2- حركة التغيير(3)
إن موقع التغيير هو موقع حسب ما جاء فيه: "نحن مجموعة من شباب وفتيات مصر.. لا ندعو إلى جماعة جديدة.. أو حزب جديد ولكننا ندعو كل المصريين (أفراد - جماعات - أحزاب - المخلصين في كل قطاعات الحكومة" إلى الالتقاء على مشروع واحد، هو كف الظالم عن ظلمه، وإزالة حكومة الفساد والاستبداد"... يحاول الموقع من خلال أبوابه أن يرسخ ثقافة التغيير فيؤكد أنه يحاول نشر الوعي الخاص بثقافة التغيير عن طريق تقديم المادة اللازمة لصناع الرأي العام حول قضية التغيير، بحيث تصبح ثقافة شعب.
ومن خلال الاقتراب من الأفكار المطروحة من جانب الحركة.. نستخلص ملامح أساسية:
1- ظهور البعد القومي والإسلامي بوضوح من خلال بعض المفردات والألفاظ التي تتحدث عن "الأمة" والدول "الكافرة" و "كلمة الحق عند السلطان الجائر"، وآية اذهبا إلى فرعون..أضف إلى ذلك هدفهم الذي حددوه بأنه "نهضة العالم الإسلامي" من خلال إصلاح الدولة القائدة مصر... فتحت عنوان "رؤيتنا للتغيير" يؤكد الموقع على عمقه القومي والإسلامي فيقول إن: "الهدف البعيد نهضة العالم العربي والإسلامي.
2- تأثرهم بتيارات مناهضة العولمة ومناهضة الحرب على العراق في أن الفكرة الأساسية أنه ليست ثمة جسم للحركة ولا مركز للأفكار ولا أيديولوجية جامعة مانعة.. وأن هناك تجاوزا لهذه الأطر( الجماعات والأحزاب...)، كل ما هنالك الاتفاق على فكرة واحدة جزئية...وهو ما سماه الموقع "مشاريع الحد الأدنى" ويعني بها الحد الأدنى الذي يتم الاتفاق عليه من المشاركين في الحملة.. وهو هنا لا يكتفي بمرجعية واحدة لكنه يأخذ من كل اتجاه، فالموقع وهو يتحدث عن الأخطار التي يمكن أن تواجه دولة ما بعد النظام القائم، يزاوج في الاستشهاد بين حديث الرسول – ص: " اليوم نغزوهم ولا يغزونا". وبين مقولة داني كوكس في كتابه "القيادة في الأزمات":"الحرص الزائد كفيل بأن يجعل الأخطار تخطئك، فلن يمسك السوء أبداً كما أن شيئاً جيداً لن يحصل لك أبداً." ربما يؤكد ذلك أيضًا أن من ضمن ما ينشره الموقع من دراسات ويعدها من أساليبه مقال دور القوة في الكفاح اللاعنيف، للدكتور جين شارب
3- تمييز العاملين بهذه الحملات بين أفراد الحكومة فنحن لسنا بإزاء نمط تعميمي كما كان يحدث في جماعات المعارضة المسلحة الإسلامية في التسعينات من الاشتباك مع الحكومة (حتى موظفي الجامعات وعساكر الشرطة ) بل ومع الشعب أحيانا لأنه صامت على ما تفعل الحكومة( عمليات عسكرية عدة حدثت في ميادين عامة).هنا بلغ النضج مرحلة هامة تستدعي "المخلصين من أبناء الحكومة "... بل ويقول: " إننا نؤمن أن مصر بها من المخلصين في قطاعات الشرطة والجيش وكل قطاعات الحكومة من يريدون أن يزول هذا النظام، إما لوطنيتهم أو لإسلامهم أو للإثنين معاً".
4- الصياغة ذكية ومناورة لمرحلة بعيدة لاحظ مصطلح ( مجموعة من شباب وفتيات ) وما فيه من طزاجة وأمل وعمر مديد وحيوية مقابل نظام عجوز، لاحظ كذلك عدم التعرض للشخص بل بصفته ممثلا للنظام فبذكاء يحاول الموقع أن يتعامل مع طبيعة البعض الخائفة فيقول: "ونؤكد أننا لا نعادي الرئيس لشخصه. ولكننا نرفض هذا النظام القائم. والرئيس بالنسبة لنا ليس إلا رمزاً للنظام. فإذا هتفنا "لا لمبارك" فإننا نهتف "لا للنظام" ".
5- تجديد أساليب العرض والمقاومة معا، والتأثر باليسار في دمج الفن كأحد الوسائل الهامة للتغيير، وإن كان أداء المغنين وأسلوب الأداء في الأغنية الرسمية للموقع – لغة عربية فصيحة- يشير بوضوح إلى المنحى الإسلامي والتأثر بذلك.
6- الاهتمام بالصورة، فالصورة الرئيسة هي لمبارك وهو يرفع سبابته محذرا ثم تأتي كلمة لا لتغطي وجهه، وصورة أخرى وهو يتسمع ما يقوله الصحفيون... وجرافيك لمبارك وأمامه صورة أبي الهول.. كل ذلك يبعث رسائل غير مباشرة أعمق تأثيرا من الكثير من الرسائل المباشرة.
7- احترام وتقدير دور الدولة والنظام وهو ملمح جديد أيضا مغايرًا لأفكار الانتقاص من الدولة ودورها.يقول الموقع: "التغيير الشامل المرجو لا يستطيع أن يقوم به الشعب منفرداً، والنهضة المأمولة لا تكون إلا بمشروع تتبناه الدولة، ونظام أراد أن ينهض ويتحرر، تماماً مثلما فعلت ماليزيا، واليابان". ولذا فهو يؤكد: "قبل الحديث عن مراحل التغيير "تجب الإشارة إلى أن تغيير نظام الحكم هو خطوة نحو التغيير الشامل، وليس هو الهدف النهائي". وفي هذا الإطار يرفض الموقع سياسة الاغتيالات لأنها فشلت حسب قوله: " لأن الحاكم يتم استئصاله بينما يظل النظام بكامله يعمل؛ بل ويولد الحاكم البديل".
8- استلهام التجارب والخبرات الدولية فالتجربة الخُمينية حاضرة ففي أحد مقالات الموقع يقول إن الخميني جاء بعيدا عن الأطر والأحزاب التي ازدهرت في عصر الشاه لكن الخميني استطاع أن يقنع الشعب بالانضمام، وبالتوازي يبرز الموقع تجارب الانتفاضات الشعبية في رومانيا وتشيكوسلوفاكيا وأوكرانيا.
9- تشجيع العصيان المدني وتفعيل أشكاله وأدواته مثل إقامة سرادقات عزاء بالجامعات ولبس شارات الحداد... ويأخذ الموقع على المعارضة المصرية بقوله: " من مشاكل العمل في مصر أن المعارضة إما أن تقوم بمظاهرة وبالتالي يخاف الشعب من المشاركة لأنه غير مدرب، أو لا تقوم بشيء إطلاقاً، رغم أنه بين العمل الذي يبدو متشنجاً، وبين السكون أعمال كثيرة يجب أن تطرح لتدريب الشعب، وحينها تستطيع الجموع أن ترتفع بمستوى الفعل"
10- يؤكد الموقع على البعد التدريبي في إحداث التغيير، قبل القيام بأي عمل لأنه يرى أن الشعب غير مدرب على ثقافة الاحتجاج.. " وقبل تربية الجماهير على هذا النوع من الاحتجاج يصعب التحدث عن التغيير"
11-إدراك التفاعلية ففي كل صفحة طلب مشاركة وأرسل لنا فكرة وقل رأيك، أرسل لنا مشروعا، الصق ورقة.
12- البحث عن رموز، يبدو أن الشباب القائمين على الموقع يحاولون البحث عن رموز مختلفة تدعمهم وتساندهم، فتحت عنوان رموز التغيير وضعت قائمة يقول الموقع عنها: "نحن لا نؤمن بالضرورة بكل أفكار وآراء الشخصيات التالية.. ولكننا نضعها كرموز تسهم في صناعة الرأي العام".والقائمة تضم خليطًا من الشخصيات رتبوها أبجديا هم: أحمد منصور، أمين اسكندر، عبد الحليم قنديل، عبد الله السناوي، عمرو خالد، عمرو موسى، فهمي هويدي، مجدي حسين، الكاتب حسنين هيكل، الفنان محمد صبحي، محمد عباس، مهدي عاكف.
13- إعلاء نبرة التفاؤل فالموقع يحاول أن يتفاءل ويصدر هذه النظرة الإيجابية نحو التغيير فمن المشاريع التي يدعو لها الموقع فكرة اقتراح تصميم علم مصر الجديد بعد التغيير، فهو يحاول عمل حلم للناس يعيشون فيه بل ويتفاعلون معه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بتعليقاتكم لخدمة هدفنا الاسمى في الاصلاح المنشود