حركة طالبان
من المسجد الى السلطة الى الكهف
مقدمة
تعتبر افغانستان من الدول التي تتمتع باهمية بالغة في الانظمة الدولية المتعاقية التي مرت على العالم ، مما دفع محمد اقبال الشاعر الباكستاني الاشهر الى وصفها بما يلي:
آسـيا مقارنةُ بالجسمِ الحيِّ متكوّنة من تربةٍ وماءٍ:
إنّ القلبَ الذي يَضْربُ داخل الجسمِ هو أفغانستان
دمـار الأفغـان سَـيَكُونُ دمـارَ آسـيا
وفي تقدّمِهـم وازدهـارِهم تَكْمن سـعادة آسـيا
وعلى ما يبدو، فإن استهداف أفغانستان عبر التاريخ من قبل العديد من قوات الاحتلال الأجنبية، كان للاستيلاء على منابع النفط والغاز في الشمال والمعادن الغنية الموجودة في جنوبها، مثل الفحم الحجري، والحديد، والزمرد و الماس، إضافة إلى الذهب واليورانيوم والنحاس.(1)( بالاضافة الى الموقع الجغرافي الهام على حدود الامبراطورية السوفيتيه سابقا ، وبجوار ايران من جهة اخرى ، عوامل كهذه جعلت من افغانستان محط انظار العديد من القوى الدولية والاقليمية بل وحتى الداخلية التي سعت للسيطرة عليها والاسئثار بالكعكة الافغانية دون شريك . وهذا هو السب في الحروب الاهلية المتتالية التي عاشتها الدولة الافغانية منذة ما يقرب من خمسين عام .
من هنا كان اهتمامنا بحركة طالبان الافغانية باعتبارها احد الحركات التي حاولت السيطرة على افغانستان بعد حقبة ليست بالقصيرة من الاضطرابات الاهلية والنزاعات القبلية،كما انها ايضا القوة الان التي تواجه الاحتلال الاجنبي الموجود على اراضيها الان ، وقد كان لهذه الحركة اهميتها وتمايزها عن باقي الحركات الاخرى في افغانستان وذلك نظرا لمحدوية اعضاءها مقارنة بالاثر القوى الذي حققته في فترة قصيرة من عمر الدولة الافغانية،كما ان حداثة نشاتها اضافا بعد اكثر تمايزا من ابعاد بروزها على الساحة هناك بهذا الشكل . وفي هذه الدراسة سوف نحاول الاقتراب من هذه الحركة محاولين الاجابة على الاسئلة التالية .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مختصرالأخبار2025الثلاثاء08/03/1428 الموافق 27/03/2007) http://www.almokhtsar.com/html/news/1496/1/)
من هي طالبان؟ وما أهدافها؟ وما علاقتها بالحركات الاسلامية الاخرى ، وما العوامل الداخلية والخارجية التي ساعدت على نشوئها وتطورها؟ وكيف بسطت نفوذها على معظم الأراضي الأفغانية؟ وما طبيعة علاقاتها بدول الجوار مثل باكستان وإيران وروسيا؟زما مستقبل هذه الحركة في الشارع الافعاني هل الكهف هو مآلها ،ام السلطة نصيبها ،ام المسجد منتهاها مرة اخرى . هذه الأسئلة وغيرها نحاول الاجابة عليها من خلال هذه الدراسة .
اولا :النشاة
بعد سقوط الجمهورية الديموقراطية الأفغانية المدعومة من قِبل الإتحاد السوفييتي في عام 1992، تردّت الأوضاع في أفغانستان وشاع قانون الغاب بين القوى الأفغانيّة المتناحرة، وفي ربيع عام 1994، شاع خبر اختطاف و اغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التّابعة لأحد الفئات الأفغانيّة المتناحرة في قرية "سانج هيسار" قرب مدينة "قندهار" ونما إلى الملاّ محمد عمر خبر إختطاف الفتاتين فألّف قوة من 30 رجل وسعي مع الرّهط لتخليص الفتاتين وقد نجح في عملية التخليص وقام بدوره بتعليق قائد عملية الخطف والإغتصاب على المشنقة. من هذه اللحظة، وُلدت جماعة طالبان ،بسبب فعلتهم هذه في تخليص الفتاتين،في إضفاء نوع من العدالة والأمن بين القرويين الذين كانوا في أمس الحاجة لهذه الأفعال البطولية. (2). وبذلك نشأت هذه الحركة في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد، والذي كان هدفه الرئيسي في ذلك الوقت هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وقد ساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.وقد فرّ الملا عمر بعد هذه الحادثة إلى "بلوشستان" الواقعة في باكستان المجاورة وعاود الظّهور مرة أخرى في أفغانستان في الخريف إلا أنه هذه المرة كان مدجّجاً بـ 1500 من الرّجال المسلحين والهدف من هذا العتاد كان لتوفير الحماية لقوافل التّجار الباكستانيين لعبور الأراضي الأفغانية مروراً إلى تركمانستان، إلا أن بعض التقارير الامنية كانت تفيد أن هذه القوافل لم تكن إلا لمقاتلين باكستانيين متخفّين كقوات لطالبان. وهو الامر الذي ساعدهم من التمكن من السيطرة على قندهار وما حولها، بعد ذلك هاجمت طالبان قوات إسماعيل خان المتمركزة في غرب البلاد وتمكنت من السيطرة على مدينة "هيرات" في 5 سبتمبر 1995. وفي شتاء نفس العام، حاصرت طالبان العاصمة "كابول" وأطلقت الصواريخ على المدينة وقامت بقطع الطرق التجارية المؤدية إلى مدينة كابول مما إستدعى من كل من رئيس أفغانستان برهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار المتناحرين الى التّوقف عن القتال فيما بينهما وتوحيد الصّفوف في مواجهة العدو المشترك والمتمثل في حركة طالبان. الا انه يبدو ان هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) موسوعة ويكيبيديا
التحالف قد جاء متاخرا ففي 26 سبتمبر عام 1996، وقعت كابول وفر منها حكمتيار وربّاني واتّجها شمالاً وبذلك نشأت إمارة أفغانستان الإسلامية.(3)
وبعد وصول طالبان للحكم كانت باكستان هي اول المعترفين بها كحكومة شرعية في أفغانستان وتلتها المملكة العربية العربية السعودية في اليوم التالي وقد تلقت الحركة دعماً لوجيستياً وانسانياً من الاخيرة في فترة نشأتها وذلك عبر لجانها الخيرية والتي كانت تبعث بمليونين دولار سنوياً لتمويل جامعتين،و6 مراكز طبيّة، ورعاية 4000 من الأيتام. وكانت دولة الامارات العربية المتحدة آخر المعترفين بالحركة .ولم يعترف باقي العالم بحركة طالبان كممثل شرعي في أفغانستان إلا الدول الثلاث آنفة الذّكر ومن ضمن الذين لا يعترفون بحركة طالبان كممثل شرعي هى منظمة الأمم المتحدة التي كانت لاتزال تنظر إلى "رباني" كرئيس لأفغانستان رغم علم المنظمة بقلة حيلة رباني في السيطرة على زمام الأمور. الا انه وفي 22 سبتمبر 2001 ونتيجة ضغوط دولية من أطراف عديدة سحبت كل من العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إعترافهما بحكومة طالبان ،كما تحالفت باكستان مع الولايات المتحدة في حربها على ما سمته هذه الاخيره جلاب ضد الارهاب، مما سحب اي اعتراف خارجي بالحركة. وفي أكتوبر من عام 2001، قامت الولايات المتحدة مدعومة من قبل بلدان أخرى بغزو أفغانستان لرفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن وقامت قوات تحالف الشمال بخوض المعارك البرية وتم إستبعاد حركة طالبان من دفّة الحكم.
ثانيا : الانتماء العرقي:
ينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد وتحديدا في ولاية قندهار ويمثلون حوالي 38% من تعداد الأفغان (4)( (9-10 ملايين) البالغ قرابة 27 مليون نسمة. وهي الولاية التي خرّجت طالبان. ومعروف أن هناك 21 قومية في أفغانستان، كل قومية لها لغتها المستقلة.(5)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(3)موسوعة ويكبيديا .
(4)موقع اخبار الاسلام http://www.islamicnews.net/Common/ViewItem.asp?DocI49707&TypeID=2(&ItemID=
(5) شيرين حامد فهمي – إسلام أون لاين . 20/09/2001
ثالثا :الانتماء الفكري
طالبان حركة إسلامية سنية تعتنق المذهب الحنفي،(6). وتتبع العقيدة الماتريدية التي تؤمن بالاختيار، ومن ثم لا تؤمن بالجبر. وفرقة الماتريدية من أهل السنة، وقد اختلفت مع فرقة الأشاعرة – التي تنتمي أيضاً إلى أهل السنة – في 13 مسألة منها قضية الجبر والاختيار. وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه.وقد تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس(7) الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة .إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.ويتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان" وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس.
رابعا : الفكر السياسي للحركة
ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله. ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية.وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد،(8)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) موقع الاقباط الاحرار http://www.freecopts.net/forum/index.php)
(7) موقع الجزيرة نت http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm موقع الجزيرة نت . ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ولا يصح عزله إلا بإحدى ثلاثة أمور: الانحراف عن الدين، العجز عن أداء الوظائف، الموت. كذلك لا تعتقد طالبان في إلزام الشورى، وتعتبرها مُعْلِمَة فقط. بمعنى أن القرار في النهاية بيد الأمير. وتحرم طالبان مختلف أشكال الإعلام الحديث والفنون، فتعتبر التليفزيون محرما لأنه يقوم على التصوير وهو محرم عندها لكونه من وسائل اللهو في نظرها. أما الموسيقى – بما فيها الموسيقى العسكرية والدف – بالإضافة إلى التمثيل، فكلها من المحرمات عند طالبان. ولذا، لا يسمح بها في المحطات الإذاعية التي تقتصر على الأناشيد الجهادية وقصائد مديح الرسول صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن الكريم وترجمته وبرامج الأسئلة الفقهية. وتحرّم طالبان نشر الصور في صحفها، التي تحوز على الاهتمام الأكبر، ومثال ذلك صحيفة "الطالب" التي تصدر باللغة العربية، وصحيفة "شريعت" التي تصدر باللغتين الفارسية والبشتو.وبالنسبة لعمل المرأة وتعليمها، وترى طالبان أن مجال عمل المرأة هو بيتها، فلا يجوز لها أن تخرج إلا عند الضرورة الملحة. أما تعليمها فيرون أن المرأة يجوز لها أن تتعلم أمور دينها في بيتها عن طريق أحد محارمها، أما تحصيل العلوم الدنيوية من الخارج فليس مسموحاً به على الإطلاق. ومن معالم النظام الإسلامي عندهم: إجبار الناس على صلاة الجماعة، وإعفاء اللحى، وتغطية الرأس بالعمامة، ومنع تطويل الشعر والموسيقى والصور وغيرها عن طريق إدارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس".(9)(طالبان من حلم الملا إلى إمارة المؤمنين، مولوي حفيظ الله حقاني، معهد الدراسات السياسية، إسلام آباد، باكستان، الطبعة الأولى 1997)
خامسا : العلاقة بين حركة طالبان والحركات الاسلامية الاخرى :
يختلف فكر الحركة مع الحركات الإسلامية الأخرى من الإخوان المسلمين إلى الوهابيين إلى السلفيين. فالحركة السلفية مثلاً تعتبرها طالبان جماعة منحرفة معادية للمذاهب مكفّرة للمسلمين. وقد أثّر موقف علماء الهند وباكستان تجاه المفكر الإسلامي أبي الأعلى المودودي – ذلك الموقف الذي اتصف بالعدائية الشديدة – على فكر طالبان، وانسحبت تلك العدائية على جماعة الإخوان المسلمين ومن يحمل فكرها. ومع ذلك، فإن مجلة "الطالب" التي تصدر باللغة العربية تكون عادة مشحونة بالنقل عن سيد قطب – لكونه داعياً وليس فقيهاً – لتثبت طالبان عدم وجود خلاف بينها وبين الإخوان المسلمين، حيث تراها طالبان ذات تأثير كبير في العالم الإسلامي. كما نجد نفس المجلة مشحونة بالنقل عن كتب ابن تيمية كمحاولة لاستمالة السلفيين.وترى طالبان أن الأحزاب الجهادية الأفغانية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم ساعد حركة طالبان وأيدها – مثل حركة الانقلاب الإسلامي والحزب الإسلامي ( بقيادة مولوي خالص) – وهؤلاء يسمون إخوان الحركة، ولكن لا يُسمح لهم بالانضمام بتشكيلاتهم الحزبية، بل كأفراد لا بد من ذوبانهم في الحركة. وقسم لا تملك قياداته الصفات الأخلاقية للمشاركة في حكومة طالبان مثل حزب مجددي وجيلاني. وأخيراً، قسم قاتل ضد الحركة، ولا بد من تقديم قادته إلى المحكمة الشرعية. وتعتقد طالبان أن كل من يعاديها إنما يعادي الإسلام، ومن ثم، فهي ترى أن جهادها ضد المعارضة هو جهاد في سبيل الله.(10) http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/09/article25.shtml موقع اسلام اون لاين .
سادسا: الصفات النفسية لأفراد الحركة:
يتميز أفراد الحركة بعدة صفات نفسية أهمها العناد والصلابة وتحمل المشاق شأنهم في ذلك شأن الأفغان عموما وسكان ولاية قندهار التي نشأت حركتهم بها على وجه الخصوص.ولعل في المسابقة الشعبية المشهورة في ولاية قندهار والتي يطلق عليها "إطفاء الجمر" ما يعطي إشارة على ذلك، فالمسابقة تتلخص في حمل اللاعبين لجمر مشتعل بأيديهم لمدة طويلة حتى تنطفئ، ويكون الفائز في هذه المسابقة هو من لا يتحرك أويتأوه. كما يتميز أفراد هذه الحركة بالقدرة على تحمل الخشونة وشظف العيش، واحترامهم لعلماء الدين، إضافة إلى الإخلاص لفكرتهم والعمل الجاد على تنفيذها، والبساطة التي تميز حياتهم.(11) (مولوي حفيظ الله حقاني :طالبان من حلم الملا إلى إمارة المؤمنين، ، معهد الدراسات السياسية، إسلام آباد، باكستان، الطبعة الأولى 1997.)
سابعا : اهم شخصيات الحركة
1. الملا عمر
هو الملا محمد عمر مجاهد بن المولوي غلام نبي آخوند بن الملا محمد رسول آخوند بن المولوي محمد أياز… وهو سليل أسرة من علماء الدين، والملا في أفغانستان هو الطالب الذي يدرس العلوم الشرعية أما المولوي فهو الذي أتم دراسته بالفعل.وقد ولد الملا عمر عام 1959 في قرية (نوده) من قرى قندهار، وينحدر من قبيلة "هوتك" أحد أفخاذ قبيلة "غلزايي" البشتونية المعروفة،وهو ينحدر من أسرة فقيرة جدا ليس لها حتى الآن قطعة أرض ولا بيت سكني، وكان أجداده من المولوية الذين كانوا يشتغلون بالإمامة في المساجد، ويعيشون على مساعدات ضئيلة تقدم لهم من أهل القرية.. وقد توفي أبوه عندما كان عمره ثلاث سنوات، ولم ينجب أبوه غيره، وتزوج عمه الأكبر المولوي محمد أنور من أمه، وتربى في حضن عمه (زوج أمه) محمد أنور الذي درس له الكتب الابتدائية، وانتقلت الأسرة إلى مديرية "بيروت" في ولاية أرزجان؛حيث كان يشتغل زوج الأم إماما للمسجد وخطيبا له.وعندما دخلت القوات السوفيتية إلى أفغانستان كان الملا عمر يبلغ من العمر حوالي 19 عامًا، وكان يدرس في منطقة "سنج سار" بمديرية "ميوند" من ولاية "قندهار"، وترك الدراسة والتحق بالمقاومة الشعبية الجهادية التي اندلعت فور دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان.وشارك في معارك كثيرة ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق في ولايتي قندهار وأرزجان اللتين شهدتا معارك ضارية، وكان يتنقل من منظمة جهادية إلى أخرى، وبقي فترة طويلة قائدا لمجموعة صغيرة في جبهة القائد الملا نيك محمد التابعة للحزب الإسلامي بزعامة المولوي محمد يونس خالص، واستقر به المقام آخر الأمر في حزب "حركة الانقلاب الإسلامي" التابع للمولوي محمد نبي محمدي، والحزبان كان عمادهما علماء الدين.ويعتبر الملا محمد عمر من المقاتلين الأشداء،حيث اشتهر بأنه كان يحمل على كتفه دائما مدفع –rpg)7) المضاد للدبابات،وكان يخوض معارك ضد القوات السوفيتية في ولايتي قندهار وأرزجان، وقد جرح مرتين في ولاية أرزجان، وعاد إلى مدرسته في منطقة "سنج سار" بولاية قندهار بعد سقوط حكومة نجيب الله عام 1992م ليكمل دراسته التي توقف عن الاستمرار عنها قبل 13 عامًا، وليشتغل هناك إماما لمسجد القرية، وهذه المدرسة مازالت قائمة بغرفها وجدرانها الطينية المتواضعة(12). ( ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)
2. الملا بيرا دار:
القائد الثاني لطالبان بعد الملا عمر؛ فهو الذي يعطي التعليمات للقادة الآخرين، كما أنه الشخص الوحيد الذي يُجري الاتصالات مع الملا عمر من خلال المندوبين، وكان الملا بيرا دار يشغل منصب نائب رئيس جيش طالبان، وهو يدير الحركة من قرية «ديه راوود» مع 3 آخرين من نائبيه.
3. أختر عثماني (قائد فيلق القوات في قندهار جنوب أفغانستان)، والملا عبد الرزاق (وزير الداخلية السابق)، والملا زاد الله (قائد سابق للقيادة الشمالية) الذي كان يتولى الدفاع عن كابول من الشمال قبل أن تسقط في يد قوات التحالف الشمالي في نهاية عام 2001، وقد اعتقل لكنه استطاع الفرار بعد ذلك من سجن قندوز. ويتولى هؤلاء القادة الثلاث مسئولية جنوب أفغانستان من قندهار إلى كابول وأروزجان.
4. مولانا سفير الرحمن: قائد سابق لقوات الحزب الإسلامي الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار، لكنه انضم لطالبان في الفترة من 1996 إلى 1997. وهو مسئول عن حركة طالبان في غازني وبكتيكا وبكتيا وخوست (جنوب شرقي أفغانستان).
5. الملا كبير: نائب رئيس الوزراء السابق لطالبان، ويدير قوات الحركة في ننجرهار ولغمان وكونار.
6. أنور باغاز: قائد طالبان في كابول والمدن القريبة منها مثل باروان وكابسيا ولاجور ووردك.
7. قاري أختر :وهو من قدامى حركة طالبان- عمل كمنسق للعلاقات مع باكستان، ويعمل معه أيضا المقاتل الشيشاني طلحة يلداز. وهذين القائدَين يعيشان في مناطق قبلية بباكستان.(12)
http://www.assabeel.info/inside/article.asp?newsid=3580§ion=80 موقع السبيل
ثامنا : العوامل الداخلية والخارجية لبروز الحركة:
ساعد على سرعة انتشار الحركة وإقبال الأفغان عليها في العديد من الولايات وبالأخص الجنوبية والشرقية عدة عوامل داخلية وخارجية منها:
1- : العوامل الداخلية
أ. اغتيال أحمد شاه مسعود قائد تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان على أيدي عناصر يشتبه في انتمائها إلى طالبان.مما شكل ضربة قوية لاهم اعداء الحركة واكثرهم تنظيما . الامر الذي اثر تاثيرا شديدا على معنويات الحركات الاخرى وقدراتها التنظيمية .
ب . الحروب الأهلية
كان للحروب الأهلية الطاحنة التي نشبت بين فصائل المعارضة الأفغانية بسبب الصراع على السلطة وإيمان كل طرف بأنه الأحق بالحكم ،والتي أوقعت عددا كبيرا من الخسائر البشرية والمادية ،والتي لم ينجح الوسطاء الدوليون في وضع حد لهذه الحروب، وكان لذلك دور مهم في إقبال قطاعات كبيرة من الأفغان على حركة طالبان التي رأوا فيها وسيلة لتخليص أفغانستان من ويلات تلك الحروب وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
ج . الفوضى وانعدام النظام
دبت الفوضى في الجسد الأفغاني بعد دحر قوات الاحتلال السوفياتي، وانقسمت أفغانستان بين الجماعات والفرق المتصارعة، وأصبحت وحدة البلاد مهددة نتيجة لذلك، ولم يكن أمام السكان قوة موحدة تجبرهم على احترام القوانين والتقيد بالقرارات الصادرة. فإبان ظهور الحركة كانت حكومة رباني ومسعود تسيطر على سبع ولايات فقط في شمال ووسط أفغانستان، بينما يسيطر القائد الشيوعي السابق رشيد دوستم على ست ولايات في الشمال، وكانت "شورى ننجرهار" يتحكم في ثلاث ولايات في الشرق، وإدارة إسماعيل خان تتحكم في غرب أفغانستان، إضافة إلى العديد من الولايات التي كانت دون أي نوع من الإدارة، فكانت حركة طالبان أملا للشعب الأفغاني في المحافظة على وحدة البلاد ومنع انشطارها الداخلي.
د . الفساد الأخلاقي
فقد استشرى الفساد نتيجة لرواسب الحقبة الشيوعية التي عاشتها أفغانستان وتحكم القائد الشيوعي رشيد دوستم في بعض الولايات والفوضى الإدارية التي جعلت من الصعوبة على جهة معينة محاربة الرذائل التي انتشرت في المجتمع الأفغاني المحافظ بطبيعته، وهو ما جعل من حركة طالبان -والتي أخذت على عاتقها محاربة مثل هذه المظاهر- تلقى صدى طيبا في نفوس الأفغان.
هـ . الاضطرابات الأمنية
حيث عانت أفغانستان كثيرا من انفلات الوضع الأمني الذي تمثل في اختطاف السيارات وبالأخص التابعة للمؤسسات الإغاثية وأعمال السلب والاشتباكات المسلحة التي كانت تقع بين المجموعات المسلحة داخل الأماكن المزدحمة مما كان يسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما نتج عن ذلك ابتزاز الأموال وفرض أنواع من الإتاوات، لذلك رغب الناس في أية سلطة تعيد الأمن وتفرض الاستقرار وتمنع هذه الانتهاكات مما مهد الطريق أمام طالبان الذين استطاعوا التعامل بفاعلية مع هذا
الأمر حتى تخلصت أفغانستان من آثاره.
و. طبقة أثرياء الحرب
وهي طبقة ظهرت عليها علامات الثراء السريع بعد انتهاء الحرب الأفغانية السوفياتية بسبب الاتجار بالمعادن والأحجار الكريمة والأسلحة والذخيرة وأكوام الحديد الخردة التي خلفتها الحرب إضافة إلى تحكم بعض ذوي المناصب في الأموال الناتجة عن الجمارك والضرائب الحدودية، فأصبح هناك طبقة ثرية وسط شعب يعتبر من أفقر شعوب العالم مما أوجد مشاعر من الحنق على هؤلاء، وقد رغبوا بأن تخلصهم طالبان منهم وتعمل على إعادة توزيع الثروة في البلاد بطريقة عادلة.(13)
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm موقع الجزيرة نت
2- العوامل الخارجية
أما العوامل الخارجية فقد تضافر العديد منها في وقت واحد على المستوى الدولي والإقليمي وهيأت المجال أمام حركة طالبان.وكانت كالتالي :
أ. باكستان
هي تسعى إلى التعاون مع حكومة صديقة في أفغانستان لتسهيل عمليات التبادل التجاري بينها وبين جمهوريات آسيا الوسطى، ولم تجد بغيتها في حكومة رباني ومسعود التي اتهمتها بالتعاون مع الهند، وحاولت الإطاحة بتلك الحكومة عن طريق حكمتيار ودوستم لكنها فشلت في ذلك، فلما ظهرت طالبان سارعت باكستان إلى دعهما والتعاون معها. (14)http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm موقع الجزيرة نت . ورغم نفي الحركة عن نفسها ذلك الا ان حجم المؤيدين لهذه الفكرة يستندون في ذلك الى الجولة التي قام بها وزير الداخلية الباكستاني آنذاك الجنرال نصير الله بابر في جنوب وغرب أفغانستان في أكتوبر 1994 حيث التقى فيها بالقادة والمسؤولين في ولايتي قندهار -معقل الحركة- وهيرات، وأرسل قافلة إغاثية مكونة من 30 حافلة تحت قيادة كولونيل من المخابرات الباكستانية واستطاعت طالبان إنقاذها بعد أن حاولت جماعة جيلاني بزعامة منصور آغا اعتراضها، وبرز اسم طالبان في الإعلام العالمي منذ ذلك اليوم الذي كان يتابع أنباء الاستيلاء على تلك القافلة.لكن من الثابت أن حركة طالبان كانت قد بدأت نشاطها قبل ذلك بأربعة أشهر على الأقل، وجاء ظهورها متواكبا مع رغبة باكستان في الحصول على تأييد حركة شعبية بمثل حجم طالبان التي بدأت تكسب تأييد الشعب الأفغاني يوما بعد يوم.ويرى آخرون أن المولوي فضل الرحمن أمير جمعية علماء الإسلام في باكستان والذي كان يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الباكستاني في حكومة بينظير بوتو هو الذي طرح فكرة إنشاء حركة طالبان واستشار في ذلك برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف وقد وافقا على إنشائها على اعتبار أنها ستوجه ضربة قوية لقوات حكمتيار عدوهما اللدود حينذاك. في حين يرى بعذ المراقبين ان المولوي فضل الرحمن لم يكن بالشخصية المؤثرة فيما كان يجري في أفغانستان ولم يكن في استطاعته إنشاء حركة مثل طالبان.(15) طالبان من حلم الملا إلى إمارة المؤمنين، مولوي حفيظ الله حقاني، معهد الدراسات السياسية، إسلام آباد، باكستان، الطبعة الأولى 1997
ب . الولايات المتحدة
أما الولايات المتحدة الأميركية فقد تقاطعت مصالحها مع مصالح طالبان في بداية نشاتها،حيث لم تمانع من ظهورها في بداية الأمر ثم سرعان ما اختلفت المصالح بعد ذلك فانقلب الوضع وأصبحت من ألد أعدائها. ففي البداية رغبت الولايات المتحدة الأميركية في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها حتى تخلو الساحة لجماعة أصولية واحدة تستطيع تطويعها في فلك السياسية الأميركية بعد ذلك، ورغبت واشنطن كذلك في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق وبخاصة في جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي. لذلك لم تمانع الولايات المتحدة ولم تقف حجر عثرة أمام تقدم طالبان. (16)( المصدر الجزيرة نت)
عاشرا : أهداف الحركة
أعلنت طالبان على لسان الناطق الرسمي باسمها الملا عبد المنان نيازي يوم 3/11/1994 بعد أن استولوا على مديرية سبين بولدك أن هدف حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف إضافة إلى إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم.لكن بعد أن استولت الحركة على عدد من الولايات ولقيت قبولا مبدئيا لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية، طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم 4/4/1996. وقد نشرت الحركة أهدافها على النحو التالي:
· إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.
· أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.
· أن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة الإسلامية.
· اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.
· قلع جذور العصبيات القومية والقبلية.
· حفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
· توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات الإٍسلامية.
· تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
· التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات.
· تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة.
· قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.
· استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.
· إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية.
· اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
· التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب والسنة.
· أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات.
· طلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار أفغانستان.
· جمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع والمرافق العامة.(17)
20/09/2001 شيرين حامد فهمي – إسلام أون لاين
http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/09/article25.shtml
حادي عشر : مراحل الاستيلاء على السلطة
حققت قوات طالبان مكاسب عسكرية سريعة واستطاعت أن تهزم القيادات العسكرية ذات الخبرة الواسعة بفنون القتال أثناء الحرب الأفغانية السوفياتية، والسبب في ذلك يرجع إلى قوة الدافع الديني المحرك لهؤلاء الطلاب والذين أفتى لهم علماؤهم بأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله، وبسبب التعاطف الشعبي الذي لاقوه رغبة في التخلص من الاضطرابات الأمنية وحالة الفوضى التي كانت تعيشها أفغانستان. وكانت مراحل الاستيلاء على السلطة على النحو التالي :
· ظهرت الخلية الأولى لحركة طالبان بعد أن اجتمع 53 طالبا من طلاب المدرس الدينية في منطقة "سنج سار" بقندهار ثم انتقلوا إلى منطقة "كشك نخود" وبداوا بنزع السلاح من مجموعات المجاهدين وإزالة نقاط التفتيش الموضوعة لجمع الإتاوات على الطرق العامة ثم استولوا على مديرية أرغستان.
· في أغسطس عام 1994 بايع طلاب المدارس الدينية الملا محمد عمر أميرا لهم وتعاهدوا على جمع السلاح واستعادة الأمن والاستقرار وإزالة نقاط التفتيش وجمع الإتاوات.
· في أكتوبر عام 1994 وسعت طالبان من نشاطاتها فاستولت على مديرية "سبين بولدك" الحدودية كما استولت على مخازن الأسلحة والذخيرة المركزية للولايات الجنوبية الغربية التابعة للحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار التي تعتبر من أكبر مخازن السلاح في أفغانستان.
· في 3/11/1994 برز اسم طالبان في الإعلام الدولي لأول مرة بعد نجاحهم في إنقاذ قافلة الإغاثة التي أرسلتها الحكومة الباكستانية إلى أفغانستان واعترضتها مجموعة جيلاني بقيادة منصور آغا واستطاعت طالبان إنقاذ القافلة وإعدام قائد جماعة جيلاني مع بعض رفاقه.
· في 5/11/1994 سقطت مدينة قندهار بيد طالبان بعد معارك راح ضحيتها 40 قتيلا.
· في شهري نوفمبر وديسمبر 1994 استولت الحركة على الولايات المجاورة دون مقاومة فبسطوا سيطرتهم على ولايات هلمند وزابل وأرزجان، ولم تكن الحركة تتوقع أو تنوي مجاوزة حدود قندهار إلى غيرها من الولايات .
· في 26/1/1995 سقطت مدينة غزني بيد طالبان بعد أن جردت قوات الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار من أسلحتهم.
· في 10/2/1995 استولت طالبان على ميدان شهر المعقل الحصين للحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار بولاية وردك في هجوم مباغت.
· في 14/2/1995 تمكنت حركة طالبان من إحكام سيطرتها على جميع مناطق نفوذ الحزب الإسلامي حول كابل بعد انسحابه من مقره في "تشاراسياب" إلى منطقة سروبي.
· في 19/2/1995 استولت الحركة على معظم مناطق ولايتي بكتيا وبكتيكا الجنوبيتين.
· في 21/2/1995 طالب المولوي فضل الرحمن رئيس جمعية علماء إسلام باكستان الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني بتسليم الحكم والأسلحة التي بحوزته لطالبان.
· في 6/3/1995 اندلعت حرب شديدة بين قوات احمد شاه مسعود وحزب الوحدة الشيعي بقيادة عبد العلي مزاري الذي فقد سندا قويا بعد انسحاب قوات حكمتيار ودوستم من مواقعها حول كابل.
· في 8/3/1995 تدخلت قوات طالبان للحيلولة بين الفصائل المتحاربة (حزب الوحدة والحكومة) واستولت على مواقع حزب الوحدة الشيعي وبدأت بنزع أسلحة الشيعة وأسرت قائد الحزب عبد العلي مزاري في 11/3/1995 ووجدت طالبان لنفسها موطئ قدم لها في العاصمة كابل وراحت تستعد لمواجهة القوات الحكومية للمرة الأولى.
· في 11/3/1995 استردت قوات مسعود جميع مواقع حزب الوحدة الشيعي التي استولت عليها طالبان في غرب كابل.
· في 13/3/1995 أعلن عن مقتل عبد العلي مزاري زعيم حزب الوحدة الشيعي في ظروف غامضة.
· في 9/5/1995 هاجمت القوات الحكومية بقيادة إسماعيل خان والي هيرات في جنوب غرب أفغانستان حركة طالبان وتمكنت من استرجاع ولايتي فراه ونيمورز أكثر مناطق ولاية هلمند وبدأت تهدد قندهار مركز حركة طالبان ومعقلها الحصين.
· في 2/9/1995 استطاعت طالبان في هجوم مفاجئ أن تسترد ولاية فراه وهلمند ونيمروز من قوات إسماعيل خان واستولت على قاعدة "شين دند" الجوية التي تعتبر من أكبر القواعد الجوية في أفغانستان.
· في 3/9/1995 وقعت خلافات بين والي هيرات وأحمد شاه مسعود فأصدر الأخير قراره بعزل والي هيرات وفي هذه الأثناء دخلت قوات طالبان هيرات بعد أن انسحب واليها مع رفاقه إلى إيران.
· في 10/10/1995 تقدمت قوات طالبان نحو كابل بعد أن سيطرت على مساحات شاسعة جنوب غرب أفغانستان وعلى تشاراسياب وتلال خير آباد المشرفة على جنوب كابل للمرة الثانية وبذلك أحكمت حصارها على مدينة كابل.
· في 3/4/1996 بايع 1500 من العلماء من مختلف أنحاء أفغانستان الملا محمد عمر أميرا ولقبوه بأمير المؤمنين.وفي أغسطس 1996 بدأ هجوم طالبان على معسكرات الحزب الإسلامي (حكمتيار) في ولايتي بكتيا وبكتيكا خوفا من تنسيق العمليات العسكرية ضدهم من جهتي الأمام والخلف بعد التوقيع على اتفاق بين حكمتيار ورباني .
· في 24/8/1996 استولت طالبان على قاعدة "سبينة شجة" المعقل الحصين لحكمتيار بولاية بكتيا واستولت على مخازن كبيرة للسلاح.
· في 27/8/1996 استولت طالبان على مديرية "أزره" بولاية لوجر التي كانت تعتبر خطا دفاعيا منيعا لمدينة كابل.
· في 8/9/1996 استولت طالبان على مديرية "حصارك" التي تعتبر بوابة مدينة جلال آباد وانهزمت قوات شورى ننجرهار دون مقاومة مخلفة وراءها عشرات الدبابات وراجمات الصواريخ.
· في 10/9/1996 استقال حاجي عبد القدير والي ننجرهار ورئيس شورى الولايات الشرقية من منصبه وهرب إلى باكستان برفقة محمد زمان القائد الميداني لجماعة جيلاني في ننجرهار.
· في 11/9/1996 دخلت قوات طالبان إلى مدينة ننجرهار بقيادة ملا بورجان بعد مقتل كبار شخصيات ولاية ننجرهار.
· في 27/9/1996 سقطت العاصمة كابل في يد طالبان بعد انسحاب القوات الحكومية منها إلى الشمال، وأعدمت الحركة ليلة دخولها كابل رئيس أفغانستان الشيوعي السابق نجيب الله، وأعلن ملا محمد عمر عن تكوين لجنة من ستة أشخاص برئاسة ملا محمد رباني النائب الأول له، وسقطت قاعدة "بغرام" الجوية بيد طالبان.
· في 10/10/1996 وقع كل من دوستم (قائد المليشيات الأوزبكية) وعبد الكريم خليلي (زعيم حزب الوحدة الشيعي بعد مقتل مزاري) اتفاقا للدفاع المشترك وأعلنوا عن ائتلاف جديد باسم "الدفاع عن أفغانستان" يرأسه دوستم.
· في 12/10/1996 اندلعت في شمال كابل انتفاضة شعبية ضد طالبان وفي الوقت نفسه شن أحمد شاه مسعود هجوما استرد فيه منطقة جبل السراج وتشاريكار واستعاد قاعدة بغرام الجوية يوم 18/10/1996.
· في 25/5/1997 اعترفت باكستان بحكومة طالبان وكانت أول دوله في العالم تعترف بها.
· في 26/5/1997 اعترفت المملكة العربية السعودية بها (وطلبت عام 1998 من القائم بأعمال طالبان مغادرة المملكة).واعترفت الإمارات العربية المتحدة بها في عام 1997 أيضا (وسحبت اعترافها في 22/9/2001 بسبب الضغوط الأميركية على خلفية تفجيرات نيويورك وواشنطن).
· في 27/5/1997 حدثت خلافات شديدة بين قوات الجنرال عبد الملك وقوات طالبان أسفرت عن قتل وأسر آلاف العناصر من طالبان وكان من بينهم كبار القيادات وإجلاء طالبان عن بعض المناطق في الشمال.
· في عام 1998 عادت قوات طالبان إلى المناطق التي انسحبوا منها في الولايات الشمالية مثل فارياب ومزار شريف وطالقان.(18)
http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc04.asp?DocID=63940&TypeID=4&TabIndex=1
ثاني عشر : الهيكل التنظيمي للحركة
لا يوجد هيكل محدد للحركة ولكن من الممكن رصد اهم المناصب فيها كما يلي :
o أمير المؤمنين
وهو الملا محمد عمر والذي يتمتع بصلاحيات واسعة، وقد اختارته طالبان أميرا لها في أغسطس عام 1994، وبايعه 1500 عالم من علماء أفغانستان عام 1996 أميرا للبلاد ولقبوه بأمير المؤمنين، وله حقوق شرعية فلا تجوز مخالفة أمره، كما لا يجوز عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز عن القيام بمسؤولياته، ويبقى في منصبه حتى الموت.
o المجلس الحاكم المؤقت
عين الملا محمد عمر مجلسا لإدارة الأمور في كابل لفترة مؤقتة بعد سقوطها بيد طالبان في 27/9/1997، وكان هذا المجلس بعمل تحت إشرافه مباشرة، ويتكون من ستة أشخاص كان يرأسهم الملا محمد رباني قبل وفاته، ثم خلفه الملا محمد حسن.
o مجلس الشورى المركزي للحركة
ليس لهذا المجلس عدد ثابت وأعضاء معينون، وإن كانت الحركة في بداية تشكيلها قد أعلنت أنه يضم 70 عضوا برئاسة الملامحمد حسن رحماني والي قندهار.
o مجلس الشورى العالي لحركة طالبان
تعتبر كل القيادات المعروفة داخل الحركة أعضاء في هذا المجلس، ولا يوجد أعضاء محددون له، ومن أشهر أعضائه محمد حسن رحماني ونور الدين الترابي وإحسان الله إحسان وسيد محمد حقاني ويار محمد ووكيل أحمد متوكل.
o مجلس الوزراء
يتكون هذا المجلس من القائمين بأعمال الوزراء، ويعقد جلساته أسبوعيا باستمرار، ومعظمهم من الشباب، وقلما يبقى أحد من أعضاء المجلس في منصبه إذ يتغيرون باستمرار. وقد أصدر الملا محمد عمر قرارا بدمج العديد من الوزارات خفضا للنفقات.
o دار الإفتاء المركزي
يضم عددا من العلماء لاستفتائهم في الأمور الشرعية، ومقره قندهار الموطن الأصلي لحركة طالبان ومقر إقامة أمير المؤمنين الملا محمد عمر. ويرأس هذا المجلس المولوي نور محمد ثاقب. ومن علمائه المشهورين المولوي عبد العلي الديوبندي، والعالم الباكستاني شير علي شاه والمولوي نظام الدين شامزي.
o مجالس الشورى في الولايات
منح الملا محمد عمر صلاحيات واسعة للولاة، وقد شكل كل وال مجلس شورى له تناقش فيه الأمور المتعلقة بإدارة حكومة الولاية وحركة طالبان.
o القيادات العسكرية
تعتمد طالبان في صراعها مع المعارضة الشمالية على العديد من القادة العسكريين من أشهرهم الملا عبيد الله وزير الدفاع، والمولوي جلال الدين حقاني القائد المعروف في ولاية بكتيا، والحاج محمد نعيم كوتشي من ولاية لوجر.(19)
http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc04.asp?DocID=63940&TypeID=4&TabIndex=1
ثالث عشر : الموقف من الدول المجاورة
1. ايران:
تميزت العلاقة بينهما بالتوتر الشديد، فالحركة تتهم إيران بالعمل على تصدير المذهب الشيعي إلى أفغانستان ودعم أحزاب المعارضة، بينما تتهمها إيران باضطهاد الأقلية الشيعية الموجودة هناك(20)(http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm موقع الجزيرة نت.) ورغم أن الموقف بينهما اتسم بالعداء والتوتر إلا أن العداء المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية قد يدفعهما إلى التقارب في ظل عوامل عدة أوجدها الوضع الجديد مثل مساعي التجار الأفغان في فتح خط ترانزيت جديد عبر إيران للوصول إلى الأسواق العالمية؛ خاصة دبي، مما اضطر إيران للتعامل معه كما ان الوضع الذي صارت طالبان فيه سوف يؤدى إلى تليين موقف الحركة تجاه إيران.
2. الهند وبعض دول اسيا الوسطى
أما بالنسبة للموقف من الهند وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى فإن هذه الدول لا تخفي قلقها تجاه طالبان وتعمل على دعم المعارضة، فالهند ترى أن طالبان تشكل عمقا إستراتيجيا لباكستان وتفتح أمامها أسواق آسيا الوسطى، بينما تخاف روسيا وحلفاؤها في آسيا الوسطى من نفوذ حركة طالبان والإسلام المتشدد، وطالبان بدورها لا تخفي عداءها لهذه الدول. (21)
http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/10/article35.shtml
رابع عشر : منجزات الحركة والمآخذ عليها بالنسبة للأفغان
1. إيجابيات الحركة: أعادت طالبان لأفغانستان ما افتقدته على مدى عشرين عامًا من الحروب، وحققت الاستقرار والأمن في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك بشهادة شخصيات مناهضة لطالبان. وفرض ذلك الاستقرار أدى بكثير من القيادات الميدانية إلى الاستسلام إلى طالبان دون قتال. كما يحسب لطالبان القضاء على الفساد الإداري الذي كان قد استشرى في ظل حكومات الدويلات السابقة، ومقاومة الفساد الأخلاقي الذي كان مستشريا بالذات في العاصمة كابول، وجمع الأسلحة التي صارت منتشرة بين السكان إبان الجهاد ضد القوات الروسية، والتي صارت تهدد أمن أفغانستان، والقضاء على (لوردات الحرب) الذين وجدوا بعد الحرب الروسية فرصة للثراء العاجل بنهب أموال الدولة وبيع الأسلحة، وإيقاف نهب أموال الدولة من قبل القادة الميدانيين الذين كانوا يبيعون الأسلحة الثقيلة من الدبابات والصواريخ، وأخيراً، إيجاد نظام إداري وإنشاء المحاكم بعد أن كان قانون الغاب هو السائد. ويضاف إلى ذلك نجاحها في الحد من زراعة المخدرات وتجارتها بشكل أشادت به الأمم المتحدة، رغم أن هذه التجارة كانت تشكل المورد الرئيسي لأفغانستان طوال سنوات الحرب الأهلية. )22(http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/09/article25.shtml موقع اسلام اون لاين
2. سلبيات الحركة: التعصب وضيق الأفق، وتقديم صورة مشوهة للنظام الإسلامي، والتطبيقات الخاطئة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى عدم وجود كوادر مؤهلة، وعدم الاهتمام بالتعليم العصري، واستنزاف موارد البلاد على مصاريف الحرب الدائرة بينها وبين الفصائل الأخرى، والإيذاء والتعذيب لمن يتهم باقتناء السلاح أو إقامة علاقة مع المعارضة، وتعميق التمزق في التركيبة العرقية بعد القيام بعمليات قتل وتخريب استهدفت العرقيات غير البشتونية- سيما الشيعة الهزارا في وسط و شمال البلاد- بالإضافة إلى ضعف المستوى الثقافي والوعي السياسي، وعدم احترام أهل التخصص، والاهتمام بالفروع دون الأصول.(23) http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/09/article25.shtml موقع اسلام اون لاين
خامس عشر : الحادي عشر من سبتمبر –نقطة فاصلة في تاريخ الحركة الطالبانية –
مثل يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 يوما فاصلا في تاريخ حركة طالبان، ففي ذلك اليوم وقعت في نيويورك وواشنطن بالولايات المتحدة الأميركية انفجارات شديدة أدت إلى مقتل ما يزيد عن ستة آلاف شخص اتهم فيها تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، واعتبرت الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها بعد أن رفضت الحركة تسليم بن لادن لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه .فقد سعت الولايات المتحدة الى تجنب المواجهة المباشرة حيث لجات في البداية الى شق صف حركة طالبان و استخدمت في ذلك عدة أساليب أهمها ما يلي:
1 - إثارة الصراع القبلي والجغرافي:
لقد برزت في حركة طالبان قيادات من قبائل بشتونية ومناطق جغرافية مختلفة، وهناك تاريخ طويل للصراع بين بعض هذه القبائل، مثل قبيلة "غلزايي" وقبيلة "أبدالي وكانت بعض قيادات حركة طالبان من غير الولايات الجنوبية الغربية - مثل قندهار وهيلمند وأورزجان –تشعر بأنها مهمَّشة وأن السلطة بيد القندهاريين، ومن الممكن إثارة هذا الشعور عند البعض لإذكاء الخلافات بين قيادات حركة طالبان.
2 - إثارة الخلاف حول أسامة بن لادن:
كانت مجموعة من قيادات حركة طالبان تعارض وجود أسامة بن لادن في أفغانستان، وكانت ترى أنه ليس من المصلحة أن تتحمل عداء العالم كله وتنقطع عن الدول الصديقة بإيواء أسامة بن لادن وأصحابه، وكان الملا محمد رباني - نائب الملا محمد عمر الذي توفِّي قبل سنة - يتزعم هذا الفريق. ويُعتبر الملا وكيل أحمد متوكل من أهم المؤيدين لهذه الفكرة.وفي مقابل هؤلاء كان الملا محمد عمر وبعض رفاقه يعتبرونه ضيفًا لديهم، ويعتبرون إخراجه من أفغانستان متعارضًا مع الأحكام الشرعية ومخالفًا للأعراف الأفغانية،وقد حاولت الولاياتا لمتحدة تاجيج هذا الخلاف بين الفريقين . ومن هذه الاليات أن تطلب بعض الجهات الباكستانية أو بعض الجهات من الدول الصديقة لباكستان من بعض العلماء المعتمدين لدى حركة طالبان أن يُصْدِروا فتوى بأن القتال للدفاع عن أسامة ليس جهادًا، وذلك مقابل بعض الأموال، حيث اعتقد الامريكان ان ذلك قد يؤدي إلى الخلاف بين أنصار حركة طالبان، حيث يقبل البعض الفتوى ويرفضها الآخرون، وإن لم تؤدِّ إلى شق الصف فإنها ستؤدي إلى ضعف العامل الديني في هذه المعركة التي تقوم عليه أساسًا.
اما طالبان فقد فرضت عليها هذه الحرب تفعيل استراتيجيتها بل واضافة بعض الاليات الجديدة اليها . فقد اعتمدت حركة طالبان إستراتيجية بدأت تتضح معالمها عند تحركها المضاد للتحرك الأمريكي في داخل أفغانستان، وتتركز هذه الإستراتيجية على أفغانستان وباكستان؛ لأن الأمريكان حاولوا من البداية عزل حركة طالبان عن المجتمع الدولي بسحب الاعتراف بحكومتهم من قِبل السعودية والإمارات العربية المتحدة،كما سلف القول وفي قراءة تحركاتهم الاخيرة يمكن قراءة إستراتيجيتهم في النقاط التالية:
1. تحريك الشارع الديني في باكستان:
من أهم نقاط إستراتيجية طالبان تحريك الشارع الديني الباكستاني، وخاصة مؤيدي الأحزاب الدينية الباكستانية التي تُعتبر حركة طالبان امتدادا لها في أفغانستان.ويلاحظ أن الشارع الديني الباكستاني يتكون من عدة اتجاهات:
أ- الاتجاه السلفي: هذا الاتجاه بكل جماعاته لا يتمتع بالجماهيرية؛ فأتباعه قليلون، وليس عندهم إمكانية تحريك الشارع الباكستاني، ومع ذلك فإن هذا الاتجاه يغلب عليه المصادقة على القرارات الحكومية وعدم معارضتها نتيجة لتربيتهم على طاعة أولي الأمر.
ب- الاتجاه البريلوي: وهو اتجاه صوفي، وتمثله عدة أحزاب سياسية أشهرها "جمعية علماء باكستان"، ، و"حركة منهاج القرآن" أو "الحركة الشعبية". وهذا الاتجاه يتمتع بالجماهيرية في الشارع الباكستاني إلا أن الضعف في الوعي السياسي لأتباعه يحول دون توظيفه لصالح طالبان.وهذا الاتجاه يغلب عليه الجانب المصلحي؛ ونظرا إلى بعض الخلافات الفكرية بينه وبين الديوبنديين الذين تُعتبر حركة طالبان امتدادا لهم، لا ينشط أتباع هذا الاتجاه كثيرا لتأييد حركة طالبان.
ج- الاتجاه الديوبندي: وهذا الاتجاه أيضا يتمتع بالجماهيرية في الشارع الباكستاني، وخاصة في إقليمي "سرحد" و"بلوشستان"، وتغذيه عشرة آلاف مدرسة دينية في أنحاء باكستان بالأنصار. ويمثل هذا الاتجاه في السياسة الباكستانية حزب سياسي يُسمى بـ"جمعية علماء الإسلام".والتغيير الذي طرأ على هذا الاتجاه منذ أواخر أيام الجهاد الأفغاني هو بروز المنظمات الجهادية فيه والتي التي شاركت في جهاد أفغانستان، كما تجدر الإشارة إلى تزايد الاهتمام عندهم بالسياسة، مع أن بعضهم -وخاصة المشتغلين منهم بالدراسة والتعليم- لم يكونوا يحبذون ذلك من قبل.
د-الاتجاه الحركي: وهذا الاتجاه يتمثل في "الجماعة الإسلامية بباكستان" التي يرأسها الشيخ القاضي حسين أحمد، وهذا الاتجاه -وإن لم يتمتع بالغالبية في الشارع الباكستاني- قادر على تحريك الشارع الباكستاني لدقة تنظيمه وإخلاص أفراده.
وتعتبر حركة طالبان -كما سلف- امتدادا للاتجاه الديوبندي من الناحية الفكرية، ومن هنا كانت العلاقة بينهما وثيقة منذ أول ظهور لحركة طالبان، وتريد حركة طالبان أن تستثمر هذه العلاقة، وتحرك الأحزاب الديوبندية في باكستان؛ لتقوم بمظاهرات احتجاج على تهديدات أمريكا لحكومة طالبان، واحتجاجا على التعاون بين الحكومة الباكستانية وأمريكا.
2. تحريك سكان الشريط الحدودي من القبائل البشتونية
تسكن في الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان القبائل البشتونية التي تسلّحت بصورة جيدة في فترة الجهاد الأفغاني، إلى درجة أن منهم من يملك الأسلحة الثقيلة من المدافع والرشاشات الثقيلة، وهذه القبائل معروفة بالشراسة في القتال، وتريد طالبان أن تستفيد من هذه القبائل لتحول دون دخول القوات الأمريكية عن طريق باكستان، ولتمنع إرساء القواعد الأمريكية بقرب الحدود الأفغانية في داخل باكستان.ويشير تاريخ شيوخ القبائل إلى أنهم لا يستطيعون الوقوف أمام بريق الذهب، وأنهم لا يعرفون الولاء إلا لمصالحهم، ومع ذلك يبدو أن الأمريكان لا يريدون أن يخاطروا بجنودهم، فغيروا إستراتيجيتهم؛ وذلك لأنهم كانوا في البداية يفكرون في أن تتمركز القوات الأمريكية في باكستان، وأن يكون ثقل الهجوم من باكستان، ويفكرون الآن نتيجة المظاهرات والاحتجاجات والتهديدات التي أبداها القبائل والشارع الديني في باكستان أن تتمركز القوى الأمريكية في أوزبكستان أو غيرها من دول آسيا الوسطى، ولعلهم يكتفون بالمعلومات الاستخبارية التي تقدمها باكستان، وأن تستخدم القوى الأمريكية المجال الجوي الباكستاني، دون إيجاد القواعد للقوات الأمريكية، وخاصة في الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان.
3. محاولة إيجاد الثقة في سكان الولايات الجنوبية:
يشهد تاريخ أفغانستان المعاصر أن سكان الولايات الجنوبية مثل "بكتيا" و"بكتيكا" تسهل إثارتهم عن طريق المال والرشوة، وأن الإنجليز لهم تجربة سابقة معهم عندما أدخلوا "نادر شاه" -والد "ظاهر شاه" ملك أفغانستان المخلوع- عن طريق "بكتيا"، وجهزوا له جيشا، وأطاحوا بالأمير "حبيب الله كلكاني" المعروف بـ"بتشه سقاو"، ونصبوه على عرش أفغانستان.وأرادت حركة طالبان أن لا يكرر التاريخ نفسه، وأن تمنع حدوث مثل هذه الحوادث، وأن لا يدخل "ظاهر شاه" من الطريق الذي دخل منه والده، فأعطت رجال هذه الولاية ثقة كبيرة؛ فعينت القائد جلال الدين حقاني قائدا عاما لقواتها، وأعطت بعض المناصب الأخرى لعديد من الشخصيات من هذه المنطقة.
4.الاستعانة بالقيادات الجهادية السابقة:
كانت حركة طالبان تعتبر القيادات الجهادية السابقة مجرمين، وكان الملا محمد عمر قد أصدر أوامره بقتل كل من "رباني" و"سياف" و"حكمتيار" إن وقعوا في الأسر، وكان قد قال في تصريح صحفي في اليوم التالي لفتح كابل بأيديهم: إن مصير هؤلاء سيكون مثل مصير "نجيب".ولم تقبل حركة طالبان أية وساطة للتقريب بينها وبين الأحزاب الجهادية، مع أن هذه الأحزاب أبدت الاستعداد لذلك أكثر من مرة. إلا أن حركة طالبان تحاول أن تستفيد من بعض هؤلاء، وفي هذا الصدد فقد أرسلوا وفدا يضم وزراء وبعض أعضاء الحزب الإسلامي السابقين إلى إيران للتفاهم مع حكمتيار، ويحاولون التفاهم مع "المولوي محمد يونس خالص" و"المولوي محمد نبي".ومع ذلك لم تحدث أية مبادرة من حركة طالبان لتوحيد الكلمة، ولإنهاء المشكلة مع تحالف الشمال، وإن كان يُستبعد من تحالف الشمال -حسب العادة- أن يتفاهم مع حركة طالبان التي يعتبرها الآن ضعيفة.(23)
http://www.islamonline.net/arabic/politics/2001/10/article8.shtml
ولكن يبدو ان هذه الاليات غير كافية لمواجهة الاحتلال الامريكي وقوات حلف الناتو حيث يرى بعض المحلِّلون أنه يمكن لطالبان أن تستفيد في الحصول على المعدات العسكرية والمساعدات اللوجستية من الموارد التالية:
1 - التبرعات الشعبية في العالم الإسلامي:
استطلاعات الرأي تثبت أن التعاطف الشعبي مع طالبان قد ازداد بعد بداية القصف الجوِّي الأمريكي على أفغانستان، وأن الشعوب مستعدة أن تتبرع لحركة طالبان؛ إما حبًّا في طالبان، وإما كرهًا في أمريكا.
2 - إيران:
يمكن لحركة طالبان أن تستفيد من إيران في حربها ضد أمريكا، فإيران تشعر بخطر كبير من القواعد الأمريكية في الجبهة الخلفية لها، وكذلك تتخوف من حكومة موالية لأمريكا في أفغانستان، كما ان المجتمع الإيراني معرض للانفجار دائمًا لتركيبه الداخلي، وخاصة أن المناطق الحدودية الإيرانية مع أفغانستان يقطنها الشعب البلوشي السنِّي، فإذا تحركت طالبان من هذا المنطلق، وتعهدت لإيران بأنها لن تزعجها - بعد استقرار الأمن في أفغانستان - بإيواء المعارضة الإيرانية، فيمكن أن تجد صدى لصوتها لدى الحكومة الإيرانية.
3 - الصين:
كذلك يمكن أن تستفيد حركة طالبان في الحصول على المساعدات العسكرية واللوجستية من الصين؛ لأن الصين تعرف أن أمريكا هي التي كانت تشجع المسلمين في تركستان الشرقية على الثورة ضد الحكومة الصينية ضربًا لعصفورين بحجر واحد؛الاول هو التخلص من المتشديين الاسلاميين، وخلق قلاقل في الصين، وتحاول أمريكا أن تصل إلى الحدود الصينية المتمردة عليها لتشجيع إشعال الفتن داخل الصين الذي سيؤدي إلى توقف النمو الاقتصادي الذي تخاف منه أمريكا في المستقبل في سيادتها على العالم.
4 - روسيا:
يمكن لحركة طالبان أن تستفيد من روسيا أيضًا، فروسيا وخاصة تحت قيادة "بوتين" الذي يحلم بإعادة إمبراطورية الاتحاد السوفييتي، تفكِّر أن تأخذ بثأر هزيمتها في أفغانستان من أمريكا، وهذه هي الفرصة الذهبية لروسيا لكي تجر الولايات المتحدة إلى معركة في الأرض نفسها التي تذوقت فيها مرارة الهزيمة.
هذه احتمالات يمكن الاستفادة منها، لكن المحلِّلين يرون أن ذلك يتوقف على تحرك طالبان واستفادتها من التناقضات الموجودة بين مواقف تلك الدول، وكذا يتوقف على مدى اعتماد هذه الدول على حركة طالبان، وأنها لن تُوجِد لها مشكلات كما كانت تفعل قبل الهجوم الأمريكي، ويتوقف أخيرًا على مدى ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لهؤلاء الحلفاء المحتملين لطالبان لضمان تأييدهم لها أو تحييدهم.
5- وعلى الصعيد الداخلي، يمكن لحركة طالبان أن تستفيد من الحساسية الشديدة ضد الغزو الخارجي لدى الشعب الأفغاني، والذي لم يقبل طول تاريخه سيطرة الأجانب على أفغانستان، ويمكن الآن أن تستفيد حركة طالبان من هذه الحساسية في المقاومة ضد أمريكا.وتساعد طالبان على ذلك التجربة الطويلة التي خاضتها في الحرب ضد قوات الاتحاد السوفييتي، ثم في الحروب الداخلية، بالاضافة الى تعود مقاتلي الحركة على شظف العيش، تساعدهم على ذلك الظروف الجغرافية؛ لأنهم يحاربون على أرض يعرفون تضاريسها وخفاياها.
من المسجد الى السلطة الى الكهف
مقدمة
تعتبر افغانستان من الدول التي تتمتع باهمية بالغة في الانظمة الدولية المتعاقية التي مرت على العالم ، مما دفع محمد اقبال الشاعر الباكستاني الاشهر الى وصفها بما يلي:
آسـيا مقارنةُ بالجسمِ الحيِّ متكوّنة من تربةٍ وماءٍ:
إنّ القلبَ الذي يَضْربُ داخل الجسمِ هو أفغانستان
دمـار الأفغـان سَـيَكُونُ دمـارَ آسـيا
وفي تقدّمِهـم وازدهـارِهم تَكْمن سـعادة آسـيا
وعلى ما يبدو، فإن استهداف أفغانستان عبر التاريخ من قبل العديد من قوات الاحتلال الأجنبية، كان للاستيلاء على منابع النفط والغاز في الشمال والمعادن الغنية الموجودة في جنوبها، مثل الفحم الحجري، والحديد، والزمرد و الماس، إضافة إلى الذهب واليورانيوم والنحاس.(1)( بالاضافة الى الموقع الجغرافي الهام على حدود الامبراطورية السوفيتيه سابقا ، وبجوار ايران من جهة اخرى ، عوامل كهذه جعلت من افغانستان محط انظار العديد من القوى الدولية والاقليمية بل وحتى الداخلية التي سعت للسيطرة عليها والاسئثار بالكعكة الافغانية دون شريك . وهذا هو السب في الحروب الاهلية المتتالية التي عاشتها الدولة الافغانية منذة ما يقرب من خمسين عام .
من هنا كان اهتمامنا بحركة طالبان الافغانية باعتبارها احد الحركات التي حاولت السيطرة على افغانستان بعد حقبة ليست بالقصيرة من الاضطرابات الاهلية والنزاعات القبلية،كما انها ايضا القوة الان التي تواجه الاحتلال الاجنبي الموجود على اراضيها الان ، وقد كان لهذه الحركة اهميتها وتمايزها عن باقي الحركات الاخرى في افغانستان وذلك نظرا لمحدوية اعضاءها مقارنة بالاثر القوى الذي حققته في فترة قصيرة من عمر الدولة الافغانية،كما ان حداثة نشاتها اضافا بعد اكثر تمايزا من ابعاد بروزها على الساحة هناك بهذا الشكل . وفي هذه الدراسة سوف نحاول الاقتراب من هذه الحركة محاولين الاجابة على الاسئلة التالية .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مختصرالأخبار2025الثلاثاء08/03/1428 الموافق 27/03/2007) http://www.almokhtsar.com/html/news/1496/1/)
من هي طالبان؟ وما أهدافها؟ وما علاقتها بالحركات الاسلامية الاخرى ، وما العوامل الداخلية والخارجية التي ساعدت على نشوئها وتطورها؟ وكيف بسطت نفوذها على معظم الأراضي الأفغانية؟ وما طبيعة علاقاتها بدول الجوار مثل باكستان وإيران وروسيا؟زما مستقبل هذه الحركة في الشارع الافعاني هل الكهف هو مآلها ،ام السلطة نصيبها ،ام المسجد منتهاها مرة اخرى . هذه الأسئلة وغيرها نحاول الاجابة عليها من خلال هذه الدراسة .
اولا :النشاة
بعد سقوط الجمهورية الديموقراطية الأفغانية المدعومة من قِبل الإتحاد السوفييتي في عام 1992، تردّت الأوضاع في أفغانستان وشاع قانون الغاب بين القوى الأفغانيّة المتناحرة، وفي ربيع عام 1994، شاع خبر اختطاف و اغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التّابعة لأحد الفئات الأفغانيّة المتناحرة في قرية "سانج هيسار" قرب مدينة "قندهار" ونما إلى الملاّ محمد عمر خبر إختطاف الفتاتين فألّف قوة من 30 رجل وسعي مع الرّهط لتخليص الفتاتين وقد نجح في عملية التخليص وقام بدوره بتعليق قائد عملية الخطف والإغتصاب على المشنقة. من هذه اللحظة، وُلدت جماعة طالبان ،بسبب فعلتهم هذه في تخليص الفتاتين،في إضفاء نوع من العدالة والأمن بين القرويين الذين كانوا في أمس الحاجة لهذه الأفعال البطولية. (2). وبذلك نشأت هذه الحركة في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد، والذي كان هدفه الرئيسي في ذلك الوقت هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وقد ساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.وقد فرّ الملا عمر بعد هذه الحادثة إلى "بلوشستان" الواقعة في باكستان المجاورة وعاود الظّهور مرة أخرى في أفغانستان في الخريف إلا أنه هذه المرة كان مدجّجاً بـ 1500 من الرّجال المسلحين والهدف من هذا العتاد كان لتوفير الحماية لقوافل التّجار الباكستانيين لعبور الأراضي الأفغانية مروراً إلى تركمانستان، إلا أن بعض التقارير الامنية كانت تفيد أن هذه القوافل لم تكن إلا لمقاتلين باكستانيين متخفّين كقوات لطالبان. وهو الامر الذي ساعدهم من التمكن من السيطرة على قندهار وما حولها، بعد ذلك هاجمت طالبان قوات إسماعيل خان المتمركزة في غرب البلاد وتمكنت من السيطرة على مدينة "هيرات" في 5 سبتمبر 1995. وفي شتاء نفس العام، حاصرت طالبان العاصمة "كابول" وأطلقت الصواريخ على المدينة وقامت بقطع الطرق التجارية المؤدية إلى مدينة كابول مما إستدعى من كل من رئيس أفغانستان برهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار المتناحرين الى التّوقف عن القتال فيما بينهما وتوحيد الصّفوف في مواجهة العدو المشترك والمتمثل في حركة طالبان. الا انه يبدو ان هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) موسوعة ويكيبيديا
التحالف قد جاء متاخرا ففي 26 سبتمبر عام 1996، وقعت كابول وفر منها حكمتيار وربّاني واتّجها شمالاً وبذلك نشأت إمارة أفغانستان الإسلامية.(3)
وبعد وصول طالبان للحكم كانت باكستان هي اول المعترفين بها كحكومة شرعية في أفغانستان وتلتها المملكة العربية العربية السعودية في اليوم التالي وقد تلقت الحركة دعماً لوجيستياً وانسانياً من الاخيرة في فترة نشأتها وذلك عبر لجانها الخيرية والتي كانت تبعث بمليونين دولار سنوياً لتمويل جامعتين،و6 مراكز طبيّة، ورعاية 4000 من الأيتام. وكانت دولة الامارات العربية المتحدة آخر المعترفين بالحركة .ولم يعترف باقي العالم بحركة طالبان كممثل شرعي في أفغانستان إلا الدول الثلاث آنفة الذّكر ومن ضمن الذين لا يعترفون بحركة طالبان كممثل شرعي هى منظمة الأمم المتحدة التي كانت لاتزال تنظر إلى "رباني" كرئيس لأفغانستان رغم علم المنظمة بقلة حيلة رباني في السيطرة على زمام الأمور. الا انه وفي 22 سبتمبر 2001 ونتيجة ضغوط دولية من أطراف عديدة سحبت كل من العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إعترافهما بحكومة طالبان ،كما تحالفت باكستان مع الولايات المتحدة في حربها على ما سمته هذه الاخيره جلاب ضد الارهاب، مما سحب اي اعتراف خارجي بالحركة. وفي أكتوبر من عام 2001، قامت الولايات المتحدة مدعومة من قبل بلدان أخرى بغزو أفغانستان لرفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن وقامت قوات تحالف الشمال بخوض المعارك البرية وتم إستبعاد حركة طالبان من دفّة الحكم.
ثانيا : الانتماء العرقي:
ينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد وتحديدا في ولاية قندهار ويمثلون حوالي 38% من تعداد الأفغان (4)( (9-10 ملايين) البالغ قرابة 27 مليون نسمة. وهي الولاية التي خرّجت طالبان. ومعروف أن هناك 21 قومية في أفغانستان، كل قومية لها لغتها المستقلة.(5)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(3)موسوعة ويكبيديا .
(4)موقع اخبار الاسلام http://www.islamicnews.net/Common/ViewItem.asp?DocI49707&TypeID=2(&ItemID=
(5) شيرين حامد فهمي – إسلام أون لاين . 20/09/2001
ثالثا :الانتماء الفكري
طالبان حركة إسلامية سنية تعتنق المذهب الحنفي،(6). وتتبع العقيدة الماتريدية التي تؤمن بالاختيار، ومن ثم لا تؤمن بالجبر. وفرقة الماتريدية من أهل السنة، وقد اختلفت مع فرقة الأشاعرة – التي تنتمي أيضاً إلى أهل السنة – في 13 مسألة منها قضية الجبر والاختيار. وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه.وقد تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس(7) الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة .إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.ويتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان" وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس.
رابعا : الفكر السياسي للحركة
ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله. ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية.وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد،(8)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) موقع الاقباط الاحرار http://www.freecopts.net/forum/index.php)
(7) موقع الجزيرة نت http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm موقع الجزيرة نت . ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ولا يصح عزله إلا بإحدى ثلاثة أمور: الانحراف عن الدين، العجز عن أداء الوظائف، الموت. كذلك لا تعتقد طالبان في إلزام الشورى، وتعتبرها مُعْلِمَة فقط. بمعنى أن القرار في النهاية بيد الأمير. وتحرم طالبان مختلف أشكال الإعلام الحديث والفنون، فتعتبر التليفزيون محرما لأنه يقوم على التصوير وهو محرم عندها لكونه من وسائل اللهو في نظرها. أما الموسيقى – بما فيها الموسيقى العسكرية والدف – بالإضافة إلى التمثيل، فكلها من المحرمات عند طالبان. ولذا، لا يسمح بها في المحطات الإذاعية التي تقتصر على الأناشيد الجهادية وقصائد مديح الرسول صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن الكريم وترجمته وبرامج الأسئلة الفقهية. وتحرّم طالبان نشر الصور في صحفها، التي تحوز على الاهتمام الأكبر، ومثال ذلك صحيفة "الطالب" التي تصدر باللغة العربية، وصحيفة "شريعت" التي تصدر باللغتين الفارسية والبشتو.وبالنسبة لعمل المرأة وتعليمها، وترى طالبان أن مجال عمل المرأة هو بيتها، فلا يجوز لها أن تخرج إلا عند الضرورة الملحة. أما تعليمها فيرون أن المرأة يجوز لها أن تتعلم أمور دينها في بيتها عن طريق أحد محارمها، أما تحصيل العلوم الدنيوية من الخارج فليس مسموحاً به على الإطلاق. ومن معالم النظام الإسلامي عندهم: إجبار الناس على صلاة الجماعة، وإعفاء اللحى، وتغطية الرأس بالعمامة، ومنع تطويل الشعر والموسيقى والصور وغيرها عن طريق إدارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس".(9)(طالبان من حلم الملا إلى إمارة المؤمنين، مولوي حفيظ الله حقاني، معهد الدراسات السياسية، إسلام آباد، باكستان، الطبعة الأولى 1997)
خامسا : العلاقة بين حركة طالبان والحركات الاسلامية الاخرى :
يختلف فكر الحركة مع الحركات الإسلامية الأخرى من الإخوان المسلمين إلى الوهابيين إلى السلفيين. فالحركة السلفية مثلاً تعتبرها طالبان جماعة منحرفة معادية للمذاهب مكفّرة للمسلمين. وقد أثّر موقف علماء الهند وباكستان تجاه المفكر الإسلامي أبي الأعلى المودودي – ذلك الموقف الذي اتصف بالعدائية الشديدة – على فكر طالبان، وانسحبت تلك العدائية على جماعة الإخوان المسلمين ومن يحمل فكرها. ومع ذلك، فإن مجلة "الطالب" التي تصدر باللغة العربية تكون عادة مشحونة بالنقل عن سيد قطب – لكونه داعياً وليس فقيهاً – لتثبت طالبان عدم وجود خلاف بينها وبين الإخوان المسلمين، حيث تراها طالبان ذات تأثير كبير في العالم الإسلامي. كما نجد نفس المجلة مشحونة بالنقل عن كتب ابن تيمية كمحاولة لاستمالة السلفيين.وترى طالبان أن الأحزاب الجهادية الأفغانية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم ساعد حركة طالبان وأيدها – مثل حركة الانقلاب الإسلامي والحزب الإسلامي ( بقيادة مولوي خالص) – وهؤلاء يسمون إخوان الحركة، ولكن لا يُسمح لهم بالانضمام بتشكيلاتهم الحزبية، بل كأفراد لا بد من ذوبانهم في الحركة. وقسم لا تملك قياداته الصفات الأخلاقية للمشاركة في حكومة طالبان مثل حزب مجددي وجيلاني. وأخيراً، قسم قاتل ضد الحركة، ولا بد من تقديم قادته إلى المحكمة الشرعية. وتعتقد طالبان أن كل من يعاديها إنما يعادي الإسلام، ومن ثم، فهي ترى أن جهادها ضد المعارضة هو جهاد في سبيل الله.(10) http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/09/article25.shtml موقع اسلام اون لاين .
سادسا: الصفات النفسية لأفراد الحركة:
يتميز أفراد الحركة بعدة صفات نفسية أهمها العناد والصلابة وتحمل المشاق شأنهم في ذلك شأن الأفغان عموما وسكان ولاية قندهار التي نشأت حركتهم بها على وجه الخصوص.ولعل في المسابقة الشعبية المشهورة في ولاية قندهار والتي يطلق عليها "إطفاء الجمر" ما يعطي إشارة على ذلك، فالمسابقة تتلخص في حمل اللاعبين لجمر مشتعل بأيديهم لمدة طويلة حتى تنطفئ، ويكون الفائز في هذه المسابقة هو من لا يتحرك أويتأوه. كما يتميز أفراد هذه الحركة بالقدرة على تحمل الخشونة وشظف العيش، واحترامهم لعلماء الدين، إضافة إلى الإخلاص لفكرتهم والعمل الجاد على تنفيذها، والبساطة التي تميز حياتهم.(11) (مولوي حفيظ الله حقاني :طالبان من حلم الملا إلى إمارة المؤمنين، ، معهد الدراسات السياسية، إسلام آباد، باكستان، الطبعة الأولى 1997.)
سابعا : اهم شخصيات الحركة
1. الملا عمر
هو الملا محمد عمر مجاهد بن المولوي غلام نبي آخوند بن الملا محمد رسول آخوند بن المولوي محمد أياز… وهو سليل أسرة من علماء الدين، والملا في أفغانستان هو الطالب الذي يدرس العلوم الشرعية أما المولوي فهو الذي أتم دراسته بالفعل.وقد ولد الملا عمر عام 1959 في قرية (نوده) من قرى قندهار، وينحدر من قبيلة "هوتك" أحد أفخاذ قبيلة "غلزايي" البشتونية المعروفة،وهو ينحدر من أسرة فقيرة جدا ليس لها حتى الآن قطعة أرض ولا بيت سكني، وكان أجداده من المولوية الذين كانوا يشتغلون بالإمامة في المساجد، ويعيشون على مساعدات ضئيلة تقدم لهم من أهل القرية.. وقد توفي أبوه عندما كان عمره ثلاث سنوات، ولم ينجب أبوه غيره، وتزوج عمه الأكبر المولوي محمد أنور من أمه، وتربى في حضن عمه (زوج أمه) محمد أنور الذي درس له الكتب الابتدائية، وانتقلت الأسرة إلى مديرية "بيروت" في ولاية أرزجان؛حيث كان يشتغل زوج الأم إماما للمسجد وخطيبا له.وعندما دخلت القوات السوفيتية إلى أفغانستان كان الملا عمر يبلغ من العمر حوالي 19 عامًا، وكان يدرس في منطقة "سنج سار" بمديرية "ميوند" من ولاية "قندهار"، وترك الدراسة والتحق بالمقاومة الشعبية الجهادية التي اندلعت فور دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان.وشارك في معارك كثيرة ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق في ولايتي قندهار وأرزجان اللتين شهدتا معارك ضارية، وكان يتنقل من منظمة جهادية إلى أخرى، وبقي فترة طويلة قائدا لمجموعة صغيرة في جبهة القائد الملا نيك محمد التابعة للحزب الإسلامي بزعامة المولوي محمد يونس خالص، واستقر به المقام آخر الأمر في حزب "حركة الانقلاب الإسلامي" التابع للمولوي محمد نبي محمدي، والحزبان كان عمادهما علماء الدين.ويعتبر الملا محمد عمر من المقاتلين الأشداء،حيث اشتهر بأنه كان يحمل على كتفه دائما مدفع –rpg)7) المضاد للدبابات،وكان يخوض معارك ضد القوات السوفيتية في ولايتي قندهار وأرزجان، وقد جرح مرتين في ولاية أرزجان، وعاد إلى مدرسته في منطقة "سنج سار" بولاية قندهار بعد سقوط حكومة نجيب الله عام 1992م ليكمل دراسته التي توقف عن الاستمرار عنها قبل 13 عامًا، وليشتغل هناك إماما لمسجد القرية، وهذه المدرسة مازالت قائمة بغرفها وجدرانها الطينية المتواضعة(12). ( ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)
2. الملا بيرا دار:
القائد الثاني لطالبان بعد الملا عمر؛ فهو الذي يعطي التعليمات للقادة الآخرين، كما أنه الشخص الوحيد الذي يُجري الاتصالات مع الملا عمر من خلال المندوبين، وكان الملا بيرا دار يشغل منصب نائب رئيس جيش طالبان، وهو يدير الحركة من قرية «ديه راوود» مع 3 آخرين من نائبيه.
3. أختر عثماني (قائد فيلق القوات في قندهار جنوب أفغانستان)، والملا عبد الرزاق (وزير الداخلية السابق)، والملا زاد الله (قائد سابق للقيادة الشمالية) الذي كان يتولى الدفاع عن كابول من الشمال قبل أن تسقط في يد قوات التحالف الشمالي في نهاية عام 2001، وقد اعتقل لكنه استطاع الفرار بعد ذلك من سجن قندوز. ويتولى هؤلاء القادة الثلاث مسئولية جنوب أفغانستان من قندهار إلى كابول وأروزجان.
4. مولانا سفير الرحمن: قائد سابق لقوات الحزب الإسلامي الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار، لكنه انضم لطالبان في الفترة من 1996 إلى 1997. وهو مسئول عن حركة طالبان في غازني وبكتيكا وبكتيا وخوست (جنوب شرقي أفغانستان).
5. الملا كبير: نائب رئيس الوزراء السابق لطالبان، ويدير قوات الحركة في ننجرهار ولغمان وكونار.
6. أنور باغاز: قائد طالبان في كابول والمدن القريبة منها مثل باروان وكابسيا ولاجور ووردك.
7. قاري أختر :وهو من قدامى حركة طالبان- عمل كمنسق للعلاقات مع باكستان، ويعمل معه أيضا المقاتل الشيشاني طلحة يلداز. وهذين القائدَين يعيشان في مناطق قبلية بباكستان.(12)
http://www.assabeel.info/inside/article.asp?newsid=3580§ion=80 موقع السبيل
ثامنا : العوامل الداخلية والخارجية لبروز الحركة:
ساعد على سرعة انتشار الحركة وإقبال الأفغان عليها في العديد من الولايات وبالأخص الجنوبية والشرقية عدة عوامل داخلية وخارجية منها:
1- : العوامل الداخلية
أ. اغتيال أحمد شاه مسعود قائد تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان على أيدي عناصر يشتبه في انتمائها إلى طالبان.مما شكل ضربة قوية لاهم اعداء الحركة واكثرهم تنظيما . الامر الذي اثر تاثيرا شديدا على معنويات الحركات الاخرى وقدراتها التنظيمية .
ب . الحروب الأهلية
كان للحروب الأهلية الطاحنة التي نشبت بين فصائل المعارضة الأفغانية بسبب الصراع على السلطة وإيمان كل طرف بأنه الأحق بالحكم ،والتي أوقعت عددا كبيرا من الخسائر البشرية والمادية ،والتي لم ينجح الوسطاء الدوليون في وضع حد لهذه الحروب، وكان لذلك دور مهم في إقبال قطاعات كبيرة من الأفغان على حركة طالبان التي رأوا فيها وسيلة لتخليص أفغانستان من ويلات تلك الحروب وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
ج . الفوضى وانعدام النظام
دبت الفوضى في الجسد الأفغاني بعد دحر قوات الاحتلال السوفياتي، وانقسمت أفغانستان بين الجماعات والفرق المتصارعة، وأصبحت وحدة البلاد مهددة نتيجة لذلك، ولم يكن أمام السكان قوة موحدة تجبرهم على احترام القوانين والتقيد بالقرارات الصادرة. فإبان ظهور الحركة كانت حكومة رباني ومسعود تسيطر على سبع ولايات فقط في شمال ووسط أفغانستان، بينما يسيطر القائد الشيوعي السابق رشيد دوستم على ست ولايات في الشمال، وكانت "شورى ننجرهار" يتحكم في ثلاث ولايات في الشرق، وإدارة إسماعيل خان تتحكم في غرب أفغانستان، إضافة إلى العديد من الولايات التي كانت دون أي نوع من الإدارة، فكانت حركة طالبان أملا للشعب الأفغاني في المحافظة على وحدة البلاد ومنع انشطارها الداخلي.
د . الفساد الأخلاقي
فقد استشرى الفساد نتيجة لرواسب الحقبة الشيوعية التي عاشتها أفغانستان وتحكم القائد الشيوعي رشيد دوستم في بعض الولايات والفوضى الإدارية التي جعلت من الصعوبة على جهة معينة محاربة الرذائل التي انتشرت في المجتمع الأفغاني المحافظ بطبيعته، وهو ما جعل من حركة طالبان -والتي أخذت على عاتقها محاربة مثل هذه المظاهر- تلقى صدى طيبا في نفوس الأفغان.
هـ . الاضطرابات الأمنية
حيث عانت أفغانستان كثيرا من انفلات الوضع الأمني الذي تمثل في اختطاف السيارات وبالأخص التابعة للمؤسسات الإغاثية وأعمال السلب والاشتباكات المسلحة التي كانت تقع بين المجموعات المسلحة داخل الأماكن المزدحمة مما كان يسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما نتج عن ذلك ابتزاز الأموال وفرض أنواع من الإتاوات، لذلك رغب الناس في أية سلطة تعيد الأمن وتفرض الاستقرار وتمنع هذه الانتهاكات مما مهد الطريق أمام طالبان الذين استطاعوا التعامل بفاعلية مع هذا
الأمر حتى تخلصت أفغانستان من آثاره.
و. طبقة أثرياء الحرب
وهي طبقة ظهرت عليها علامات الثراء السريع بعد انتهاء الحرب الأفغانية السوفياتية بسبب الاتجار بالمعادن والأحجار الكريمة والأسلحة والذخيرة وأكوام الحديد الخردة التي خلفتها الحرب إضافة إلى تحكم بعض ذوي المناصب في الأموال الناتجة عن الجمارك والضرائب الحدودية، فأصبح هناك طبقة ثرية وسط شعب يعتبر من أفقر شعوب العالم مما أوجد مشاعر من الحنق على هؤلاء، وقد رغبوا بأن تخلصهم طالبان منهم وتعمل على إعادة توزيع الثروة في البلاد بطريقة عادلة.(13)
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm موقع الجزيرة نت
2- العوامل الخارجية
أما العوامل الخارجية فقد تضافر العديد منها في وقت واحد على المستوى الدولي والإقليمي وهيأت المجال أمام حركة طالبان.وكانت كالتالي :
أ. باكستان
هي تسعى إلى التعاون مع حكومة صديقة في أفغانستان لتسهيل عمليات التبادل التجاري بينها وبين جمهوريات آسيا الوسطى، ولم تجد بغيتها في حكومة رباني ومسعود التي اتهمتها بالتعاون مع الهند، وحاولت الإطاحة بتلك الحكومة عن طريق حكمتيار ودوستم لكنها فشلت في ذلك، فلما ظهرت طالبان سارعت باكستان إلى دعهما والتعاون معها. (14)http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm موقع الجزيرة نت . ورغم نفي الحركة عن نفسها ذلك الا ان حجم المؤيدين لهذه الفكرة يستندون في ذلك الى الجولة التي قام بها وزير الداخلية الباكستاني آنذاك الجنرال نصير الله بابر في جنوب وغرب أفغانستان في أكتوبر 1994 حيث التقى فيها بالقادة والمسؤولين في ولايتي قندهار -معقل الحركة- وهيرات، وأرسل قافلة إغاثية مكونة من 30 حافلة تحت قيادة كولونيل من المخابرات الباكستانية واستطاعت طالبان إنقاذها بعد أن حاولت جماعة جيلاني بزعامة منصور آغا اعتراضها، وبرز اسم طالبان في الإعلام العالمي منذ ذلك اليوم الذي كان يتابع أنباء الاستيلاء على تلك القافلة.لكن من الثابت أن حركة طالبان كانت قد بدأت نشاطها قبل ذلك بأربعة أشهر على الأقل، وجاء ظهورها متواكبا مع رغبة باكستان في الحصول على تأييد حركة شعبية بمثل حجم طالبان التي بدأت تكسب تأييد الشعب الأفغاني يوما بعد يوم.ويرى آخرون أن المولوي فضل الرحمن أمير جمعية علماء الإسلام في باكستان والذي كان يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الباكستاني في حكومة بينظير بوتو هو الذي طرح فكرة إنشاء حركة طالبان واستشار في ذلك برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف وقد وافقا على إنشائها على اعتبار أنها ستوجه ضربة قوية لقوات حكمتيار عدوهما اللدود حينذاك. في حين يرى بعذ المراقبين ان المولوي فضل الرحمن لم يكن بالشخصية المؤثرة فيما كان يجري في أفغانستان ولم يكن في استطاعته إنشاء حركة مثل طالبان.(15) طالبان من حلم الملا إلى إمارة المؤمنين، مولوي حفيظ الله حقاني، معهد الدراسات السياسية، إسلام آباد، باكستان، الطبعة الأولى 1997
ب . الولايات المتحدة
أما الولايات المتحدة الأميركية فقد تقاطعت مصالحها مع مصالح طالبان في بداية نشاتها،حيث لم تمانع من ظهورها في بداية الأمر ثم سرعان ما اختلفت المصالح بعد ذلك فانقلب الوضع وأصبحت من ألد أعدائها. ففي البداية رغبت الولايات المتحدة الأميركية في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها حتى تخلو الساحة لجماعة أصولية واحدة تستطيع تطويعها في فلك السياسية الأميركية بعد ذلك، ورغبت واشنطن كذلك في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق وبخاصة في جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي. لذلك لم تمانع الولايات المتحدة ولم تقف حجر عثرة أمام تقدم طالبان. (16)( المصدر الجزيرة نت)
عاشرا : أهداف الحركة
أعلنت طالبان على لسان الناطق الرسمي باسمها الملا عبد المنان نيازي يوم 3/11/1994 بعد أن استولوا على مديرية سبين بولدك أن هدف حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف إضافة إلى إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم.لكن بعد أن استولت الحركة على عدد من الولايات ولقيت قبولا مبدئيا لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية، طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم 4/4/1996. وقد نشرت الحركة أهدافها على النحو التالي:
· إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.
· أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.
· أن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة الإسلامية.
· اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.
· قلع جذور العصبيات القومية والقبلية.
· حفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
· توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات الإٍسلامية.
· تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
· التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات.
· تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة.
· قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.
· استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.
· إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية.
· اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
· التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب والسنة.
· أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات.
· طلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار أفغانستان.
· جمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع والمرافق العامة.(17)
20/09/2001 شيرين حامد فهمي – إسلام أون لاين
http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/09/article25.shtml
حادي عشر : مراحل الاستيلاء على السلطة
حققت قوات طالبان مكاسب عسكرية سريعة واستطاعت أن تهزم القيادات العسكرية ذات الخبرة الواسعة بفنون القتال أثناء الحرب الأفغانية السوفياتية، والسبب في ذلك يرجع إلى قوة الدافع الديني المحرك لهؤلاء الطلاب والذين أفتى لهم علماؤهم بأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله، وبسبب التعاطف الشعبي الذي لاقوه رغبة في التخلص من الاضطرابات الأمنية وحالة الفوضى التي كانت تعيشها أفغانستان. وكانت مراحل الاستيلاء على السلطة على النحو التالي :
· ظهرت الخلية الأولى لحركة طالبان بعد أن اجتمع 53 طالبا من طلاب المدرس الدينية في منطقة "سنج سار" بقندهار ثم انتقلوا إلى منطقة "كشك نخود" وبداوا بنزع السلاح من مجموعات المجاهدين وإزالة نقاط التفتيش الموضوعة لجمع الإتاوات على الطرق العامة ثم استولوا على مديرية أرغستان.
· في أغسطس عام 1994 بايع طلاب المدارس الدينية الملا محمد عمر أميرا لهم وتعاهدوا على جمع السلاح واستعادة الأمن والاستقرار وإزالة نقاط التفتيش وجمع الإتاوات.
· في أكتوبر عام 1994 وسعت طالبان من نشاطاتها فاستولت على مديرية "سبين بولدك" الحدودية كما استولت على مخازن الأسلحة والذخيرة المركزية للولايات الجنوبية الغربية التابعة للحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار التي تعتبر من أكبر مخازن السلاح في أفغانستان.
· في 3/11/1994 برز اسم طالبان في الإعلام الدولي لأول مرة بعد نجاحهم في إنقاذ قافلة الإغاثة التي أرسلتها الحكومة الباكستانية إلى أفغانستان واعترضتها مجموعة جيلاني بقيادة منصور آغا واستطاعت طالبان إنقاذ القافلة وإعدام قائد جماعة جيلاني مع بعض رفاقه.
· في 5/11/1994 سقطت مدينة قندهار بيد طالبان بعد معارك راح ضحيتها 40 قتيلا.
· في شهري نوفمبر وديسمبر 1994 استولت الحركة على الولايات المجاورة دون مقاومة فبسطوا سيطرتهم على ولايات هلمند وزابل وأرزجان، ولم تكن الحركة تتوقع أو تنوي مجاوزة حدود قندهار إلى غيرها من الولايات .
· في 26/1/1995 سقطت مدينة غزني بيد طالبان بعد أن جردت قوات الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار من أسلحتهم.
· في 10/2/1995 استولت طالبان على ميدان شهر المعقل الحصين للحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار بولاية وردك في هجوم مباغت.
· في 14/2/1995 تمكنت حركة طالبان من إحكام سيطرتها على جميع مناطق نفوذ الحزب الإسلامي حول كابل بعد انسحابه من مقره في "تشاراسياب" إلى منطقة سروبي.
· في 19/2/1995 استولت الحركة على معظم مناطق ولايتي بكتيا وبكتيكا الجنوبيتين.
· في 21/2/1995 طالب المولوي فضل الرحمن رئيس جمعية علماء إسلام باكستان الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني بتسليم الحكم والأسلحة التي بحوزته لطالبان.
· في 6/3/1995 اندلعت حرب شديدة بين قوات احمد شاه مسعود وحزب الوحدة الشيعي بقيادة عبد العلي مزاري الذي فقد سندا قويا بعد انسحاب قوات حكمتيار ودوستم من مواقعها حول كابل.
· في 8/3/1995 تدخلت قوات طالبان للحيلولة بين الفصائل المتحاربة (حزب الوحدة والحكومة) واستولت على مواقع حزب الوحدة الشيعي وبدأت بنزع أسلحة الشيعة وأسرت قائد الحزب عبد العلي مزاري في 11/3/1995 ووجدت طالبان لنفسها موطئ قدم لها في العاصمة كابل وراحت تستعد لمواجهة القوات الحكومية للمرة الأولى.
· في 11/3/1995 استردت قوات مسعود جميع مواقع حزب الوحدة الشيعي التي استولت عليها طالبان في غرب كابل.
· في 13/3/1995 أعلن عن مقتل عبد العلي مزاري زعيم حزب الوحدة الشيعي في ظروف غامضة.
· في 9/5/1995 هاجمت القوات الحكومية بقيادة إسماعيل خان والي هيرات في جنوب غرب أفغانستان حركة طالبان وتمكنت من استرجاع ولايتي فراه ونيمورز أكثر مناطق ولاية هلمند وبدأت تهدد قندهار مركز حركة طالبان ومعقلها الحصين.
· في 2/9/1995 استطاعت طالبان في هجوم مفاجئ أن تسترد ولاية فراه وهلمند ونيمروز من قوات إسماعيل خان واستولت على قاعدة "شين دند" الجوية التي تعتبر من أكبر القواعد الجوية في أفغانستان.
· في 3/9/1995 وقعت خلافات بين والي هيرات وأحمد شاه مسعود فأصدر الأخير قراره بعزل والي هيرات وفي هذه الأثناء دخلت قوات طالبان هيرات بعد أن انسحب واليها مع رفاقه إلى إيران.
· في 10/10/1995 تقدمت قوات طالبان نحو كابل بعد أن سيطرت على مساحات شاسعة جنوب غرب أفغانستان وعلى تشاراسياب وتلال خير آباد المشرفة على جنوب كابل للمرة الثانية وبذلك أحكمت حصارها على مدينة كابل.
· في 3/4/1996 بايع 1500 من العلماء من مختلف أنحاء أفغانستان الملا محمد عمر أميرا ولقبوه بأمير المؤمنين.وفي أغسطس 1996 بدأ هجوم طالبان على معسكرات الحزب الإسلامي (حكمتيار) في ولايتي بكتيا وبكتيكا خوفا من تنسيق العمليات العسكرية ضدهم من جهتي الأمام والخلف بعد التوقيع على اتفاق بين حكمتيار ورباني .
· في 24/8/1996 استولت طالبان على قاعدة "سبينة شجة" المعقل الحصين لحكمتيار بولاية بكتيا واستولت على مخازن كبيرة للسلاح.
· في 27/8/1996 استولت طالبان على مديرية "أزره" بولاية لوجر التي كانت تعتبر خطا دفاعيا منيعا لمدينة كابل.
· في 8/9/1996 استولت طالبان على مديرية "حصارك" التي تعتبر بوابة مدينة جلال آباد وانهزمت قوات شورى ننجرهار دون مقاومة مخلفة وراءها عشرات الدبابات وراجمات الصواريخ.
· في 10/9/1996 استقال حاجي عبد القدير والي ننجرهار ورئيس شورى الولايات الشرقية من منصبه وهرب إلى باكستان برفقة محمد زمان القائد الميداني لجماعة جيلاني في ننجرهار.
· في 11/9/1996 دخلت قوات طالبان إلى مدينة ننجرهار بقيادة ملا بورجان بعد مقتل كبار شخصيات ولاية ننجرهار.
· في 27/9/1996 سقطت العاصمة كابل في يد طالبان بعد انسحاب القوات الحكومية منها إلى الشمال، وأعدمت الحركة ليلة دخولها كابل رئيس أفغانستان الشيوعي السابق نجيب الله، وأعلن ملا محمد عمر عن تكوين لجنة من ستة أشخاص برئاسة ملا محمد رباني النائب الأول له، وسقطت قاعدة "بغرام" الجوية بيد طالبان.
· في 10/10/1996 وقع كل من دوستم (قائد المليشيات الأوزبكية) وعبد الكريم خليلي (زعيم حزب الوحدة الشيعي بعد مقتل مزاري) اتفاقا للدفاع المشترك وأعلنوا عن ائتلاف جديد باسم "الدفاع عن أفغانستان" يرأسه دوستم.
· في 12/10/1996 اندلعت في شمال كابل انتفاضة شعبية ضد طالبان وفي الوقت نفسه شن أحمد شاه مسعود هجوما استرد فيه منطقة جبل السراج وتشاريكار واستعاد قاعدة بغرام الجوية يوم 18/10/1996.
· في 25/5/1997 اعترفت باكستان بحكومة طالبان وكانت أول دوله في العالم تعترف بها.
· في 26/5/1997 اعترفت المملكة العربية السعودية بها (وطلبت عام 1998 من القائم بأعمال طالبان مغادرة المملكة).واعترفت الإمارات العربية المتحدة بها في عام 1997 أيضا (وسحبت اعترافها في 22/9/2001 بسبب الضغوط الأميركية على خلفية تفجيرات نيويورك وواشنطن).
· في 27/5/1997 حدثت خلافات شديدة بين قوات الجنرال عبد الملك وقوات طالبان أسفرت عن قتل وأسر آلاف العناصر من طالبان وكان من بينهم كبار القيادات وإجلاء طالبان عن بعض المناطق في الشمال.
· في عام 1998 عادت قوات طالبان إلى المناطق التي انسحبوا منها في الولايات الشمالية مثل فارياب ومزار شريف وطالقان.(18)
http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc04.asp?DocID=63940&TypeID=4&TabIndex=1
ثاني عشر : الهيكل التنظيمي للحركة
لا يوجد هيكل محدد للحركة ولكن من الممكن رصد اهم المناصب فيها كما يلي :
o أمير المؤمنين
وهو الملا محمد عمر والذي يتمتع بصلاحيات واسعة، وقد اختارته طالبان أميرا لها في أغسطس عام 1994، وبايعه 1500 عالم من علماء أفغانستان عام 1996 أميرا للبلاد ولقبوه بأمير المؤمنين، وله حقوق شرعية فلا تجوز مخالفة أمره، كما لا يجوز عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز عن القيام بمسؤولياته، ويبقى في منصبه حتى الموت.
o المجلس الحاكم المؤقت
عين الملا محمد عمر مجلسا لإدارة الأمور في كابل لفترة مؤقتة بعد سقوطها بيد طالبان في 27/9/1997، وكان هذا المجلس بعمل تحت إشرافه مباشرة، ويتكون من ستة أشخاص كان يرأسهم الملا محمد رباني قبل وفاته، ثم خلفه الملا محمد حسن.
o مجلس الشورى المركزي للحركة
ليس لهذا المجلس عدد ثابت وأعضاء معينون، وإن كانت الحركة في بداية تشكيلها قد أعلنت أنه يضم 70 عضوا برئاسة الملامحمد حسن رحماني والي قندهار.
o مجلس الشورى العالي لحركة طالبان
تعتبر كل القيادات المعروفة داخل الحركة أعضاء في هذا المجلس، ولا يوجد أعضاء محددون له، ومن أشهر أعضائه محمد حسن رحماني ونور الدين الترابي وإحسان الله إحسان وسيد محمد حقاني ويار محمد ووكيل أحمد متوكل.
o مجلس الوزراء
يتكون هذا المجلس من القائمين بأعمال الوزراء، ويعقد جلساته أسبوعيا باستمرار، ومعظمهم من الشباب، وقلما يبقى أحد من أعضاء المجلس في منصبه إذ يتغيرون باستمرار. وقد أصدر الملا محمد عمر قرارا بدمج العديد من الوزارات خفضا للنفقات.
o دار الإفتاء المركزي
يضم عددا من العلماء لاستفتائهم في الأمور الشرعية، ومقره قندهار الموطن الأصلي لحركة طالبان ومقر إقامة أمير المؤمنين الملا محمد عمر. ويرأس هذا المجلس المولوي نور محمد ثاقب. ومن علمائه المشهورين المولوي عبد العلي الديوبندي، والعالم الباكستاني شير علي شاه والمولوي نظام الدين شامزي.
o مجالس الشورى في الولايات
منح الملا محمد عمر صلاحيات واسعة للولاة، وقد شكل كل وال مجلس شورى له تناقش فيه الأمور المتعلقة بإدارة حكومة الولاية وحركة طالبان.
o القيادات العسكرية
تعتمد طالبان في صراعها مع المعارضة الشمالية على العديد من القادة العسكريين من أشهرهم الملا عبيد الله وزير الدفاع، والمولوي جلال الدين حقاني القائد المعروف في ولاية بكتيا، والحاج محمد نعيم كوتشي من ولاية لوجر.(19)
http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc04.asp?DocID=63940&TypeID=4&TabIndex=1
ثالث عشر : الموقف من الدول المجاورة
1. ايران:
تميزت العلاقة بينهما بالتوتر الشديد، فالحركة تتهم إيران بالعمل على تصدير المذهب الشيعي إلى أفغانستان ودعم أحزاب المعارضة، بينما تتهمها إيران باضطهاد الأقلية الشيعية الموجودة هناك(20)(http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2A73BD96-5AEF-4F90-8AFD-7CF7C711B7E7.htm موقع الجزيرة نت.) ورغم أن الموقف بينهما اتسم بالعداء والتوتر إلا أن العداء المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية قد يدفعهما إلى التقارب في ظل عوامل عدة أوجدها الوضع الجديد مثل مساعي التجار الأفغان في فتح خط ترانزيت جديد عبر إيران للوصول إلى الأسواق العالمية؛ خاصة دبي، مما اضطر إيران للتعامل معه كما ان الوضع الذي صارت طالبان فيه سوف يؤدى إلى تليين موقف الحركة تجاه إيران.
2. الهند وبعض دول اسيا الوسطى
أما بالنسبة للموقف من الهند وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى فإن هذه الدول لا تخفي قلقها تجاه طالبان وتعمل على دعم المعارضة، فالهند ترى أن طالبان تشكل عمقا إستراتيجيا لباكستان وتفتح أمامها أسواق آسيا الوسطى، بينما تخاف روسيا وحلفاؤها في آسيا الوسطى من نفوذ حركة طالبان والإسلام المتشدد، وطالبان بدورها لا تخفي عداءها لهذه الدول. (21)
http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/10/article35.shtml
رابع عشر : منجزات الحركة والمآخذ عليها بالنسبة للأفغان
1. إيجابيات الحركة: أعادت طالبان لأفغانستان ما افتقدته على مدى عشرين عامًا من الحروب، وحققت الاستقرار والأمن في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك بشهادة شخصيات مناهضة لطالبان. وفرض ذلك الاستقرار أدى بكثير من القيادات الميدانية إلى الاستسلام إلى طالبان دون قتال. كما يحسب لطالبان القضاء على الفساد الإداري الذي كان قد استشرى في ظل حكومات الدويلات السابقة، ومقاومة الفساد الأخلاقي الذي كان مستشريا بالذات في العاصمة كابول، وجمع الأسلحة التي صارت منتشرة بين السكان إبان الجهاد ضد القوات الروسية، والتي صارت تهدد أمن أفغانستان، والقضاء على (لوردات الحرب) الذين وجدوا بعد الحرب الروسية فرصة للثراء العاجل بنهب أموال الدولة وبيع الأسلحة، وإيقاف نهب أموال الدولة من قبل القادة الميدانيين الذين كانوا يبيعون الأسلحة الثقيلة من الدبابات والصواريخ، وأخيراً، إيجاد نظام إداري وإنشاء المحاكم بعد أن كان قانون الغاب هو السائد. ويضاف إلى ذلك نجاحها في الحد من زراعة المخدرات وتجارتها بشكل أشادت به الأمم المتحدة، رغم أن هذه التجارة كانت تشكل المورد الرئيسي لأفغانستان طوال سنوات الحرب الأهلية. )22(http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/09/article25.shtml موقع اسلام اون لاين
2. سلبيات الحركة: التعصب وضيق الأفق، وتقديم صورة مشوهة للنظام الإسلامي، والتطبيقات الخاطئة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى عدم وجود كوادر مؤهلة، وعدم الاهتمام بالتعليم العصري، واستنزاف موارد البلاد على مصاريف الحرب الدائرة بينها وبين الفصائل الأخرى، والإيذاء والتعذيب لمن يتهم باقتناء السلاح أو إقامة علاقة مع المعارضة، وتعميق التمزق في التركيبة العرقية بعد القيام بعمليات قتل وتخريب استهدفت العرقيات غير البشتونية- سيما الشيعة الهزارا في وسط و شمال البلاد- بالإضافة إلى ضعف المستوى الثقافي والوعي السياسي، وعدم احترام أهل التخصص، والاهتمام بالفروع دون الأصول.(23) http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2001/09/article25.shtml موقع اسلام اون لاين
خامس عشر : الحادي عشر من سبتمبر –نقطة فاصلة في تاريخ الحركة الطالبانية –
مثل يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 يوما فاصلا في تاريخ حركة طالبان، ففي ذلك اليوم وقعت في نيويورك وواشنطن بالولايات المتحدة الأميركية انفجارات شديدة أدت إلى مقتل ما يزيد عن ستة آلاف شخص اتهم فيها تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، واعتبرت الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها بعد أن رفضت الحركة تسليم بن لادن لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه .فقد سعت الولايات المتحدة الى تجنب المواجهة المباشرة حيث لجات في البداية الى شق صف حركة طالبان و استخدمت في ذلك عدة أساليب أهمها ما يلي:
1 - إثارة الصراع القبلي والجغرافي:
لقد برزت في حركة طالبان قيادات من قبائل بشتونية ومناطق جغرافية مختلفة، وهناك تاريخ طويل للصراع بين بعض هذه القبائل، مثل قبيلة "غلزايي" وقبيلة "أبدالي وكانت بعض قيادات حركة طالبان من غير الولايات الجنوبية الغربية - مثل قندهار وهيلمند وأورزجان –تشعر بأنها مهمَّشة وأن السلطة بيد القندهاريين، ومن الممكن إثارة هذا الشعور عند البعض لإذكاء الخلافات بين قيادات حركة طالبان.
2 - إثارة الخلاف حول أسامة بن لادن:
كانت مجموعة من قيادات حركة طالبان تعارض وجود أسامة بن لادن في أفغانستان، وكانت ترى أنه ليس من المصلحة أن تتحمل عداء العالم كله وتنقطع عن الدول الصديقة بإيواء أسامة بن لادن وأصحابه، وكان الملا محمد رباني - نائب الملا محمد عمر الذي توفِّي قبل سنة - يتزعم هذا الفريق. ويُعتبر الملا وكيل أحمد متوكل من أهم المؤيدين لهذه الفكرة.وفي مقابل هؤلاء كان الملا محمد عمر وبعض رفاقه يعتبرونه ضيفًا لديهم، ويعتبرون إخراجه من أفغانستان متعارضًا مع الأحكام الشرعية ومخالفًا للأعراف الأفغانية،وقد حاولت الولاياتا لمتحدة تاجيج هذا الخلاف بين الفريقين . ومن هذه الاليات أن تطلب بعض الجهات الباكستانية أو بعض الجهات من الدول الصديقة لباكستان من بعض العلماء المعتمدين لدى حركة طالبان أن يُصْدِروا فتوى بأن القتال للدفاع عن أسامة ليس جهادًا، وذلك مقابل بعض الأموال، حيث اعتقد الامريكان ان ذلك قد يؤدي إلى الخلاف بين أنصار حركة طالبان، حيث يقبل البعض الفتوى ويرفضها الآخرون، وإن لم تؤدِّ إلى شق الصف فإنها ستؤدي إلى ضعف العامل الديني في هذه المعركة التي تقوم عليه أساسًا.
اما طالبان فقد فرضت عليها هذه الحرب تفعيل استراتيجيتها بل واضافة بعض الاليات الجديدة اليها . فقد اعتمدت حركة طالبان إستراتيجية بدأت تتضح معالمها عند تحركها المضاد للتحرك الأمريكي في داخل أفغانستان، وتتركز هذه الإستراتيجية على أفغانستان وباكستان؛ لأن الأمريكان حاولوا من البداية عزل حركة طالبان عن المجتمع الدولي بسحب الاعتراف بحكومتهم من قِبل السعودية والإمارات العربية المتحدة،كما سلف القول وفي قراءة تحركاتهم الاخيرة يمكن قراءة إستراتيجيتهم في النقاط التالية:
1. تحريك الشارع الديني في باكستان:
من أهم نقاط إستراتيجية طالبان تحريك الشارع الديني الباكستاني، وخاصة مؤيدي الأحزاب الدينية الباكستانية التي تُعتبر حركة طالبان امتدادا لها في أفغانستان.ويلاحظ أن الشارع الديني الباكستاني يتكون من عدة اتجاهات:
أ- الاتجاه السلفي: هذا الاتجاه بكل جماعاته لا يتمتع بالجماهيرية؛ فأتباعه قليلون، وليس عندهم إمكانية تحريك الشارع الباكستاني، ومع ذلك فإن هذا الاتجاه يغلب عليه المصادقة على القرارات الحكومية وعدم معارضتها نتيجة لتربيتهم على طاعة أولي الأمر.
ب- الاتجاه البريلوي: وهو اتجاه صوفي، وتمثله عدة أحزاب سياسية أشهرها "جمعية علماء باكستان"، ، و"حركة منهاج القرآن" أو "الحركة الشعبية". وهذا الاتجاه يتمتع بالجماهيرية في الشارع الباكستاني إلا أن الضعف في الوعي السياسي لأتباعه يحول دون توظيفه لصالح طالبان.وهذا الاتجاه يغلب عليه الجانب المصلحي؛ ونظرا إلى بعض الخلافات الفكرية بينه وبين الديوبنديين الذين تُعتبر حركة طالبان امتدادا لهم، لا ينشط أتباع هذا الاتجاه كثيرا لتأييد حركة طالبان.
ج- الاتجاه الديوبندي: وهذا الاتجاه أيضا يتمتع بالجماهيرية في الشارع الباكستاني، وخاصة في إقليمي "سرحد" و"بلوشستان"، وتغذيه عشرة آلاف مدرسة دينية في أنحاء باكستان بالأنصار. ويمثل هذا الاتجاه في السياسة الباكستانية حزب سياسي يُسمى بـ"جمعية علماء الإسلام".والتغيير الذي طرأ على هذا الاتجاه منذ أواخر أيام الجهاد الأفغاني هو بروز المنظمات الجهادية فيه والتي التي شاركت في جهاد أفغانستان، كما تجدر الإشارة إلى تزايد الاهتمام عندهم بالسياسة، مع أن بعضهم -وخاصة المشتغلين منهم بالدراسة والتعليم- لم يكونوا يحبذون ذلك من قبل.
د-الاتجاه الحركي: وهذا الاتجاه يتمثل في "الجماعة الإسلامية بباكستان" التي يرأسها الشيخ القاضي حسين أحمد، وهذا الاتجاه -وإن لم يتمتع بالغالبية في الشارع الباكستاني- قادر على تحريك الشارع الباكستاني لدقة تنظيمه وإخلاص أفراده.
وتعتبر حركة طالبان -كما سلف- امتدادا للاتجاه الديوبندي من الناحية الفكرية، ومن هنا كانت العلاقة بينهما وثيقة منذ أول ظهور لحركة طالبان، وتريد حركة طالبان أن تستثمر هذه العلاقة، وتحرك الأحزاب الديوبندية في باكستان؛ لتقوم بمظاهرات احتجاج على تهديدات أمريكا لحكومة طالبان، واحتجاجا على التعاون بين الحكومة الباكستانية وأمريكا.
2. تحريك سكان الشريط الحدودي من القبائل البشتونية
تسكن في الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان القبائل البشتونية التي تسلّحت بصورة جيدة في فترة الجهاد الأفغاني، إلى درجة أن منهم من يملك الأسلحة الثقيلة من المدافع والرشاشات الثقيلة، وهذه القبائل معروفة بالشراسة في القتال، وتريد طالبان أن تستفيد من هذه القبائل لتحول دون دخول القوات الأمريكية عن طريق باكستان، ولتمنع إرساء القواعد الأمريكية بقرب الحدود الأفغانية في داخل باكستان.ويشير تاريخ شيوخ القبائل إلى أنهم لا يستطيعون الوقوف أمام بريق الذهب، وأنهم لا يعرفون الولاء إلا لمصالحهم، ومع ذلك يبدو أن الأمريكان لا يريدون أن يخاطروا بجنودهم، فغيروا إستراتيجيتهم؛ وذلك لأنهم كانوا في البداية يفكرون في أن تتمركز القوات الأمريكية في باكستان، وأن يكون ثقل الهجوم من باكستان، ويفكرون الآن نتيجة المظاهرات والاحتجاجات والتهديدات التي أبداها القبائل والشارع الديني في باكستان أن تتمركز القوى الأمريكية في أوزبكستان أو غيرها من دول آسيا الوسطى، ولعلهم يكتفون بالمعلومات الاستخبارية التي تقدمها باكستان، وأن تستخدم القوى الأمريكية المجال الجوي الباكستاني، دون إيجاد القواعد للقوات الأمريكية، وخاصة في الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان.
3. محاولة إيجاد الثقة في سكان الولايات الجنوبية:
يشهد تاريخ أفغانستان المعاصر أن سكان الولايات الجنوبية مثل "بكتيا" و"بكتيكا" تسهل إثارتهم عن طريق المال والرشوة، وأن الإنجليز لهم تجربة سابقة معهم عندما أدخلوا "نادر شاه" -والد "ظاهر شاه" ملك أفغانستان المخلوع- عن طريق "بكتيا"، وجهزوا له جيشا، وأطاحوا بالأمير "حبيب الله كلكاني" المعروف بـ"بتشه سقاو"، ونصبوه على عرش أفغانستان.وأرادت حركة طالبان أن لا يكرر التاريخ نفسه، وأن تمنع حدوث مثل هذه الحوادث، وأن لا يدخل "ظاهر شاه" من الطريق الذي دخل منه والده، فأعطت رجال هذه الولاية ثقة كبيرة؛ فعينت القائد جلال الدين حقاني قائدا عاما لقواتها، وأعطت بعض المناصب الأخرى لعديد من الشخصيات من هذه المنطقة.
4.الاستعانة بالقيادات الجهادية السابقة:
كانت حركة طالبان تعتبر القيادات الجهادية السابقة مجرمين، وكان الملا محمد عمر قد أصدر أوامره بقتل كل من "رباني" و"سياف" و"حكمتيار" إن وقعوا في الأسر، وكان قد قال في تصريح صحفي في اليوم التالي لفتح كابل بأيديهم: إن مصير هؤلاء سيكون مثل مصير "نجيب".ولم تقبل حركة طالبان أية وساطة للتقريب بينها وبين الأحزاب الجهادية، مع أن هذه الأحزاب أبدت الاستعداد لذلك أكثر من مرة. إلا أن حركة طالبان تحاول أن تستفيد من بعض هؤلاء، وفي هذا الصدد فقد أرسلوا وفدا يضم وزراء وبعض أعضاء الحزب الإسلامي السابقين إلى إيران للتفاهم مع حكمتيار، ويحاولون التفاهم مع "المولوي محمد يونس خالص" و"المولوي محمد نبي".ومع ذلك لم تحدث أية مبادرة من حركة طالبان لتوحيد الكلمة، ولإنهاء المشكلة مع تحالف الشمال، وإن كان يُستبعد من تحالف الشمال -حسب العادة- أن يتفاهم مع حركة طالبان التي يعتبرها الآن ضعيفة.(23)
http://www.islamonline.net/arabic/politics/2001/10/article8.shtml
ولكن يبدو ان هذه الاليات غير كافية لمواجهة الاحتلال الامريكي وقوات حلف الناتو حيث يرى بعض المحلِّلون أنه يمكن لطالبان أن تستفيد في الحصول على المعدات العسكرية والمساعدات اللوجستية من الموارد التالية:
1 - التبرعات الشعبية في العالم الإسلامي:
استطلاعات الرأي تثبت أن التعاطف الشعبي مع طالبان قد ازداد بعد بداية القصف الجوِّي الأمريكي على أفغانستان، وأن الشعوب مستعدة أن تتبرع لحركة طالبان؛ إما حبًّا في طالبان، وإما كرهًا في أمريكا.
2 - إيران:
يمكن لحركة طالبان أن تستفيد من إيران في حربها ضد أمريكا، فإيران تشعر بخطر كبير من القواعد الأمريكية في الجبهة الخلفية لها، وكذلك تتخوف من حكومة موالية لأمريكا في أفغانستان، كما ان المجتمع الإيراني معرض للانفجار دائمًا لتركيبه الداخلي، وخاصة أن المناطق الحدودية الإيرانية مع أفغانستان يقطنها الشعب البلوشي السنِّي، فإذا تحركت طالبان من هذا المنطلق، وتعهدت لإيران بأنها لن تزعجها - بعد استقرار الأمن في أفغانستان - بإيواء المعارضة الإيرانية، فيمكن أن تجد صدى لصوتها لدى الحكومة الإيرانية.
3 - الصين:
كذلك يمكن أن تستفيد حركة طالبان في الحصول على المساعدات العسكرية واللوجستية من الصين؛ لأن الصين تعرف أن أمريكا هي التي كانت تشجع المسلمين في تركستان الشرقية على الثورة ضد الحكومة الصينية ضربًا لعصفورين بحجر واحد؛الاول هو التخلص من المتشديين الاسلاميين، وخلق قلاقل في الصين، وتحاول أمريكا أن تصل إلى الحدود الصينية المتمردة عليها لتشجيع إشعال الفتن داخل الصين الذي سيؤدي إلى توقف النمو الاقتصادي الذي تخاف منه أمريكا في المستقبل في سيادتها على العالم.
4 - روسيا:
يمكن لحركة طالبان أن تستفيد من روسيا أيضًا، فروسيا وخاصة تحت قيادة "بوتين" الذي يحلم بإعادة إمبراطورية الاتحاد السوفييتي، تفكِّر أن تأخذ بثأر هزيمتها في أفغانستان من أمريكا، وهذه هي الفرصة الذهبية لروسيا لكي تجر الولايات المتحدة إلى معركة في الأرض نفسها التي تذوقت فيها مرارة الهزيمة.
هذه احتمالات يمكن الاستفادة منها، لكن المحلِّلين يرون أن ذلك يتوقف على تحرك طالبان واستفادتها من التناقضات الموجودة بين مواقف تلك الدول، وكذا يتوقف على مدى اعتماد هذه الدول على حركة طالبان، وأنها لن تُوجِد لها مشكلات كما كانت تفعل قبل الهجوم الأمريكي، ويتوقف أخيرًا على مدى ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لهؤلاء الحلفاء المحتملين لطالبان لضمان تأييدهم لها أو تحييدهم.
5- وعلى الصعيد الداخلي، يمكن لحركة طالبان أن تستفيد من الحساسية الشديدة ضد الغزو الخارجي لدى الشعب الأفغاني، والذي لم يقبل طول تاريخه سيطرة الأجانب على أفغانستان، ويمكن الآن أن تستفيد حركة طالبان من هذه الحساسية في المقاومة ضد أمريكا.وتساعد طالبان على ذلك التجربة الطويلة التي خاضتها في الحرب ضد قوات الاتحاد السوفييتي، ثم في الحروب الداخلية، بالاضافة الى تعود مقاتلي الحركة على شظف العيش، تساعدهم على ذلك الظروف الجغرافية؛ لأنهم يحاربون على أرض يعرفون تضاريسها وخفاياها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بتعليقاتكم لخدمة هدفنا الاسمى في الاصلاح المنشود