الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

2/1حركات المعارضة الجديدة في مصر بين الكم والكيف!

- نموذج الفعل-الهوية (action-identity paradigm)، وهي النظرية التي ترى أن الحركات الاجتماعية تحول دون الركود الاجتماعي، وهي تقوم ضد الأشكال المؤسسية القائمة والمعايير المعرفية المرتبطة بها؛ أي أنها تقوم ضد المجموعات المهيمنة على عمليات إعادة الإنتاج الاجتماعي والاقتصادي، وتشكيل المعايير الاجتماعية. ويرى بعض المروجين لهذه
النظرية أن هناك إحلالا تدريجيا يتم فيه استبدال الشكل القديم للرأسمالية الصناعية بمجتمع مرحلة ما بعد التصنيع القائم على "البرمجة"، والذي يتميز بأنماط مختلفة تماما من العلاقات والصراعات الطبقية. ففي المجتمع "المبرمج" يشكل التكنوقراط الطبقة المهيمنة، بينما ينتهي دور الطبقة العاملة كمناضل أساسي ضد الأوضاع القائمة؛ وبالتالي يرون أن الصراع الطبقي أساسا ذو طبيعة اجتماعية-ثقافية، وليس ذو طبيعة اجتماعية-اقتصادية.
وحيث أن سؤالنا المحدد يدور حول طبيعة الظاهرة التي تشغلنا (حركة أم منظمات محدودة؟)، ووفقا للمقاربة التنموية الشاملة فإن مبدأ المشاركة يعد من المفاهيم الجوهرية – التي لا غني عن مراعاتها – لإنجاز التعبئة حول فكرة أو قضية معينة. ذلك أن حشد الناس حول فكرة يدخل في مجال التغيير الثقافي الذي ربما يكون من أصعب مجالات التدخل؛ وهو الأمر الذي يتطلب التشاور، والتحاور، والتفاوض، والتعليم، والتعلم؛ أي أن جداول أعمال المنظمات لا يمكن أن توضـع بمعزل عن الفئات المستفيدة والمستهدفة من الأنشطة التي تقوم بها، أو من الأهداف التي تأسست من أجل إنجازها. وبعبارة أخرى، فإن المنظمات تحتاج إلى الاستناد إلى قبول "شعبي"، أو جماهيري، أو – على أقل تقدير – واسع النطاق، كي تنجح في تحقيق أهدافها وتطلعاتها المتعلقة في المقام الأول برفاهية هذا الشعب على كل المستويات.
ويشكل عنصر التمكين عنصرا أساسيا من عناصر المقاربة التنموية الشاملة؛ فأنت لا تتحدث باسم الجماهير، ولا يحق لك أن تقتنص حق هذه الوكالة؛ بل يمكنك التحدث مع الجماهير؛ والأكثر من ذلك، عليك تشجيع وتعزيز قدرات هذه الجماهير في التحدث عن نفسها، ودعمها في مطالبها.وبالتالي فاذا كان السؤال الذي طرجناه في السطور السابقة حول ما اذا كنا في هذه الدراسة بصدد حركات او منظمات محدودة تكون الاجابة عنه باننا بصدد منظمات محدودة وان اطلقت علي نفسها اسم حركة ويعود عدم وجود حركات بالمعنى العلمي للكلمة في مصر الي مجموعة من الاسباب يمكن اجمالها في سببين اساسيين:
1- حالة الحريات في مصر التي تنعكس في قمع جهود منظمات ونشطاء حقوق الإنسان.
2- إحجام هذه المنظمات عن الالتحام بالقواعد الشعبية، مما يؤدي إلى افتقاد ثقة الجماهير، واقتناعها بأحقية القضايا التي نثيرها، وبالتالي إلى فقدان الدرع الواقي الأساسي لاستمرار هذه المنظمات وتحولها إلى حركة فعلية.
وهكذا فاننا ازاء منظمات محدودة اطلقت علي نفسها تعريف حركة،ولكننا لن نستطيع ان تخالف ما ارتضوه لانفسهم من تسمية هي علي الارجح غير دقيقة علميا،وسوف نحاول الاقتراب من هذه المنظمات او الحركات من خلال تقسيمنا اياهم طبقا لمعايير فئوية وسياسية،وعمرية،وجغرافية(خارج مصر)وقد استطاع الباحث ان يقوم باحصاء حوالي 23 حركة. سوف يقوم الباحث بتناول هذه الحركات بعد وضع معايير محددة لتصنيف هذه الحركات،فهناك معيار سياسي،قسمت نفسها هذاالحركات بناءا عليه،وهناك حركات فئوية،وهي الحركات التي تكون العضوية التي يحملها اعضاء هذه الحركة معيارا لتصنيفها ،واحيانا تكون هذه الحركات منشاة لاهداف في جزء منها خاص بالمجتمع بشكل عام وفى جزء اخر خاص بهذه الفئات ليس الا،مثل حركات اطباء ومهندسين وطلاب من اجل التغيير والتي سياتي شرحها لاحقا،وهناك حركات تصنف عمريا،أي انها نشات علي اساس فترة عمرية معينة مثل حركات اطفال وشباب وامهات من اجل التغيير،كما ان هناك حركات نشات خارج مصر وكان لها دور محورى في الخارج،وكانت هذه النشاة نتيجة لرؤية للمصريين في الخارج المهمومين بقضايا وطنهم.
اولا حركات تصنف سياسيا:
1- الجبهة الشعبية السلمية لانقاذ مصر (سلام)(2)
وهي الحركة التي تتبني حملة جمع توقيعات لترشيح السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية لرئاسة الجمهورية،ويعود نشاة هذه الجبهة الي بداية عام 2004،اسر تزايد الحديث عن توريث الحكم لنجل الرئيس مبارك السيد جمال مبارك،وهي تقول انها اختارت عمرو موسي بناء على استبيان اجرته علي مجموعة من المصريين في الداخل والخارج سالتهم من خلاله عن انسب الشخصيات لحكم مصر وكان رد اغلب من اجابوا علي الاستبيان بانه السيد عمرو موسي(حوالي 55% من حجم من تم استطلاع رايهم) لذا فقد تبنوا حملة لجمع مليون توقيع تطالب السيد عمرو موسي بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية الا ان المليون توقيع والتي قالت الجبهة انها ستحاول جمعها خلال ستة اشهر لم تستطع تحقيقها واكتفت فقط بعدد لا يتجاوز الثلاثة الاف موقع ليس في ستة اشهر بل في عامين (منذ بداية الحملة وحتى تاريخ كتابة هذه السطور –يناير 2006-) ومع ذلك فقد صممت الجبهة لنفسها موقع علي الانترنت يعتبر من اكثر مواقع حركات التغيير السياسي في مصر شمولا وثراءا بل وتنظيما ايضا تستطيع من خلاله معرفة كل ما يمت للجبهة من افكار او وسائل او انشطة ونستطيع من خلال اقترابنا من الحركة ان نخرج بالاستنتاجات التالية:
1- رغم نفي القائمين علي الموقع لتبنيهم لاية أيدلوجية سياسية فقد وضح الي حد ما تعاطفهم مع الاتجاهات الاسلامية والقومية وقد وضح ذلك من خلال اكثر من مؤشر:أ- فيما اسموه بمبادئ الجبهة اكدوا اكثر من مرة علي حرية الاختيار حق الله لكل انسان ،بالاضافة الي تاكيدهم علي ان رد الحقوق لأهلها من صميم ما يجعل الكون متزنا كسنة كونية لاينفرط عقدها وقانونا ربانيا لايتبدل لأحد مهما كان، مما يضع هذه الجبهة في معية الحركات الاسلامية المعتدلة او علي الاقل المتعاطفة مع الاتجاه الاسلامي.
ب – تاكيدهم اكثر من مرة في بياناتهم علي ادانة اغتيال شخصيات اسلامية فلسطينية من حركة حماس الفلسطينية في حين لم يصدر أي بيان تعاطف مع احد زعماء حركة فتح المعتقلين في السجون الاسرائيلية (مروان البرغوثي مثلا)، او تابين ولو بسيط لوفاة رئيس
منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات .
ج – استخدامهم للكثير من المقولات الاسلامية التي وردت علي لسان الرسول محمد (ص) او صحابته مثل: الايمان بقولة الحق أمام سلطان جائر هو من أعظم الجهاد ،او قول ابن الخطاب "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
د – رغم انه لا يوجد من يصنف عمرو موسى (مرشح الجبهة لرئاسة الجمهورية ،فان هناك العديد من انصاره من يصنفه باعتباره ذو اتجاهات قومية بل وناصرية ايضا.الامر الذي يجعل الجبهة اقرب ايضا الي الاتجاهات القومية في ترشيحها لشخصة لمنصب رئاسة الجمهورية.
2- تعدد الوسائل المستخدمة لتوصيل رسالتهم وهو من اكثر الوسائل المميزة لنشاط الجبهة فمن وسائلهم:الانترنت،الاقراص المدمجة،، اغاني وطنية من تاليف الجبهة،بوسترات،وكتيبات،ملصقات،منشورات،وهم في وسائلهم جميعها يؤكدون دائما انهم جبهة مفتوحة امام الجميع ويستطيع الجميع ان يشارك في نشاطهم،وان كان قد تلاحظ محدودية المظاهرات والمسيرات والمؤتمرات والندوات الخاصة بالجبهة مثل ما تقوموا به الحركات الاخرى مثل كفاية وحركة الحرية الان والتجمع الوطنى من اجل الاصلاح.
3- لم يتمكن الباحث من الوصول الي آلية يستطيع من خلالها دراسة العضوية داخل الجبهة ويعود ذلك أن معظم العضوية تتم من خلال موقع الجبهة علي شبكة الانترنت،وعادة ما يستخدم الاعضاء اسماء حركية مثل:الحزين،كفاية ذل،مواطن مصري الخ من الاسماء وبالتالي فقد هناك صعوبة في معرفة اتجاهات العضوية داخل الجبهة او انتماءاتهم او حتى الشرائح العمرية التي ينتمون لها وان كان الباحث يستطيع ان يستنتج أن معظم الأعضاء هم من الشباب الذين لم تتضح لهم أي انتماءات سياسية بعد،وقد خرجنا بهذا الاستنتاج من خلال اكثر من مؤشر الاول طبيعة التعليقات المكتوبة من قبل الاعضاء والتي لوحظ فيها استخدامهم للهجة الحادة احيانا والشعبية احيانا اخرى،بالاضافة الي طبيعة الاسماء الحركية المستخدمة من جانب اعضاء الجبهة مثل الروش،والخنفس،وهي اسماء عادة ما يطلقها الشباب المصري علي انفسهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم لخدمة هدفنا الاسمى في الاصلاح المنشود