الجمعة، 19 يوليو 2013

براءة من الليبراليين المصريين وليس الليبرالية

يعترف كاتب هذه السطور انه يتبرأ بشكل كامل من كافة المواقف السياسية التي تنباها رموز التيار الليبرالي في مصر منذ ثورة 25 يناير 2011 ، هذه المواقف التي بدات برفض الارادة الشعبية وانتهاءا بتاييد انقلاب عسكري لمجموعة من الخونة تآمروا على الوطن وحريته في اختيار من يمثله وفي اختيار المبادئ والافكار التي تعبر عن طموحاته لمستقبل بلاده متمثلا في دستور حاز على رضا اغلبية شعبية .... اني اتبرا من هؤلاء واعتبرهم قد خانوا الليبرالية التي نؤمن بها بما تحمله من مبادئ التعددية السياسية والحرية الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات نزيهه ومن خلال حرية راي وتعبير يعبر عنها من خلال وسائل اعلام حره ومسئولة ... اقر اني اتبرا من هؤلاء الذين انقلبوا على الليبرالية واتوا الى حكم البلاد على فوهات الدبابات وهو ما يتعارض مع اقل مبادئ الليبرالية مما جعلها آلية الوصول للحكم هي الآلية السلمية التي تضمن عدم الانجرار الى العنف الذي قد يمحي من الوجود اي امكانية لصراع اجتماعي -سياسي سلمي يتسع للجميع . اني اتبرأ من هؤلاء الذين احتقروا الشعب وابوا الا ينصتوا لاهاته وآلامه واكتفوا فقط بشاشات الفضائيات التي يتحدثون فقط من خلالها الى شعب ادعوا تمثيلهم له ... اني اتبرأ من هؤلاء الذين غضوا الطرف بشكل فج ومهين عن ممارسات قمعية دموية اوقعت العديد من القتلي والجرحى في صفوف تيار مصري هو جزء اساسي من مكونات هذا الوطن . اني اتبرأ من هؤلاء الذين شوهوا وجه الوطن من اجل مقعد في السلطة او مغنمة قصيرة النظر ضيقة البصيرة . واعاهد نفسي الا اتوقف ابدا عن ايماني بالليبرالية كنظام حكم يستطيع ان يبني وطن يتسع للجميع على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. مؤمنا تمام الايمان بان الله قد ارسل رسالته السماوية للبشر لكي يهديهم الى سواء السبيل وينظم لهم علاقتهم الروحانية مع ذاته العلية ... الا انه قد ترك امر الناس لهم بسوسوها اني يحلو لهم بما يتلاءم مع متطلبات مجتمعاتهم وتطلعات شعوبهم . ومع ذلك فاني اردد خلف فيلسوف الادباء ، وأديب الفلاسفة، فولتير مقولته الشهيرة التي يقول فيها "أخالفك الرأي لدرجة أني علي استعداد لأن أدفع حياتي ثمنا لكي تقول رأيك ". فما أجمل فولتير .. وهو يذكرنا بضرورة تقبل الآخر واحترام رأيه مهما كان درجة اختلافي معه . هكذا يكون الاختلاف وتلك ضريبة الديمقراطية التي يجب ان ندفعها، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحنا القصيرة المدي ، اما طويلة المدى فتلك قضية اخرى ، فالامم العظمى ترقي وتتقدم باحترام شعوبها للمبادئ والقيم التي تنشا مجتمعاتها عليها ، وهذا الامر يضمن بقوة استقرار المجتمع واستعداده لتخطي ازماته بشكل متحضر وعقلاني يجنبه الامراض الاستثنائية التي تحدث في المجتمعات الضعيفة . نتيجة لاسئثار الاقلية بالراي وعدم احترامها لرأي الأغلبية . لذلك ومن أجل ذلك فإني اتبرأ من الليبراليين وافتخر بليبراليتي