الخميس، 22 يناير 2009

بعد فشل قمة الانظمة العربية هل تتحرك القاعدة العربية?????


كما هو متوقع تمخض الجبل فولد فارا ، ها هي ترتيبات عقد قمة الانظمة العربية قد اجهضت قبل انعقادها، وبعد ما شحذ المتفائلون- او بمعني ادق مدعو التفاؤل- اقلامهم من اجل الثناء علي هذه القمة وعلي نتائجها المتوقعة والتي جعلت الواحد منا يعتقد ان هؤلاء القوم قد تغير حالهم بين عشية وضحاها ليقودوا ثورة حقيقية في العمل العربي المشترك ، ويمدوا يد العون الى اخوانهم المحاصرين الصامدين تحت القصف في غزة الحبيبة ، والواقع ان قمة الانظمة العربية لم يكن ابدا -اذا استخدمنا منطق علمي سليم- متوقعا منها ان تفعل اكثر مما فعلته الدول العربية اثناء هذه الازمة ، وبفرض ان القمة قد عقدت بالفعل فبماذا تفيد وثيقة عهد او وثيقة لحد فيما آل اليه الوضع العربي ، هل بفرض ان الزعماء العرب -كما يحبون ان يطلقوا علي انفسهم- اتفقوا علي مد غزة بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والطبية واتفقوا علي اصلاح نظمهم السياسية وتغلبوا علي كافة العوائق القانونية التي تحيط بفاعلية جامعة الدول العربية ، من الذي يضمن لنا ان تكون هذه القرارات كسابقتها توضع في درج اتسع حجمه وقلت قيمته بمرور الزمن؟ من الذي يضمن لنا ان تكون قرارات القمة ما هي الا ذر لرماد في عيون القمة الاقتصادية العربية المزمع عقدها في الكويت خلال الفترة القصيرة القادمة والمفترض فيها ان تتحدث عن التعاون الاقتصادي وليس من المنطقي ان ياتي التعاون الاقتصادي قبل التعاون حتى الانساني ؟ وما ان تنتهي هذه القمة وتعقد الصفقات من تحت المائدة وعلي رؤوس البسطاء من الشعوب العربية ان تعود ريمة الي عاداتها الفديمة من شلل كامل وشامل للعمل العربي المشترك ، وغير المشترك . وقد يقول قائل فلنترك هذه الجامعة المريضة تموت وحدها ، ولنبحث في انشاء منظمة عربية اخري نستطيع من خلالها معالجة سلبيات التنظيم القديم ، وذلك من خلال اقامة تجمع عربي مصغر يكون نواة لتجمع عربي اكبر ، يكون اكثر فاعلية والزاما لاعضائه ، ولكن قد ينسي هؤلاء نقطة هامة جدا وهي ان أي تنظيم عربي هو انعكاس للانظمة العربية ، هذه الانظمة التي نعرف جميعا كيف اتت ومن الذي اتي بها ، فهذا ورث الحكم عن ابائه ، وذاك جاء الي الحكم علي دبابة وذلك علي طيارة واخر جاء حاملا علما امريكيا وثالث حاملا علما فرنسيا او بريطانيا ، أي لم يات أي منهم بارادتنا نحن الشعوب العربية وبالتالي فهم لا علاقة لنا بهم ولا علاقة لهم بنا ، وبالتالي فكيف يعرف من لا نعرفه رغباتنا وامالنا ، وهو الذي اتي قبل ذلك من اجل وادها وتدميرها ، فلننفض هذا التراب الذي غشي عيوننا ، وعقولنا ونقولها كلمة صريحة وواضحة ، ان علي الشعوب العربية ان تتحرك الان وليس بعد ذلك ، علينا ان نسير قبل ان نسير (بضم النون)لا اتحدث عن اصلاح هنا او اصلاح هناك ولكن اتحدث عن خطة عربية شاملة تقودنا الي تغيير شامل ، عندها فقط نستطيع ان نخلع ثوب السلبية ونتحمل مسئوليتنا الوطنية من اجل النهضة الشاملة بعد اكثر من خمسين عاما من الفقر والافقار ، والاستبداد والظلم ، والتفكك والتشرزم ، ولناتي بانظمة هي منا ونحن منها ، انظمة تستطيع ان تقودنا الي عصر جديد ناخد فيه مكاننا بين الامم ، وليكن هذا التحرك شاملا تقوده الاحزاب ، وتحميه المؤسسة العسكرية ، وتباركه الشعوب ، ولتكن الديمقراطية التي حرمنا منها علي مدي اكثر من خمسين عاما هدفا وغاية لنا نستطيع ان نامن بها شر الحاكم اذا استبد ، او غني اذا فسد ، او فقير اذا انحرف ، فلتتحرك القاعدة العربية ولتتركها من هذه الانظمة التي لن يجدي معها اصلاح او تغيير فقد ياسنا منها وياست منا . وقد يرد علينا بان المؤسسة العسكرية التي تطالبها بان تحمي الثورة هي اهم اسباب ما حدث لنا منذ اكثر من خمسين عاما ، واقو ان حديثنا عن هذه المؤسسة يجب ان يكون بفكر جديد واسلوب جديد فقديما كان الزعيم ياتي علي دبابته وهو لا يعرف عن احوال الدنيا الا وحدته العسكرية وبلدته التي اتي منها اما اليوم فقد تغير الوضع واصبحت المؤسسة العسكرية بفضل الثورة الإعلامية التي قربت بين الشعوب وبفضل مرحلة الاسترخاء العسكري التني حبستها فيها هذه الانظمة العميلة اكثر انفتاحا والماما بقواعد اللعبة الدولية واللعبة الداخلية كما اننا لا نستطيع ان ننكر ان المؤسسة العسكرية ما زالت هي اكثر مؤسسات العالم العربي تنظيما وفاعلية رغم الهزائم والاخفاقات التي منيت بها علي مدي اكثر من خمسين عاما، وقد يرد علينا أيضا ان الاحزاب السياسية التي تتحدث عنها هي احزاب مريضة لم يكن ليسمح لها اصلا بالوجود اذ لم تكن بهذا الضعف ، وعلي الرغم من وجاهة هذا الطرح ، فان الاحزب السياسية العربية التي اتحدث عنها هي الاحزاب بالمعني العلمي للكلمة أي كل تنظيم سياسي له برنامجه واهدافه السياسية ، بغض النظر عن صفة الشرعية التي تتمتع بها تلك الاحزاب ام لا .علينا ان نؤمن بان العمل السياسي الحر لا يؤمن بالقيود التي وضعت علينا في هذا العهد الردئ ، فلا فرق بين حزب علماني واخر اسلامي او حزب شيوعي واخر ليبرالي او حزب اثني او طائفي او حتي اممي ، ما دام الجميع يؤمنون بالديمقراطية كالية لتداول السلطة وبالوطن الام الذي نستظل بظله ولا ظل لنا الا فيه فنعم لحرية الاحزاب ونعم بدور فاعل لها في دولة المستقبل التي ننشدها من اجل وطن يتسع للجميع . اما عن الشعوب العربية فلا اقصد بهم ابدا هذه الشرزمة من الفاشلين والمتنطعين علي ارصفة التاريخ معتقدين انه سينصف احلامهم يوما من الايام ، ان حديثي هو عن تنظيمات المجتمع المدني عن النقابات عن الجمعيات الاهلية عن المنظمات غير الحكومية عن المثقفين والطلبة والعمال عن الموظفين ، عن الاطباء والمهندسين ، عن كل فئات المجتمع المتطلعه الي عهد تسوده قيم الحرية والمساواة والاخاء ، فليكن التغيير بهؤلاء الصامتين يائسا ، الراشدون عقلا ، الناقمون وضعا . اننا ابدا لانري فيهم الا وقودا محركا لخطة تغيير طاهرة شاملة لتغيير وضع كرهناه وكرهنا.