في البداية اعترف اني لم اقرا اي من حلقات مذكرات سعد الدين ابراهيم لسبب وحيد هو ان همومي العامة والخاصة تشغل وقتي بالشكل الذي يمنعني من قضاء اي جزء منه في قراءة كلام لا يستحق قيمة الورق الذي كتب عليه لشخص فقد قيمته ، ليس بسبب القضية التي يدعي انها دبرت له ،بل بسبب اخطاءه في حق نفسه قبل اخطاءه في حق وطنه ومجتمعه ،ولكني فوجئت اليوم 11/3/2009 بأحد اصدقائي يتصل بي ويطلب منى ان اقرا حلقة اليوم من مذكرات سعد المنشورة في جريدة الدستور لكونه قد ذكرني في طياتها ، فقررت ان اترك اهتماماتي الانسانية العادية وانتبه الى ما كتبه هذا السعد ، ولكنى فوجئت بكم من الاقوال الكاذبة لا مثيل لها ، بل اني ادعي انها محاولة لتحويل الفسيخ –ذو الرائحة النتنة- الى شربات – ذي المذاق الطيب والرائحة الجميلة – بل انه من اول سطر كتبه لاحظت كم الكذب غير العادي الذي يسوقه هذا المعلم الذي تخرجت اجيال من تحت يديه كما يدعي بدءا باصغر طلابه ونهاية بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذي يدعي هذا السعد انه من تلامذته (شوف الزمن ) ولندخل في الموضوع مباشرة وسوف يكون تعليقي منصبا فقط على الحلقة المنشورة بتاريخ 11 مارس 2009 . وسوف اجمل ملاحظاتي في نقاط محددة وهي :
اولا : بالنسبة الى ما ادعاه في امر المحامي الوفدي المشهور عبد العزيز محمد :
انه لامر يدعو الى الدهشة ان يدعي سعد ان عبد العزيز محمد قد تطوع للدفاع عنه وهو امر مخالف تماما للحقيقة ، فقصة عبد العزيز محمد ترجع الى ان والد احد اصدقائي قد رشحه لي وكلمه عني وعن القضية وطلب منه الدفاع عني باعتباره احد المحامين ذوي الخبرة في القضايا السياسية ،وقد قابلته وقال لي كلمته المشهورة" ان هذه القضية هي عبارة عن كومة قش اما ان تزورها الرياح وتنتهي الى لا شئ او تحترق جميعها بمن فيها وعليها" ، وحدد لي المبلغ المطلوب كاتعاب له وكان مبلغا كبيرا على من هم في مثل سنى انذاك (28 عاما) ورغم الحاحي عليه بضرورة تخفيض المبلغ الا انه رفض. وقبلت ودفعت له المبلغ وهو خمسة عشر الف جنيها مصريا هم حصيلة كل ما استطعت ادخاره من اموال كنت انوى الزواج بها . وبدات المحاكمة الاولى وانتهت باحكام بالسجن على ثمانية متهمين كنت ثالثهم ، وقررنا ونحن في محبسنا ان ننقض الحكم ، وقبل النقض وخرجنا من محبسنا ، وذهبت لعبد العزيز واخبرته برغبتي في استمراره في دفاعه عني الا انني اكدت له انني قد فقدت كل اموالي في هذه القضية وبالتالي لا املك من المال ثانية للدفع لك ، الا ان الرجل ،وللامانة ، قال (ولا يهمك ولو عاوز فلوس قول ) وبدات المحاكمة الثانية وكان عبد العزيز محامي انا ،وليس محامي سعد كما ادعي في مذكراته ، الا اذا كان هناك امرا قد دبر بليل بين الاستاذ عبد العزيز وسعد الدين ابراهيم وهو ما اربأ ان يكون قد فعله هذا المحامي القدير . الا ان المفاجأة الكبرى التي اتمنى ان يكون سعد الدين ابراهيم ما زال متذكرا لها ان عبد العزيز محمد لم يحضر يوم المرافعة للدفاع عني وبالتالي لم يدافع عني او عن سعد وهو الامر الذي ترك في حلقي غصة ما زلت اعاني منها حتى الان . وبالتالي فلا ينبغي لمعلم(قال ايه )اجيال ان ينحدر الى هذا المستوى من الكذب المفضوح . بل اني ازيد ان سعد كان يهدف من بين ما يهدف في محاكمته الاولى الى ابعاد القضية عن اي منحى سياسي منصتا لنصائح اصدقائه في اروقة الحكم بضرورة عدم تسييس القضية والاكتفاء بكونها قضية قانوينة ،ليس الا، تجنبا لاي صدام مع الدولة -على حد قولهم - بل اني اتحدى سعد الدين ابراهيم ان يقول للراي العام عن رسائله التي بعث بها الى الرئيس مبارك ورجاه فيها الى حد التسول ان يصفح عنه ويغلق ملف هذه القضية. وبالتالي فلا ينبغي ابدا ان يدعي من لا تاريخ له ولا قيمة نضالية او وطنيه له ان يدعي بانه صاحب دور وطني او اي شئ من هذا القبيل . فالمناضلين ايها السادة لا يعتذرون او يتسولون العفو اذا كانوا من اصحاب الحقوق او لديهم القضية التي يؤمنون بها ويدافعون عنها .
ثانيا : بخصوص ما يدعيه من محاولة مني لاقامة علاقة مع مديرة المركز دفعني صدها لي الى توريطها في القصية :
يبدو ان سعد قد فقد كل ذاكرته او على الارجح انه يريد ان يفقدها ، فببساطه جدا انني لم اذكر اسم مديرة المركز (م ج) في اوراق القضية الا بعد ان ذكرها سعد و (ن ) المديرة المالية حيث لم اكن راغبا في توريط فتاة صغيرة السن في قضية بهذا الشكل ، ومع ذلك يلح سعد في كل مكان انني ورطها في القضية وهو امر تضحضه ارواق القضية الموجودة مع اي محامي ويمكن لاي شخص الاضطلاع عليها ، ولكن ينبغي ان يكون هناك وقفه لي هنا . فاذا كان سعد يدعي على اني حاولت اقامة علاقة معها فدعنى اوضح لك نقطة هنا وهو انني كنت في مركز ابن خلدون لاهداف ليست بينها اقامة العلاقات او التجاذب العاطفي ، الاانني لا بد لي ان اعلم القارئ من هي مديرة المركز هذه ، فهي احدى خريجات الجامعة الامريكية تبلغ من العمر 21 عاما ،من اب مصري وام فنلندية ، لم يكن لها اي سابق خبرة في اي مجال عمل قبل مركز ابن خلدون ،ومع ذلك وضعها في هذا المنصب لاسباب لا يعلمها الا هو !!!!وفي كل ،فهذا امر ينبغي الا يزيد عن حجمه الطبيعي فهو من التفاهه بما كان ، والامر لا يتعلق بتوريط او عدم توريط فأوراق القضية موجودة واسمها كمديرة للمركز وتوقيعاتها كافيين للدفع بها في لائحة الاتهام وليس اقوالي او اقوالك .
ثالثا : عن موضوع تصوير الاجهزة الامنية لي وانا في وضع مخل مع فتاة ليل:
غريب هذا السعد يبدو انه يرى الدنيا من خلال نفسه دائما ، فهذه النوعية من القصص قد ادمن تاليفها من فرط نهمه بالجنس والعلاقات الجنسية الاثمة ،فمن اين عرفت بهذه العلاقة وهذا التصوير فانا لست من المجاهرين بمعاصيهم- ان كانت قد وقعت فعلا – فهذا ليس من طبيعة شخصيتي واحمد الله اني لم اقلدك في ذلك. اني اتحداك ان تذكر اسم شخص واحد فقط وتستعين بشهادته في امر انني قد رويت له في محبسي (حسب ادعائك ) بانه كانت هناك ثمة علاقة اثمة قامت اجهزة الامن بتصويري فيها ، لست انا ايها السعد من يرتكب هذه الآثام فانت تعرف بالضبط من يرتكبها واين. ثم الم يكن من المنطقي اذا كان هناك ثمة تصوير لي، ان استجيب لضغوط الامن اثناء المحاكمة خاصة ونحن في بيئة مجرد التلويح بوجود علاقة آثمة بين شخصين كافي لادانته امام المجتمع وبالتالي فلم اكن لالجا لاستحضار محامي معروف بمواقفه السياسية وصداقته لك ليدافع عني وعنك من جيبي الخاص (اتقي شر من احسنت اليه )،ان امرا بمثل هذه الوقاحة لن امرره مرور الكرام فانا لست من هؤلاء من اصحاب البطحات على رؤوسهم حتى يخجلوا منها ومكاني معك في اروقة المحاكم التي يبدوا انك اشتقت اليها مرة اخرى . باعتبار ان ما ذكرته عني يدخل تحت باب السب والقذف والتشهير .
ان قضية مثل قضية مركز ابن خلدون ينبغي النظر اليها في حجمها الطبيعي دون تضخيم متعمد من قبل الدولة او سعد ، فالشخص ومركزه لا ينبغي ابدا ان يكون لهم وضعا يزيد عن وضعهم الحقيقي المتقزم . وينبغي ايضا التذكير بان اقوال خالد ف ( حلوة اوي خالد ف دي ) ونبيال ع كانت متطابقة كل التطابق مع اقوال اكثر من 40 متهما وشاهدا فهل خضع هؤلاء جميعا لضغط من مباحث امن الدولة وصوروهم في اوضاع مخلة ايضا . ام ان الامر يحتاج الى وقفة تعقل ومحاسبة للذات مذكرين انفسنا بان ما كنا نقوم به في المركز كان خطا في حق انفسنا باعتبارنا كنا نسهل له امرا كان مشبوها. لشخص لا يستحق ان يؤتمن على اموال منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج ، ولنتوقف عن هذه اللغة المستفزة من ان سعد كان ينفق على المركز من جيبه الخاصة وجيب اسرته الا اذا كان تظهير الشيكات واعادة وضعها في حساب سعد الدين ابراهيم الذي يقوم بدوره بالتبرع بجزء منها للمركز والابقاء على الجزء الاخر يسمي حاليا تبرع من الجيب الخاص .
واخيرا فانني اقول لسعد انني لست هذا القرد في عين امه كما انني لست من تتقي شر من احسنت اليه الا اذا كان الاحسان هو ان تترك مجموعة من الشباب لا تتعدى اعمارهم الثلاثين عاما في بحر متلاطم من الامواج العاتية في قضية لا قبل لهم بها ، تتركهم وحيدين وتحاول انت ان تقفز من السفينة وحيدا واذا اردت ان تاخذ بيد احد فيكون ذلك بشروط حقيرة اذكرك باحدها عندما طلبت من العاملين في المركز ان يوقعوا لك عن مسئوليتهم القانوينة عن كل الافعال التي قاموا بها في مركز ابن خلدون وعدم وجود اي علاقة لك بهذه الافعال في مقابل ان تدفع نسبة 50% من اجمالي اتعاب المحاماة بحد اقصى 2000 جنيه (تصوروا) هذا هو الاحسان ، هل الاحسان هو ان تدعي ان العمل في مركز ابن خلدون احسان وانت من الححت على للعودةعندما استقلت من المركز بسبب تطاولك على بالقول وقضيت بعيدا عن المركز عام كامل لم اعد الا بعد مكالمة اعتذارية منك . وقبلت العمل على اساس ايمان عبيط بان هناك قضية ادافع عنها ومستقبل احلم به مع من يدعون الليبرالية من امثالك .كما انني كنت اعمل في المركز كعمل اضافي وبالتالي فان القول بالاحسان لا يستوي ابدا مع امثالي. هل الاحسان منك ان ادفع كل مدخراتي لمحامي معروف تدعي انت الان انه محاميك وهو – اي المحامي- معروف بانتماءاته السياسية المتوافقة مع انتماءاتك- او ادعائك بكونك منتمي-واستحالة ان يهاجمك في اثناء دفاعه عني (وهو ما حدث في المحاكمة الاولى )الم يكن من الاولى ان الجا الى الاجهزة الامنية، التي تدعي اني تعاونت معها ،لتحضر لي محامي يعرفك ان الله حق كما فعل محامي بعض المتهمين في القضية .
فعلا اتقي شر من احسنت اليه ،ومنذ هذه اللحظة ايها السعد لن ترى منى الا كل احسان ولكن بطريقتك انت وموعدنا في المحاكمة ان شاء الله .
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولاسرتي ولكل من يعرفوني ويعرفون سعد الدين ابراهيم .
خالد فياض
المدير السابق لمشروع التربية السياسية والحقوق الانتخابية
مركز ابن خلدون
11/3/2009