الأحد، 28 ديسمبر 2008

براءة الشعب المصري من عمالة النظام المصري


لا استطيع ان اكون مسهبا ولكني ساكون مركزا لعدم قدرتي على الاستفاضة في الكتابة لحالة من الغضب والحزن والعصبية تنتابني بسبب ما يحدث في غزة . ولكني اردت توضيح بعض النقاط عن الشعب المصري وهي :
1- ان لدينا في الشعب المصري يقين ان هناك خيانة تمت من جانب النظام المصري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
2- ان هذه العمالة تمثلت في استقبال رئيس الجمهورية لوزير الخارجية الاسرائيلية قبل يومين من الهجوم وتهديدها من القاهرة بانهاء حكم حماس في غزة .
3- وتمثلت ايضا في الاتصال الذي قام به احد المسئولين المصريين وطمان فيه قيادات جماس بانه لا هجوم اسرائيلي خلال هذا الاسبوع على غزة وهو ما دقع الحمساويين بعدم اخلاء المقار الامنية مما تسبب في ارتفاع عدد القتلى .
4- ايضا الدعوة المصرية للفصائل الفلسطينية للحوار في القاهرة وهو ما فسر بانه تغطية على نية اسارئيل في الهجوم .
5- اننا كشعب مصر تبرأ كامل من افعال هذا النظام ونطالب بالاتي :
أ‌. فتح الحدود المصرية الفلسطينية للسماح بدعم الفلسطينيين ماديا وعسكريا ومعنويا.
ب‌. طرد السفير الاسرائييلي ووقف كل اشكال التطبيع مع العدو الاسرائيلي .
ت‌. وقف العمل باتفاقية الكويز وكل ما يترتب عليها من التزامات .
ث‌. وقف تصدير الغاغز لاسرائيل بالاضافة الى وقف تصدير البترول وكل المنتجات والخدمات من والي اسرائيل.
واخر دعوانا اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين

الخميس، 13 نوفمبر 2008

سلطان الزمان .....القوة والسياسة في إيران


سلطان الزمان
القوة والسياسة في إيران
The Latter-Day Sultan Power and Politics in Iran By Akbar Ganji
From Foreign Affairs , November/December 2008
بقلم: أخبار جانجي
ترجمة :خالد فياض

يتساءل العديد من الايرانيين هل لو كان الاصلاحيين قد فازوا في انتخابات 2005 هل كان من الممكن أن يغير ذلك من الواقع الايراني الكئيب ؟ فطبقا لما صرح به عبد الله رامزانزادا وهو متحدث حكومي رسمي سابق فان الموقف الإيراني الآن هو الأسوأ منذ أكثر من خمسين عاما، فطبقا لرؤية العديد من قادة المعارضة في إيران والتي تتفق في كثير من الأحيان مع وجهة نظر الإعلام الغربي فإنهم يرون أن المدان الوحيد في خلق إيران المريضة هو احمدى نجاد فمن رقابة إلى انهيار اقتصادي إلى فساد إلى احتمالية توجية ضربة عسكرية أمريكية.
لكن الواقع عكس ذلك تماما، فهناك تضخيم مبالغ فيه لدور احمدي نجاد وغض النظر عن الحاكم الحقيقي والفعلي في إيران وهو السيد على خاميني قائد المجلس الاعلي للثورة الإسلامية في إيران. فقد منح الدستور الإيراني صلاحيات كبيرة لقائد المجلس الأعلى على حساب كل المؤسسات في الدولة. وقد ضاعف من هذا النفوذ الفترة الكبيرة التي قضاها السيد خاميني في الحكم والتي امتدت منذ عام 1989 فقد أعطت له العديد من العوامل التي ضاعفت من هذا النفوذ. وذلك بشكل رسمي أو غير رسمي، فكل من السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية تخضع خضوعا تاما لسيطرته المطلقة. فخاميني هو رئيس الدولة والقائد الاعلي والمرشد الروحي، هو أيضا المسيطرعلى لاقتصاد والدين والشئون الثقافية وذلك من خلال العديد من المجالس الحكومية العديدة، والمنظمات المقيدة للحريات، مثل الحرس الثوري الذي يعين هو بنفسه أعضائه.
من بين كل القادة الذي حكموا إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 فقط آية الله خوميني قائد الثورة، وهاشمي رافسنجاني وهو رئيس إيران في معظم فترات التسعينات وعلى خاميني هم فقط الذي كانت لديهم تأثيرات ملموسة في إيران، فبالرغم من التأييد الذي تحقق لأحمدي نجاد فانه لم يكن ذو تأثير مثل أقرانه المائة الذي حكموا إيران في الثلاثين سنة الأخيرة، وذلك على الرغم أيضا من تأييد على خاميني له وإعطائه صلاحيات لم يسبق لرئيس إيراني التمتع بها، إلا أن نجاد كان فقط الاداة الاساسية لتحقيق أهداف خاميني.
أن سلطة خاميني كبيرة بالشكل إلي يصعب مخالفتها، وبالتالي فان أي تفكير في أن سياسة إيران من الممكن أن تتغير في حالة رحيل احمدي نجاد هو أمر بعيد عن الواقع، فسياسة إيران وخاصة الخارجية سوف تبقى كذلك ما دام هيكل السلطة بهذا الشكل.
6في واحد: نصف دستة من الآخر
أن الحكم على حرية الانتخابات في إيران أمر يحتاج إلى قليل من التدقيق، فالانتخابات الرئاسية والبرلمانية وحتى الانتخابات المحلية تعتبر مسرحيه هزلية فالمرشحين ملزمين بالتوقيع على تعهد بأنهم مؤمنين بالثورة نظريا وعمليا وبالدستور الإيراني والإسلام والسلطة المطلقة لقائد المجلس الأعلى للثورةالاسلامية في إيران، وللراحل الخميني. لقد حرم العديد من اليساريين من الدخول في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 1992 عندما كان هاشمي رافسنجاني رئيسا للجمهورية. وفي الانتخابات البرلمانية في فبراير عام 2004 وفي أثناء فترة حكم محمد خاتمي سمح فقط لمائة وتسعين برلمانيا من اصل 290 بالدخول للبرلمان الايراني، ليس هذا فقط بل أن 43% من مجموع المرشحين تم استبعادهم من الدخول في الانتخابات من الأساس. وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005، وفاز بها احمدي نجاد كانت بالفعل انتخابات مزوره فقد استقال على أثرها العديد من كبار الموظفين الرسميين اعتراضا عليها،ولم يتغير أي شئ رغم هذا، ففي الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا هذا العام تم استبعاد 158 مقعد وترك فقط 132 مقعد للتنافس عليهم، كما أن 26% من المرشحين تم استبعادهم.وقد انتقدت مجموعة الإصلاحيين المجاهدين في منظمة الثورة الإسلامية هذه الانتخابات الديكورية واعتبروها محاولة لخلق برلمان شكلي يدين بالولاء والطاعة للقيادة.
ومع ذلك ومن جهة أخرى فان احد لا يستطيع أن ينكر ان الأوضاع قد تحسنت قليلا فيما يتصل ببعض الأمور. ففي العقد الأول من عمر الثورة الإسلامية كان الوضع غاية في السوء من حيث القمع العنيف للمعارضين، فقد كان الاعتقال السياسي أمرا ممنهجا كما كان التعذيب كذلك أيضا،الا انه قد تلاحظ تحسن واضح ظهر في وضعية حقوق الإنسان في إيران، كنتيجة للحرية المتزايدة التي بدأت الصحافة في التمتع بها، ومناقشتها لقضية انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد بشكل علني. فقد قمنا بالكتابة عن استمرار الجور والظلم من خلال الدفع باالاعتقال فى السجون واحتجازهم دون محاكمة. الا انه ومع ذلك ينبغي التأكيد على التحسن الحاصل في وضعية حقوق الإنسان بالمقارنة بفترة الثمانينيات. إلا أن هذا التقدم قد تباطأ قليلا بتولي احمدي نجاد للحكم. ومع ذلك فانه من الأهمية القول أن تناقص القمع السياسي في البلاد في العقود الثلاث الأخيرة يرجع بصفة أساسية إلى تجذر مفهوم الديمقراطية وحقوق الإنسان في عقل الشعب الإيراني مما صعب المهمة على أولئك المسئولين الذين كانوا يتطلعون إلى متابعة جرائمهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان. وعلى ذات الوتيرة فان انتقاد المرشد الاعلي للثورة أصبح أمرا متكررا، فصحفيون من أمثال احمد زيد عبادي وايسا ساهرخيز أعضاء رابطة الصحافة الحرة في إيران والمفكر احمد قابيل الذي ينادي باعتبار الحجاب حرية شخصية وليس فرضا دينيا وغيرهم من الجماعات السياسية الإصلاحية، قاموا بكتابة خطابات مفتوحة ومقالات تديني خاميني وتطالب بمشروع جديد للارتقاء بالأمن الاجتماعي ومنع القمع السياسي، خاصة في الجزء المتعلق بإلزام الإيرانيين بلباس محدد (لم يتم الالتزام بشكل كامل بهذا اللباس في عهد احمدي نجاد كما كان في السابق) إلا انه في الواقع الحالي فان الشباب الإيرانيين أصبح أكثر تمسكا باللباس العصري الذي يعتبر لباسا غير مقبول من جانب النظام الإيراني.
أن اللغة الشعبية الخطابية التي يستخدمها احمدي نجاد أعطت فرصة جيدة لتفحص سياساته ووضعها تحت الملاحظة الدقيقة، فباستخدام لغة واضحة في نقد معارضية فان احمدي نجاد قد شجعهم على استخدام ذات اللغة الواضحة والشفافة، فعلى سبيل المثال في بداية هذا العام صرح محسن ارمين، وهو من الرموز الإصلاحية في إيران، معترضا على سياسات احمدي نجاد في تنحية بعض ممن اسماهم بغير المؤهلين من وجهة نظر النظام ،ودعوتهم لعدم ترشيح أنفسهم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجرائها قريبا باعتبارها غير مؤهلين للحفاظ على مصالح البلاد، حيث اعتبر محسن الرئيس احمدي نجاد أول غير المؤهلين لحكم البلاد والذي يجب استبعادهم حتى من الدخول في الانتخابات البرلمانية. وذلك بسبب ما سببه من تضخم اقتصادي أصبح يتزايد يوما بعد يوم، بالإضافة إلى المعاناة اليومية ذات المصادرالمختلفة التي يعانيها الناس نتيجة لسياساته الخاطئة.أما مساعد وزير الخارجية في عهد رئاسة خاتمي السيد محمد صدر فقد وصف السياسة الخارجية لاحمدي نجاد باعتبارها تفتقد إلى الحنكة ومضللة، أو على حد وصفة شخصية وشديدة الجهالة.أن مثل هذا النقد لم يكن موجودا في حقبة خاتمي، فعلى الرغم من اتهام خاتمي أحيانا بأنه كان معاديا للدين فان احد لم يدعي عليه تشجيع السحر والشعوذة والتدين الأحمق كما فعل البعض مع احمدي نجاد .
الا ان ومع ذلك لم يمنع استمرار الرقابة على الصحف ، ففي نهاية عام 2007 وجه المجلس الأمني الوطني الأعلى والذي يصيغ السياسات الأمنية الإيرانية وجه الصحف بما يجب أن تكتبه عن قضايا العلاقات الإيرانية الأمريكية والعراق والانتخابات البرلمانية والرئاسية ومنع نشر وجهات النظر المعارضة للبرنامج النووي الإيراني أو للأقليات القريبة من الحدود الأفغانية أو العراقية أو حصص البترول، هذه الرقابة تمت أيضا فيعهد رافسنجاني وخاتمي.
أن قدرا من الثناء يستحقها احمد نجاد عن اي تقدم حدث في البلاد في عهده "، ولكنه لا يتحمل وحده المسئولية عن ما حاق بالبلاد في عهده وجعلها اسوأ فترة رئاسة منذ قيام الثورة الإسلامية.
السلطان خاميني:
لو كان هناك احد يجب أن يلام على ما وصلت إليه إيران اليوم فسوف يكون ذلك السيد خاميني، الذي قاد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في إيران على مدي عقدين من الزمان سيطر فيها على كل مقاليد الحكم في إيران، أن هذه السيطرة رغم كونها سيطرة تقليدية وفي بعض الأحيان تسمي ارثية، وعادة ما يطلق عليها اسم السلطانية وهي التي تخلط بين الحكم التقليدي والاستبدادي، وعادة ماتحكم من خلال المؤسسة العسكرية والنظام الإداري الذي يعتبر امتداد لحكم آل البيت. أن السلطان عادة ما يؤجل الانتخابات وذلك من اجل إثبات شرعيته وتقويتها، ولكنه ومع ذلك فانه وحتى في حالة إجراء الانتخابات فانه لا يفقد أي من سلطاته. أن السلطان عادة ما يستخدم الدولة بكل سلطاتها، ويحكم بالنيابة عنها، وهو يوجه الاقتصاد طبقا لمشيئته بالاضافة الى سلطاته القمعية وسيطرته على الشعوب، أن شخصا مثل هذا في النظرية عادة ما تجده في التطبيق تحت مسمي خاميني.
أن إيران اليوم هي في الحقيقة دولة سلطانية، ليست شمولية ولا حتى فاشية، فأنت تستطيع في ايران أن تسمع فيها العديد من الأصوات المختلفة،ورغم انها ما زالت من الناحية الرسمية دولة إسلامية ثيوقراطية، لكن نستطيع القول أنها ليست دولة ذات ايدلولجية واحدة مسيطرة، حيث تستطيع أن ترى الليبرالية والاشتراكية والحركات النسوية بديلا للأيدلوجية الحاكمة، والعديد من الإيرانيين يعرفون أنفسهم أحيانا باعتبارها ممثلين لهذه التيارات.كما أن إيران لاتعترف بنظام الحزب الواحد، فعندها حوالي 12 حزب ولكن من الصعب أن تماثل وضعية هذه الأحزاب وضعية الأحزاب في الدول الديمقراطية. أن هذه الأحزاب عادة ما تمثل وجهة النظر المتمايزة على وجهة النظر الحكومية، هذا الوضع خلق ضغطا على خاميني في بعض الأحيان اجبره على الإعلان عن رفضة لبعض عمليات الاغتيال السياسية التي وقعت في عام 1998 .
منذ ثورة عام 1979 والإسلام خدم الدولة الإيرانية، وليس أي شئيا آخر، وقد اعتمد الخميني منذ البداية على الرؤية السلطانية للإسلام (الدولة لها الأولوية على تطبيق الشريعة ) وقد نشر ما يحمل هذا المعني في عام 1988، فالحكم مباح له أن يدمر المساجد والمنازل لو كانت هذه تشكل تهديدا خطيرا للدولة، كما تستطيع الدولة أن تمنع الحج مؤقتا لو أن ذلك شكل معوقا لمصالح الدولة.
لقد منح الدستور الايراني السلطة المطلقة للمرشد الاعلى للثورة الاسلامية ومن هذه المواد الدستورية المادة 57 من الدستور والتي تنص على أن قوة الحكومة في الجمهورية الإسلامية والمتمثلة في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية كلها تحت رقابة القيادة الدينية المطلقة. وقد استخدم خاميني سلطته هذه للسيطرة ليس فقط على السلطات الثلاث للحكومة لكن أيضا على الاقتصاد والدين والشئون الثقافية، وعادة ما يكون ذلك بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال المجالس المختلفة أو من خلال الحرس الثوري، هذه السيادة المطلقة تسمح للمرشد الأعلى بالتدخل الاستبدادي في حياة مواطنية الشخصية. هذا الواقع المتمثل في السلطة الواسعة المخولة له والمضمونة بالدستور كانت بعيدة في معظم الاحيان عن العقلانية .
السلطة غير المتوازنة:
المحرك الرئيسي للقوة هي في قدرة المرشد الأعلى في تعيين وإقالة كبار المسئولين الحكوميين، فقد سمح الرئيس رافسنجاني للمرشد الأعلى خاميني باختيار وزير الثقافة، ووزير الداخلية ووزير المخابرات، والتعليم العالي ووزير الخارجية (دائما ما كان خاميني مهتما بهذه الوزارات على وجه الخصوص قدر اهتمامه بالشئون الخارجية، ومنذ هذا التاريخ في عام 1989، حدد خاميني سلطاته في تعيين وإقالة الوظائف العسكرية الحساسة وكبار القيادات الأمنية. وبالتالي فان القضية ليست هل خاميني يستطيع نزع سلطات احمدي نجاد، ولكن القضية هل يستطيع.
وعلى المستوى التشريعي يمارس خاميني سلطاته وسيطرته على البرلمان، فمن الناحية الرسمية فان وزارة الداخلية هي المشرفة على الانتخابات البرلمانية، لكن في الواقع فان هذه المهمة تدخل تحت سلطات مجلس الحرس (نصف هذا المجلس يعين من قبل المرشد الأعلى).كما أن هذا المجلس من سلطاته مراقبة التشريعات والتأكد من مطابقتها للدستور وللائمة الاثني عشر والقانونيين، هذا بالإضافة إلى سلطتهم في اختيار المرشحين لمنصب الرئاسة. والمرشحون للبرلمان ومجلس الخبراء. في كل فانه وطبقا لتصريح السيد / بهزاد نبوي مؤسس حركة المجاهدين الإصلاحيين في المنظمة الثورية الإسلامية، فان أكثر من 3500 شخص ممن تم ترشيح لخوض الانتخابات البرلمانية عام 1992 لم يكونوا مؤهلين لذلك، كما كان هناك أكثر من 80 عضو معين في البرلمان من غير المؤهلين.كما انتقد خاميني مرارا الإصلاحيين في المجلس السادس واتهمه بانهم موالين للولايات المتحدة ويعملون ضد مصالح النظام، وامتدح المحافظين في البرلمان السابع (2004-2008).مجلس الحرس له أيضا حق الفيتو في منع أي قانون يسنه البرلمان(الرئيس لا يمتلك هذا الحق )فعلى سبيل المثال منع مجلس الحرس البرلمان السادس والذي كان مشكوكا في ولائه لمجلس الحرس، من تخفيض ميزانية هيئة البث الإذاعي. وهو ما أكده أبو الجاسم الغزالي وهو عضو في مجلس الحرس إلى الإعلان انه إذا عارض أربعة أعضاء في مجلس الحرس قرار وافق عليه 60 مليون فان هذا القرار يعتبر في حكم الملغى.
ليس هذا فقط، بل أن خاميني مارس سيطرته على كل المؤسسات الإيرانية المنتخبة وذلك بفضل المساندة الدستورية له، فالمادة 110 أعطته الحق في ضبط كل السياسات، فخاميني له سلطة غير محدودة في رسم السياسات العسكرية والاقتصادية والثقافية والقانونية والتعليمية، وإيصالها إلى مؤسسات الدولة لتنفيذها من خلال المجلس Expediency council (وهو المجلس الذي يعين أعضائه من قبل المرشد الأعلى، وهو المخول بحل النزاعات أن وجدت بين البرلمان ومجلس الحرس )في كلمات أخرى حتى لو استطاع الإصلاحيين السيطرة على المؤسسات المنتخبة، فان أي سياسات مستقلة يحاولون إتباعها سوف لن ترى النور وذلك بحجة معرضتها للسياسات العامة للدولة، . وبالتالي فان أي دور بارز للإصلاحيين في البرلمان سوف يؤدي إلى نتائج أسوأ نتيجة لهذه السيطرة التي يتمتع بها على خاميني.
اما السلطة القضائية فتخضع هي الاخرى لسيطرة خاميني، وعادة ما تم استخدمها كأداة قمع. المحكمة الثورية الإسلامية والتي تتمتع بقدر كبيرمن حرية التصرف خاصة في اوقات الفتن فهي تخضع لسلطات المرشد الأعلى للثورة. وزير المخابرات جوهلام حسين محسني ايجي والذي اتخذ قرارات باعتقال العديد من رموز المعارضة وذلك من خلال المحكمة الخاصة للإمام، والمحكمة التاديبية للموظفين الحكوميين، وكلا المحكمتين مسيطر عليهم من قبل المرشد الأعلى. في عام 1998 وفي عهد الرئيس خاتمي أوقف التحقيقات فيما عرف بجرائم المقيدة وذلك حتى نهاية رئاسة خاتمي (حيث تم فتح التحقيق في أربعة قضايا قتل من بين العديد من قضايا القتل التي وقعت آنذاك ) وتوقفت التحقيقات عند مستوى سعيد إمامي عضو وزارة المخابرات وهو احد المشتبه فيهم الرئيسيين في هذه القضية.
وطبقا لأيدلوجية الدولة، فان خاميني هو المهيمن أيضا على الشئون الدينية، فقد نحى جانبا اية الله محمد رضا مهدي خان وعلى اكبر ناطق نوري، وكلاهما من الأئمة المحافظين، والذين كانوا يتمتعون بنفوذ كبير في عهد الخميني. لكنهم أصبحوا الآن اقل تأثير واقتصر ظهورهم على المناسبات فقط. أيضا سيطر خاميني على المساجد وقام بتعيين كل خطباء صلاة الجمعة كل أسبوع، كما انه المسئول عن تحديد خطب الجمعة وما يجب أن يقال فيها. الخطباء عادة ما يكونوا مستقلين عن الحكومة ولكن خاميني له سيطرة عليهم وذلك من خلال زيادة التمويل الممنوح لهم.كما انه الذي يحدد من هو الفقيه القادر على التفسير الصحيح للإسلام.
وعلى ذات المستوى فان خاميني هو المسيطر على الشئون الثقافية والأكاديمية. كما انه يراقب وسائل الإعلام بحجة الأمن القومي. ففي نهاية التسعينات وضع خاميني اية الله العظمي اية الله حسين على منتظري وهو الوريث السابق للإمام الخميني تحت الإقامة الجبرية في بيته لعدة سنوات وذلك بعد انتقاده انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وذلك بقرار من المجلس الأمني الوطني الأعلى SNSC.
و في الشئون الثقافية فان سلطة خاميني تمتد لتشمل كل كبيرة وصغيرة. ، ففي عام 1998 منع عبد الله نوري (وزير الداخلية في عهد الرئيس خاتمي )من التحدث في احد المساجد السنية في الريف أثناء احد الاضطرابات التي كان قد قام بها السكان السنة في هذه المنطقة. وعندما رفض نوري تنفيذ أوامره قام خاميني بإقالته من منصبه وإحالته للمحاكمة حيث أدين بعقوبة خمس سنوات في السجن. بالإضافة إلى ذلك فقد قام خاميني بنفسه بفحص قائمة الكتاب المزمع تكريمهم في عام 1998 بمناسبة مؤتمر(الرواية الأدبية في إيران ).خاميني أيضا يؤثر على الإعلام وذلك من خلال سياسات المجلس الأعلى للثورة الثقافية والذي كل أعضائه من المعينين. هو أيضا يجعل من تفضيلاته السياسية معروفة على نطاق واسع الأمر الذي يجعل كل الناس حريصين على إرضائه. وفي عام 1998 خاميني أغدق المديح على بعض الكتاب المسلمين الذين اعتبرهم حماة الدين والساهرين على تنفيذ حدوده في المعركة ضد الغزو الثقافي الغربي.
احتكار العنف:
في أول اجتماع له مع مجلس الوزراء باعتباره القائد الأعلى لمجلس الوزراء. في عام 1989 طرح خاميني نظرية الرعب التي عرفت منهجه في قضايا الأمن الداخلي، والتي تأسست على تفسيره للقران وبداية التاريخ الإسلامي، فقد قال في الاجتماع أن غالبية الناس في الدولة صامتون لكن هناك مجموعات من الأفراد تقدم مصالحها الأنانية على مصالح الشعب هؤلاء من الأهمية أن تستعمل الدولة ضدهم الرعب. وقد وجدت هذه النظرية صلاحية واسعة النطاق ومبررا مقبولا للعديد من عمليات الاغتيال ضد المعارضين في داخل إيران وخارجها بمعني أدق استطاعت هذه السياسة إسكات أصوات المعارضين والذين قد يشكلون تهديدا للنظام.
وفي هذا السياق احتاج خاميني بشدة إلى تأييد المؤسسة العسكرية، لقد كان خاميني منذ زمن مهتم بالعمل الأمني والعسكري، لقد كان هو ممثل الخميني في وزارة الدفاع أثناء الحكومة الانتقالية في عام 1979، ثم انتقل بعد ذلك للعمل فيها ثم شغل منصب مساعد وزير الدفاع، وعندما تأسست وزارة المخابرات ووزارة الأمن عام 1984، عندما كان هو رئيسا للبلاد، طلب خاميني أن يكونا تحت سلطته.
بمرور السنين، زاد خاميني تدريجيا من نفوذ الحرس الثوري وزاد من قوته السياسية والاقتصادية، وبعد فشل محمد باقر ذوالقادر رئيس الحرس الثوري في إنجاح المرشح المنافس لخاتمي في الانتخابات الرئاسية في مايو عام 1997 وأثناء فترة حكم الإصلاحيين، ذاد نفوذ الحرس الثوري والباساج ضد حركات الإصلاح. وزادت قوة حرس الثورة أكثر بوصول احمدي نجاد إلى سدة الرئاسة ،، فقد تضاعفت ميزانية الجيش لتصل إلى حوالي 5% من ميزانية الدولة، وقام خاميني بتسمية رئيس هيئة البث الإذاعي من مجلس حرس الثورة. وتواصل هجوم العسكريين على الإصلاحيين في إيران إلى حد وصف الجنرال حسن فيروزبادي لهم بأنهم عملاء للأمريكان ومنفذين لإرادة سيدهم في البيت الأبيض جورج بوش الابن.
التدخل العسكري في الشأن الاقتصادي هو أيضا كان واضحا فقد كان التدخل سابقا ضمنا أما الآن فهو رسمي، فقد تدخل العسكريين في معظم الأنشطة الاقتصادية وأيضا الحرس الثوري كما شارك بعضهم في تسويق بعض عقود البترول وحقق أرباحا هائلة من وراء ذلك، منذ عام 1990 قام العسكريين والحرس الثوري بتمويل مشروعات إنشاء في وسط طهران العاصمة وذلك قبل وصول احمد نجاد للحكم وقد سهلت لهم السلطات المحلية إعطائهم رخص البناء والتي كانت في السابق هذه الرخص تعتبر من المستحيلات. مضمون الاقتصاد الإيراني نفسه في حالة ليست بالجيدة، فالشركات المسيطر عليها من جانب قوى الأمن بدا نفوذها في ازدياد وما رافقها من قروض سيئة السمعة أضرت بمجمل النظام المصرفي، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أن البرلمان في بداية عام 2008 وافق على إنشاء منظمة للبناء تابعة للباساج وهو الأمر الذي شكل خطوة في اتجاه تعزيز سيطرة الباساج على الاقتصاد القومي على حساب القطاع الخاص، هذا بالإضافة إلى سيطرة البيروقراطية التي أضرت كثير بالاقتصاد الإيراني.
هذا الاعتماد المتبادل بين الإدارة وقوى الأمن ، وهذا التسلل الواسع النطاق لشبكة خاميني من خلال الحرس الثوري قوض استقلالية مؤسسة الحرس الثوري، فعلى سبيل المثال كان الخميني ينأى بنفسه عن تعيين القيادات العليا في الحرس الثوري أما خاميني فهو يتدخل حتى في تعيينات قيادات الفرق، وبالتالي فان إيران الآن لا نستطيع أن نقول عليها أنها دولة ديكتاتورية أو حتى دولة ذات نظام حكم عسكري ولكنها دولة سلطان الزمان.
المزيد من المتشابهات
أن القوة التي يتمتع بها خاميني مؤمنة ومتصاعدة ومستمرة بالشكل الذي لن تتأثر بمجرد فقد احمدي نجاد لسلطته الرئاسية العام القادم بعد انتخابات الرئاسة، وخاصة في مجال السياسة الخارجية.
البعض من منتقدي احمدي نجاد يقولون انه جعل من إيران عرضة لهجوم عسكري من أمريكا وإسرائيل وذلك من خلال تبنيه لسياسات غير حكيمة، الأمر الذي جعل الغرب وإيران على خطي مواجهة وجعل من امكانية وجود خطر عسكري أمر حقيقي. ولكن ما هو دور احمدي نجاد في هذه القضية، أن الواضح أن السياسة الخارجية تقع بشكل كامل في يد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وهو نفس ذات الوضع الذى كان موجودا في السياسة الخارجية الإيرانية في عهد شاه إيران رضا بهلوي وهو الأمر الذي جعل من مساعد وزير الخارجية الإيراني الأسبق في حكومة محمد خاتمي يقول أن السياسة الخارجية في إيران مركزة في يد المرشد الأعلى وذلك عكس الساسة الداخلية التي هي إلى حد ما موزعة على أطراف عدة.


العلاقات الايرانية الامريكية:
منذ أمد بعيد والعلاقات الإيرانية الأمريكية يشوبها التوتر وهذا راجع بشكل أساسي إلى التأييد الذي أولته الولايات المتحدة لشاه إيران وهو ما كان يشكل تعارضا مع المطالب العريضة للشعب الإيراني الكاره للشاه. بالإضافة إلى الدور الأمريكي عام 1953 وقيادتهم لانقلاب معارض لرئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق. وقد وصلت العلاقات بين البلدين إلى قمة توترها باندلاع الثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني عام 1979 وهي الثورة التي بدأت عهدها باحتلال مجموعة من الطلبة الإيرانيين المتعاطفين مع الإمام لمبنى السفارة الأمريكية في طهران. وطبقا لتصريحات بعض المسئولين الإيرانيين فان الولايات المتحدة هي الدولة التي قامت بتحريض صدام حسين ضده وشنه لحرب ضد إيران استمرت 8 سنوات أسفرت عن مصرع أكثر نصف مليون إيراني وخسائر بلغت تريليون دولار. كما قامت الولايات المتحدة بمهاجمة طائرة إيرانية مدنية في الرحلة رقم 655 وذلك عام 1988, الأمر الذي اجبر الإيرانيين على قبول إنهاء الحرب مع العراق والقبول بقرارات الأمم المتحدة .وبعد وفاة الخميني وبتولي المرشد الحالي مع الرئيس رافسنجاني رأي الاثنين انه من الأهمية بداية علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والغرب عموما، وهو ما بدأه الطرفين بالفعل إلا أن العلاقات ما لبثت في التوتر مرة أخرى وذلك اغتيال بعض المنشقين على النظام الإيراني في بلجيكا، وفي بدايات عام 1997، وجدت إيران نفسها في خطر توجية هجمة عسكرية أمريكية ضدها، وذلك بعد حدوث انفجار في مقر القيادة الجوية الأمريكية في الخبر بالمملكة العربية السعودية وهو الانفجار الذي أسفر عن مقتل حوالي 19 أمريكيا في 25 يونيه عام 1996. وقد اتهمت ايران من جانب كل من المملكة العربية السعودية و FBI بالتخطيط لهذه التفجيرات ،وذلك طبقا لتصريحات ويليام بيري وزير الدفاع الأمريكي آنذاك حيث رصد البنتاجون استعدادات إيرانية للتخطيط لمثل هذه العملية.وبوصول احمدي نجاد للحكم اذدادت احتمالات توجيه ضربة عسكرية لإيران.
وبمجئ ادراة كلينتون والتي كانت أكثر استعدادا لمهاجمة إيران فقد تابعت سياسته في الاحتواء المزدوج لكل من إيران والعراق وهو الحصار الذي من خلاله تم تحقيق ستة أهداف هي: عظمت من الحصار الاقتصادي على طهران، منعتها من عمل أي قروض خارجية، منعتها من استيرادا التكنولوجيات الحديثة التي من الممكن أن تستخدم من خلال القوات المسلحة.كما قيدت من قدرة الحكومة الإيرانية على استيراد الأسلحة الحديثة لتعزيز قدرتها الدفاعية، ومنعتها من استخدام الطاقة النووية سواء في المجالات العسكرية أو حتى السلمية. بالإضافة إلى التمكن من استخدام الدعاية الإعلامية ضدها لتشوية صورتها، وبعد فوز الإصلاحيين في مايو عام 1997. ظن البعض أن العلاقات بين الدولتين (إيران والولايات المتحدة ) سوف تأخذ منحى آخر وخاصة بعد حضور خاتمي لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2001 هذا الاجتماع الذي ترافق معه بداية ما يسمى بحوار الحضارات. فبعد اجتماع الجمعية العامة حاول كلينتون بشكل غير مباشر أن ينتظر خاتمي خارج غرفة الاجتماعات من اجل أن يصافحه إلا أن خاميني رفض المصافحة باعتبار أن هذه الخطوة هي من الضخامة بحيث من الصعب تقبل تأثيراتها الشعبية.
ومع ذلك فمازال هناك قدر من التعاون بين الولايات المتحدة وإيران خاصة فيما يتعلق بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما أن طهران رحبت بسقوط حركة طالبان وهي الحركة التي تصفها إيران بأنها حركة سنية متطرفة تناصب إيران العداء باعتبارها دولة شيعية كما أنها تضطهد الشيعة في أفغانستان والدبلوماسيين الإيرانيين. وقد تعاونت إيران مع الولايات المتحدة في إنشاء الحكومة الجديدة وذلك خلال مؤتمر بون ،كما أرسلت إيماءات وذلك بقيام السفير الإيراني في باريس بإرسال رسالة غير موقعة إلى السفير السويسري في طهران اقترح فيها أن تعترف الحكومة الإيرانية بإسرائيل وان تقوم بكبح الجماعات الراديكالية في المنطقة، وتقترح نظام امني جديد في الخليج الفارسي. لكن إدارة بوش كانت في سكرة الفرح بانتصارها في العراق تجاهلت هذا العرض جملة وتفصيلا. وقد فسرت كل أطراف النظام الإيراني هذا التجاهل من جانب إدارة بوش بأنها رسالة أن بعد غزو الولايات المتحدة للعراق سوف تكون إيران الدولة التالية.
وقد تواصلت المساعي الإيرانية لاتخاذ خطوات فاعلة لتفعيل النقاشات الثنائية مع واشنطن وقد بدأت النقاشات بالفعل في عهد الرئيس احمدي نجاد وبدا مستوى الاتصال في الارتفاع. حتى أن احمدي نجاد قد قال انه يأمل في مقابلة الرئيس بوش لكن بوش هو الذي رفض المقابلة وأبدى عدم استعداداه لها. رافسنجاني وخاتمي وهم من المؤيدين لتلطيف العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب عموما أكدوا أن المحادثات لا يمكن استمرارها دون تصديق خاميني عليها وذلك خوفا من اتهامات المحافظين لهم بالخديعة. من جهة أخرى فان احمدي نجادوهو من يوصف بالأصولي والثوري والموثوق به من جانب خاميني يتطلع أيضا إلى علاقات مع الولايات المتحدة. وقد سبق وقال خاميني عن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بان قطع الروابط معها هو من جوهر سياستنا إلا أننا نؤمن انه من الصعب القطع الكامل لأية روابط إلى الأبد. فالإدارة الأمريكية الحالية تشترط شروطا ضارة بالأمة الإيرانية في حالة إقامة علاقات مع الولايات المتحدة وبالتالي فمن الطبيعي أن نرفض مثل هذه الرابطة الضارة بمصالحنا ولكننا على استعداد لتغيير سياستنا تجاه الولايات المتحدة إذا وجدنا أنها سوف تكون في صالح الأمة الإيرانية .
استمرارية البرنامج النووي
أن هذه القضية تشكل بعدا جوهريا في العلاقات بين كل من الولايات المتحدة وايران . ويبدو أن هذه القضية أمامها الكثير ليحدث تفاهم حولها، لقد تم البدء في هذا المشروع عام 1989 أي في بداية تولي خاميني لمنصب المرشد الأعلى وتم إحضار أجهزة الطرد المركزي والتكنولوجيا النووية في عهد رافسنجاني وتم تحديث أجهزة الطرد في عهد خاتمي.وتابع روحاني بان المرشد الأعلى هو الذي يضبط السياسات. وعندما ذهب روحاني إلى ألمانيا للتحدث مع الأوروبيين عن برنامج إيران النووي في عام 2005 ادعى احمدي نجاد بان هذه المحادثات تتم تحت تصرفه الشخصي ولكن في سبتمبر 2007 صرح روحاني لوكالة مهر للأخبار بأنه وعلى مدى 18 عام لم يسافر إلى أي مكان دون استشارة القيادة العليا.
بالرغم انه في نهاية رئاسة خاتمي أعلن خاميني انه سوف يعلق أنشطة إيران النووية. وقد فسر ذلك في خطبة له لطلاب الجامعة في بداية العام الدراسي حيث قال أننا قمنا بتعليق برنامجنا النووي من اجل أهداف مقدسة ولكن هذا التعليق غير دائم ولكنه مرتبط بأمور أخرى وأننا لسنا على استعداد لأي إيقاف شامل للبرنامج النووي. نعم نحن قبلنا بتعليق البرنامج النووي ولكننا لم نقبل بإيقافه إيقافا شاملا.
أن تفصيلات احمدي نجاد هي مع برنامج نووي إيراني طويل المدى. وقد وصف خاميني موقف احمدي نجاد في احد اجتماعات مجلس الخبراء بانه من الرسوخ بما كان. وهو ذات موقف المحافظين في البرلمان السابع على عكس موقف آخرين في برلمانات سابقه (يقصد موقف الإصلاحيين المقاوم للبرنامج النووي ) فموقف نجاد يأتي كمقاوم من اجل تنفيذ أوامر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
الاختلافات المتصارعة
خلاف أساسي آخر بين إيران والولايات المتحدة يتعدي رئاسة احمدي نجاد وهو خلاف متعلق باختلاف الرؤى تجاه الشرق الأوسط، فواشنطن متلهفة لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط دون النظر إلى مصالح إيران وأمنها في ذات المنطقة. كما أن إيران طواقه هي أيضا لتزعم العالم الإسلامي والي بناء قوة لا يستهان بها في الشرق الأوسط هذا ما يؤثر بعمق على السياسات في المنطقة. كما انه حتى وأثناء تعاون إيران مع الولايات المتحدة في أفغانستان كانت إيران حريصة على توريط الولايات المتحدة في المستنقع العراقي كما كانت حريصة على دفعها في أتون الصراع بين حزب الله والفلسطينيين من جهة وإسرائيل من جهة أخري وذلك حتى تكون الولايات المتحدة مشغولة عن ممارسة أي ضغط على إيران. وهو ما أكده السيد روحاني كبير المفاوضين في البرنامج النووي الإيراني أثناء فترة رئاسة خاتمي.
بقصد أو بدون قصد نستطيع أن نلاحظ أن السياسة الإيرانية مع جيرانها لم تتأثر كثيرا بوصول احمدي نجاد للسلطة، فقد كانت هذه الساسة هي منهج مفضل للمرشد الأعلى. يقول المسئولين الإيرانيين أن حرب الأيام الثلاث والثلاثين بين إسرائيل وحزب الله كانت تحت التوجية الكامل لخاميني. كما أكد السيد لاريجاني كبير المفاوضين السابق في البرنامج النووي الإيراني والسكرتير الرسمي للمجلس الأمني الوطني الأعلى SNSC. يصف الصراع بين حزب الله وإسرائيل بأنه ممتع ويعتبر لحظة مذهلة لي ويرجع الفضل في انتصار حزب الله إلى السيد خاميني شخصيا. فيقول انه يوجه إلى الاستراتيجية السلامية للمرشد والتي وضحت منذ الأسبوع الأول لبداية الحرب بين الطرفين.

ايران واسرائيل :
ستبقي إسرائيل هي لب النزاع بين كل من إيران والولايات المتحدة . فطهران تنظر للحكومة الإسرائيلية باعتبارها المحرض الرئيسي ضدها. ولكن بادعاءات احمدي نجاد والتي أعلن فيها عن نيته تدمير إسرائيل وإنكاره لمذابح الهولوكوست فان احمدي نجاد يعطي الفرصة لإسرائيل من اجل أن تحشد العالم ضدها. انه يختلف قليلا عن الزعماء الإيرانيين السابقين فالخميني كان يؤمن أن إسرائيل يجب تمحى من الوجود كما انه لم يؤمن بدولتين إسرائيلية وفلسطينية يقومون على أساس الحقوق المتساوية بين الطرفين وان كان يؤمن بأنه هناك تمايز بين اليهود ودولة إسرائيل. وكذلك فعل رافسنجاني. حتى خاتمي التي اعتقدت الولايات المتحدة انه قد يقبل بدولتين فلسطينية وإسرائيلية سارع إلى تكرار كلمات الخميني والتي رفض وجود هذه الدولة، ومع ذلك يبقي احمد نجاد الأكثر وضوحا رغم الاختلافات الطفيفة بينه وبين الزعماء الآخرين.
بالرغم من أن زعم احمدي نجاد كان من الممكن أن يضر بالمصالح الإيرانية إلا انه لم يكن ليفعله دون رضا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية. وذلك رغم تعامل خاميني الدقيق مع هذه المقولة وحرصة على عدم زج شخصه مباشرة في هذا الإنكار. إلا انه قلل من تأثير هذه المقولة وقال في تجمع في الجامعة أن البعض قد يقول أن هذه المقولة قد زادت العداوة بيننا وبين الولايات المتحدة وأنا أقول لهؤلاء أن الخصومة موجودة فهي جوهرية بيننا واحتمالية توجية ضربة عسكرية أمريكية لإيران لم تتأثر ايحابا أو سلبا بمثل هذه المقولات.
ان المشاكل في الشرق الأوسط تتخطى التعليقات الساخنة عن إسرائيل والهولوكوست كما أنها تبعد عن الثورة الإسلامية التي اندلعت في عام 1979، أن المسئولين الأمريكيين يجب أن يعلمونا أن إسرائيل تتعامل باستعلاء في الشرق الأوسط وهي ترفض تأسيس دولة فلسطينية. أن رؤية الشعوب في الشرق الأوسط ما زالت تدرك انه من الصعب تحقيق سلام في المنطقة بهذة الطريقة. لقد قال بوش في احد جولاته في الشرق الأوسط عام 2008 أن إيران تشكل تهديدا لأمن دول عموما. لكن إيران لا تتحمل أي مسئولية عن الدفع بالولايات المتحدة في المستنقع العراقي أو الأفغاني. لقد لعب البعث العراقي والقاعدة والجيش الباكستاني والأموال السعودية ادوارا أساسية للدفع بالمنطقة تجاه هذا المستنقع الخطير. وليس من الإنصاف الادعاء بان احمدي نجاد هو الوحيد المسئول عما يحدث في الشرق الأوسط الآن فهناك فاعلين آخرين ومشاكل أخرى ساهمت في حالة عدم الاستقرار التي يعيشها الشرق الأوسط الآن.
البحث عن حجرة:
في يونيو القادم سوف تجري انتخابات رئاسية في إيران.وبغض النظر عن من الفائز في هذه الانتخابات فطالما بقى خاميني فلا يوجد تغيير متوقع في السياسة الداخلية. أن التغير الحقيقي سيأتي لاحقا عندما يتحرر الإيرانيين من ربقة الحكم السلطاني. أن نظاما مثل إيران التحول فيه للديمقراطية يعتمد على الإصلاحيين وكيف يخلقون لأنفسهم حجرة كافية يستطيعوا أن يناوروا من خلالها مع مؤسسات الدولة المختلفة خاصة المؤسسة العسكرية. والنخب الاجتماعية والقوى الخارجية. وذلك من اجل خلق حركات اجتماعية متعددة ولاحقا استخدام هذه الحركات للدفع بالبلاد نحو الديمقراطية.
في النهاية فانه لا شك أن المفاوضات الثنائية بين الولايات المتحدة وإيران سوف لن تخدم
العلاقات بين الدولتين وخاصة المصالح القومية. ولكن يجب أن توجه هذه الجهود نحو وقف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران والدفاع عن المناضلين من اجل الديمقراطية هناك . ان الولايات المتحدة لا تفعل أي شئ الآن تجاه إيران إلا من اجل وقف البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وضمان التفوق الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة. الأمر الذي يعني أن أهداف المعارضين والمناضلين الإيرانيين من اجل حقوق الإنسان والديمقراطية ليست من بين أهداف الولايات المتحدة. كما أن هؤلاء لا يستطيعون أبدا تأييد أي تهديد من جانب واشنطن باستخدام القوة العسكرية ضد بلادهم. أن سياسة الادارة الامريكية الحالية في عهد الرئيس بوش هي سياسة تسعي إلى تقوية السلطان خاتمي وتجعل من امكانيات التحول الديقراطي في إيران أمرا غاية في الصعوبة.

الخميس، 30 أكتوبر 2008

قضية البيئة في العالم العربي التعريف، المشاكل والتحديات، آليات المواجهة

مقدمة
احدثت ثورة الانسان التكنولوجية نقلة هامة علي المستويات المادية للمجتمع الحديث وفي مقابل ذلك ادت الي الاسراف في استنزاف الموارد الطبيعية ، والانسان في تطوره مع البيئة اخذ يطور تعامله هذا ، الا ان انشغاله بان ياخذ من البيئة قدر المستطاع جعله ينسى كيف يحافظ عليها بدءا بتقليع الاشجار وانتهاءا بحادثة تشرنوبيل بالاتحاد السوفيتي السابق ، وبات الانسان يبحث كيف يمكن ان يتخلص من الدمار الذي يسببه للبيئة . وبدا واضحا له ان مصانعه تلوث الهواء وان سيارته مصدر للتلوث والازعاج وان سلاحه يدمر ولا يبني . ولهذا لم تعد التنمية في حد ذاتها هي المشكلة وانما المشكلة هي التنمية المتوافقة مع البيئة . لذلك اصبحت قضية التوعية البيئية من خلال وسائل التربية والاعلام بهدف جعل الفرد واعيا بالعلاقات البيئية قضية هامة ومحورية،وذلك لدوره في صون البيئة وتعريفه بوسائل العمل الخلاق لحمايتها وهذا الجانب يحتاج الي المشاركة الجماهيرية أي اسهام الناس جميعا . كما انه من الاهمية السعي نحو ربط التنمية بالبيئة بحيث تصبح التنمية البيئية الطريق الصحيح لتحديد طرق التنمية المناسبة والتي تحتم ضرورة بناء التكنولوجيا البيئية والمحلية من خلال الاعتماد علي النفس . فالتنمية البيئية تعني استغلال العدد الضخم من السكان في الانتاج وتصبح القوى العاملة المحلية اقل تكلفة واكثر فائدة من استيراد التكنولوجيا المتطوره جدا في عمليات الزراعة والبناء .
في هذا البحث سوف نخاول الاقتراب من تعريف محدد لبيئة وكيفية تطويعها لرغبات الانسان حتى تصبح البيئة في خدمة الانسان منتجه ومتطوره ، كما سنحاول الاقتراب من وضعية البيئة في العالم العربي ونستكشف ماهيتها والجهود المبذولة للحد من تلوث البيئة في العالم العربي بالاضافة الى المقترحات التي من الممكن تقديمها الى صانع القرار لمواجهة المشاكل المتصاعدة نتيجة الاهمال في العناية بقضية البيئة .























المبحث الاول
تعريف البيئة
علم البيئة هو العلم الذي يحاول الإجابة عن بعض التساؤلات عن كيف تعمل الطبيعة وكيف تتعامل الكائنات الحية مع الأحياء الآخرين أو مع الوسط المحيط بها سواء الكيماوي أو الطبيعي. وهذا الوسط يطلق عليه النظام البيئي. لهذا نجد النظام البيئي يتكون من مكونات حية وأخري ميتة أو جامدة.
اولا : البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان
البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فنقول:- البيئة الزرعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية.... ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات... كذلك نقول أيضا أن البيئة هى إجمالي الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر علي وجود الكائنات الحية علي سطح الأرض متضمنة الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسهم، كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والتي تؤثر وتحدد بقائنا في هذا العالم الصغير والتى نتعامل معها بشكل دوري". فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها. الكائنات الحية. أن البيئة هي الوسط الذي يحيط بنا كبشر بما فيه من مكونات حية من نباتات وحيوانات متباينة الخصائص والتي استمدتها من المكونات غير الحية مثل المناخ والتربة وأنواع الصخور وملامح سطح الأرض.
الباحثين البيئة الى قسمين رئيسيين هما وقد قسم بعض
البيئة الطبيعية وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها
والبيئة المشيدة وتتكون من البيئة الاساسية المادية التي شيدها الانسان


ثانيا : البيئة والنظام البيئي
يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كل عناصر البيئة غير الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث...الخ) ويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.
ثالثا : المفهوم الشامل للبيئة
انعقد في عام 1972 بمدينة ستوكهلم عاصمة السويد مؤتمر الامم المتحدة للبيئة البشرية وقد سبق انعقاد المؤتمر مرحلة اعداد اتصلت لمدى عامين حفلا بنشاط عالمي شمل المجتمعات الصناعية والمجتمعات النامية واختلفت وجهات النظر بين الدول الصتاعية والدول النامية حول المسلك البشري الواجب اتباعه في البيئة فقد رات الدول الصتاعية ضرورة ان تبقى الدول النامية دون خطط تصنيع لان ذلك يؤدي الى تلويث البيئة مما ينتج عنه مضاعفات واضرار في مجالات عيش الانسان المختلفة واستشهدت هذه الدول بما تعانيه من مشكلات التلوث اقتصاديا وصحيا واجتماعيا الا ان الدول النامية اعتبرت هذا الصراخ باهوال التلوث لا مبرر له مادام الناس في الدول الصناعية يتمتعون بمستوى معيشة مرتفع وتحمس البعض من افريقيا وامريكا اللاتينية وارتفع صوتهم بالقول مرحبا بالتلوث الذي يرفع من مستوى معيشة ابناء مجتمعاتنا . وعلى الرغم من اختلاف وجهتى النظر فيما يتعلق باسلوب التعامل مع البيئة الا ان الذين اجتمعوا في ستوكهلم في اكتوبر من عام 1972 تحت مظلة الامم المتحدة اظهروا وعيا بان مستقبل التنمية بل وربما بقاء الجنس البشري اصبح محفوفا باخطار متزايدة بسبب تصرفات الانسان الخاطئة في البيئة التي بدات تئن من الاذى وتعجز عن امتصاصه لقد تميز مؤتمر ستوكهلم بالاعلان العالمي للبيئة ووضع توصيات تمثل منطلقات اساسية لفهم البيئة ومواجهة المشكلات التي اوجدتها مطالب الانسان المتزايدة والمترفة في الكثير من الاحيان وكان لاعلان ستوكهلم وما اتخذ على اساسه من مبادرات دولية واقليمية ووطنية . الفضل في تنمية وعي افضل لطبيعة المشكلات واساسها ،مما حد بالمتابعين للبيئة وقضاياها لاعتبار مؤتمر ستوكهلم منعطفا تاريخيا ارسى دعائم فكر بيئي جديد يدعو الى التعايش مع البيئة والتوقف عن استغلالها بنهم وشراهة ،اما بالنسبة للفظة البيئة فقد اعطاها مؤتمر ستوكهلم فهما متسعا بحيث اصبحت تدل على اكثر من مجرد عناصر طبيعية (ماء وهواء وتربة ومعادن ومصادر للطاقة ونباتات وحيوانات ) بل هي رصيد الموارد المادية والاجتماعية المتاحة في وقت ما وفي مكان ما لاشباع حاجات الانسان وتطلعاته .والتمييز بين الموارد المادية والاجتماعية التي تتكون منها البيئة الطبيعية والاجتماعية يساعد على الفهم ولكن هناك صلات شتى ومعقدة بين هذين هذين النظامين فالبيئة الطبيعية تتكون من الماء والهواء والتربة والمعادن ومصادر الطاقة والنباتات والحيوانات وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها لله للانسان كي يحصل منها على مقومات حياته غذاء وكساء ودواء وماوى اما البيئة الاجتماعية فتتكون من البنية الاساسية الاجتماعية والمؤسسات التي اقامها . ومن ثم يمكن النظرالى البيئة الاجتماعية على انها الطريقة التي نظمت بها المجتمعات البشرية حياتها والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية وتسكل العناصر المشيدة او المبنية للبيئة استعمالات الاراضي للزراعة واقامة المناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية والمناطق الصناعية والمراكز التجارية والمستشفيات والمدارس والمعاهد والطرق والموانئ والنشاط الاقتصادي .
ويمكننا الان ان نضع تعريفا محددا للبيئة على انها الاطار الذي يعيش فيه الانسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء وماوى ويمارس فيه علاقاته مع اقرانه من بنى البشر ووفق هذا التعريف يتبين ان البيئة ليست مجرد موارد يتجه اليها الانسان ليستمد منها مقومات حياته وانما تشمل البيئة ايضا وعلاقة الانسان بالانسان التي تنظمها المؤسسات الاجتماعية والعادات والاخلاق والقيم والاديان . ان كل الاستخدامات للفظة البيئة التي نسمعها ونقراها لا تخرج عن اطار التعريف الذي خلصنا اليه وان كانت التجزئة للتعريف تساعد على فهمه ومن الاستخدامات الشائعة في هذا الاطار لفظة البيئة المحلية وهي كما وصفها الدكتور مصطفى عبد العزيز في مرجع الانسان والبيئة تعتبر بمثابة الرقعة من الكوكب الارضي بمختلف ما فيها من ابعاد والتي قدر له ان يعيش فيها مع غيره من مخلوقات وجماد تتوسدها ارض قد تكون قاحلة او جرداء وقد تكون من الخصوبة بمكان لتهبه اطيب الثمرات وقد تطوى بين ثناياها انفس الكنوز واعظم الثروات وتعلوها سماء قد تكون صافية او ملبدة بالغيوم والسحاب وتتلالا بقمرها ونجومها اثناء الليل وتستطع بشمسها الوهاجة ابان النهار ويتوسط الارض والسماء فضاء يتاثر طقسه ومناخه بالموقع الجغرافي لهذه البيئة المحلية فقد يكون قارس البرودة مليئا بالاعاصير والانواء وقد يكون متوهج الحرارة ومعتدل الاجواء وبجانب ما نستطيع ان نتبينه في هذه البيئة من موجودات احيائية وجمادية ظاهرة للعيان فهاك كذلك من الكائنات الدقيقة ما لا نستطيع ان نستشعر وجوده الا باستعمال اقوى المجاهر والعدسات هذه الكائنات منها المفيد كبكتريا التحلل التي تعيد الى الارض مكونات كل ما يلقى فيها من اجسام ميتة وفضلات ومن الكائنات الدقيقة ما يسبب الامراض كالسل والكوليرا (امراض بكتيرية) والانفلونزا والجدرى والحصبة (امرالض فيروسية )
هذه البيئة بما فيها من يابسة وماء وسماء ومخلوقات حية هي التي نطلق عليها اسم البيئة البيوفيزيائية وهي نفسها التي اطلقنا عليها سابقا البيئة الطبيعية على اساس ان هذه البيئة تشتمل على كائنات حية وهي التي تعنيها لفظة النيوفيزيائية ،ومكونات غير حية (الماء والهواء واليابسة والطاقة ) وهي التي تعنيها لفظة فيزيائية ويعد هذا الطراز من البيئات الاساس الذي يتاثر معه الانسان في شتى ما يقوم به من اوجه نشاط ، وبقدر مدى تاثر وتجاوب الانسان لهذا الطراز الرئيسي من البيئات وبقدر استغلاله العقلاني لما فيه من مكونات وامكانيات يكون مصيره ومدى نجاحه في معترك الحياة وتجاوب الانسان مع البيئة الطبيعية (البيوفيزيائية ) هو الذي ينشئ شق البيئة الثاني وهو البيئة المشيدة.
البيئة اذن هي كل متكامل يشمل اطارها الكرة الارضية وهي كوكب الحياة وما يؤثر فيها من المكونات الاخرى للكون وكمحنويات هذا الاطار ليست جامدة كالسلعة في مخزن بل انها دائمة التفاعل مؤثرة ومتاثرة والانسان واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما فيه اقرانه من بني البشر وقد ورد هذا الفهم الشامل للبيئة على لسان السيد يوثانت الامين العام الاسبق للامم المتحدة حيث قال"اننا جميعا شئنا ام ابينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك وليس لنا بديل معقول سوى ان نعمل جميعا لنجعل منه بيئة نستطيع نحن واطفالنا ان نعيش فيه حياة كامل وآمنه ".
وهكذا فان البيئة بمكوناتها هي نعمة الله للانسان وعليه ان يحصل على رزقه ويمارس علاقاته دون اتلاف او افساد مصداقا لقوله تعالى كلوا واشربوا من رز ق الله ولا تعبثوا في الارض مفسدين " صدق الله العظيم .

















المبحث الثاني
البيئة في العالم العربي
المشاكل والتحديات
تغطي البلدان العربية منطقة واسعة تمتد من الخليج العربي في الشرق الى المحيط الاطلسي في الغرب ومن سلاسل جبال سوريا ولبنان في الشمال الىالهضبة الاستوائية وسهول الصومال في الجنوب وتضم هذه الرقعة الفسيحة سلسلة نظم ايكلوجية متنوعة ، يمكن اظهار بعض السمات التي تميز البلدان الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي (العراق وسوريا ولبنان والاردن وفلسطين عن بلدان الخليج العربي (البلدان الاعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي واليمن )وتلك التي تميز بلدان حوض نهر النيل عن بلدان شمال افريقيا التي لا توجد فيها انهار كبيرة وللعالم العربي شواطئ تطل على ثلاثة بحار شبة مغلقة البحر الابيض المتوسط والبحرالاحمر والخليج العربي ) تعاني من التلوث بدرجات متفاوتة .
وعلىالرغم من هذه التنوع تواجه بلدان المنطقة العربية بدرجات متفاوته في حدتها عددا من المشاكل المشتركة البيئة وتصنف هذه المشاكل الى فئتين ، هما :شح الموارد والتلوث البيئي : حيث يعاني العالم العربي ككل من شح شديد في المياه ويعاني العالم العربي ككل من شح شديد في المياه ويعاني من نقص في الاراضي الصالحة للزراعة يزيد من تفاقمه التدهور البيئي والتصحر، كما ان الانتقال للعيش في المناطق الحضرية بمعدلات سريعة يخلق مشاكل تلوث هواء كبيرة وتوجد المدن الكبري في المناطق الساحلية مما يؤدي الى مشاكل تلوث للشواطي وتسهم جميع هذه المشاكل كل بطريقتها في تخفيض جودة الحياة ( لا سيما بالنسبة للفقراء )واعاقة جوانب القدرة البشرية والتسبب في تكاليف اقتصادية كبيرة لا تستطيع هذه البلدان تحملها وسنناقش كل منها بايجاز فيما يلي .
اولا : شح المياه
يعاني العالم العربي من شح متزايد في مصادر المياه الصالحه للشرب ويعتبر من اكثر مناطق العالم معاناة من ضغط شح المياه وقد صنف البنك الدولي 22 بلدا تحت خط الفقر المائي التي تعرف بانها تلك البلدان التي يقل فيها نصيب الفرد عن 1000 متر مكعب من المياه سنويا ويوجد بين الاثنين والعشرين بلدا هذه 15 بلدا عربيا . وقدر البنك ان متوسط موارد المياه المتجددة في بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا المصنفة ضمن هذه الفئة ،ستنخفض عن مستواها في عام 1997 الذي كان يزيد قليلا عن 1000 متر مكعب سنويا للفرد الى 740 مترا مكعبا سنويا للفرد في عام 2015 وتقوم عدة بلدان بالفعل باستخراج المياه من مصادر غير متجددة ويفاقم من حالات نقص المياه الفعلي مشاكل جودة المياه الناتجه عن القاء الملوثات في الانهار والجداول والمواد الكيميائية الزراعية المتسربة مع مياه الصرف .
وتفاقم عدة عوامل مشاكل المياه في المنطقة من بينها ما يلي :
1. تتشاطر حوالي 85% من بلدان المنطقة مجموع كمية المياه المتاحة مع بلد اخر علىالاقل اما بوصفه مشاطئا او يتشاطر مستودع مياه جوفية مشترك وتمكنت البلدان الاقوى الواقعة اعلي النهر واسفله من تحديد حصص المياه للبلدان المشاطئة الاخرى او التي تتشاطر معها المستودع المائي وتعوق العوامل السياسية تقاسم المياه على نحو رشيد .
2. تضع الزيادةالسريعة في سكان المنطقة ضغطا متزايدا على المياه المتوافرة لكل فرد في حين ان استمرار استعمال نسبة كبيرة من المياه في الزراعة تحرم المستخدمين الاخرين من الصناعة والمنازل من المياه وفي الحالةالاخيرة تسهم ايضا في تفاقم المشاكل الصحية ولا يمكن لحالات نقص المياه الحالية الا ان تزداد سوءا حتى دون ان ناخذ فى الحسبان النتائج المتوقعة للتغيير المناخي .
3. برامج الاقتصاد في استعمال المياه واعادة استعمالها برامج ضعيفة ولا يوجد في أي بلد من بلدان المنطقة نظم فعالة لادرارة الطلب علىالمياه ولا اليات اقتصادية لترشيد استعمال المياه .
4. لا يوجد في أي دولة عربية برامج لادارة المياه كما لا تستخدم الادوات الاقتصادية اللازمة لترشيد الاستخدام المتزايد من المياه .
ثانيا : شح الاراض الزراعية وتدهور نوعيتها
الاراضي الصالحة للزراعة والرعي وزراعة الاشجار شحيحة ايضا ، وكان متوسط الاراضي المزروعه لكل فرد في البلدان العربية 0.24 هكتار فقط في عام 1998 مقابل 0.4 هكتارا لكل فرد في عام 1970 ، وقد ادت الممارسات الزراعية التي لا يمكن استمرار تحملها والعوامل الطبيعية مث الرياح والفيضانات وقطع الاشجار لاستعمالها كحب الى فقدان التربةالمتجة والىالتصحر .
ثالثا : التحضر وتلوث الهواء
مع انه لا يوجد تباين ملحوظ في درجات التحضر (الانتقال للعيش في المناطق الحضرية ) بين البلدان . فان التحضر كان سريعا اثناء النصف الثاني من القرن العشرين ففي عام 1950 كان يعيش في المناطق الحضرية ربع السكان العرب فقط ، وارتفع هذا الرقم في نهاية القرن العشرين الى 50 % واثناءالفترة من عام 1990 الى عام 1995 شهدت جميع البلدان معدلات نمو في التحضر تساوي او تتجاوزالمتوسط العالمي الذي يبلغ 2.5% وفي اواخر القرن العشرين ادي التحضر الذي غذته الهجرة على نطاق واسع من المناطق الريفية الى المناطق الحضرية وكذلك الزيادة الطبيعية الى مشاكل تلوث هواء كبيرة في المدن العربية وكان لقطاعات النقل والصناعة والطاقة تاثيرات ضارة كبيرة على صحة الانسان نتيجة لاستعمال البنزين الحاوي لمادة الرصاص في اسطول من السيارات القديمة والاستعمال غيرالكفؤ للوقود الاحفوري في توليد الطاقة وانبعاث الجسيمات واكاسيد الكبريت في الغازات المنبعثة من المصانع .
رابعا : تلوث الشواطئ
كما لوحظ سابقا تقع بعض المدن الكبيرة في البلدان العربية علىالشواطئ وادي التلوث الذي مصدره البر بما في ذلك تصريف مياه الصرف الصحي في البحر الى تدهور المناطق الساحلية التي بدورها تكلف البلدان 1-2 بليون دولار امريكي كل عام على عائدات سياحية ضائعه .





المبحث الثالث
التصدي للتحدي البيئي
تحتاج البلدان العربية للتصدي لهذه المشكلات ومعالجة الجوانب الاخرى لشح الموارد الطبيعية وتدهور البيئة ولكن المشاكل التي يواجهها العديد من هذه البدان لا تزال قوية وقد ازداد الوعي بان التركيز علىالحفاظ على الموارد يساوي في اهميته التركيز على مكافحة التلوث وانه يتعين ان تراعي التنمية المستدامة لثلاثة مبادئ رئيسية :
أ‌- الاستخدام الرشيد لموارد البيئة الناضبة والتوقف عن هدرها في اسراف لا مبرر له لموارد لاتعوض والاستثمار في تامين موارد بديلة .
ب‌- الالتزام في استهلاك الموارد المتجددة (نباتا وحيوانا ) بقدرة هذه الموارد على تجديد نفسها حتى لاتفنى مع مرورو الزمن .
ت‌- الالتزام بقدرة البيئة علىالتعامل المامون مع ما نلقيه فيها من نفايات وملوثات .
مما لا شك فيه ان طرق التقيد بهذه المبادئ تتنوع وفقا لظروف البلد ونظمه الايكلوجية ولكنها ستتطلب في جميع الحالات برامج بيئية تدار بفاعليه والادارة البيئة مفهوم جديد نسبيا بالنسبة لجميع البلدان وتصارع جميعها بعض المشاكل الخاصة التي يشكلها هذه المفهوم وتشمل هذه المشاكل .
· الاتساع المستمر لنطاق المنظومة البيئية التي تتعين ادراتها . وقد توسع هذه النطاق على مدى السنين ليشمل المقاطعة فالمدينة فالدولة فمجتمعات الدول المجاورة فكوكب الارض كله ، ولكل من هذه النطاقات مشاكل متداخله ايضا .
· التغيرالمستمر في معايير النوعية التي يسعى أي نظام ادراة بيئية لتحقيق الالتزام بها وياتي هذا التغير من تعميق فهمنا للاسباب الكامنة وراء الظاهرة البيئية ذات الاثار غير المرغوب فيها ومن ثم اعادة النظر في الصفات المطلوب الالتزام بها .
· حقيقة ان الادوات الرسمية لتحقيق الاهداف الاجتماعية كسن القوانين يمكن ان تكون عديمة الجدوى في محال البيئة لا سيما في المجتمعات النامية وقد يكون انفاذ القوانين صعبا بل مستحيلا احيانا وربما من الاجدى تلبية الاهداف البيئية بوسائل اخرى مثل حملات التوعية الجماهيرية والضغط الاجتماعي والحوافز الاقتصادية والمساعدة الفنية .
· وجود قيود اخرى على الادراة البيئية والعمل البيئي مثل القيم الاجتماعية السائدة او قوة المصالح المكتسبة اومشكلة العوامل الخارجية او محدودية الخبرة في الشئون البيئية في العديد من البلدان .
· ظهور قضايا بيئية عالمية جديدة حيث تاثرت البلدان العربية بالمشاكل ذات الابعاد الكونية مثل استنزاف طبقة الاوزون والتغيرالمناخي وفي الوقت نفسه يتفاوت تاثير التغيرات العالمية على المناطق المختلفة في تغير انماط سقوط المطر الذي يؤثر على بلدان حوض نهر النيل على نحو مختلف من تاثيره على بلدان شمال افريقيا وارتفاع مستويات مياه البحر يؤثر على مصر على نحو مختلف عن تاثيره علىا لبحرين او على البلدان الواقعة على الشاطئ الشرقي للبحر الابيض المتوسط ويتعين ان تظل البلدان العربية علىاطلاع على البحوث في هذه البلدان لتقليل المخاطر في المستقبل .
· وفي نفس الوقت انتعش الاهتمام العربي بالبيئة علىالصعيدين الحكومي والشعبي وكذلك في المعاهد الاكاديمية ومعاهد البحوث وتعكس استراتيجية حماية البيئة التي ترد خطوطها العريضة في الجزء التالي ، التفكير الجديد في الطريقة التي تمكن البلدان العربية من التقدم في هذا الميدان الهام بشكل خاص للتنميةالانسانية .
نحو استراتيجية لحماية البيئة
تجسد الاستراتيجية المقترحة عددا من المبادي التوجيهية العامة التي يمكن الاستفادة منها لوضع برامج عمل بيئية وتستند هذه المبادئ التوجيهية بدورها الى دعامتين :
(1) جوانب القوة والضعف في الظروف البيئة العربية الحالية .
(2) فهم عام للتطورات الاخيرة في مختلف مجالات العمل البيئي
ويتطلب التنوع الايكلوجي في العالم العربي اتباع طرق علاج مختلفة للمشاكل البيئية في البلدان المختلفة ولكن المبادئ التوجيهية تتسع بما فيه الكفاية لتطبيقها بصورة عامة .
سمات استراتيجية لحماية البيئة في البلدان العربية :
في ضوء التحليل الوارد اعلاه والتغيرات المستمرة في العالم العربي ، نقترح الابعاد الستة التالية لاستراتيجية العمل البيئي العربي :
1- العمل ضمن اطارين زمنيين . تتعذر معالجة جميع المشاكل البيئية العديدة والمتنوعة التي تواجه البلدان العربية في وقت واحد ولذلك يتعين ان توضع خطط عمل تهدف الى حماية واصلاح البيئة العربية الى مستويين :
· وضع خطط قصيرة الاجل ، تغطي خمس سنوات مثلا وتعالج مشكلات ذات طبيعة ملحة .
· وضع خطط طويلة الأجل تأخذ في الحسبان الخطط القصيرة الأجل لكنها تعالج المشاكل التى تحتاج الى جهد مستمر على مدى فترة زمنية اطول .
2- وضع سلم اولويات العمل على اساس علمي رصين .
3- وقف اسباب تدهور البيئة: فغالبا ما يبذل قدر كبير من الجهود لمعالجة تاثيرات تدهور البيئة قبل ايلاء الاهتمام المناسب لوقف اسباب التدهور وهذه الجهود لا تعود بمردود ايجابي . خاصة وان هناك حالات تكون فيها التاثيرات شديدة بحيث يتوجب تقسيم الجهود بين علاج التاثيرات من جهة وازالة اسباب المشاكل من الجهة الاخرى وفي هذه الحالات يلزم بذل جهد كبير جدا في دحرجة المشاكل البيئة من منطقة الى اخرى او من وقت الى وقت لاحق حيث سيؤدي دائما الى كلفة طائلة وافضل نهج هو معالجة المشاكل في مرحلة مبكرة .
4- تعزيز القدرة العربية علىاستخدام ادوات الاقتصاد البيئي الحديثة . ان اتقان استخدام ادوات التحليل الحديثة يمكن ان يوفر لصانعي الساسة تقديرات دقيقة للضرر الذي لحق بالبيئة نتيجة لعدم اتخاذ اجراءات او التأخر في اتخاذها ، ويمكن ان يساعد على معالجة المشاكل البيئية بسرعة وفعالية ومن بين هذه الاداوت حساب الاثار البيئية الخارجية للانشطة الاقتصادية وتعديل احصاءات اجمالي الناتج القومي لاظهار ما يستهلك من موارد وما يحدث من تلف بيئي والقيمة الحقيقة للاستثمارات مع مرور الزمن وهذه الادوات متوفرة واخذة في التحسن وتطبيقها يزداد يسرا ويمكن ان تكون مفيدة جدا لصانع القرارالعربي وتساعده في ان يتخذ بثقة قرارات رشيدة بشان المسائل البيئية .
5- اعتماد استراتجية الانتاج الانظف: استراتيجية الانتاج الانظف تغطي نطاقا واسعا من المواضيع بما فيها تخفيض استهلاك الموارد الطبيعية بسرعة وعلى نحو ملموس وتجنب استخدام المواد شديدة السمية او الضارة بالبيئة وتحسين تصميم وتصنيع المنتجات لتخفيف العودام المنبعثة والقمامات والنفايات وتشجيع اعادة التدوير . وتتعرض هذه الاستراتيجية ايضا لنظام القيم الاجتماعية والظروف التي ينشا في ظلها الطلب الاجتماعي على المنتجات والخدمات . ومن ثم تحاول تعديل هذه النظم لتخفيف استهلاك الكماليات غير الضرورية التي تبدد الموارد وتضر بالبيئة وتسعى البلدان الصناعية الىتحقيق ما يعرف بالمعامل 4 على الاجل القصير والمعامل 10 على الاجل الطويل وينطوي الاول علىمضاعفة الانتاج بنصف المدخلات من الموارد الطبيعية والطاقة ويشير الثاني الى انتاج نفس الانتاج بعشر المدخلات وتنطوي استراتيجية الانتاج الانظف على فهم ديناميكي لمفهوم الانظف حيث سيكون هناك مع تطور درايتنا الفنية وفهمنا لحقيقة المشاكل البيئية وتعاظم قدرة المجتمع علىالتصدي لها . دائما نمط للانتاج والاستهلاك افضل من وجهة النظر البيئة من نمط نسعى اليوم لتحقيقه.
6- زيادة المشاركة الشعبية في خطط عمل حماية البيئة في التعامل مع القضايا البيئية : فقد كان ولا يزال السؤال الاساسي هو كيف يمكن تحقيق التوازن المناسب بين متطلبات التنمية وضغطها على البيئة من جهة والحاجة لحماية البيئة من جهة اخرى ولتحقيق هذه التوازن قد يتطلب الامر احداث تغييرات كبيرة في خطط التنمية وقد تتعارض هذه التغيرات بدورها مع مصالح مجموعة اجتماعية او اخرى ولذلك ينبغى بذل كل جهد لكسب تاييد الشعب لهذه التغييرات . ويتعين ان يقوم هذا الدعم على توعية الجمهور بابعاد المشاكل البيئية والسبب الذي يدعو للاخذ بنهج معين لمعالجتها وينبغى استطلاع الراي العام بشان الخيارات المقترحة وان يؤخذ هذا الراي ماخذ الجد لان الشعب هو الذي يتاثر بالمشاكل وبالحلول على حد سواء ولا يمكن ان تنجح جهود حماية البيئة على الاجل الطويل بدون دعم الشعب .
وتوجد ثلاثة عوامل حاسمة في حشد الراي العام بالنسبة للقضايا البيئية:
الاول هو دمج الوعي البيئي في التعليم والتدريب على جميع المستويات وفي جميع الميادين بحيث يبدا هذه الدمج في اوائل مراحل التعليم ويستمر حتى الدراسات الجامعية العليا (الهندسة والادراة والاقتصاد والقانون )وفي معاهد البحوث.
والثاني هو تعبئة وسائط الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي بالاضافة الى الفنانين والادباء للفت انتباه الجمهور الى القضايا البيئية والحصول على دعمه.
الثالث هو تشجيع المشاركة الشعبية في سن التشريعات وفي الامتثال لها بعد سنها .وهذه المهمة ليست سهلة في مجتمعات ما زالت تفتقر في ممارستها وتشريعاتها الى الاهتمام بالمشاركة الشعبية في صنع القرار وتنفيذه ولكنها ذات اهمية حاسمة لكي تعطي التشريعات البيئية وخطط العمل البيئية ثمارها .
الاطار المؤسسي لحماية البيئة
اخذت معظم البلدان العربية بنهج السيطرة والتحكم تجاه الشئون البيئة وهذا النهج الذي فشل في البلدان الصناعية فشل ايضا في البلدان العربية وكبديل يتعين الاخذ بنهج اكثر فعالية وتوحي الخبرة في العديد من البلدان النامية والبلدان الصناعية ان من الصواب البدء بادوات غير مباشرة على سبيل المثال الرقابة الذاتية وتاخير استعمال التدخل المباشر الى ان يصبح واضحا ان الادوات غير المباشرة غير فعالة ويتعين اتخاذ تدابير اخرى .
وتظل هناك افعال مباشرة ضرورية لمساعدة المطالبين على تغيير سلوكهم قبل التركيز على عقابهم ومنها
· تعظيم استعداد المجتمع للامتثال وزيادة الموارد اللازمة للامتثال الى اقصى حد ممكن.
· اقناع الناس بقيمة جهودهم الاضافية ومساعدتهم على بذل هذه الجهود
· استعمال اليات السوق (على سبيل المثال وضع معلومات ايكلوجية على البطاقات التي توضع علىالمنتجات )لزيادة وعي المجتمع بالاثار البيئية للمنتجات والخدمات .
· اشراك المجموعات المتأثرة بالتلوث او هدر الموارد في وضع المواصفات البيئية والتحقق من الامتثال لها (الرقابة الذاتية )
· الحفاظ على مسئولية الحكومة في انفاذ الامتثال حتى مع وجود الرقابة الذاتية .
· معالجة الخداع والغش والمعاقبة بقوة على ارتكابها .
· وضع نظام رقابة صارم وشامل وذي مصداقية .
التعاون العربي في شئون البيئة
ان ترابط النظم البيئة العربية وما يجري في طرفيها (الموارد والملوثات )يفرض على الدول العربية ان تتعاون في رعايتها وتتوافر لدى بعض البلدان العربية خبرة تعود الى عقود سابقة من التعاون (مثلا من خلال الاتفاق او عدم الاتفاق على طرق استعمال موارد المياه المشتركة ) وعلى الرغم من ان التجربة مختلطة في هذا المجال فانه يمكن للبلدان العربية ان تنظر في ثلاثة مستويات من التعاون فيما بينها بشان المسائل البيئة العامة .
v على الصعيد الحكومي
اصبح تعزيز اداء مجلس الوزراء العرب المسئول عن البيئة مسالة ملحة حتى يتيح الاطار المناسب لرعاية موارد البيئة المشتركة وتسوية النزاعات التي قد تقوم بين البلدان العربية حول الاستعمال المشترك لهذه الموارد ولتعزيز التعاون العربي والمدافعة عن المصالح العربية في المحافل الدولية واحدى المسائل التي يتعين ان يعالجها المجلس هو عدم اتساق او تضارب بين المصالح العربية (مثلا في مجال سياسات الطاقة او تغيير المناخ ) ويتعين على المجلس ان يحدد هذه الاختلافات وان يقنن نطاقها او يضيقها وان يمنع ظهورها في المحافل الدولية اذا اقتضى الامر .
1- على صعيد العمل العلمي
v لا تزال البحوث والدراسات البيئة متفرقة بين عدد من الدول العربية وادى هذه الى اضعاف البحث في مجالات هامة تتصل بحماية البيئة في البلدان العربية مثل استخدام الطاقة الشمسية لا سيما في مجال تحلية المياه .
v انشاء كيانات جديدة ليس هو افضل الطرق بالضرورة لتعزيز الجهود العلمية العربية المشتركة ولكن ينصح يتقسيم المهام وتبادل الخبرات والمعلومات وقد يساعد تجميع الكيانات العربية في كيان تعاوني في الحالات التي تتجاوز فيها تكلفة المنشات قدرة او احتياجات اي بلد عربي بمفرده .
v تقع مسئولية تنشيط العمل العلمي العربي على عاتق الحكومات العربية وبوسع رجال الاعمال العرب بقدر معقول من الانفاق والجهد تطوير ثقافة بيئية قادرة على النجاح وتسويقها وهذا من شانه ان يعزز كفاءة استعمال الموارد البيئة وان يكبح التلوث ام يعكس اتجاهه وينبغي ان تقدم الحكومات العربية الحوافز اللازمة للاعمال للقيام بهذه المهمه .
2- على صعيد العمل الاهلي
في بعض الحالات النادرة والجديرة بالثناء اظهرت المنظمات غير الحكومية خبرة ومعرفة في القضايا البيئية وتبنت قضايا بيئية تهم المجتمع ودافعت عنها باقتناع وتصميم .
الا انه نظر لعدم وجود عدد كبير من المنظمات المدنبة التي تعمل من اجل حماية البيئة في البلدان العربية فان فعالية اتحاد هذه الجمعيات الذي انشئ في اواخر القرن العشرين سيظل محدودا ما لم تبذل جهود لتقوية هذه الجمعيات بوصفها قوة جماهيرية تدعم الحكومات والمنظمات المهنية في جهودها الرامية للتغلب على المشاكل البيئة .






الخاتمة
ان الهدف الحقيقي لبرامج المحافظة على البيئة في المجتمعات العربية هو احداث تغيير في اتجاهات الناس وفي البنية الطبيعية و انشاء علاقات جديدة بينهم وبين الموارد الاقتصادية وادخال الوسائل التكنولوجية الحديثة في الانتاج و ما يتبع ذلك من تغيرات لاساليب الانتاج ولمفاهيم الثروة والدخل والاستهلاك مما يترتب عليه تغيير في التركيب الاجتماعي والعلاقات ومجموع القيم الاجتماعية وادخال مفاهيم علمية جديدة في السلوك والعادات والخبرات التقليدية في مجالات العمل الجماعي والحياة السياسية والتعليم والادارة والصحة وغيرها .
والحفاظ على البيئة عندما يتم لا يحدث دون مشاكل او معوقات وهذه المعوقات تتمثل في القيم والعادات السيئة المتوارثة وسيطرة العقلية التقليدية علي تفكير اغلب ابناء هذه الشعوب ، كما تعاني هذه الشعوب ايضا من مشكلات تتعلق بنظم التعليم فيها فالامية سمة من السمات الرئيسية وهبوط المستوى التعليمي نتيجة كثرة الطلاب وقلة الخبرات العلمية والاجهزة وضيق القاعات مما ادى الي تردي المستوى التعليمي وانخفاض القدرة الابداعية واستمرار الاعتماد علي التكنولوجيا المستورده ... هذا بالاضافة الي المشكلات المرتبطة بوضع المراة الاجتماعي وقلة انتاجيتها .. والمشكلة السكانية والتي تتمثل ليس في مجرد ارتفاع الزيادة السكانية وانما في عدم استثمار الطاقات البشرية الاستثمار الامثل .هذه كلها مشاكل تتعلق ببرامج التنمية المستدامة ولا سبيل امثل لحلها سوى من خلال اعلام مستنير وجاد يضع اصابعه علي مشاكل المجتمع ويعالجها العلاج الامثل . من هتا جاءت اهمية الاعلام في المحافظة على البيئة وجعلها في خدمة الانسانية جمعاء وليس بجعلها معوق اساسي في عملية التنمية كما هو حادث الان.

الخميس، 9 أكتوبر 2008

العنف في الجزائر يبعث من جديد

تجددت منذ أشهر أعمال العنف لتضرب بقوة في أكثر من مدينة وقرية جزائرية، فمن غليزان إلى المدية إلى تيبازة وجيجل وغيرها من القرى والمدن، عادت بحدة في الأشهر الأخيرة عمليات القتل والتفجير والذبح المجاني لتنشر الرعب في الطرقات والمنازل والأسواق، وتذكر مجددًا بوجودها، ولتزهق في كل أسبوع العشرات من أرواح الجزائريين الأبرياء. فلماذا عاد العنف إلى الجزائر مجددًا بهذه القوة؟ وكيف أخفق قانون الوئام المدني في معالجة الأزمة الجزائرية، بالرغم من مرور أكثر من عام على إقراره في استفتاء شارك فيه الشعب الجزائري مشاركة واسعة؟
· عودة العنف إلى الساحة الجزائرية :
اسفرت العمليات الانتحارية والاعتداءات التي نفذها تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) منذ بدء نشاطه في الجزائر في فبراير 2007 وحتى الآن عن مقتل 147 شخصا وجرح 449 آخرين.وتشهد الجزائر منذ نحو 18 شهرا تصعيدا في وتيرة عمليات العنف منذ ظهور تنظيم القاعدة في المشهد الامني في البلاد غير ان الهجوم الذي استهدف مدرسة تدريب الدرك الوطني في مدينة (يسر) شرقي العاصمة الجزائرية وادى الى مقتل 43 شخصا واصابة 45 بجروح..يعد الاعنف والاكثر دموية في محصلة ضحاياه حتى الآن.فقد شهدت مناطق بومرداس والبويرة وتيزي وزو الواقعة شرقي البلاد سلسلة تفجيرات انتحارية متزامنة في 13 فبراير 2007 استهدفت مراكز للأمن وثكنات عسكرية وفرقا لحرس السواحل خلفت مقتل 14 شخصا وجرح 23 أخرين.وشهدت الجزائر أعنف تفجير انتحاري قبل هجوم مدرسةالدرك في 11 أبريل 2007 استهدف قصر الحكومة الجزائرية وسط العاصمة ومركزا للشرطة باحد الضواحي الشرقية منها وخلف 33 قتيلا و 222 مصابا.وأعقب هذا التفجير هجوم انتحاري بشاحنة تبريد استهدف ثكنة للجيش بمدينة الأخضرية على بعد 110 كيلومترا شرقي العاصمة واسفر عن مقتل 10 عسكريين وجرح 13 آخرين.وفي 6 سبتمبر 2007 استهدف انتحاري موكبا شعبيا للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وسط مدينة باتنة على بعد 460 كيلو مترا شرقي العاصمة خلف مقتل 22 شخصا وجرح 50 آخرين.وبعدها بقليل استهدف تفجير انتحاري بسيارة مفخخة ثكنة لحرس السواحل بمنطقة (دلس) بولاية بومرداس خلف مقتل ستة عسكريين تلاه اعتداء انتحاري استهدف مقر هيئة الأمم المتحدة ومقر المجلس الدستوري في الجزائر العاصمة ادى الى مقتل 41 شخصا بينهم 17 من موظفي الأمم المتحدة وجرح 37 آخرين.ونفذ تنظيم القاعدة كذلك تفجيرا انتحاريا يوم 23 يوليو الماضي بواسطة دراجة نارية استهدفت شاحنة عسكرية بمنطقة الأخضرية بولاية البويرة ما أدى الى جرح 15 جنديا.واستهدف تفجير انتحاري وقع في 3 اغسطس الجاري مقر مصلحة الاستعلامات التابعة للشرطة وسط مدينة تيزي وزو الشرقية اسفر عن اصابة 25 شخصا وبعدها بخمسة ايام نفذ التنظيم اعتداءا انتحاريا ضرب مركزا للدرك بمنطقة زموري خلف ثمانية قتلى و 19 مصابا.وبات الاعتداء الارهابي الذي استهدف اليوم مدرسة عناصر الدرك الوطني بواسطة سيارة مفخخة رابع هجوم انتحاري خلال اقل من شهر غير انه الأعنف والأكثر دموية منذ مطلع العام حيث خلف بحسب محصلة لا تزال اولية 43 قتيلا و45 جريحا.
وعلى الجانب الاخر تمكنت قوات الامن الجزائرية من احداث بعض الخسائر في صفوت تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي فقد تمكنت قوات الامن من قتل 12 مسلحا إسلاميا في السابع من اغسطس الماضي في شرقي الجزائر.وقالت بيان صادر عن وزارة الداخليه إن كمينا نصب قرب بلدية بني دوالا في ولاية تيزي وزو في منطقة القبائل, على بعد 110 كلم شرق الجزائر العاصمة.وفي نهاية شهر اغسطس قامت قوات الامن الجزائرية قامت بقتل عشرة إسلاميين خلال عملية للجيش في قضاء طارق بن زياد بولاية عين دفلة غرب البلاد.
· هل هو عودة للعنف ام عودة للاعلان عن اعمال العنف :
امام هذا العنف المتصاعد في الفترة الاخيرة في الجزائر لا يستطيع المرء ان ينظر نظرة جادة الى تصريحات بعض المسئولين الجزائريين من ان العنف في الجزائر الى تراجع او على حد قول احد المسئولين انه يعيش الربع ساعة الاخيرة ولا نعرف كم هم مدة هذا الربع بالحسابات الحكومية الجزائرية . لقد ادت عودة الوضع بهذا الشكل في الجزائر الى ان البعض من الجزائريين بدا يشكك في مقولة عودة العنف إلى الساحة الجزائرية، ويقولون: إن سقف العمليات المسلحة منذ عدة سنوات لم ينخفض عما هو عليه الآن، وأن كل ما في الأمر أن السلطة تمكنت، في فترة زمنية محددة، من لفت الأنظار عن العمليات المسلحة، ونجحت في التكتم عليها، وهاهي قد عادت لتظهر من جديد على السطح الإعلامي ، الا انه ورغم هذه العودة لاعمال العنف -وانصافا للموضوعيه- لا يستطيع أي متابع للعنف في الجزائر الا ان يلاحظ قدرا من التراجع في هذه الظاهرة، ففي الواقع، فإن هذه المزاعم باستمرار وتيرة العنف بذات معدلاتها ، ينقصها الكثير من الدقة، فبالرغم من استمرار العمل المسلح المعارض للدولة، حتى في أزهى مرحلة من قانون الوئام المدني، بما في ذلك الأشهر الأولى من حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي حملت آمالاً عريضة للجزائريين في الخروج من وضعهم المتردي، فإن تلك العمليات، كانت قليلة، وغير مؤثرة، على خلاف ما هو عليه الحال تلك الايام . ولا يمكن إنكار أن خطاب الرئيس بوتفليقة، إثر توليه السلطة في شهر إبريل من عام 1999، ونجاحه في تمرير قانون الوئام المدني في البرلمان الجزائري، ثم في استفتاء شعبي واسع، قد أحدث رجّات ضخمة في الشارع السياسي الجزائري، مثلما أحدث رجّات بنفس الضخامة أيضًا في صفوف الجماعات المسلحة، التي تهافت العديد من عناصرها على قانون الوئام المدني للاستفادة من تدابيره، ومغادرة الجبال، التي ظلوا حبيسين فيها سنوات طويلة، وخاصة جماعة "الجيش الإسلامي للإنقاذ". وقد التقت وعود بوتفليقة الخلاّبة لدى الكثير من المسلحين الجزائريين مع إحساس متزايد بانحراف العمل المسلح عن أهدافه، وعجزه الواضح عن إسقاط الحُكم، وتحوله إلى ما يشبه عمل قطاع الطرق والعصابات، التي تحترف القتل والنهب والإقامة في الجبال، الأمر الذي زهّد فيه الشارع الجزائري، مثلما زهّد فيه أصحابه.. وكان ذلك يعني أن بوتفليقة قد بدأ يحصد ثمار وضع نضج تمامًا وتداعى من نفسه للسقوط، وهو ما جعل العديد من المسلحين يبحثون عن أي مبرر أو مخرج لإلقاء السلاح، وهو ما جعل العنف يتقلص إلى أبعد الحدود في تلك المرحلة.
· أسباب عودة العنف وإخفاق الوئام :
يرجع تجدد العنف الجزائري إلى عدد من العوامل المعقدة والمتشابكة وعلى رأسها العوامل التالية:
1. أن المعالجة التي أدت إلى دحر العنف في المرحلة الماضية، لم تكن معالجة ذات نفس طويل، بل كانت معالجة قصيرة النفس، تعمد إلى التعامل مع أعراض المشكلة لا مع أسبابها العميقة. وقد نجحت تلك المعالجة في إسكات صوت العنف لمرحلة محددة، لكنها لم تستأصل أسبابه من جذورها. فقانون الوئام المدني - وهو في أصله ترجمة قانونية لاتفاق الهدنة بين الجيش الجزائري والجيش الإسلامي للإنقاذ، وضعته المؤسسة العسكرية قبل مجيء الرئيس بوتفليقة إلى الحكم بنحو عامين كاملين - قد تعاطى مع المشكلة الجزائرية تعاطيًّا أمنيًّا صرفًا، يترجم بوضوح عقلية واضعيه من عسكريين وأمنيين جزائريين، وذلك بالرغم من أن المشكلة التي وضع لمعالجتها مشكلة سياسية بالدرجة الأولى. والمعضلة أن فشل المؤسسة العسكرية ومن ورائها المؤسسة السياسية الرسمية الجزائرية في معالجة الأزمة السياسية، التي تعاني منها البلاد، ويأس معظم الجزائريين من إيجاد حلول لما تعاني منه بلادهم من أزمات اقتصادية واجتماعية حادة، وتزايد الفقر، وتزايد أزمة الثقة بين الحاكم والمحكوم، وتشكل لوبيات فساد مالي وسياسي، تنخر جسم الدول الجزائرية، قد أعاد للجماعات المسلحة قدرتها على تجنيد عناصر جديدة، ناقمة على الوضع، وهو ما جعل تلك الجماعات، ، قادرة على تجديد دمائها، وتعويض عدد قتلاها بأعداد جديدة من الشبان الجزائريين ليواصلوا مسيرة العمل المسلح. الأمر الذي يعني أن تركيز المؤسسة العسكرية على المعالجة الأمنية، وإن حقق نتائج بدت باهرة في فترة من الفترات، إلا أن تلك النتائج كانت من الهشاشة، بحيث أنها كانت مؤقتة فحسب
2. . انتشار الفقر والتفاوت الطبقي الحاد بين أبناء المجتمع الجزائري، وظهور أثرياء جدد تبدو عليهم مظاهر النعمة والثراء الفاحش، في محيط تتزايد فيه غالبية السكان الفقراء، إلى الحد الذي جعل أكثر من نصف الشعب الجزائري تحت خط الفقر الدولي، إذ تذكر إحصائيات جزائرية رسمية وأخرى دولية أن حوالي 14 مليون جزائري يقل دخل الفرد الواحد منهم عن دولار واحدفي اليوم. وبما أن الجزائر، قد مرت بمرحلة من النظام الاشتراكي منذ استقلالها، توسعت فيها الطبقة الوسطى كثيرًا على حساب الطبقتين الدنيا والعليا، ثم انتقل النظام بشكل فجائي من الاشتراكية إلى الرأسمالية واقتصاد السوق، وبطريقة أقرب إلى الفجاجة والتوحش، وانسحقت فيها الطبقة الوسطى لصالح طبقة عليا صغيرة العدد، وطبقة دنيا تضم أغلب أبناء الجزائر، فقد غذت هذه التحولات نقمة الشباب الجزائري على كل ما له صلة بالدولة، باعتباره يرى أنها السبب في بطالته وفقره وعزوبيته وعجزه عن توفير السكن والمأكل والملبس والشغل اللائق. ويذكر في هذا السياق أن نسبة البطالة بين الشباب الجزائري، ممن هم دون 29 عامًا من العمر، وهم الذين يمثلون عماد الجماعات المسلحة، تصل إلى حدود 85 في المائة، حسب إحصاءات أوردها رئيسه الحكومة الجزائرية الأسبق الدكتور "عبد الحميد الإبراهيمي". في حين تنتشر ظاهرة العزوبية بشكل حاد في البلاد. ويعاني الجزائريون، وخاصة سكان المدن منهم، من مشكلة إسكان هائلة، إلى الحد الذي لا يجد فيه الكثير من شبان الجزائر موضعًا ينامون فيه ليلاً، فيتركون المجال للإناث في العائلات لينمن ليلاً، في حين ينام الذكور نهارًا، بعد أن يكونوا قد قضوا ليلهم يتسكعون في الشوارع وعلى أرصفة الطرقات. وإذا تذكرنا أن الجزائر بلد نفطي، وأنه غني بالعديد من الثروات المعدنية، ولاحظنا أن هناك طبقة محدودة العدد من شعبها تعيش بذخًا هائلاً، في مقابل حرمان وفقر مدقع يعاني منه كثير من الجزائريين، أمكننا أن نفهم لماذا يلجأ العديد من الشبان الجزائريين للجبال وحمل السلاح في وجه الدولة، التي يعتبرونها مسؤولة عن كل ما حاق بهم من مصائب. الضعف الذي بدات تعانية مؤسسة الرئاسة : أصبح من "الأسرار الشائعة" في الجزائر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مصاب بسرطان خطير، ألزمه القعود والانعزال، وأرغم أجهزة الدولة على إعادة الحسابات حيال استقرار المؤسسات و تحديد هوية خليفته الآتي من بعده.فالبلاد "كلها متوقفة، لأن الرئيس متوقف"، مثلما يردد البعض.وبدا البعض يفكر في الخليفة القادم بعد بوتفليقة ، أهو أحمد أويحيى، رئيس الحكومة السابق والأمين العام الحالي للتجمع الوطني الديمقراطي؟ أم هو علي بن فليس، رئيس الحكومة السابق والأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني؟ ام شخصيات اخرى تتردد في اروقة السلطة في الجزائر؟ في كل فان ملئ الفراغ الذي قد يسببه وفاة بوتفليقه هو من الصعوبة بما كان وذلك نتيجة للقدرة التي كان يتمتع بها بوتفليقه في جمع الاضداد ونجاحه في تنفيذ بعض من خطط الدولة الساعية الى خلق جو سلمي جديد . الا ان انباء مرضة بدات تطغى على ما عداها من اخبار وتؤرق بعض الاسلاميين الذي بداوا ينظرون الى الوضع في الجزائر علىانه في اتجاه العودة الى ما قبل المرحلة البوتفليقية –ان شئنا وصفها-

العروبة والاسلام وصراعات القوى العظمى ابراهيم مصطفى محمود (دمشق-دار العلم)تاريخ النشر 2007

تحدث المؤلف في بداية كتابه عن قدرة الدولة والسعي لما يمكنها أن تحققه، في إطار دراسة نظريات مختلفة تحليلية أو وصولاً إلى أطروحات داروين في نشوء الدول العظمى وسقوطها، دون أن ينسى دراسة القدرة الاقتصادية والكتل الحيوية إلى جانب الدبلوماسية والتخطيط العسكري للدولة والعوامل المؤثرة على مسيرتها من قدرة اقتصادية وسياسية وتعبوية من القرن السادس وحتى القرن الحالي. ثم استعرض بشكل مركز الدول التي امتلكت ما أهلها لتكون قوة عظمى على المستويين الإقليمي والعالمي ابتداء من بداية القرن العشرين وعوامل قيام الحرب العالمية الأولى تمهيداً للدخول إلى الحرب العالمية الثانية وظهور كتلة الاتحاد السوفييتي ويصل إلى انقسام العالم إلى كتلتين أساسيتين متحاربتين عام 1943 هما المعسكر الاشتراكي والمعسكر الغربي ليستمر التسلح وسباق موازين القوى بين كل الأطراف والصراعات لتجد أوروبا نفسها.وقد تأثرت بالحروب والدمار وتصل إلى سلام دائم بين دولها وتدعوا لقيام السوق الأوروبية المشتركة كأكبر وحدة اقتصادية مشتركة في العالم تدعوا إلى السلم والاقتصاد معاً، ثم يواصل البحث في ظهور وتنامي الصين الشعبية.وتخلي اليابان إلى الأبد عن تكوين قوة عسكرية ضاربة،والنتائج التي وصل إليها العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي دون أن ينسى أن أحداث القرن العشرين وكل حروبها وتكويناتها الدولية ارتبطت بتاريخ مأزوم امتد قرون عديدة وحصيلة كل ما قدمه الباحث يرتبط بسؤال عن المستقبل والتاريخ معاً.ثم يتناول الباحث في كتابه عرضا لصراعات القوى العظمي تاريخيا وتنافسها على السيطرة على العالم العربي من بداية القرن السابع عشر وحتى الان ،دون ان ينسى محاولات القياصرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، للسيطرة على الامة العربية او حتى الحروب الصليبية واحلام الاباطرة في اوروبا او الهجوم المغولي التتري وصولا الى العصر المملوكي ،والدولة العثمانية وظهور التيارات الوطنية والقومية الى جانب التيارات الدينية والاممية ويصل الى نتائج التاريخ المضطرب الى قناعة يقول فيها "ولا غرو في ان ارض السياسة هي الجغرافيا وان سماءها التاريخ ومن هذين المنطلقين الضدين يمكن فهم الاحداث ووصفها في زمانها ومكانها الصحيحين ومع ذلك ما زالت التيارات السياسية في الوطن العربي تذورها رياح الفرقة بعوامل يعضها واقعي مرفوض ومعظمها خارجي مرفوض مع ان التهديد الخارجي واقع بالقوة المسلحة الذي لن يستثني احدا " .ثم يفرد الباحث بابا لصراعات القوى العظمى من الحرب العالمية الاولى حتى عام 1966 وعدم استفادة العرب من الحربين العالميتين اضافة الى الاشارة الى اتفاقية سايكس بيكو والتقسيم الذي حققته تلك السياسة ليجد العرب انفسهم في مواجهة كارثة فلسطين عام 1948 وقيام ولة اسرائيل على الاراضي العربية .وظهور المد القومي كرد فعل لقيام هذه الدولة ولتواجه الامة حروبا متصلة مثل الاعتداء الثلاثي عام 1956 والحروب التي استطاعت اسرائيل تطوير التها العسكرية في حين ظلت معظم الدول العربية ضعيفة وموزعة بل مفرقة وتتنازع فيما بينها على الحدود الجغرافية المصطنعة –كما ذهب الباحث في ذلك.وصولا الى حرب يونيو 1967 والنكسة التي حلت في الامة العرببية لترسم القيادة السياسية في مصر وسوريا تصوراتها الجديدة في استراتيجية استطاعت ان تتجاوز نكسة يونيو وخطة الخداع السياسي والتفاعل بين الاستراتيجية والتكتيك كما ابدعوا في اختيار الزمان واستثمار المكان كما ابدع العربر في استخدام وسائط جديدة للصراع وطرائق مبتكرة للحرب . ويستمر الكاتب في سرده حتى غزو العراق للكويت والعلاقة بين السياسة والاستراتيجية في اطار نظريات السيطرة على العالم التي تبثها الحكومة الامريكية وصولا الى سياسة المحافظين واللوبي الصهيوني والكارتلات الصناعية والتروستات المالية التي لا تنتعش الا بالحرب كما يقول الباحث .
ويتطرق الباحث الى اسباب انهيار الامبراطورية السوفيتيه وغزو العراق للكويت والاهداف التي حققها هذا الغزو خاصة التطرف الديني الذي غذته القوى الامريكية . ثم يقدم الباحث بحثا عن العروبة والاسلام ثم ينشر بعض الوثائق التي يقول انها قد تم تسريبها من البيت الابيض والكونجرس الى جانب ما يذكره عن اسرار غزو العراق وافغانستان والدور الاسرائيلي والطرق الامريكية في حرب المقاومة في البلدان المختلفة . ويختتم كتابة بالدروس والعبر للحاضر والمستقبل قائلا :اطل القرن الواحد والعشرون حاملا سرعة مذهلة في مستويات البنى التحتية والقومية بين الامم الا انه ما زال هناك اكثر من ثلث البشرية اميين ومعظمهم عراة جياع.

انقذوا مصر

اصبح من الامور العادية جدا ان يستيقظ المواطن في مصر على كارثة فهاهي قد تحولت مصر الى عربة اهمل صيانتها سائقها فاصبحت متهالكه بالشكل الذي تحولت كل معداتها الى كهنة تحتاج الى تغيير حقيقي وجذري ، المشكلة لم تكن حريق هنا او هناك او حادثة هنا او هناك القضية اصبحت اعمق واكبر من ذلك . فقد سئمنا النظام ونحن ايضا سئمناه ، وصارت لغة التعالي هي سمة عادية في حديث النظام الينا ، ومشاعر الاستهتار والتقزز هي مشاعرنا تجاه النظام . لذا فان القضية من الممكن ان تصل الى مرحلة ان يترفع الطرفين عن بعضهما البعض ، وذلك يفتح مجال لحل سحري تكرر في دول اخرى قبل ذلك وخاصة في امريكا اللاتينية . فمن الممكن ان يصل الطرفان الشعب والنظام الى صفقة مربحة لهما وهي ان يترفع الشعب عن سرقات وفساد النظام ويعده بعدم ملاحقته باي شكل من الاشكال ، في مقابل ان يرحل النظام ويكتفي بما اخذه من قوت الشعب .
الا تعتقدوا ان هذا حل مثالي يخلصنا جميعا من الام مرحلة طالت بالشكل الذي سئمناه وسئمنا ولتكن هذه فكرة قابله للنقاش .

الخميس، 21 أغسطس 2008

اعادة بناء مجلس الشورى:لماذا على نفقة الدولة ولماذا ليس على نفقة اعضائه ?احنا مالنا .


تابعت هذه المناظرة التي جرت منذ اندلاع حريق مجلس الشورى وحتى ساعة كتابة هذه السطور حول حريق مجلس الشورى ، واصدقككم القول ان الامر في معظمه لم يعنيني من قريب او بعيد . وقد يكون حزني الوحيد ان المبنى قد احترق والاعضاء في اجازة وكم كنت اتمنى ان يكون الحريق والمناقشات داخل المجلس حامية الوطيس حول قانون من قوانينهم المدهشة مثل قانون البث الفضائي او قانون الارهاب او او ....الخ . ولكن ان شاء الله المرة الجاية واتمنى ان تكون قريبه .
لكن ما دعاني الى التدخل في هذه المناظرة ودفعني لان ادلي بدلوي فيها هو هذا التصميم من جانب بعض قيادات الدولة وبعض كتابها على ان تتحمل الدولة قيمة اعلدة بناء المبنى . بدلا من رجال الاعمال باعتبار ان هذا المبنى هو رمز السيادة الوطنية للدولة وبالتالي فانه من المفروض ان تتحمل الدولة تكاليف سيادتها .
وامام هذا الراي صرخت قائلا "واحنا مالنا " ما هذا المجلس الذي حرقه من فيه حتى نتحمل نفقات اعادة بنائه ، ما قيمة هذا المبنى التافه سياسيا (والعظيم تاريخيا) حتى يتحمل الشعب نفقات اعادة بنائه . من الذي ارتكبه الشعب حتى يتحمل اخطاء غيره من المهملين والمتسيبين والفاسدين الذين احرقوا المبنى عن جهل واستغفال ؟ بل ما هي الفائدة التي عادت على الشعب من دور هذا المجلس حتى يشارك في اعادة الحياة له مرة اخرى .
ان القاعدة العرفية تنص على ان من افسد شئ فعليه اصلاحه وبالتالي فان من افسد واحرق هذا المبنى هم اعضائه وموظفيه وامنه وكل من له صلة مباشرة به وبالتالي فانه من الاولى ثم الاولى ان يتحمل هؤلاء تكلفة ما احرقوه ، فليجمعموا من بعضهم البعض الاموال اللازمة لبناءه مرة اخرى حتى يتسنى لهم ان يعيدوا بناء ما احرقته ايديهم . واتركوا الشعب وامواله لامر ينفعه ويعود عليه بالفائدة بدلا من هذا المجلس التافه الذي اتمنى من كل قلبي الا تقوم له قائمه .
ولكي الله يا مصر
وحسبي الله ونعم الوكيل
خالد فياض

الأحد، 3 أغسطس 2008

ليس حبا في سعد الدين ابراهيم ولكن كرها للاستبداد



تابعت بتقزز وقرف الحكم الصادر ضد عالم الاجتماع السياسي سعد الدين ابراهيم والذي ادانه باتهام قمة في التفاهة والعبط ، انه الاتهام الاشهر الاساءة لسمعة مصر ، وكان مصر هذه بنت بكر فاقدة الاهلية يصبح اي شخص ينتقد نظامها الحاكم بمثابة انتقاد وانتقاص لها ، حتى ولو كان هذا الانتقاد موجه لمصر كدولة فانه لم يخلق هذا الشخص الذي يؤثر في دولة في وزن وثقل وتاريخ وحضارة مصر . ما هذا العته الذي تغص فيه البلاد . شخص ترك البلاد بما لها وما عليها وآثر الاقامة في الخارج حتى يقضي الله امرا في من يتعمد التشهير به وتقييد حرية حركته داخل البلاد . شخص اثر ان يبتعد عن البلاد ويقود حملة للتبشير بافكاره وارائه باي طريقة شاء . فبدلا من ان نناقشه فيما ذهب اليه (نختلف او نتفق معها) نجرجر ونجرجر اهله في المحاكم واقسام البوليس . ولا ينوب البلد سوي تشوية صورة نظامها السياسي بشكل كامل سواء كان نظاما قضائيا او تشريعيا او تنفيذيا . ما هذا الفشل الذي يجعل من قاض محدود الخبرة والعمر ان يقيم شخص في وزن سعد الدين ابراهيم (مع اختلافنا الجذري مع الكثير من افكاره) هل وصلنا الى هذه المرحلة التي يكون فيها سفلة القوم لهم الحق في تطفيش المثقفين وعلماء مصر ودفعهم الى ترك البلاد وعدم العودة اليها وان يكتفون بدورهم متابع ومشارك في احداث الوطن من بعيد دون الاقتراب من وطنه وافادة ابنائة والاختلاف مع مثقفيه مما يسري تاريخ هذا البلد وتطوره الثقافي والعلمي . ولكن هكذا شاءت الاقدار ان يبرا من يقتلون ابناء هذا الوطن في عرض البحار . او بدماء ملوثة في مشتشفيات مصر المحروسة ، وان يدان مناضلي هذه الامة (خيرت الشاطر) ومثقفيها (سعد الدين ابراهيم ) .
ان هؤلاء لن يضاروا شيئا من هذا الحكم باعتبار ان د. سعد في خارج البلاد وقد عزم على الا يعود اليها ابدا في هذه الحقبة السوداء من تاريخ مصر . بل انه حقق العديد من المكاسب اهمها انه اثبت ما يذهب اليه بان هذا النظام يتعمد تصفية خصومه جسديا ومعنويا . ان الخاسر الاكبر في هذا الوطن هم هؤلاء المتشدقين بحكم الدستور والقانون وهم اول من يخالفه ويضرب به عرض الحائط . ان الخاسر الاكبر هم المستفيدين من اموال المعونات العسكرية والاقتصادية والحمد لله اانه ليس هذا الشعب . ان خسارة الشعب المصري الوحيدة من هذا الحكم هو انه سوف يقال عليه في التاريخ انه ترك هؤلاء السفلة يحكموننا.
وحسبي الله ونعم الوكيل .

الثلاثاء، 29 يوليو 2008

جريمة السلام 98



مثلت إجراءات محاكمة مرتكبي جريمة السلام 98 نموذجا من نماذج الفساد المتعددة في مصر من تواطؤ مؤسسات الدولة مع المتهمين لتسهيل لهم التكسب علي حساب ارواح الاف المصريين الذين لا سند لهم وتعيينهم في كبري المناصب التشريعية والتنفيذية والاشتراك معهم بطريق الاتفاق والمساعدة في جرائمهم التي ما كان لهم ان يرتكبوها الا بهذا الاتفاق وتلك المساعدة من أعمدة النظام الحاكم ثم بعد ان وقعت الجريمة ووسط غضب شعبي تم تهريب المتهمين الي الخارج ، ثم إحالة المتهمين في حركة تمثيلية سخيفة ومبتذلة الي محكمة جنح صغيرة في منطقه نائية علي ساحل البحر الاحمر ، وكان بامكانهم ان يحيلوها الي محكمة جنايات او حتي محكمة عسكرية من امثال تلك التي يحيلون اليها من لا يرضون عنهم لتكيل لهم الاحكام كيلا.
أحيلت الجريمة الكبري الي محكمة صغري لتصدر أسوأ حكم في المائة عام الاخيرة بعد حكم محكمة دنشواي ( في دنشواي أدان رجال لا ضمير لهم لعنهم التاريخ في أحط صفحاته أبرياء لاذنب لهم وفي محكمة السلام 98 برأت المحكمة مجرمين عتاة الذنب كله عليهم وعلي من وازرهم ) ثم يأتي النائب العام في حركة استعراضية لامتصاص غضب غير متوقع في ظل نظام بوليسي لا يعتمد علي دراسات الرأي العام ليستأنف الحكم ليمر عامان اخران امام محكمة جنح مستأنف اخري لا تبتعد كثيرا عن سابقتها ربما بعد عامين تهدأ نفوس أقارب القتلي أو يموتون في جريمة أخري تنسينا الجريمة السابقة كما نسينا جرائم أخري عديدة ليمضي بنا قطار العمر ونورث نحن لابنائنا الذل والموت والفقر ويورث المفسدون لأبنائهم الفساد والسلطة والمال الحرام.
إن الفساد في مصر وفيٌ جدا لاصحابه فهو معهم حتي النهاية ويبدو ان نهايته بعيدة المنال ان أعوان الفساد مصرون علي حماية أكابرمجرميهم بتوفير أدوات الجرائم لهم ضد شعبنا ضد ماله وحريته وحياته وبعد ارتكابهم الجرائم يوفرون لهم الحماية والهروب والبراءة.

أحمد عطا

الأحد، 20 يوليو 2008

عقوبة الغاء مباراة مصر وايران من يتحملها؟

يا نهار اسود يا نهار اسود يا نهار اسود
جلست اردد هذه الكلمة وانا اتابع خبر الغاء مباراة مصر وايران بسبب ما سمي بازمة فيلم اعدام فرعون وهو الفيلم الذي لم يراه احد من المصريين حتى الان ولكن ما دام الوضع كذلك فالكل يدخل وينقط اني شاء
ما هذا العته فيلم لم يراه احد حتى مسئولي وزارة الخارجية انفسهم ويكون كل رد الفعل هذا عنه ، فيلم انتجته شركة خاصة ارانية وتبرات الحكومة الايرانية منه تحدث عليه كل هذه الضجة . ولكن عموما ليست هذه قضية هذا المقال ولكن القضية التي دفعتني ان اقول يا نهار اسود هو تصريح عضو اتحاد الكرة المصري عندما سالوه هل من عقوبة متوقعة بسبب الغاء المباراة رد وبكل حسم نعم هناك عقوبة ولابد من تحملها لان الجرم الايراني كبير (يقصد الفيلم ) ولكنه (والكلام لعضو اتحاد الكرة ) مبلغ مالي بسيط حوالي 100 الف دولار .
يا سلام مبلغ مالي بسيط يا نهار اسود ما هذا السفه والعته بقي بالزمة لو كان هذا المبلغ هو مبلغ اعضاء اتحاد الكرة الشخصي كانوا فرطوا فيه بهذه العنجهية والفشخره الكدابة .
الا يعلم هذا العضو السفيه ان هذا المبلغ كان يكفي لعمل وجبة افطار اطفال لمائة الف طفل مصري من اطفال الشوارع لمنتشرين في كل مكان ، الا يعلم هذا المتفشخر ان هذا المبلغ كان يكفي لانقاذ حياة طفل من مرضى السرطان .
اعرف ان الامر ليس امر الفيلم وليس امر المباراة ولكنه امر الله ولله الامر من قبل ومن بعد .
بس كلمة اخيرة لعضوا تحاد الكرة
(يحموك في كنكة)

الأربعاء، 16 يوليو 2008

اشطب اسمك من قوائم الناخبين


هذه المجموعة تكونت كرد فعل على الانتخابات التكميلية في كل من كفر الشيخ والاسكندرية والمؤجلة منذ وقفها في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 وهي ثالت انتخابات تجري في ظل الدستور الجديد الذي الغي الاشراف القضائي على الانتخابات وهي ايضا ثالت انتخابات تزور بشكل واضح وفج دون حتى مراعاة لحبك فيلم التزوير حتى لا يكون مفضوحا بشكل كامل ويكفي للتدليل على ذلك ان مرشحا الحزب الوطنى في الاسكندرية قد حصلا من بين 19600 صوت ذهبوا الى الانتخابات بالفعل على حوالي 19200 صوت (كل مرشح منهما فئات وعمال) وحصل باقي المرشحين(40 مرشح) بما فيهم مرشحا الاخوان المسلمين على 400 صوت اي حوالي 10 اصوات لكل مرشح اي اقل من عدد اسرة كل مرشح منهم
وتكرر نفس الشئ في محافظة كفر الشيخ لدرجة ان مرشح الاخوان المسلمين رجب البنا والذي حصل في الجولة الاولى في انتخابات 2005 قبل الغائها وتاجيلها على اكثر من 20 الف صوت حصل في هذه الانتخابات على 850 صوت فهل كفر هذا الرجل ام جن جنونه ام ارتكب فاحشة كبيرة دفعت جموع المصريين فجاة الى التراجع عن اعطاء اصواتهم له
انها المهزلة بل انها ام المهازل واصبحتالمشكلة ليست في اننا يجب ان نقاطع هذه الانتخبات او هذا الاستفتاء المشكلة اصبحت ف ان هناك من يصوتون لنا باوامر امنية محددة الامر الذي يجعل من من ذهابنا الى قسم الشرطة لاستصدار بطاقة انتخابية هو جريمة حيث اننا بذلك نعطي فرصة للمزورين ان يستغلوا اسمائنا في قوائم الناخبين ويزورا اني يحلوا لهم
اننا الان والان فقط نستغيث بالقاونيين لكي يجوا لنا مخرج من خلاله نستطيع ان نجد المبرر لشطب اسمائنا من قوائم الناخبين باية طرية وكل طريقة ليس هذا فقط بل اننا ندعو كل صاحب ضمير محب لهذا الوطن ان يتوقف ويدعو الاخر للتوقف عن الذهاب لقسم الشرطة من اجل تسجيل اسمه في قوائم الناخبين وليكن شعارنا من الان اشطب اسمك في قوائم الناخبين

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

مشكلة الزيادة السكانية في مصر


مرة اخرى تعود قضية الزيادة السكانية لتطرح نفسها من جديد ياعتبار ان النظام المصري يعتبرها سبب كل المشاكل والامر في رايي يحتاج الى التذكير بنقطتان الاولي ان فشل النظام المصري في اقناع المصريين باهمية تنظيم الاسرة وتحديد النسل يعكس فشلا في خطابه الاعلامي هذا الفشل يرجع لسببين الاول خاصة بان الرسالة الاعلامية الحكومية غير مقنعة نتيجة لفشل الياتها وضعف حجتها ، الثاني ان الشعب غير متقبل لاي رسالة حكومية باعتبار ان هذه الحكومة او بمعني اشمل هذا النظام يفتقد لشعبية حقيقية في الشارع المصري وانه يعتمد على التزوير في تمسكه بالسلطة .

النقطة الثانية التي ينبغي الذكير بها وهو ان الزيادة السكانية ليست مشكلة بهذا القدر من الصعوبة فهناك دول اخرى رات في الزيادة السكانيةعامل اضافي لقوتها تحاول استثماره لصالحها بالشكل الذي يضيف الى قوتها الشاملة ولا ينقص منها وكفانا حجج فارغة لالقاء فشل النظام السايسي على مدى اكثر من 27 عاما على شماعة الشعب ، فكفانا جلد جسد ميت ومتهالك .

الأحد، 1 يونيو 2008

يا صاحب القداسة .... نرجوك كفي


لا اعرف من اين ابدا ولكن هكذا علمتنا الازمات ان لا نعرف اين نحن بالضبط ، والحادثة الاخيرة والمتمثلة في الصدام المسلح الذي وقع بين مسلمين ومسيحيين بتحصنون بدير في مالاوي جعلتني انتفض من مكاني فنص الخبر يقول انه حدث تبادل لاطلاق النار بين القساوسة المتحصنين بالكنيسة وبين بعض المسلمين خارج الدير في خلاف على قطعة ارض . لم يدهشني ان يوجد من المسلمين او المسيحيين من هو متطرف او متعصب ولكن ادهشني ان يقال انه حدث تبادل لاطلاق النار بين المسلمين وبين قساوسة يتحصنون بالدير ، مما يدفعني الى التساؤل ما هذا الذي يحدث ، هل الدير اصبح مكانا لتبادل اطلاق النار اليس من المفروض ان تكون حماية الدير باعتبارها دار عبادة من مسئولية الدولة المصرية والامن المصري وليس من مسئولية رجال الدين الذين يفترض بهم ان يتفرغوا لعبادة ربهم كما يشاؤن ويتركوا لغيرهم امر الدفاع عنهم ، اليست الرواية بهذه الطريقة تقوي من شان ما كان يتداوله المسلمين قديما من ان الكنائس تحتوي بين جدارنها على اسلحة ومتفجرات لمهاجمة المسلمين ، وبالتالي فان القساوسة عندما يقومون بتبادل اطلاق النار مع المسلمين يزيدون من هذه المعلومة ثباتا ووضوحا .

ان ما حدث في رايي هو تقصير ولا شك من جانب الدولة في حماية دور العبادة وتطاول من رجال الدين المسيحي الذي اختلف عليهم امر الدير وهل هو ثكنة عسكرية ام مكان لممارسة الشعائر الدينية . ومع ذلك فاني لا انظر لهذه القضية من هذه الزاوية فقط ولكني انظر لها بنظرة اكثر عمومية تدعي ان ما حدث هو نتاج طبيعي لهذا التداخل الذي احدثه قداسة البابا شنوده بين دور الدولة ودور الكنيسة ، حتى وصل الى هذا البيان الساذج الذي صدر عن الكنيسة المصرية عقب حادث الاعتداء على احد محلات الذهب في منطقة الزيتون يوم الاربعاء الماضي والذي راح ضحيته اربعة اقباط ، والذي اكد على ان الكنيسة والبابا شنوده يتابعا الموقف باهتمام بالغ . ما شان الكنيسة ورئيسها بامر مدني مثل هذا ، وهل لو حدث اعتداء على مسجد او عقار يملكه مسلمين فان شيخ الازهر سوف يخرج هو ايضا ويقول اننا نتابع الموقف باهتمام بالغ ، وبدل من ان يكون هناك رئيس للجمهورية تتحول الدولة الى دوله يحكمها ملوك الطوائف . ان امر كهذا ينبغي عدم السكوت عليه بل وتحجيمه بشتى السبل ، حتى لا يتضخم اكثر من ذلك ويتحول نضالنا من نضال ضد الدولة الدينية الاسلامية الى نضال ضد الدولة الدينية التي يريدها الاسلاميون والدينية التي يريدها قداسة البابا شنوده .
ارجوك يا قداسة البابا فلتتوقف عند هذا الحد وكفاك عملا بالسياسة وليكن اهتمامك هو كيف يمكن ان نبني وطنا يتسع للجميع لا مكان فيه للتعصب والتطرف والطائفية وليكن مال قيصر لقيصر ومال الله لله .

الأحد، 25 مايو 2008

صورة تحتاج الى تعليق


هذه الصورة تعبر عن شريحة ليست بالمحدوده في المجتمع المصري ترى ماذا تفعل هذه الشريحة عندما تطبق عليها قوانين الضرائب العقارية وزيادة اسعار الطاقة وزيادة اسعار المدارس وغيرها من الزيادات التي لا نعرف الى اين ستودي بهذا الشعب الميت

مصر على شفا ثورة


كتاب جديد صدر في المكتبة الامريكية يتنبا بثورة في مصر ارجو الاطلاع على عرضه التي حاولت ان اشير فيه الى اهم النقاط التي تناولها

جون برادلي " داخل مصر : أرض الفراعنة على شفا ثورة"
(ابريل 2008 ) دار نشر بالجريف ماكميلن ( 242 صفحة).


صدر كتاب جديد فى الولايات المتحدة يتنبأ بثورة جديدة فى مصر تخسر فيه أمريكا هيمنتها على أكبر دولة عربية وشرق اوسطية .يتصدر الكتاب عبارات قليلة للمؤلف المصرى علاء الاسوانى صاحب رواية عمارة يعقوبيان بالانجليزية يقول فيها ان جون برادلى هو كاتب يبحث عن الحقيقة فى بلاد عربية يحكمها ديكتاتوريون وان "كتاباته جريئة وضرورية من اجل فهمنا للحقيقة خلف الصورة المزيفة الحكومية" .

جاء في الكتاب ما يلي :
1- ان المجتمع المصرى بدأ فى "التحلل والذوبان ببطء تحت عاملين توأمين هما ديكتاتورية عسكرية قاسية وسياسة امريكية فاشلة فى الشرق الاوسط.
2- إن مصر اصبحت فى انتظار "ثورة مضادة" لثورة الضباط الاحرار .
3- انها أكثر دولة عربية بها قسوة يشيع فيها التعذيب والفساد.. وتحاول فيها عائلة الرئيس مبارك الكفاح من اجل حل ازمة الخلافة. بينما الإسلاميون، الذين تم تأديبهم، ينتظرون فى الكواليس بفارغ الصبر من اجل فرصة للحصول على السلطة .
4- ان المعارضة المصرية متواطئة" مع النظام الحاكم فى”تخبطه بلا هدف .
5- انه على رغم من بعض النجاحات الاقتصادية فإن توزيعها تم على من ارتبطوا بالنظام فقط دون ان يصل ذلك لباقى الشعب مما ادى "زيادة الحنق" بين المصريين .
6- ان عدة ملايين من الثروة المصرية تنفق لانشاء المصارف وتقديم المياه للقرى السياحية والفنادق الفاخرة التى يستخدمها السياح الاجانب والاغنياء المصريون فقط "فى حين يموت آلاف المصريين كل عام نتيجة تلوث المياه التى تصل لهم .
7- ان الحزب الاساسى للنظام الحاكم (الحزب الديمقراطي) ليست له صلات حقيقية بالناس وليس له حتى وجود حقيقى خارج المدن الكبرى .
8- ان نظام مبارك ليس له الخصائص التى ابقت السوفيت أو الحزب الاشتراكى الصينى فى الحكم. فالحزب ليس له سبب فى الوجود غير انه يتعلق بالحكم، وبناء عليه فانه مع غياب أى نوع من الشرعية فان ما يبقيه فى الحكم هو التخويف... والترهيب.. حيث يتم بث الجبن فى المجتمع من أعلاه لأسفله .
9- ان كثيرا من العوامل تؤثر في المصريين الآن منها، العولمة. والغضب الشعبى لرؤيته العناصر التى تقلد الغرب فى المجتمع وهى تسرقه تحت مسمى تحرير الاقتصاد وفتح البلاد للاستثمار الأجنبى”. وقال:"كل هذا يذكرنا بإيران خلال الأيام الأخيرة للشاه .
10- أن الولايات المتحدة تلعب دورا اساسيا فى رسم السياسات الداخلية المصرية الحالية "تماما كما تحكم الانجليز فى الخزانة المصرية وتدخلوا فى قرارات الحكومة، وكان لهم وجود عسكرى .

الأربعاء، 21 مايو 2008

جلال الشايب

جلال الشايب هو واحد من اهم الشخصيات التي تعرفت عليها في حياتي فهو شخصية تستحق الدخول في اعماقها لان كل يوم يمر في علاقتك به تكتشف شئ جديد لا تعرف ان كان هذا الشئ ايجابي ام سلبي ، ولكن المحصلة النهائية انه يجبرك كل يوم على احترامه اكثر من اليوم الذي قبله ومهما بذلت من محاولات لرد جزء من مواقف معك تكتشف ان هذه المواقف لا تنتهي فهو بحر من الكرم الاخلاقي الفياض . وقد اقتربت منه بالشكل الذي لا اتصور من الصعب ان يمر يوم دون ان اسمع منه ارائه ويسمع مني ارائى ورغم غرابة بعض ارائه خاصة الدينية منها فانني احترم ارائه في معظمها واعتبرها اضافة لشخصي . واعتقد ايضا ان يعتبرني اضافة لشخصه . في كل فان هذه المدونة لم اشعر باهميتها لشخصي وحيويتها لي الا عندما سمعت رايه فيه ورغم ان رايه لم يكن ايجابيا فيها بشكل مطلق فان مجرد ذكر رايه يعتبر اضافة لها ولي شخصيا

الاثنين، 19 مايو 2008

ماذا لو كان حزب الله سنيا


سؤال اطرحه علي الأبواق التي وجدت فيما حدث بلبنان فرصة لشحذ الهمم لقتال حزب الله و هم اعجز الناس عن محاربة العدو الحقيقي للأمة الذي احتل أراضيهم ، و أباد أطفالهم و رجالهم و انتهك أعراض نسائهم ، و سنوا سكاكينهم ليذبحوا السيد حسن نصر الله ، متهمين المقاومة اللبنانية البطلة بالانقلاب علي السلطة الشرعية !! .. اذا كانت كرامة العرب تأبي دعم إيران لحزب الله ، فلماذا لم يدعمه العرب الأشاوس في قتاله و نضاله ضد العدو بدلا من تركه يتلقي الدعم من إيران؟ . بالله عليكم ألا تخجلون ؟!!! .. رجل يضحي بابنه و رجاله من اجل الدفاع عن امة تخلي عنها رجالها و جيوشها و حكامها ليتفرغوا لجمع أموالهم و التمتع بمباهج الحياة .. يسكنون القصور و شعوبهم امتلأت بهم القبور و فضائحهم في ماربيلا و كل المنتجعات الأوروبية ، و منتجع شرم الشيخ في أحضان اليهود خير شاهد علي جرمهم ، و منتجعات السكر و العربدة والفجور التي تعج بهم صيفا و شتاء في الوقت الذي تسفك فيه الدماء علي كل ارض عربية .. رجل كهذا عربي الأصل و الهوية ، مسلم موحد بربه ، اعترف له العدو قبل الصديق انه صادق في كلامه و وعوده لامته تتكالبون عليه و تشككون في عروبته و تنزعون عنه صفة الإسلام لمجرد انه شيعي؟؟ .. و هل لبنان خلقت لمذهب أو طائفة واحدة ام ان ارض لبنان ملك لكل أبنائها ايا كانت مذاهبهم أو انتماءاتهم ؟ و هل تعتقدون ان الحريري والسنيورة أو اي من حكام العرب الذين يحذرون من التمدد الشيعي ينتمون اصلا للسنة أو احرص الناس علي دماء السنة ؟ . ان كانوا كما يدعون .. فلماذا تآمروا علي العراق بسنته و شيعته ؟ و لماذا يتآمرون الآن علي حماس و كل حملة السلاح من اهل السنة ؟ وهل الشيعة العرب غرباء عن أوطاننا ؟ أ ليسوا عربا منا و شركاء لنا في الأرض و الدين؟ تحاسبونه علي أفعال العلقمي و تتهمونه بالخيانة ... فماذا عن أفعال الحكام العرب المعتدلين أنصار كونداليزا رايس و بوش واولمرت .. ألم تتفوق تلك الأفعال علي ما قام به ابن العلقمي.. أو ليست خيانة للامة؟ .و اضافت : ماذا عن افعال سعد الحريري و جنبلاط و جعجع و السنيورة .. أليست خيانة؟ .. ثم ما هي الشرعية بنظركم التي تتهمون نصرالله انه انقلب عليها ؟ .. هل الشرعية هي الفساد و نهب الأموال و بيع الأوطان؟ . دلوني علي نظام عربي واحد له صفة الشرعية و لم يكن فاسدا و عميلا و خائنا ؟ .. دلوني يا عرب يا من نصبتم أنفسكم آلهة تحاسب الناس علي نواياها و مذاهبها تشق صدور الناس و تعلم ما خُفي من النوايا و توزعون صكوك غفرانكم علي كل من ترضون عنه .. أيهما أفضل عند الله : من يقاتل عدو الله أم من يصافحه و يستقبله علي أرضه استقبال الأبطال؟ من يعدّ للعدو ما استطاع من قوة (كحزب الله وحماس والجهاد) ام من يسعي لنزع هذا السلاح حماية لأمن إسرائيل؟ .. من هو الأفضل عند الله من يدعم العدو في مشاريعه ويساند العدو المحتل في هتك عرض بنات الامة ونسائها وتدمير الأوطان من اجل السلطة والمال ام من يزهد السلطة والمال ويقول (انا مابدي لا سلطة ولا مال.. بدي تحلوا عنا)؟ .وبالتالي لا لوم علي امريكا ولا الصهاينة حينما يلعبون علي وتر الطائفية و المذهبية لإشعال نار الفتن بين العرب والمسلمين .. بل اللوم كل اللوم علي من سمح لهما بذلك لأنهما أدركا نفوسنا الضعيفة وإيماننا الأضعف .. ندعي الاسلام ونجهل أسسه و قواعده و ثوابته و أصوله .. و لم نكن يوما كما امرنا الله و رسوله اخوة في الدين .. لأننا مزقنا هذا الدين إلي طوائف و مذاهب كلا يدعي انه الأفضل و الأقوي إيمانا و الأقرب إلي الله متناسين ان الله وحده هو من له القدرة علي قياس ايماننا به و برسله وملائكته واليوم الاخر و متجاهلين الإرث البغيض الذي ورثته الامة من علماء أعطوا لأنفسهم الحق في تكفير الآخرين سواء من السنة والشيعة مستغلين جهل الشعوب بدينها و بأهم ثوابت الإسلام ألا و هو اننا جميعا ندين لله و نسلم له وجوهنا . نلوم إيران علي تقدمها علي العرب و امتلاكها "لسلاحها" النووي الذي دفع اوروبا و امريكا إلي التحاور معها حول مستقبل العراق (و تجاهل العرب) وعرض مزيد من المكاسب حتي تتخلي عن برنامجها وهي تتمنع وترفض بينما نحن لا نملك حتي مجرد التفكير في منع أو رفض اي أوامر أمريكية ولا حتي صهيونية !!! . اذن فيمن الخلل؟ في إيران أم فينا نحن العرب؟ ، وقالت : لو كان العرب احتضنوا حزب الله و قاموا بدعمه ونصرته علي العدو المشترك بيننا و بينه لكنت انا اول من طالبه بعدم تلقي الدعم من إيران و لا غيرها ، لكن الكل يعلم ان العرب خذلوا حزب الله وخذلوا حماس وكل الفصائل التي تقاوم اسرائيل وليس هذا فحسب ؛ بل انحازوا إلي جانب العدو ضد شعوبهم و مقاومتهم المشروعة . و عن اتهام حزب الله بانه ميليشيا عسكرية خارج اطار الجيش الوطني اللبناني ، اسالكم ماذا فعلت كل الجيوش الوطنية الشرعية النظامية في عالمنا العربي؟ هل حررت شبرا واحدا من اراضينا المحتلة؟ و اكدت ان حسن نصر الله ورجاله أبطال خرجوا من رحم الأمة العربية ، و عرب مسلمين رغم انف الجميع ، و لم تكن حربه مع إسرائيل مجرد (شو) كما يدعي بعض الكتاب المشككين الذين لا يجرؤون علي رفع أقلامهم ولا أصواتهم في وجه حكام فاسدين لا تخلوا كؤوسهم من الخمر و لا عقولهم من التآمر علي شعوب الأمة .و شددت علي ان حسن نصرالله وكل مقاوم علي اي ارض عربية هو عربي مسلم فهم الإسلام والجهاد علي حقيقته وعرف الطريق إلي الله الذي ضله حكامنا و زعمائنا و ملوكنا ، و الذي انحرفنا عنه إلي طريق الجهل و الغباء .و وصفت حسن نصرالله و كل مقاوم بأنه تاج علي رؤوس العرب و المسلمين و هل فكرتم يوما ان تحلوا محل إيران في دعمها له ؟ و هل فكرتم في احتضانه و انتزاعه من احضان إيران ؟ ام انكم اكتفيتم بالنقد و التجريح والتشكيك في النوايا و الدين؟ . اخجلوا من أنفسكم و من تخاذلكم و إعاقتكم وعجزكم يا أشباه الرجال واعترفوا بإعاقتكم وهزيمتكم اولا ثم حاسبونا لماذا ندعم حزب الله؟! .

الأحد، 18 مايو 2008

مشهد غير مقبول

اليوم واثناء مروري صباحا من ميدان التحرير رايت مشهدا ان حدث في دولة من الدول تقوم الدنيا ولا تقعد ، لقد شاهدتالعلم المصري فوق المتحف المصري وهو مقلوب !!!! ايعقل هذا ايقبل هذا هل ه انت علينا بلادنا الى هذا الحد . هل اصبح همنا الوحيد الحفاظ على اشخاص معينة فقط وضمان استمرارهم في السلطة الى ابد الآبدين . هل يقل ان تتحول مصر الدولة الى مصر مجموعة من الاشخاص ويهون فيها كل شئ حتى الرمز الوحيد الباقي فيها وهو علمها رمز حريتها واستقلالها .
لقد اصبحت الدولة المصرية تعاني منازمة كبيرة في الانتماء ، هذه الازمة تجسدت في العديد من المظاهر اهمها عدم ادراك قيمة هذا الوطن ورموزه والتعامل مع كل من ساهموا في نهضة هذه الامة تعامل مستهتر ضعيف .
اناشد كل حريص على هذا الوطن ان يحرص كل الحرص على رموز هذا الوطن فهو البقية الباقية لنا في زمن ضن علينا بالرجال

الخميس، 15 مايو 2008

اسئلة عن مستقبل الديمقراطية في مصر واجاباتي عليها


** ماذا عن الضغط الشعبى المتوقع لفرض التغيير الديمقراطى ؟
رغم تعدد الحركات والمنظمات المنادية بضرورة وجود اصلاح ديمقراطي حقيقي في مصر ، ووصول عدد هذه المنظمات الي اكثر من ثلاثين منظمة وحركة (جميعها حركات غير رسمية ) فان محدودية الدور الذي تقوم به داخل الشارع يظل محل تساؤل ، فمعظم هذه الحركات- وطبقا للعديد من الدراسات التي تناولت نشوء ونشاط هذه الحركات - قائمة علي اسس اما نخبوية او شللية محدودة ، بل ان بعض هذه الحركات لا يتجاوز حجم المشاركين فيه عدد اصابع اليد الواحده، كما انه وباستثناء حركات معينة – علي سيبيل الحصر ( حركة كفاية ، الجبهة الوطنية للتغيير ، حركة الحرية الان ) فان هذه الحركات لا وجود لها في الشارع ، وقد يرجع ذلك لمجموعة من العوامل :
1-تجذر ثقافة الخوف في المجتمع المصري وخاصة في الفترة الاخيرة مما افقد الشارع المصري اي رغبة او سعي حقيقي للاصلاح قد يترتب عليها ضرر امني له وللمحيطين به. او بمعنى ادق رفض المواطن المصري لاي نوع من التضحية في سبيل حريته.
2- اخراج النخبة السيايسة الحاكمة للكثيرين من الناشطين السياسيين من جعبة العمل السياسي ، وذلك من خلال تشوية صور البعض باتهامات لا محل لها ترتب عليها قضائهم شهور وسنوات خلف اسوار السجن او بين ردهات المحاكم الجنائية الامر الذي ترتب عليه خروج شريحة كبيرة من هؤلاء من النشاط السياسي التطوعي رغما عنهم بسبب انحسار التاييد الشعبي المصاحب لانشطتهم في السابق .
3- الزج ببعض نشطاء العمل السياسي داخل السجون ، ونقصد بهؤلاء كل من له صوت او تاثير داخل الشارع السياسي من امثال د. ايمن نور ، ود. عصام العريان ، والعديد من الكوادر الساسية سواء من احزاب او حركات منعت وعلي مدي فترات طويلة من العمل السياسي نتيجة لتهم ملفقة وادعاءات كاذبة.
وبالتالي فان التعويل علي الضغط الشعبي المؤثر علي النظام الحاكم يصبح امرا من الصعب جنى ثماره في الفترة القريبة القادمة وذلك اذا اردنا ديمقراطية حقيقية وليس كبسولات تهدئة . ولس هذه انتقاصا من دور الشارع في الضغط علي النظام ولكنها نظرة واقعية للامور ، ومع ذلك فاني اعول علي دور الشارع في ارسال رسائل الي الخارج االاقليمي و الدولي بانه ليس هناك من استحسان لاداء النظام المصري وان من يحاول ان يقنع الغرب بعكس ذلك هو اما صاحب مصلحة او مغيب .
** هل من توقعات بحزب جديد مناظر للحزب الوطنى الحاكم ؟
اما عن التوقعات بوجود حزب جديد يستطيع ان يناظر الحزب الوطني ، فلا اعتقد ان ذلك من الممكن ان يحدث في الفترة القريبة القادمة ، ولا ينبغي ابدا ان يصور للبعض ان ذلك من الممكن ان يكون مدخلا لاصلاح الحياة الحزبية في مصر . فنحن لا نسعي ابدا لتكرار صورة الامس في اليوم ، فما زالت تجربة حزب مصر الاشتراكي في الاذهان وانشاء الحزب الوطني كحزب مناظر له او هكذا صور ، ولم يكن الامر سوى تغيير في الاسم دون المضمون او الاعضاء ( من حزب مصر الاشتراكي الي الحزب الوطني ) هذه واحد اما الاخرى فاري ان اي حديث عن حزب اخر بل ان شئت اي حديث عن اصلاح في ظل النظام الحالي يظل من قبيل التجميل الخارجي دون الجوهر فمن الصعب علي اي نظام في خريف عمره ان يقدم علي اصلاحات جذرية قد لا تتفق مع موروثاته السابقة ومعتقداته ، اني اعتقد انه لا توجد اية رغبة حقيقية من جانب النظام الحاكم في تغيرات ديمقراطية حقيقية وما الامر الذي نشهده هذه الايام ما هو الا محاولة للتملص من الضغط الخارجي المطالب بتغييرات سياسية ديمقراطية في النظام السياسي الحالي ، وبالتالي فان سعي النظام الحالي سيقتصر علي ردود الافعال ومحاولة ايهام الاخر الخارجي بوجود اصلاحات تدريجية ن وان السبب في بطئ الاصلاحات راجع الي الرغبة في عدم تمهيد الساحة للاسلاميين الذين يشكلون خطرا علي المصالح الغربية ، او هكذا يعتقد من هم في الحكم ، وهكذا ايضا يتصورون ان الغرب يتفهم تباطؤهم ذلك .
اما عن الاحاديث عن وجود رغبة من جانب الاصلاحيين داخل الحزب الوطني في تكوين حزب جديد ، فلم يكن سوى محاولة لامتصاص غضبة الشارع علي الشعبية المتدنية التي وصل اليها الحزب الوطني عقب الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، لكن قوة سطوة المتنفذين في النظام الساسي منعت هذه الفكرة باعتبار انه من شان هذه الخطوة سحب جزء من قوتهم الساسية ، المتمثلة في الحزب الوطني ، وبالتالي فقد فضل ما يطلق عليه الحرس القديم واد هذه الفكرة في مهدها ، ولم يكن للحرس الجديد من اعتراض باعتبار ان مصالحهم مرتبطة بتماسك النخبة الحاكمة ورضاها ن وبالتالي اي محاولة للتمرد علي هذه النخبة قد يؤدي الي الاضرار بمصالح ما اصطلح علي تسميته بالحرس الجديد . وقد كانت هذه المصالح هي السبب في دخولهم العمل السياسي في المقام الاول وبالتالي فهم لا يريدون ان يكون هذا العمل الساسي الذي دخلوا له مكرهين سببا في اضرار قد تلحق بمصالحهم .
** هل تبقى الديمقراطية المصرية تتلقى الإصلاح من أعلى ؟
ليس من العيب ابدا ان تاتي الديمقراطية من اعلي فهناك العديد من الدول التي حدث بها هذا الامر واستمر ونجح ، وبالتالي فلا ينبغي ابدا التقليل من شان الديمقراطية التي تاتي من اعلي فالمعيار ليس من الاعلي ام الادني ، المعيار بامكانية تحقق الديمقراطية بالفعل ، ولكن المشكلة في مصر ان من في الاعلي لا يؤمن بالديمقراطية ولا يعمل علي انفاذها ويستخدم طرق عديدة لتاجيل هذه اللحظة ، وبالتالي فان الدور الشعبي يجب ان يؤمن بذلك ويجب ان يؤمن بان بقواعد اللعبة التي تتعامل بها مع هذا النظام ، اي التاصير فيه بالوسائل التي تؤثر فيه بالفعل ، وعدم الانجرار وراء شعارات رفض وادانة ، لن تجلب لنا الا تاخير المشروع الديمقراطي الذي نسعى اليه . هذا من جهة ، من جهة اخرى فان الاصلاح في مصر علي مر التاريخ لم يات الا من اعلي ، صحيح انه كان هناك دور معين للحركات الشعبية ، الا ان الامر الواضح ان الاصلاح ا لناجح دائما ما كان ياتي من اعلي .
** هل تتكيف السلطة مع التغيرات المحدودة لتبقى الأمر الواقع كما هو ؟
المتابع لممارسات السلطة في الفترة الاخيرة ، من المؤكد ان يقتنع انها ما فتات تستخدم نفس الاساليب والوسائل لتاخير الاصلاح الديمقراطي ، والكارثة انها ترى ان اسلوبها ذلك نجح في السابق وبالتالي فمن المؤكد انه سينجح اليوم ايضا ، وما الاعتقالات في صفوف بعض الحركات ( وان قلت ) وتلفيق التهم ، ومنع الصحف وحبس الصحفيين ، واثارة قضايا ثانوية وتسليط الضوء عليها للتغطية على سلبيات اخرى ، ورشوة بعض العاملين في جهاز الدولة (الموظفون) من خلال ما اصطلح علي تسميته بالحوافز والعلاوات . كل هذه الوسائل ما زال النظام يعتقد انه قادر علي اتباعها والتكيف معها للحد من انجازه لخطوات اصلاحية حقيقية .
** هل يتعين الانتظار حتى يمتلك النظام السياسي المصرى شروط التغيير الديمقراطى ؟.
الاجابة بالقطع لا ولكن لا بد من العمل علي اكثر من مستوى للتاثير علي النظام لعزله ، واستبداله بنظام اخر نستطيع التعاطي معه :
المستوى الاول : المستوى الخارجي : فرغم ادانة الكثيرين لهذا المستوى لكن من الاهمية ان يؤمن الجميع ان الدور الخارجي دائما ما كان موجودا في التغييرات في كل دول العالم ، فلا يستطيع احد ان ينكر دور الغرب في المانيا الغربية ودور الاتحاد السوفيتي في المانيا الشرقية ، كما لا يستيطيع احد ان ينكر دور الحلفاء في استقلال فرنسا ن ودور الحافاء في اليابان ، كما لا يستطيع احد ان ينكر الدور الخارجي في القضاء علي نظام التمييز العنصري الذي كان سائدا في الكثير من الدول كانت اخرهم جنوب افريقيا . وفي مصر فان حركات الاصلاحات دائما ما كانت لها علاقات بالخارج ، حتى الاصلاحيين الذي قادوا عمليات اصلاح التعليم كانوا متاثرين بهذا الاخر الخارجي ( رفاعه الطهطاوي ، قاسم امين ، علي مبارك) وبالتالي فنحن لا نطالب ابدا بعراق ارخي فهذا لا نقبل ونرفضه رفضا شديدا ، ولكن ما نقول به هو ان من اتي بهذا النظام وبسط له البساط حتى يبقي جاسما علي صدور المصريين كل هذه الفترة عليه ان يسحب هذا البساط وعلينا ان نقنعه بذلك . من خلال فضح هذا النظام وممارساته والاخطار التي يمارسها هذا النظام علي مصالح الخارج . وهذا ليس عيبا في شئ فالمثل الشعبي يقول من اتي بعفريت عليه ان يصرفه.
المستوى الثاني : تفعيل الحياة السياسية المصرية من خلال تكثيف الحركة داخل الشارع المصري ومضاعفة دور هذه الحركات من خلال تقوية ا لموجود منها وخلق حركات جديدة ، تستطيع ان تقترب من الشارع اكثر ، وتتجنب سلبيات بعض الحركات القائمة . ومن الاهمية ان يكون تعاطي هذه الحركات مع الشارع السياسي من خلال رفضها للقوانين المقيدة لحرية عمل هذه الحركات داخل الشارع ، علي غرار ما تقوم به حركة كفاية في التظاهر دون الالتفات الي قانون الطوارئ المقيد لهذا الحق .
المستوى الثالث : تفعيل دور وسائل الاعلام المختلفة واستخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في فضح انتكاسات النظام وفساد الياته ومنتجات ممارساته سواء كانت هذه الوسائل انترنت او فضائيات او حتى رسائل اجهزة محمول ،بالاضافة الي الصحف والمجلات المصرية والعربية والدولية ، وعلينا ان نعلم ان الثورة الايرانية نجحت في تغيير نظام الشاه من خلال وسائل اعلامية بسيطة(شرائط كاسيت) شارك فيها الجميع (اسلاميين – الخوميني ورفاقه ، وعلمانيين – حزب توده)
المستوى الرابع :تضافر جهود جميع الاحزاب للتاثير في الشارع السياسي وان يكون عملهم فرادي او مجتمعين المهم ان يصب في النهاية هذا النشاط في اتجاه التاثير علي النظام الحاكم الموجود حاليا . وان يتركز نشاط كل هذه الحركات في مطلب اساسي هو تغيير النظام الموجود حاليا ، والكف عن المطالبات الجزئية من قبيل تعديل او تغيير الدستور او الغاء هذا القانون او ذاك ، فكما قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لن يستطيع نظام في خريف عمره ان يغير التغيير الذي تتمناه اجيال ما زالت في ربيع عمرها او تتمني للوطن ان يعيش في ربيع عمرها الفائت .