورية الساذجة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حتى يظهر للعالم والقوى التي تؤيد الثورة ان هاهم الثوار يعودون مرة اخرى داعين الى اقتلاع النظام الذين اتفقوا في يوم ما على ايصاله للسلطة . وتنجح الخطة وتنتصر الثورة المضادة ولكن هذه المرة يكون الانتصار واضحا وسريعا فبمجرد تحالف قوى النظام البائد مع تلك الرموز الساذجة يتم الاطاحة بالنظام الثوري الديمقراطي المنتخب لا لشئ الا لان النظام الثوري الديمقراطي الموجود في السلطة لا توجد لديهم اي سيطره على قوى الدولة ومؤسسات الحقيقية . وتبدا العملية تتضح معالمها حيث يتجه النظام البائد المتحالف مع هؤلاء السذج في بسط نفوذه والتخلص من كل من شارك في الثورة ضدهم من قبل سذج او غير سذج فيبدا بالتنكيل بهم ومحاصرتهم والزج ببعضهم في السجون لمدد بسيطة ، بل واستخدام العنف احيانا ضدهم ، فلا يجد هؤلاء السذج من مفر سوى العودة مرة اخرى الى مقاعدهم التي جاءوا منها قبل الثورة الحقيقية وهي المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي والمقالات واللقاءات التلفزيونية ليسبوا هذا النظام بافظع الشتائم ويحقروا منه ويدعون للتخلص منه وووووووووو ولكن هل يستطيعون هم وحدهم عمل ذلك؟ الاجابة تأتيهم من تاريخ ثورة وثورة مضادة نجحوا في الاولى في التحالف مع قوى ثورية حقيقية اعطتهم الحق في التواجد والتفاعل والانصات لرؤاهم وافكارهم ، وثورة مضادة تحالفوا معها بمنطق اعوج وهو " انا وابن عمي على الغريب" وكانت النتيجة هي ضياع ثورة وبقاء الوضع على ما هو عليه من نظام مستبد وقوى متشرذمة مفتته لا رؤية لها ولا هدف اسمى ونظام ديمقراطي منتخب كان يسعى لاثبات وجوده زج به في السجون والمعتقلات . وبقى هؤلاء السذج في اماكنهم الطبيعية حيث الاسترزاق الثوري من مقالات التاك واي ولقاءات تلفزيونية ساذجة ومنظمات غير حكومية لا مكان لها الا في قاعات الفنادق الفاخرة . ونصل الى السؤال المحوري من الذي باع الثورة وقبض الثمن ، هل هم هؤلاء الموجودين في السجون والمعتقلات والمطاردين والمضيق عليهم في ارزاقهم وحياتهم لانهم باعونا في محمد محمود ام هؤلاء الذين باعوا ثورة لا يملكوها لنظام مستبد تأبط شراً بالقوى الحقيقية للثورة منذ اليوم الاول ؟

الخميس، 15 يناير 2015

صدر حديثا عن معهد البحرين للتنمية السياسية كتاب " مهارات اتصالية "

صدر حديثا عن معهد البحرين للتنمية السياسية كتاب بعنوان “مهارات اتصالية”، وتناول عبر دراسة مفهوم الاتصال وأهميته وآلياته المختلفة، النجاحات التي حققها معهد البحرين للتنمية السياسية لتنمية مهارات الاتصال لدى أبناء المجتمع البحريني، والجهد الذي بذله في توظيف المنصات الإعلامية المختلفة، التقليدية منها والمستحدثة، في تحقيق الاتصال الفعال والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. وأشار مؤلف الكتاب “خالد فياض”، الخبير بالمعهد، إلى أن مهارة الاتصال تعد من المهارات التي لا غنى عنها لأي مهتم بالشأن العام، وذلك باعتبارها وسيلته الرئيسية للاقتراب من الجماهير والتفاهم معهم وإقناعهم، مؤكدا أنه من المهم تعميق علاقات التعاون والاتصال بين أبناء المجتمع الواحد، وبين هذا المجتمع والعالم الخارجي بالشكل الذي يسمح بقدر كبير من التفاهم والتطور، وبهدف تجسير الفجوة بين النخبة والمجتمع. وذكر فياض أن مفهوم الاتصال مثله مثل أي مفهوم اجتماعي آخر تتعدد تعريفاته وتتشابك نظراً لتعدد الرؤى التي تناولته بالدراسة وتعدد البيئات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ينطلق منها كل صاحب رؤية في تعريفه، وخلص إلى أن الاتصال “عملية ديناميكية يتم من خلالها تبادل مجموعة من الرموز والمفاهيم والأدوار بين أطراف عملية الاتصال، وهذه العملية تبدأ من اتصال الفرد بذاته إلى الاتصال الجماهيري، وأن الاتصال يتم بشكل قصدي أو غير قصد بغرض تكوين أنواع من العلاقات تختلف كل منها باختلاف حجم وزمان ومحتوى الموقف الاتصالي، وهي تتأثر كذلك بالبيئة الاتصالية وتؤثر فيها”. وأضاف خالد فياض أن هناك ضرورة للتفريق بين الاتصال من جانب والإعلام من جانب آخر، حيث يرتكز المفهوم الأخير على مهمة توجيه الرسائل من المرسل إلى المستقبل، أما الاتصال فهو عملية متكاملة الأركان، كلا الطرفين يلعبان فيها دورا محدداً، فالمرسل ليس بمرسل دائم بل إنه قد يتحول إلى مستقبل أثناء العملية الاتصالية ذاتها والعكس صحيح بالنسبة للمستقبل، موضحا أنه في ظل ثورة المعلومات والتطور السريع في وسائل الإعلام اقترب مفهوم الإعلام كثيراً من الاتصال، حيث أصبح ذي اتجاهين، لا يقتصر على إبلاغ الرسائل بل يتجاوز ذلك إلى مهام التعليم والتعلم والترفيه واسترجاع المعلومات، ويشمل أيضا التراسل عبر البريد الاليكتروني والتحاور والتسامر من خلال حلقات النقاش وعقد المؤتمرات عن بعد. وقال فياض إن وسائل الاتصال أصبحت بالنسبة للعالم اليوم ضرورة لا غنى عنها، بل وصارت سلاحا ذا حدين، الأول: قوة ايجابية داخل المجتمع تعمل على تماسكه وتدعيم بنائه، وتعبر عن قضاياه وتكشف عن مواطن الضعف فيه، وتساهم في دفع عجلة التنمية، والثاني: فهو سلبي ويتعزز أثره إذا أسيء استخدام هذا السلاح بهدف تخريب وتقويض المجتمعات، مشيرا إلى أن من أبرز وظائف عملية الاتصال بشكل عام، هي: الإعلام الشامل والتنشئة والتوعية والدعاية والإعلان والتكامل، فضلا عن التسلية والترفيه. وتابع قائلا إن مكونات عملية الاتصال تتعدد بتعدد آليات تحليل هذه العملية، وتتفاوت أهميتها بتفاوت دورها داخل العملية الاتصاليه ذاتها، ومن أبرز هذه المكونات: المرسل الذي لابد أن يكون موضع ثقة وتتوفر لديه مهارات اتصالية عالية ويكون مقتنعا ومؤمنا برسالته وغير ذلك، ثم الرسالة ذاتها من حيث الفحوى والمضمون باعتبارها محور العملية الاتصالية وأهم مكوناتها، والتي لا بد أن تخضع لعدة قواعد فنية ودلالية ونفسية كي تحظى بالنجاح المطلوب، ثم القناة أو الوسيلة التي من خلالها يتم نقل الرسالة إلى الطرف الآخر أثناء عملية الاتصال، ثم المُستقبِل، وأخيرا التغذية المرتدة التي تتم بين هذا الأخير ومرسل الرسالة. وأوضح الكاتب أن مهارات الاتصال تتعدد وتتشعب هي الأخرى بالشكل الذي جعل من كل مهارة منها أمراً مستقلا بذاته له سماته وخصائصه وآلياته التي تميزه عن باقي المهارات، منبها إلى أن هناك نوعين من مهارات الاتصال الفعال، الأولى: مهارات الاستماع والانصات، والتي تتضمن معلومات من الآخرين يمكن لمرسل الرسالة أن يستخدمها ليحصل على معلومات عن سلوك واعتقادات ومشاعر ومقاصد الطرف الآخر، الثانية: المهارات التعبيرية، وأبرزها مهارة التحدث، أو قدرة الشخص على اكتساب المواقف الإيجابية عند الاتصال بالآخرين سواء عبر الحوار أو الخطابة أو الاقناع أو التفاوض، والتي لكل منها سماتها وخصائصها ومراحل عملها، والتي لابد أن تتوفر فيها هي الأخرى المقومات اللازمة حتى يمكن أن تكلل عملية الاتصال بالنجاح المطلوب. وختم الخبير السياسي بمعهد البحرين للتنمية السياسية دراسته بالقول إن اتقان مهارات الاتصال يعتبر ضرورة ملحة في هذا العصر الذي تتدفق فيه المعلومات وتتربص به السماوات المفتوحة وتنفتح فيه المجتمعات على بعضها البعض، مشيرا إلى أن نجاح التطوير في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والإدارية والسياسية لا بد أن يواكبه إستثمار لطاقات البشر في مجال تطوير مهارات الاتصال لديهم في كافة القطاعات الادارية والانتاجية والتعليمية.