- نموذج الفعل-الهوية (action-identity paradigm)، وهي النظرية التي ترى أن الحركات الاجتماعية تحول دون الركود الاجتماعي، وهي تقوم ضد الأشكال المؤسسية القائمة والمعايير المعرفية المرتبطة بها؛ أي أنها تقوم ضد المجموعات المهيمنة على عمليات إعادة الإنتاج الاجتماعي والاقتصادي، وتشكيل المعايير الاجتماعية. ويرى بعض المروجين لهذه
النظرية أن هناك إحلالا تدريجيا يتم فيه استبدال الشكل القديم للرأسمالية الصناعية بمجتمع مرحلة ما بعد التصنيع القائم على "البرمجة"، والذي يتميز بأنماط مختلفة تماما من العلاقات والصراعات الطبقية. ففي المجتمع "المبرمج" يشكل التكنوقراط الطبقة المهيمنة، بينما ينتهي دور الطبقة العاملة كمناضل أساسي ضد الأوضاع القائمة؛ وبالتالي يرون أن الصراع الطبقي أساسا ذو طبيعة اجتماعية-ثقافية، وليس ذو طبيعة اجتماعية-اقتصادية.
وحيث أن سؤالنا المحدد يدور حول طبيعة الظاهرة التي تشغلنا (حركة أم منظمات محدودة؟)، ووفقا للمقاربة التنموية الشاملة فإن مبدأ المشاركة يعد من المفاهيم الجوهرية – التي لا غني عن مراعاتها – لإنجاز التعبئة حول فكرة أو قضية معينة. ذلك أن حشد الناس حول فكرة يدخل في مجال التغيير الثقافي الذي ربما يكون من أصعب مجالات التدخل؛ وهو الأمر الذي يتطلب التشاور، والتحاور، والتفاوض، والتعليم، والتعلم؛ أي أن جداول أعمال المنظمات لا يمكن أن توضـع بمعزل عن الفئات المستفيدة والمستهدفة من الأنشطة التي تقوم بها، أو من الأهداف التي تأسست من أجل إنجازها. وبعبارة أخرى، فإن المنظمات تحتاج إلى الاستناد إلى قبول "شعبي"، أو جماهيري، أو – على أقل تقدير – واسع النطاق، كي تنجح في تحقيق أهدافها وتطلعاتها المتعلقة في المقام الأول برفاهية هذا الشعب على كل المستويات.
ويشكل عنصر التمكين عنصرا أساسيا من عناصر المقاربة التنموية الشاملة؛ فأنت لا تتحدث باسم الجماهير، ولا يحق لك أن تقتنص حق هذه الوكالة؛ بل يمكنك التحدث مع الجماهير؛ والأكثر من ذلك، عليك تشجيع وتعزيز قدرات هذه الجماهير في التحدث عن نفسها، ودعمها في مطالبها.وبالتالي فاذا كان السؤال الذي طرجناه في السطور السابقة حول ما اذا كنا في هذه الدراسة بصدد حركات او منظمات محدودة تكون الاجابة عنه باننا بصدد منظمات محدودة وان اطلقت علي نفسها اسم حركة ويعود عدم وجود حركات بالمعنى العلمي للكلمة في مصر الي مجموعة من الاسباب يمكن اجمالها في سببين اساسيين:
1- حالة الحريات في مصر التي تنعكس في قمع جهود منظمات ونشطاء حقوق الإنسان.
2- إحجام هذه المنظمات عن الالتحام بالقواعد الشعبية، مما يؤدي إلى افتقاد ثقة الجماهير، واقتناعها بأحقية القضايا التي نثيرها، وبالتالي إلى فقدان الدرع الواقي الأساسي لاستمرار هذه المنظمات وتحولها إلى حركة فعلية.
وهكذا فاننا ازاء منظمات محدودة اطلقت علي نفسها تعريف حركة،ولكننا لن نستطيع ان تخالف ما ارتضوه لانفسهم من تسمية هي علي الارجح غير دقيقة علميا،وسوف نحاول الاقتراب من هذه المنظمات او الحركات من خلال تقسيمنا اياهم طبقا لمعايير فئوية وسياسية،وعمرية،وجغرافية(خارج مصر)وقد استطاع الباحث ان يقوم باحصاء حوالي 23 حركة. سوف يقوم الباحث بتناول هذه الحركات بعد وضع معايير محددة لتصنيف هذه الحركات،فهناك معيار سياسي،قسمت نفسها هذاالحركات بناءا عليه،وهناك حركات فئوية،وهي الحركات التي تكون العضوية التي يحملها اعضاء هذه الحركة معيارا لتصنيفها ،واحيانا تكون هذه الحركات منشاة لاهداف في جزء منها خاص بالمجتمع بشكل عام وفى جزء اخر خاص بهذه الفئات ليس الا،مثل حركات اطباء ومهندسين وطلاب من اجل التغيير والتي سياتي شرحها لاحقا،وهناك حركات تصنف عمريا،أي انها نشات علي اساس فترة عمرية معينة مثل حركات اطفال وشباب وامهات من اجل التغيير،كما ان هناك حركات نشات خارج مصر وكان لها دور محورى في الخارج،وكانت هذه النشاة نتيجة لرؤية للمصريين في الخارج المهمومين بقضايا وطنهم.
اولا حركات تصنف سياسيا:
1- الجبهة الشعبية السلمية لانقاذ مصر (سلام)(2)
وهي الحركة التي تتبني حملة جمع توقيعات لترشيح السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية لرئاسة الجمهورية،ويعود نشاة هذه الجبهة الي بداية عام 2004،اسر تزايد الحديث عن توريث الحكم لنجل الرئيس مبارك السيد جمال مبارك،وهي تقول انها اختارت عمرو موسي بناء على استبيان اجرته علي مجموعة من المصريين في الداخل والخارج سالتهم من خلاله عن انسب الشخصيات لحكم مصر وكان رد اغلب من اجابوا علي الاستبيان بانه السيد عمرو موسي(حوالي 55% من حجم من تم استطلاع رايهم) لذا فقد تبنوا حملة لجمع مليون توقيع تطالب السيد عمرو موسي بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية الا ان المليون توقيع والتي قالت الجبهة انها ستحاول جمعها خلال ستة اشهر لم تستطع تحقيقها واكتفت فقط بعدد لا يتجاوز الثلاثة الاف موقع ليس في ستة اشهر بل في عامين (منذ بداية الحملة وحتى تاريخ كتابة هذه السطور –يناير 2006-) ومع ذلك فقد صممت الجبهة لنفسها موقع علي الانترنت يعتبر من اكثر مواقع حركات التغيير السياسي في مصر شمولا وثراءا بل وتنظيما ايضا تستطيع من خلاله معرفة كل ما يمت للجبهة من افكار او وسائل او انشطة ونستطيع من خلال اقترابنا من الحركة ان نخرج بالاستنتاجات التالية:
1- رغم نفي القائمين علي الموقع لتبنيهم لاية أيدلوجية سياسية فقد وضح الي حد ما تعاطفهم مع الاتجاهات الاسلامية والقومية وقد وضح ذلك من خلال اكثر من مؤشر:أ- فيما اسموه بمبادئ الجبهة اكدوا اكثر من مرة علي حرية الاختيار حق الله لكل انسان ،بالاضافة الي تاكيدهم علي ان رد الحقوق لأهلها من صميم ما يجعل الكون متزنا كسنة كونية لاينفرط عقدها وقانونا ربانيا لايتبدل لأحد مهما كان، مما يضع هذه الجبهة في معية الحركات الاسلامية المعتدلة او علي الاقل المتعاطفة مع الاتجاه الاسلامي.
ب – تاكيدهم اكثر من مرة في بياناتهم علي ادانة اغتيال شخصيات اسلامية فلسطينية من حركة حماس الفلسطينية في حين لم يصدر أي بيان تعاطف مع احد زعماء حركة فتح المعتقلين في السجون الاسرائيلية (مروان البرغوثي مثلا)، او تابين ولو بسيط لوفاة رئيس
منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات .
ج – استخدامهم للكثير من المقولات الاسلامية التي وردت علي لسان الرسول محمد (ص) او صحابته مثل: الايمان بقولة الحق أمام سلطان جائر هو من أعظم الجهاد ،او قول ابن الخطاب "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
د – رغم انه لا يوجد من يصنف عمرو موسى (مرشح الجبهة لرئاسة الجمهورية ،فان هناك العديد من انصاره من يصنفه باعتباره ذو اتجاهات قومية بل وناصرية ايضا.الامر الذي يجعل الجبهة اقرب ايضا الي الاتجاهات القومية في ترشيحها لشخصة لمنصب رئاسة الجمهورية.
2- تعدد الوسائل المستخدمة لتوصيل رسالتهم وهو من اكثر الوسائل المميزة لنشاط الجبهة فمن وسائلهم:الانترنت،الاقراص المدمجة،، اغاني وطنية من تاليف الجبهة،بوسترات،وكتيبات،ملصقات،منشورات،وهم في وسائلهم جميعها يؤكدون دائما انهم جبهة مفتوحة امام الجميع ويستطيع الجميع ان يشارك في نشاطهم،وان كان قد تلاحظ محدودية المظاهرات والمسيرات والمؤتمرات والندوات الخاصة بالجبهة مثل ما تقوموا به الحركات الاخرى مثل كفاية وحركة الحرية الان والتجمع الوطنى من اجل الاصلاح.
3- لم يتمكن الباحث من الوصول الي آلية يستطيع من خلالها دراسة العضوية داخل الجبهة ويعود ذلك أن معظم العضوية تتم من خلال موقع الجبهة علي شبكة الانترنت،وعادة ما يستخدم الاعضاء اسماء حركية مثل:الحزين،كفاية ذل،مواطن مصري الخ من الاسماء وبالتالي فقد هناك صعوبة في معرفة اتجاهات العضوية داخل الجبهة او انتماءاتهم او حتى الشرائح العمرية التي ينتمون لها وان كان الباحث يستطيع ان يستنتج أن معظم الأعضاء هم من الشباب الذين لم تتضح لهم أي انتماءات سياسية بعد،وقد خرجنا بهذا الاستنتاج من خلال اكثر من مؤشر الاول طبيعة التعليقات المكتوبة من قبل الاعضاء والتي لوحظ فيها استخدامهم للهجة الحادة احيانا والشعبية احيانا اخرى،بالاضافة الي طبيعة الاسماء الحركية المستخدمة من جانب اعضاء الجبهة مثل الروش،والخنفس،وهي اسماء عادة ما يطلقها الشباب المصري علي انفسهم .
الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010
الأحد، 25 يوليو 2010
الى متى سيستمر هذا الوضع الكنسي؟

غريب أمر الكنيسة المصرية ، بالفعل أصبحت دولة داخل الدولة بالمعني الحرفي للكلمة ، فبمجرد إطلاق شائعات لا نعرف مدى صحتها ، عن هروب زوجة قس شاب من زوجها في قرية دير مواس ، حتى أقامت الدنيا الكنيسة ولم تقعدها ، فصدرت الأوامر بتنظيم اعتصام ، وتحركت جحافل الأقباط للزحف إلى القاهرة ،بأمر من الكنيسة مباشرة ، وبالطبع تحركت كل أجهزة الدولة ، وبدا يتردد حديث عن وفاء قسطنطين أخرى ، وبدأت تخرج إخبار عن أن البابا شنوده يتابع الأمر من الولايات المتحدة حيث مقره الآن في جولته التي لا نعرف من الذي سمح له بها ( اه لو كان هذا الشخص قيادة دينية اسلامية لقامت الدينا ولم تقعد ). وبعد ايام قليلة اعلنت ايضا الكنيسة انها وجدت الزوجة غاضبه من زوجها في بيت شقيقتها ، وبغض النظر عن صحة هذه الرواية ، فان تكملة الرواية تشير إلى انه بمجرد الإعلان عن العثور على الزوجة حتى أمرت الكنيسة (ايوه والله امرت ) بفض الاعتصام وليذهب كل إلى بيته .
ما هذا السفه التي أصبحت فيه الدولة المصرية ، ما هذا الضعف أمام سلطة الكنيسة التي أصبح لا راد لها ، لصالح من هذا الاستسلام الكامل من قبل الدولة لشطحات الكنيسة وبلطجتها ، وماذا تنتظر الدولة من المسلمين ردا على هذه البلطجة الكنسية ، والاستسلام التام من قبل الدولة ؟ انه لامر يدعو للدهشة والتعجب أن يخرج الأقباط من قريتهم دير مواس في المنيا مخترقين طرق مصر المحروسة حتى يصلوا إلى القاهرة دون رادع أو ضابط يثنيهم عن موقفهم هذا ، ألا يعتبر ما فعله هؤلاء هو مخالفة لقانون الطوارئ الذي يمنع التظاهر إلا بإذن من الجهة المختصة ، أم أن الأمر أصبح ناس وناس ، انه لأمر يدعو إلى الحسرة أن تقوم الكنيسة بعد ذلك باستلام الزوجة من مبنى مباحث امن الدولة بعد ان أطلقت كذبتها (على ما اعتقد ) وتقوم بإخفائها هي أيضا ، اني هنا لا اتحدث عن سيدة مسيحية أو مسلمة ولكني أتحدث عن مواطنة مصرية ، استلمتها جهة غير رسمية وقامت باخفاءها دون وجه حق ، إن أمرا كهذا لا ينبغي ان يمر مرور الكرام كما حدث مع السيدة قسطنطين ، وينبغي التحقيق في الأمر والسماح لوسائل الإعلام بعمل اللقاءات مع هذه الزوجة والتحدث معها بكل صراحة وشفافية عن أسرار اختفاءها ثم ظهورها في مباحث امن الدولة ، وهل الأمر متعلق بإسلامها كما أشيع أم مجرد خلافات عائلية كما أشيع أيضا؟ ، إن زوجة القس ينبغي أن لا تقل منزلتها في أعين المصريين وإدراكهم عن منزلة خالد سعيد فالاثنان مواطنين مصريين الأول حرم من حقه في الحياة والثانية قد تكون حرمت من حقها في اختيارا لديانة التي تناسبها وتؤمن بها .
وإذا كانت الدولة ليس لديها القدرة على حماية أبناءها أمام جبروت الكنيسة ورئيسها المقيم في الولايات المتحدة حاليا ، فلتترك الأمر كله ولتفسح المكان لنظام آخر ليس على رأسه بطحه يخاف عليها من الخارج. ولتوضع حدود لما هو دور الكنيسة خصوصا والمؤسسة الدينية عموما ، حتى يقضي الله امر كان مفعولا .
الثلاثاء، 15 يونيو 2010
ماذا تريد الكنيسة وماذا يريد المؤيدين لها؟

لا اعرف ماذا تريد الكنيسة وماذا يريد المؤيدين لها؟ .. هل من السياسة ان نترك آهات الاقباط الذي يعانون من منعهم من الطلاق ومن الزواج الثاني بحجة ان هذا شان كنسي ؟.. امن الحكمة ترك شكاوي مواطنين مصريين دون اتخاذ اي موقف لحل مشاكلهم ؟ هل هذه الدولة التي تريدها الكنيسة؟ دولة تترك كل مؤسسة تطبق قوانينها الخاصة ولتذهب الدولة الى الجحيم ، ثم ما هذا الحرص الكنسي في الاستعانة بايات قرانية لاثبات وجهة نظرهم اليس هم من يقودون حملة لتغيير المادة الثانية في الدستور والتي تنص على ان الشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع ؟ (ولا هو لما يكون الموضوع تبعنا نستخدمها ولما يكون مش تبعنا نطالب بالغاءها .. ايه التخبط ده .)ثم الا تتذكرون الجدل الدائر حول حد الرده؟ عندما اراد مسلم ان يصبحا مسيحيا ، وتصدي للامر بعض من المحسوبين على الكنيسة بحجة ان ذلك حق له رغم مخالفة ذلك للشريعة الاسلامية ، ورضخت الدولة وتركت من يرتد يرتد على المستوى الفعلي .. لو اننا في دولة دينية وترك لكل مؤسسة دينية تطبق شريعتها لقتل هذا المرتد في الحال . الامر الذي يعني ان تطبيق القوانين المدنية يتم على المسلمين والمسيحيين في وقت واحد .. لا استثناء في ذلك ، ما دام هناك مواطن يعاني من تطبيق قوانين معينة فيجب على الدولة التدخل ايا كان شكل هذا التدخل. ثم ما راي الكنيسة في قضية وفاء قسطنطين؟ ، الا يعتبر ذلك ضربا بكل القوانين المدنية والدينية عرض الحائط؟ ، باعتبار ان وفاء هذه مواطنة مصرية ومن حقها ان تدين باي دين تعتقد ، واذا ارادات ان تعود في الدين الذي فضلته فلها ايضا الحق في ذلك ، اما ان تجبر الدولة على تسليمها للكنيسة وتقوم الكنيسة باخفاءها ، ولا يظهر لها اي اثر رغم المناشدات بضرورة ظهورها ولو لدقيقه تشرح فيها لماذا ارتدت الى الاسلام؟ ولماذا تركته مرة اخرى؟ _ لو كانت تركته بالفعل –
ما هذا الدور الذي اصبحت تقوم به الكنيسة؟ ... هل اصبحت دولة داخل الدولة ؟عندما يكون هناك قوانين واحكام على هواها تطبق وتملا الدنيا صراخا بضرورة تطبيقها ، وعندما يتعلق الامر بامر لا تميل له تملا الدنيا صراخا بان الاقباط في مصر يتعرضون للضغط عليهم في دينهم ، ما هذا ؟ ومن المستهدف بمثل هذا النوع من التصريحات ؟ اني اشتم رائحة استقواء بالخارج اتمني ان يكون عندي زكام حتى يكون اعتقادي خاطئا لان هذا امر جد خطير . واتمني الا تتصاعد الازمة بالشكل الذي يجعل البابا يضطر للذهاب للعلاج في الولايات المتحده تحديدا .. شفاه الله وعافاه .
ان الدولة المحترمة هي التي تدافع عن مصالح ابناءها اي كانت ديانتهم واي كان حجمهم العددي ، ويجب علينا جميعا ان نقف وراء هذه الدولة التي تحرص على ذلك ونطالبها بالمزيد وبالتوسع في هذا الحرص حتى يمتد للمعتقلين والفقراء والمظلومين اي كان مكانهم وايا كانت ديانتهم . لا ان نتحدث عن ( اشمعنا ) التي سئمنا منها في هذا الوطن الذي جعل كا من هب ودب يقول (اشمعنا )
ان الدولة المدنية هي الملجا لنا جميعا والمرتجي ، مسلمين ومسيحيين ، دولة يستطل الجميع بظلها ، لا فرق بين مسلم ومسيحي ، ابيض واسود ، رجل وامراه، هذا ما نسعي اليها ، وليتفرغ رجال الدين العظماء للارتقاء باخلاق المجتمع وليتركوا السياسة للسياسيين حتى لا يضطر السياسييين ان يكونوا هم ايضا دينيين وتختفي الحدود ما بين السياسي والديني ، وهنا لا تلوم الكنيسة الا نفسها .
الخميس، 11 فبراير 2010
1/1حركات المعارضة الجديدة في مصر بين الكم والكيف!
مقدمه :
لا يستطيع أي متابع للشأن المصري في الفترة الأخيرة (من عام 2003: الي عام 2007 ) ان يغض الطرف عن الحيوية السياسية التي ظهرت في المجتمع المصري بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة،ففي فترة وجيزة جدا لم تتجاوز العامين نشات الكثير من التنظيمات و الحركات و الجبهات سواء داخل مصر او خارجها،معارضة للنظام،بعضها يعبر عن مطالب عامة و الاخر يعبر عن مطالب فئوية.الا ان القاسم المشترك بينها هو ان معظمها يدعو للاصلاح .فاصبحنا امام مشكلة كبيرة – متداخلة احيانا – من الحركات الاجتماعية الناشئة فرضت علينا ضرورة الاحاطة بها و باهدافها و اساليب عملها و مطالبها .فقد اصبح الحديث عن ظهور حركة سياسية جديدة هو من الامور العادية التي اصبح الاعلان عنها ليس من الامو ر التي تلفت انتباه المصريين نظرا لكثافة الحركات وانشطتها.بل انه حتى المعارضة الراديكالية والتي كانت تعتبر في السابق نوعا من التطاول بل والعيب في ذات النظام اصبحت امرا عاديا في هذه الفترة،حتى طال النقد والهجوم اشخاصا كان يعتقد باستحالة ان يطاولهم هذا النوع من النقد لاسباب امنية واجتماعية.ولكن هكذا تطور حال الشارع السياسي في مصر،في هذه الورقة سوف نحاول الاقتراب من هذه الحركات لمعرفة اتجاهاتها وافكارها وحجم العضوية فيها،ونحاول ايضا التعرف علي انشطتها ووسائلها للوصول الي الجماهير،الا اننا لا نستطيع ان نقوم بذلك الا بعد ان نمر سريعا علي بعض التعريفات النظرية الخاصة بماهية الحركة،وهل نحن بالفعل ازاء حركات اجتماعية ام انها مجرد منظمات شبه سياسية ذات تاثير محدود ؟
أولا: حول تعريف مفهوم الحركة(1)
هناك صعوبة في محاولة تعريف مفهوم الحركة من خلال كلمات أو عبارات مختصرة؛ فالحركة – بالمعنى الجسدي – تعني التحرك من مكان إلى آخر، أو تحريك شيء من مكان إلى آخر، أو تحرك في الوضع لا يعني بالضـرورة الانتقال إلى موقع جغرافي مختلف، كأن نقول – مثلا - أن رد الفعل الذي يتجلى في تعبيرات وجه شخص ما يشير إلى الدهشة أو الاستغراب. أما بالمعنى الاجتماعي، فيمكن الإشارة إلى الحركة باعتبارها القيام بعدد من الأنشطة للدفاع عن مبدأ ما، أو للوصول إلى هدف ما؛ كما تتضمن الحركة الاجتماعية وجود اتجاه عام للتغيير؛ وهي تشمل أيضا مجموعات من البشر يحملون عقيدة أو أفكار مشتركة، ويحاولون تحقيق بعض الأهداف العامة. كما يشير البعض إلى أن الحركة الاجتماعية هي محاولة قصدية للتدخل في عملية التغيير الاجتماعي، وهي تتكون من مجموعة من الناس يندرجون في أنشطة محددة، ويستعملون خطابا يستهدف تغيير المجتمع، وتحدي سلطة النظام السياسي القائم. كما يقترن مفهوم الحركة الاجتماعية بمفهوم القوة الاجتماعية، والقدرة على التأثير وإحداث التغيير.
ويمكن الإشارة بإيجاز إلى أربع نظريات أساسية حول الحركات الاجتماعية و هي:
- نظرية السلوك الجماعي (collective behavior theory) التي أطلقها بعض المفكرين حول الحركات الاجتماعية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وقد ربطت هذه النظرية مفهوم الحركات الاجتماعية بحدوث أنشطة مثل: الهبات الجماهيرية، والمظاهرات، وأشكال من الهستريا الجماعية؛ أي بردود أفعال – ليست بالضرورة منطقية تماما – في مواجهة ظروف غير طبيعية من التوتر الهيكلي بين المؤسسات الاجتماعية الأساسية؛ ويرى أصحاب هذه المدرسة أن الحركات بهذا المعنى قد تصبح خطيرة (مثل الحركات الفاشية في ألمانيا، وإيطاليا، واليابان). كما تعتبر مقاربة السلوك الجماعي أن الحركات الاجتماعية انعكاس لمجتمع مريض؛ حيث لا تحتاج المجتمعات الصحية إلى حركات اجتماعية، بل تتضمن أشكال من المشاركة السياسية والاجتماعية.
- نظرية تعبئة الموارد (resource mobilization theory) التي تطورت منذ الستينيات؛ وتستند هذه المقاربة إلى تشكل الحركات الاجتماعية وطرق عملها وفقا لتوافر الموارد (خاصة الموارد الاقتصادية، والسياسية، والاتصالية) المتاحة للمجموعة، والقدرة على استعمال تلك الموارد. ويرى منظرو هذه المقاربة أن الحركات الاجتماعية عبارة عن استجابات منطقية لمواقف وإمكانيات طرأت حديثا في المجتمع؛ وبالتالي، لا ينظر إليها على أنها مظاهر لخلل اجتماعي، بل جزء من العملية السياسية. وتهتم هذه المقاربة بالتأثير المباشر للحركات – القابل للقياس – على القضايا السياسية؛ بينما لا تعير اهتماما كبيرا لأبعاد هذه الحركات على المستوى الفكري، ومستوى رفع الوعي، وبلورة الهوية.
- نظرية الحركة الاجتماعية الجديدة (new social movement theory) التي تطورت في أوروبا لتبرير مجموعة من الحركات الجديدة التي تمت خلال الستينيات والسبعينيات. وتنظر تفسيرات هذه النظرية إلى الحركات الاجتماعية باعتبارها انعكاس للمتناقضات الكامنة في المجتمع الحديث نتيجة للبيروقراطية المفرطة، وكحل لها. كما يرى أصحاب هذه النظرية أن الحركات الاجتماعية الجديدة – اختلافا مع الحركات الاجتماعية القديمة – ناتجة عن بروز تناقضات اجتماعية جديدة، متجسدة في التناقض بين الفرد والدولة؛ وهو ما يجعل هذه المقاربة تنتقل من المصالح الطبقية إلى المصالح غير الطبقية المتعلقة بالمصالح الإنسانية الكونية. ويقال أن هذه الحركات الاجتماعية الجديدة تهتم أكثر بتطوير الهوية الجماعية عن اهتمامها بالأيديولوجيات القائمة؛ كما تميل إلى البروز من صفوف الطبقة المتوسطة بدلا من الطبقة العاملة.
" انتظروا الجزء الثانى "
لا يستطيع أي متابع للشأن المصري في الفترة الأخيرة (من عام 2003: الي عام 2007 ) ان يغض الطرف عن الحيوية السياسية التي ظهرت في المجتمع المصري بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة،ففي فترة وجيزة جدا لم تتجاوز العامين نشات الكثير من التنظيمات و الحركات و الجبهات سواء داخل مصر او خارجها،معارضة للنظام،بعضها يعبر عن مطالب عامة و الاخر يعبر عن مطالب فئوية.الا ان القاسم المشترك بينها هو ان معظمها يدعو للاصلاح .فاصبحنا امام مشكلة كبيرة – متداخلة احيانا – من الحركات الاجتماعية الناشئة فرضت علينا ضرورة الاحاطة بها و باهدافها و اساليب عملها و مطالبها .فقد اصبح الحديث عن ظهور حركة سياسية جديدة هو من الامور العادية التي اصبح الاعلان عنها ليس من الامو ر التي تلفت انتباه المصريين نظرا لكثافة الحركات وانشطتها.بل انه حتى المعارضة الراديكالية والتي كانت تعتبر في السابق نوعا من التطاول بل والعيب في ذات النظام اصبحت امرا عاديا في هذه الفترة،حتى طال النقد والهجوم اشخاصا كان يعتقد باستحالة ان يطاولهم هذا النوع من النقد لاسباب امنية واجتماعية.ولكن هكذا تطور حال الشارع السياسي في مصر،في هذه الورقة سوف نحاول الاقتراب من هذه الحركات لمعرفة اتجاهاتها وافكارها وحجم العضوية فيها،ونحاول ايضا التعرف علي انشطتها ووسائلها للوصول الي الجماهير،الا اننا لا نستطيع ان نقوم بذلك الا بعد ان نمر سريعا علي بعض التعريفات النظرية الخاصة بماهية الحركة،وهل نحن بالفعل ازاء حركات اجتماعية ام انها مجرد منظمات شبه سياسية ذات تاثير محدود ؟
أولا: حول تعريف مفهوم الحركة(1)
هناك صعوبة في محاولة تعريف مفهوم الحركة من خلال كلمات أو عبارات مختصرة؛ فالحركة – بالمعنى الجسدي – تعني التحرك من مكان إلى آخر، أو تحريك شيء من مكان إلى آخر، أو تحرك في الوضع لا يعني بالضـرورة الانتقال إلى موقع جغرافي مختلف، كأن نقول – مثلا - أن رد الفعل الذي يتجلى في تعبيرات وجه شخص ما يشير إلى الدهشة أو الاستغراب. أما بالمعنى الاجتماعي، فيمكن الإشارة إلى الحركة باعتبارها القيام بعدد من الأنشطة للدفاع عن مبدأ ما، أو للوصول إلى هدف ما؛ كما تتضمن الحركة الاجتماعية وجود اتجاه عام للتغيير؛ وهي تشمل أيضا مجموعات من البشر يحملون عقيدة أو أفكار مشتركة، ويحاولون تحقيق بعض الأهداف العامة. كما يشير البعض إلى أن الحركة الاجتماعية هي محاولة قصدية للتدخل في عملية التغيير الاجتماعي، وهي تتكون من مجموعة من الناس يندرجون في أنشطة محددة، ويستعملون خطابا يستهدف تغيير المجتمع، وتحدي سلطة النظام السياسي القائم. كما يقترن مفهوم الحركة الاجتماعية بمفهوم القوة الاجتماعية، والقدرة على التأثير وإحداث التغيير.
ويمكن الإشارة بإيجاز إلى أربع نظريات أساسية حول الحركات الاجتماعية و هي:
- نظرية السلوك الجماعي (collective behavior theory) التي أطلقها بعض المفكرين حول الحركات الاجتماعية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وقد ربطت هذه النظرية مفهوم الحركات الاجتماعية بحدوث أنشطة مثل: الهبات الجماهيرية، والمظاهرات، وأشكال من الهستريا الجماعية؛ أي بردود أفعال – ليست بالضرورة منطقية تماما – في مواجهة ظروف غير طبيعية من التوتر الهيكلي بين المؤسسات الاجتماعية الأساسية؛ ويرى أصحاب هذه المدرسة أن الحركات بهذا المعنى قد تصبح خطيرة (مثل الحركات الفاشية في ألمانيا، وإيطاليا، واليابان). كما تعتبر مقاربة السلوك الجماعي أن الحركات الاجتماعية انعكاس لمجتمع مريض؛ حيث لا تحتاج المجتمعات الصحية إلى حركات اجتماعية، بل تتضمن أشكال من المشاركة السياسية والاجتماعية.
- نظرية تعبئة الموارد (resource mobilization theory) التي تطورت منذ الستينيات؛ وتستند هذه المقاربة إلى تشكل الحركات الاجتماعية وطرق عملها وفقا لتوافر الموارد (خاصة الموارد الاقتصادية، والسياسية، والاتصالية) المتاحة للمجموعة، والقدرة على استعمال تلك الموارد. ويرى منظرو هذه المقاربة أن الحركات الاجتماعية عبارة عن استجابات منطقية لمواقف وإمكانيات طرأت حديثا في المجتمع؛ وبالتالي، لا ينظر إليها على أنها مظاهر لخلل اجتماعي، بل جزء من العملية السياسية. وتهتم هذه المقاربة بالتأثير المباشر للحركات – القابل للقياس – على القضايا السياسية؛ بينما لا تعير اهتماما كبيرا لأبعاد هذه الحركات على المستوى الفكري، ومستوى رفع الوعي، وبلورة الهوية.
- نظرية الحركة الاجتماعية الجديدة (new social movement theory) التي تطورت في أوروبا لتبرير مجموعة من الحركات الجديدة التي تمت خلال الستينيات والسبعينيات. وتنظر تفسيرات هذه النظرية إلى الحركات الاجتماعية باعتبارها انعكاس للمتناقضات الكامنة في المجتمع الحديث نتيجة للبيروقراطية المفرطة، وكحل لها. كما يرى أصحاب هذه النظرية أن الحركات الاجتماعية الجديدة – اختلافا مع الحركات الاجتماعية القديمة – ناتجة عن بروز تناقضات اجتماعية جديدة، متجسدة في التناقض بين الفرد والدولة؛ وهو ما يجعل هذه المقاربة تنتقل من المصالح الطبقية إلى المصالح غير الطبقية المتعلقة بالمصالح الإنسانية الكونية. ويقال أن هذه الحركات الاجتماعية الجديدة تهتم أكثر بتطوير الهوية الجماعية عن اهتمامها بالأيديولوجيات القائمة؛ كما تميل إلى البروز من صفوف الطبقة المتوسطة بدلا من الطبقة العاملة.
" انتظروا الجزء الثانى "
الجمعة، 20 نوفمبر 2009
اتقوا الله في مصر وفي الجزائر وفي الامة العربية
والله يا جماعة مش عارف اصدق مين ، بس الفكرة انه لحد دلوقتي مشفتش لقطة فيديو واحده على الاعتداءات دي وبعدين يقولوا تلات مصابين ولما كرامتنا كده وجعتنا فجاة كان فين كرامتنا لما المصريين بيتهانوا في كل حتة وفي كل بلد ولما الواحد منهم يروح لسفارة بلده تقوله اصلكم كتير ومينفعش نحميكم كلكم ؟، كانت فين الكرامة لما الصيادين المصريين احتجزوا من قبل القراصنة الصوماليين وكان رد الخارجية المصرية انها ملهاش دعوة ولموا من بعضكم وادفعو الدية اللي طالبنها ولما الصيادين حررووا انفسهم بانفسهم كانت النتيجة يا سادة ان الحكومة المصرية سلمت القراصنة الذين احتجزهم الصيادين المصريين مش عارف لمين ؟ تصوروا دي كرامة المصري كنتوا فين وكنتوا فين وكنتوا فين لو عاوزين اقعد من هنا للصبح عشان اعدد اهانة كرامة المصريين بعلم الحكومة المصرية هبقي عاوز كتب مش فيس بوك واحد ، اللي عاوز اقوله مش عشان رغبة مصرية في التقارب مع الاسرائليين والامريكان وتجريد مصر من قوميتها تكون ردة الفعل بهذا الشكل والحجة غير المعلنة هي ان احنا اتهزمنا في السودان ، ونكون غرف عمليات ويطلع بعض مرشدى الامن في وسائل الاعلام يطالبوا بقتل الجزائريين في مصر ، ما هذا العبط ما هذا العبط انتم بتضحكوا على مين ، اتلموا بقه وبطلوا ارف كتكم الارف ، دول الجزائريين مهما غلطوا لن يكونوا مثل الاسرائيليين الذي يقتلون ابناءنا كل يوم على الحدود وعندما نتحدث عن طرد السفير يقولون لنا السياسةوالمصالحة والتهدئة وكلام فارغ زي كده انما مع الجزائر تاني يوم كان السفير مسحوب .. دا ايه الحمية اللي ظهرت فجاة دي وايه الكرامة اللي ظهرت عندكم على كبر دي .. العبوا غيرها كتكم الارف .
وبعدين لو انتم فعلا ناس محترمه كنتم امنتم الفرقة الجزائرية او على الاقل حاسبتم المقصرين امنيا اللي سمحوا لبعض من الصبية بالقاء الحجارة على الضيوف ، في حراسة قوات الامن ، يعني لو دي عربية مسئول من العصابة الحاكمة مكنش حد قدر يهوب ناحية العربية لكن نقول ايه في الامن المصري الواعي اللي سمح بحماقة القاء الحجارة على الضوف .ونسوا ان هذا التقصير هو سبب الازمة الحقيقي والذي ادى الى اشعال لنار مع شعب جزائري معروف عنه اصلا بحكم البيئة والمناخ والموقع انه سريع الغضب وشديد الحساسية وعنيف بطبيعته ، حاسبوا انفسكم الاول قبل ان تحاسبوا الجزائريين وتنصبوا لهم المشانق ، انا طبعا لا اعفي الجزائريين من المسئولية بشكل مطلق لكن فقط اريد ان توضع الامور في نصابها ولا ننسى ونحن في زروة غضبنا على خروجنا من المونديال اننا ايضا مقصرين امنيا وفنيا ايضا ولكم ان تلاحظوا ان منتخب الجزائر في معظمه من الشباب اما نحن فاعمار لاعبينا تجاوزت بعضها الثلاثين عاما فهل هذا معقول اما آن للرجل ان يستريح ويسلم الراية لجيل من الشباب قادر على حصد بطولات اخرى .
وبعدين لو انتم فعلا ناس محترمه كنتم امنتم الفرقة الجزائرية او على الاقل حاسبتم المقصرين امنيا اللي سمحوا لبعض من الصبية بالقاء الحجارة على الضيوف ، في حراسة قوات الامن ، يعني لو دي عربية مسئول من العصابة الحاكمة مكنش حد قدر يهوب ناحية العربية لكن نقول ايه في الامن المصري الواعي اللي سمح بحماقة القاء الحجارة على الضوف .ونسوا ان هذا التقصير هو سبب الازمة الحقيقي والذي ادى الى اشعال لنار مع شعب جزائري معروف عنه اصلا بحكم البيئة والمناخ والموقع انه سريع الغضب وشديد الحساسية وعنيف بطبيعته ، حاسبوا انفسكم الاول قبل ان تحاسبوا الجزائريين وتنصبوا لهم المشانق ، انا طبعا لا اعفي الجزائريين من المسئولية بشكل مطلق لكن فقط اريد ان توضع الامور في نصابها ولا ننسى ونحن في زروة غضبنا على خروجنا من المونديال اننا ايضا مقصرين امنيا وفنيا ايضا ولكم ان تلاحظوا ان منتخب الجزائر في معظمه من الشباب اما نحن فاعمار لاعبينا تجاوزت بعضها الثلاثين عاما فهل هذا معقول اما آن للرجل ان يستريح ويسلم الراية لجيل من الشباب قادر على حصد بطولات اخرى .
الجمعة، 11 سبتمبر 2009
الإعلام الإليكتروني ومستقبل الصحافة المطبوعة في العالم العربي

تمهيد.
في هذا البحث سوف نحاول الاقتراب من مفهوم الإعلام الإلكتروني ونتطرق إلى وضعيته في العالم العربي.مستكشفين تاريخ بداية دخول هذا النوع من الإعلام في العالم العربي وموضحين اشكاله ومشاكله وامكانياته الحالية وفرص تطورها ثم نبحث تاثير انتشار الإعلام الإليكتروني على الصحافة الورقية في العالم العربي وكيف اثرت فيها وتاثرت بها خاتمين باستشراف لمستقبل الإعلام الإلكتروني وامكانيات تاثيره على الإعلام الورقي تحديدا.
المبحث الاول
في تعريف الإعلام الإليكتروني Electronic media
ان الرغبة في تحديد تعريف لهذا المصطلح يدفعنا إلى الحديث عن الحاجة إلى ضوابط ومعايير للإعلام الإلكتروني لكي نميز بينه وبين هذا الكم الهائل من مواقع الإنترنت التي تعمل في كافة المجالات وفي جميع التخصصات،والا فان البديل ان نعتبر كل موقع على الإنترنت موقعا صحفيا.الامرالذي يدفعنا إلى الاجتهاد في وضع ضوابط وعلأمات فارقة للصحافة الاليكترونية نستطيع من خلالها التمييز بين الموقع الصحفي وغيره فهل هناك محاذير يمكن ان تعترضنا خلال وضع هذه الضوابط والمعايير ؟
الواقع ان هناك عدد من المحاذير التي ترتسم أمامنا ونحن نفكر في وضع معايير للإعلام الإلكتروني ومن هذه المحاذير:
1- محاذيرتعريفية:حيث تظهر مشكلة كبيرة تعد من ابرز ما يواجه العاملين في مواقع الإنترنت وهو ما نطلق عليه لفظ اعلامي على كل من يعمل بموقع على الإنترنت ايا كان هذا الموقع وايا كانت طبيعة المحتوى أو الخدمة التي يقدمها ؟ وما هي حدود المجالات التي يمكن ان يقتصر عليها العمل الإعلامي على الإنترنت ؟ هل هي المجالات المتعلقة بالكتابة أو يدخل في اطارها العمل في مجال الوسائط المتعددة والذي يتماثل في كثير من الأحيان مع الاخراج الصحفي في عالم الصحافة الورقية؟
2- محاذيرمهنية:فإذا كانت هناك مشكلة تتعلق بالتعريف فانها سرعان ما تكون نواة لمحاذير مهنية تتعلق في المقام الاول بمهنة الصحافة التي ستعاني في ظل اختلاط الاوراق مزيدا من الغموض ومزيدا من الانسيابية في تحديد مفهوم الصحافة والصحيفة والصحفي وهي محاذير من شانها ان تولد جدلا حول من له حق الانتماء إلى نقابة الصحفيين ومن له الحق في الانتماء للمهنة ؟
3- محاذير سياسية:وهي محاذير لا مجال لتلافيها وسط واقع سياسي معقد يشهده العالم بصفة عامة والعالم العربي بصفة خاصة ولا تنفصل عنه مصر بصورة أو باخرى ويتمثل في انحسار فرص اصدار صحف جديدة وسط توقعات اقرب ما تكون للسياسة منها إلى القانون وفي ظل هذا الواقع المتازم نجد انفسنا أمام محاذير يدفع بعضها باتجاه التسيير في فك الحصار والخناق الموجود في عالم الصحافة الورقية ليجد له متنفسا افتراضيا على شبكة الإنترنت وبين التعسير الذي يتبناه الراغبون في استمرار الخناق الحادث إلى ما لا نهاية.
4- محاذير تتعلق بمتغيرات الواقع :ونعني بها ان الإنترنت اصبح عالما لا مجال للالتفات عنه أو عدم الاهتمام به أو تجاهله والا تجاوزنا الواقع كمهنة ونقابة واصبحنا أمام واقع يفرض نفسه على الجميع صحيح اننا مطالبون في ظل هذا الواقع بألا نذوب فيه ولكن ليس أمامنا بديل عن التعامل معه والاجتهاد في تطويعه.(1)
لذلك فان هناك مفهومين للإعلام لاالكتروني وهما :
المفهوم الاول وهو المفهوم الضيق الذي يقصر ظاهرة الإعلام الإلكتروني على المواقع الاليكترونية التي تتحقق فيها عدد من الشروط والضوابط المحددة اهمها ما يلي:
1- معايير مهنية:حيث يطرح في هذا الاطار عدد من المعايير التي تميز الصحيفة الاليكترونية ومنها:
• استعمال قوالب العمل الصحفي مثل الخبر والتحقيق والحوار ولا يعني هذا عدم التعامل مع قوالب مغايرة تفرضها طبيعة الوسيلة الجديدة.
• انتاج موضوعات ميدانية مثل تغطية المؤتمرات والندوات وغيرها.
• الاحتراف:بمعنى ان يكون الصحفيون العاملون في الموقع محترفين لا هواة ومن ابرز محددات الاحتراف:
• التفرغ،الكفاءة المهنية،الخبرةالتراكمية،المؤسسية بمعنىان يكون منتميا إلى مؤسسة صحفية على شبكة الإنترنت.
2- معايير تتعلق بالمؤسسة اوالموقع وتتمثل في:
• معايير فنية وتبرز في وجود نظام بالموقع للارشفة والتكشيف ووجود سيرفر (خادم مستقل للموقع ) ووجود نظام تاميني محدد يمنع عمليات القرصنة والاختراق بصورة مبدئية ونقصد بذلك وجود نظام وخطط وليس ضمان عدم الاختراق.
3- معايير تتعلق بمعدل عدد الزوار:وهو ما يمكن تحديده من خلال مواقع متابعة التصفح العالمية مثل موقع ALEXA ومن خلاله يمكن التعرف على عدد زوار الموقع وعدد الجلسات التي تمت على الموقع ومعدل الزيارت (المرور ) التي تمت للموقع ،والبلدان التي تمت زيارة الموقع ومنها معايير مالية (وجود نظام تمويلي واضح ومحدد للمؤسسة أو الموقع وقابل للمراجعة من قبل الجهات المختصة) معايير قانونية (وتتعلق بالوضع القانوني للمؤسسة بالصورة التي تضمن الوفاء بالحقوق المالية والقانونية للعاملين فيها ويكفي ان تصدر من خلال أي شكل يتيحه القانون ويضمن محاسبة اصحاب المؤسسة ماديا وقانويا عليه.(2)
المفهوم الثاني:وهو المفهوم الواسع الذي يسمح في ضوء صعوبة تحقيق المعايير السابقة على الكثير من المواقع والتي تتحقق فيها بعض المعايير السابقة وحداثة ظاهرة الإعلام الإلكتروني والتي لا زالت قيد التطور سواء من حيث خصائصها الشكلية أو الموضوعية أو اطرها القانونية بادراج بعض المواقع التي يتحقق فيها بعض المعاير السابقة –وليس كل - كالبلوجر مثلا ضمن ظاهرة الإعلام الإلكتروني.وفي ضوء هذا التعريف ربما يكون من الافضل دراسة الإعلام الإلكتروني في ضوء المفهوم الواسع لهذه الظاهرة والمفهوم الواسع لكلمة إعلام بما تعنيه من اي نوع أو محاولة من جانب طرف لإعلام أو توعية طرف اخر بمعلومة أو حدث أو ظاهرة معينة من خلال شبكة الإنترنت دون النظر إلى الإجراءات الروتينية أو التنظيمية المذكورة سلفا في المفهوم الاول (3)
في هذه الورقة سوف يستند الباحث إلى التعريف الثاني للإعلام الإلكتروني باعتباره التعريف الأكثر شمولا ومرونة من التعريف الأول بالإضافة إلى كونه تعريف يعتمد بشكل جوهري على الدور الحقيقي للإعلام بما يعنيه بانه أي نوع أو محاولة من طرف لإعلام وتوعية طرف اخر بمعلومة أو حدث أو ظاهرة معينة الكترونيا دون النظر إلى الاجراءات الروتينية أو التنظيمية المذكورة في التعريف الاول والتي تشكل -حسب اعتقاد الباحث- الداء الأول الذي تعاني منه الصحافة الورقية عموما والإعلام التقليدي خصوصا.وهكذا فانه واستنادا إلى المفهوم الثاني للإعلام الإلكتروني فانه يمكننا الولوج إلى وسائط الإعلام الإلكتروني وتعريف كل من هذه الوسائط.
المبحث الثاني
الإعلام الإليكتروني في العالم العربي
اولا:نشأة الإعلام الإليكتروني العربي
كانت مؤسسة التحرير للطباعة والنشر اول مؤسسة عربية صحفية تنشا موقعا لها على شبكة الإنترنت وذلك في 16 فبراير عام 1997 حيث ضم الموقع نسخا الكترونية من صحف الجمهورية والمساء والجازيت ومصر اليوم تلتها جريدة الشعب حيث صدرت نسختها الاليكترونية منذ اول اكتوبر عام 1997 كما ان موقع جريدة الاهرام يعد من اكثر المواقع الصحفية المصرية الواعدة رغم انها لم تتح من خلال الإنترنت سوى جريدة الاهرام ويكلي الصادرة باللغة الانجليزية وذلك منذ منتصف شهر يونيو عام 1998 ومجلة السياسة الدولية مترجمة إلى اللغة الانجليزية ومؤخرا النسخه الاليكترونية لجريدة الاهرام الصباحية التي بدات في اغسطس عام 1998.أما اول جريدة الكترونية مصرية وعربية يتم اعداد مادتها خصيصا للنشر الإلكتروني فهي المراسل وقد بدات في الصدور اسبوعيا منذ 12 اغسطس عام 1997 ومن الصحف العربية التي حرصت على انشاء مواقع لها على الشبكة جريدة الوطن الكويتية والايام البحرينية والدستور والبيان والراي الاردنية وجريدة الحياة وايضا جريدة الجزيزة في 16 ابريل عام 1997 والقبس السعودية التي بدأت في وضع نسختها الاليكترونية في 12 يوليو 1997 أما جريدة الشرق الأوسط فإنها في بدياتها لم تكن تتيح الاطلاع على نسختها الاليكترونية الا باشتراك وهو الامر الذي تغير الان.(4) الا ان الامر اختلف كثيرا الان مع زيادة عدد مستخدمى شبكة الإنترنت التي بلغت عام 2007 نحو 29 مليون مستخدم،من تعداد نحو 330 مليون نسمة،أي أن نسبة مستخدمي الإنترنت العرب نسبة لعدد السكان تبلغ نحو 8,7% من عدد السكان.
وهي زيادة تبدو هائلة إذا قارناها بما كان عليه الوضع منذ عشر سنوات،حيث لم يكن إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت العرب في عام 1997 يتجاوز 600 ألف مستخدم،وهو ما يعني زيادة تبلغ نحو خمسون ضعفا في مدى عشر سنوات.
أي ان الزيادة التي يشهدها انتشار الإنترنت في المنطقة العربية تعد من أعلى النسب في العالم.
وتنبؤ هذه الزيادة الهائلة في عدد المستخدمين للانترنت عما يمكن أن يشهده المستقبل من توسع في هذه الزيادة،استنادا على التطور التكنولوجي الذي بدأ يأخذ اللغة العربية في الاعتبار،وهو ما لم يكن متاحا حتى سنوات قليلة ماضية،اذ لم تكن الكثير من خدمات الإنترنت مهيأة للتعامل مع اللغة العربية،فضلا عن ضعف البنية الأساسية للاتصالات في أغلب البلدان العربية،وارتفاع كلفة الاتصال،والأمية،بالإضافة إلى الحذر والريبة اللتان تشوبا نظرة وتعامل العديد من الحكومات العربية.( 5)
جدول رقم (1) يوضح اجمالي عدد مواقع الإنترنت في كل دولة عربية
الدولة عربي انجليزي اخرى
دولة الأمارات العربية المتحدة 66 30 1
الاردن 50 20 -
البحرين 45 14 -
تونس 17 7 15
الجزائر 19 4 17
السعودية 168 28 1
السودان 48 15 4
سوريا 96 10 4
العراق 207 32 6
عمان 13 10 -
فلسطين 143 32 5
قطر 52 20 2
الكويت 56 9 -
لبنان 73 15 3
ليبيا 40 5 2
مصر 191 42 4
المغرب 36 7 25
اليمن 60 15 -
موريتانيا 12 1 7
مواقع عربية اخرى 205 32 8
الاجمالي 1597 348 104
المصدر:احصائيات تم جمعها من خلال الشركة المتحدة للبرمجيات (وهي شركة معلومات مصرية متخصصة في النشر الإلكتروني )عام 2007
جدول رقم 2 يوضح نسبة مستخدمي الإنترنت في العالم العربي من إجمالي عدد السكان في العالم العربي
الدولة نسبة مستخدمو الإنترنت من السكان2006
الجزائر
5.7
البحرين
20.67
جزر القمر
2.9
جيبوتي
1.1
مصر
6.9
العراق
0.13
الأردن
11.71
الكويت
25.64
لبنان
15.36
ليبيا
3.3
موريتانيا
0.5
المغرب
15.1
عُمان
9.99
فلسطين
7.9
قطر
26.57
السعودية
10.55
الصومال
0.7
السودان
7.8
سوريا
5.64
تونس
9.2
الأمارات
35.09
اليمن
1.03
المصدر: موقع www.internetworldstats.com
وايضا موسوعة ويكبيديا http://ar.wikipedia.org/wiki/إنترنت#.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.86.D8.AA.D8.B1.D9.86.D8.AA_.D9.81.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.A7.D9.84.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B1.D8.A8.D9.8A
وفي هذا الصدد يقول تقرير التنمية الانسانية العربية لعام 2002 الصادر عن برنامح الامم المتحدةالانمائي ان المنطقة العربية تاتي في ذيل القائمة العالمية فيما يخص عدد مواقع الإنترنت وعدد مستخدمي الشبكة(انظر جدول رقم 1،2 ) أما نسبةالعرب من مستخدمي الإنترنت فهي تبلغ 5,% من مستخدميها على المستوى الكوني ،علما بان العرب يمثلون اكثر من 5% من سكان العالم،كما ما زال الإعلام الإليكتروني العربي متخلفا عن نظيره العالمي حيث ما زالت قاصرة عن استخدام اساليب ومميزات النشر الإلكتروني ولم يتبلور ادراك كامل لطبيعة الصحيفة الإليكتروني ة كما ان الصحافة العربية ما زالت في مرحلة البداية بالنسبة لوجودها على شبكة الإنترنت ،اذ ما زالت ذهنية النشر الورقي هي السائدة في معظم الصحف وغالبية هذه الصحف لا يتم تحديثها على مدار الساعة بل هي نسخة الكترونية للصحيفة التي صدرت في الصباح مما أدى إلى اهمال الامكانيات التفاعلية للانترنت وما زالت استخدأماته بعض المواقع تنشر مادتها بصيغة الصورة مما افقدها ميزة ارشفة المعلومات وامكانية قص ولصق المادة لمن يريد.الا انه ومع ذلك فان اعداد المستخدمين للانترنت في العالم العربي كما يوضحها جدول رقم 2 تشهد زيادة مضطردة يعود سببها إلى تحسن البنية التحتية للاتصالات في انحاء العالم العربي وإلى انخفاض كلفة الإتصالمع الشبكة وانتشار الحاسوب في المنازل والمدارس وأماكن العمل،هذه الزيادة العددية من شانها ان تخلق سوقا جديدة من المستهلكين ليس فقط للاخبار والمعلومات وانما للبضائع والكتب والإلكتروني ات والاقراص المدمجة وغير ذلك وهنا يجب التفريق بين الإتصالبالإنترنت وهو مثل الدخول بسيارتك إلى طريق سريع مفتوح وبين استخدام الإنترنت أو التوجه بسياريتك إلى جهة بعينها،وتشير دراسات السوق العالمية إلى ان مستخدم الإنترنت العربي يكثر من استخدام البريد الإلكتروني والدرشة واستخدام اجهزة البحث والتسوق وتصميم صفحات خاصة به على الشبكة اضافة إلى زيارة مواقع اخبارية خاصة مثل المواقع الرياضيةوالترفيهية والأخبار ية وباعتبار ان المستخدم العربي صغير السن اصلا حيث تشير دراسات ارابيا اون لاين ( www.arabiaonline.net) إلى ان الاغلبية العظمى من المستخدمين العرب هم من الاعمار من 21 إلى 22 وبالتالي فان اهتمأمات هذه الفئة تنحصر اصلا في استخدام البريد الإلكتروني والدرشةوالاستماع إلى الاغاني العربية والاجنبية ومتابعة الأخبار الرياضية على الشبكة.(6)
ثانيا معوقات انتشار الإعلام الإلكتروني في العالم العربي
1. البنى التحتية: توصلت دراسة أجريت في مصر إلى أنّ تكلفة تطوير البنية التحتية لتناسب تلك المفترضة تصل إلى 15 مليار دولار أميركيّ. ويؤثر هذا العامل بشكل كبير جدّا، نظرا لاحتكار بعض الحكومات أو الشركات للإنترنت ورفع الأسعار بشكل كبير جدّا. وكمثال على ذلك فإنّ متوسط الدخل في ليبيا هو حوالي 200 دينار، بينما تبلغ تكلفة ساعة الإتصال بالإنترنت لمقدمي الخدمات حوالي دينار ونصف الدينار، من دون حساب تكلفة أجرة المكالمة الهاتفية. (20)ويعتبر هذا الاسلوب نابع من التجربة العربية مع وسائل الإعلام التقليدية والتي رسخت قاعدة سيطرة المعلومات على منافذ التعبير في المجتمع.(7
• نوعيّة المحتوى: يمكن ملاحظة هذه المشكلة بتصفح الكثير من المواقع العربية للمعلومات والأخبار،حيث تقوم معظمها بنشر المعلومات نفسها، نظرا لأنّ أغلبها يقوم بترجمة المعلومات من مصادر عالمية، أو نقلها عن هيئات الأنباء العربية. كما أنّ الكثير من محتوى الجرائد والمجلات الاليكترونية يماثل المحتوى الموجود في النسخ الورقية، ولا يتمّ إضافة عناصر التفاعل مع المستخدمين أو إضافة أيّ صور أو عروض فيديو إلى المواقع. (22) بالاضافة إلى ذلك فانه وحتى سنوات قليلة مضت. وركزت هذه المواقع على التعريف بالإسلام والدعوة والفتوى،و انطلق معظمها من منطقة الخليج العربية، ربما بسبب الإمكانات الاقتصادية بالمنطقة والتي أتاحت لها فرص التوظيف المبكر لشبكة الإنترنت وتأسيس المواقع الإليكتروني ة، ثم اتسع نطاقها ليشمل باقي الدول العربية والإسلامية بالإضافة إلى الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا الشمالية. ووفق بعض التقديرات وصلت نسبة المواقع الدينية الإسلامية 65% (وإن كانت تتسم بقدر من المبالغة) من إجمالي المواقع العربية على شبكة الإنترنت.وعلى الرغم من تراجع نسبة تلك المواقع مع تزايد عدد المواقع العربية غير الدينية (الاقتصادية، التجارية، التسويقية، الأكاديمية والتعليمية، الثقافية، السياسية، الترفيهية..الخ) إلا أنها تظل تشغل مساحة مهمة من المواقع العربية على الشبكة(8)كما تزال الكثير من البلدان العربيّة تتحكم بالمحتوى الذي يمكن نشره من الناحية الأمنية، الأمر الذي يؤثر على محتوى الصفحات العربية ودور النشر والطباعة، حسب كلّ بلد.وفي هذا المضمار تقوم الكثير من الدول العربية بفرض آليّات لتنظيم ومراقبة محتوى الإنترنت للحدّ من نوع المحتوى الذي يمكن الوصول إليه. وتتنوّع طرق وأساليب الرقابة، ويختلف نوع المحتوى الممنوع من معلومات سياسيّة ودينيّة واجتماعيّة وجنسيّة. وتقوم أجهزة الترشيح (الفلترة) بمقارنة العناوين المطلوبة بمجموعة من العناوين الممنوعة، وحجبها عن المستخدم إن كانت ممنوعة. وبعض أنظمة الفلترة هذه تقوم بمسح محتوى الصفحة المطلوبة، حتى وإن لم تكن من ضمن قائمة الصفحات الممنوعة، والبحث عن كلمات محدّدة، وحجبها إن تمّ العثور عليها.وتحتوي بعض أنظمة الفلترة المتقدمة على برامج تقوم بفحص الصور وتحليلها ومعرفة دلالاتها قدر المستطاع، وحجبها إن كانت ممنوعة. وتقوم بعض الأنظمة بعرض صفحة خاصّة لإخبار المستخدم أنّ الصفحة المطلوبة محجوبة، وتقدم طريقة للتواصل وطلب حجب أو عدم حجب صفحة محدّدة، مع ذكر السبب، ولكنّ لا يتمّ تنفيذ ذلك إلا بعد أيّام أو أسابيع من تقديم الطلب.(9). وفي ضوء ذلك يمكن القول ان الصحافة الإليكتروني ة على خلاف الوسائل التقليدية تتعرض لكل القيود التي تعرض لها وسائل الإعلام التقليدية للحد من حريتها بالاضافة إلى وسائل جديدة تتمثل في الرقابة التكنولوجية التي لم تكن معروفة على نطاق واسع في مسيرة وسائل الإعلام التقليدية(10) ومع تنوع وسائل الاعاقة فان تعدد وسائل التغلب على هذه الاعاقات يشكل تحديا كبيرا لبعض الحكومات العربية.
• حداثة شبكة الإنترنت في المنطقة العربية: إذ لا يتجاوز عمر شبكة الإنترنت في الدول العربية حوالي سبعة عشر عأما بدءا من ارتباط تونس بالشبكة في عام 1991، بينما يعود بدء إتاحة الخدمة للمواطنين إلى منتصف التسعينيات في تونس وعدد من الدول العربية الأخرى باستثناء المملكة العربية السعودية التي تأخر تقديم الخدمة فيها إلى عام 1999 والعراق التي لم تتح فيها الخدمة للمواطنين إلا في عام 2000. وبالتالي فانه ما زال عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربى ضعيفاً وهو الامر الذي يؤثر سلبياً على انتشار الصحف الاليكترونية بين القارئ العربي داخل الدول العربية حتى لو كان عدد قراء الصحيفة يصل لمليون، لأنه لو زادت أرقام المستخدمين للإنترنت يمكن أن نسمع يوماً أن صحيفة إلكترونية يقرأها 10 ملايين قارئ يومياً مثلاً، وهو شئ ليس بعيد المنال ويمكن تحقيقه فى المستقبل القريب.
• صعوبة التسويق وجلب الإعلانات: وهي سلبية ما زالت موجودة في العالم العربي فقط، ولكن هذه السلبية تؤثر بشكل قوي على عدم وجود تمويل لهذه الصحف، مما يجعل التركيز على المتطوعين أكثر وأكبر، ولكن بدون شك احتياج الصحف الاليكترونية إلى الصحفي المحترف ضرورة لا غنى عنها والذي لا يقبل أن يعمل ويكتب دون أن يأخذ مقابلاً مادياً.
• عدم تميز بعض الصحف الاليكترونية عن قرينتها المطبوعةخاصة التي تعتمد على الصحفيين المتطوعين، فهي تنشر ما يأتي لها، دون وجود دليل أو التأكد من مصداقيته أو حقيقته، وهو ما يفتح المجال لنشر الإشاعات وترويجها. (11)
المبحث الثالث
هل يشكل الإعلام الإلكتروني تهديدا للصحافة الورقية
قد يصير من التبسيط المخل الادعاء بان ثورةالإعلام الإليكتروني لم تؤثر على الصحافة المطبوعة في العالم العربي فقد اثرت هذه الثورة الإعلاميةعلى كل انوع الإعلام سواء كان مطبوعا أو مرئيا أو حتى مسموعا لا على مستوى العالم العربي بل على مستوى العالم. الا ان ذلك لا يكون مدخلا للحديث عن نهاية عصر الصحيفة المطبوعة. بل على العكس من ذلك فإن دراسات السوق في اميركا اثبتت ان كثيرا من المواقع الاليكترونية الخدمية والتجارية منها، اتجهت إلى الصحف والمجلات للاعلان عن نفسها والوصول إلى مستخدمين جدد. وبمعنى آخر فإن هذه المطبوعات سواء العامة منها أو المتخصصة استفادت اعلانيا من انتشار المواقع الاليكترونية المختلفة على شبكة الإنترنت.الا انه ومع ذلك فان ارتفاع نسبة عدد مستخدمي الإنترنت كوسيلة اعلامية قد راتفعت في الفترة الاخيرة حيث تشير دراسة نشرتها مجلة كولومبيا للصحافة إلى ان نسبة مستخدمي الإنترنت الاميركيين ممن يستقون الأخبار اليومية من الإنترنت قفزت من 6% عام 1998 إلى 20% في اوائل عام 2000. أما من حيث الاعلان فقد قفز حجم الانفاق الاعلاني على الإنترنت من 1.9 مليار دولار عام 1998 إلى 4.6 مليار دولار في نهاية عام 1999 أما المواقع الأخبار ية فقد نمت حصتها من هذا الانفاق من 152 مليون دولار عام 1998 إلى 358 مليون دولار في نهاية عام.1999.(12)و أثبتت دراسة اخرى بعنوان »حالة وسائل الإعلام الأخبار ية سنة 2004« أجراها »مشروع التفوق الصحفي« بالاشتراك مع كلية الصحافة في كولومبيا، تفوق الإعلام الإليكتروني وتاثيره السلبي على وسائل الإعلام الاخرى وهو ما اثار مخاوف العاملين في مجال الصحافة اليومية وشبكات التلفزيون والإذاعات خلال السنوات الأخيرة ادت إلى تراجع الثقة بها لدى الرأي العام وانحسار جمهورها، وهو ما دفع الأمريكيين على سبيل المثال إلى اللجوء إلى الإنترنت لاستقاء الأخبار،رغم أن معظم هذه المواقع تابعه للصحف، ومعظم القراء (72٪) ما زال يعطي الوقت نفسه لقراءة الصحف. وقد أوضحت الإثباتات أن الإنترنت هي وسيلة الإعلام الوحيدة باستثناء الصحافة اللاتينية والبديلة، التي يشهد جمهورها اتساعا متزايدا ولاسيما بين الشبان. وتبدو هذه الظاهرة ملفتة، خصوصا إذا ما قوبلت بتراجع مبيعات الصحف الأمريكية الصادرة بالإنكليزية بمعدل 11٪ على مدى العقد الأخير(1995 :2005) ليصل مجموع النسخ الموزعة يوميا إلى 55 مليون نسخة. وتراجع خلال الفترة ذاتها جمهور النشرات الأخبار ية المسائية على المحطات التلفزيونية المحلية المرتبطة بالشبكات الكبرى بمعدل 34٪.كما أن الأمريكيين لم يعودوا يشاهدون الأخبار على الشبكات التلفزيونية الكبرى على الرغم من الأحداث المهمة التي استقطبت انتباه الرأي العام مثل اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والحرب على العراق. وتشير الدراسة إلى تراجع الثقة بمصداقية الصحف الأمريكية من 80٪ عام 1985 إلى 59٪.وفي المقابل، سجل الإقبال على 26 موقعا على الإنترنت صنفت على أنها الأكثر شعبية، تزايدا بمعدل 70٪ ما بين مايو 2002 وأكتوبر 2003.
ولوحظ في الدراسة أن الأمريكيين كانوا يشاهدون بصورة خاصة خلال الحرب على العراق مواقع الشبكات الأخبار ية، ومن ثم مواقع الصحف، وبعدها مواقع الحكومة الأمريكية وأخيرا المواقع الأخبار ية الأجنبية. وباتت المجموعات الصحفية الكبرى تزيد استثماراتها على الإنترنت،وقد أدركت أبعاد هذا التحول. وتنتمي حوالي 69٪ من المواقع الأخبار ية العشرين، التي تلقى اكبر قدر من الإقبال، إلى المجموعات الإعلاميةالعشرين الأولى. كما تزداد المواقع الصغرى والمستقلة إلى حد باتت تشكل «حركة قوية» أشبه بمجموعة كبيرة من صحف الرأي الصغيرة المحدودة الانتشار. (13)ولا يقتصر هذا الأمر على الولايات المتحدة بل يتعداه إلى أوروبا، فقد ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن 60% من الجمهور الأوروبي يتلقى الأخبار عبر المواقع الاليكترونية على شبكة الإنترنت،وقامت صحف أوروبية عديدة بتطوير مواقعها عبر الإنترنت لتصبح مواقع تفاعلية وآنية التحديث لتستطيع الوصول إلى القارئ الذي لم يعد مهتما أبدا بشراء النسخة الورقية من الصحيفة، خصوصا مع توفر البدائل بل كثرتها في توفير المادة الإعلاميةالتي تهمه على الشبكة العنكبوتية.(14)وبالتالي فانه من الممكن الخروج بعدد من الملاحظات عن علاقة الإعلام الإلكتروني بالصحافة المطبوعة في العالم من الممكن اجمالها في الاتي:
1- ان غالبية الصحف اليومية في الغرب وفي العالم العربي تدير مواقع الكترونية خاصة بها وتصدر طبعات الكترونية حيث تشير احصائيات مؤسسة نيوزلينك الاميركية في نهاية عام 1998 إلى ان عدد الصحف التي تدير مواقع على الشبكة في العالم قد وصل إلى 4900 جريدة منها حوالي 2000 جريدة اميركية بينما لم يتجاوز عدد الصحف الاليكترونية على الشبكة الثمانين صحيفة في نهاية عام 1994 وهذه الارقام تشمل الصحف اليومية والاسبوعيات والدوريات والمجلات وغيرها من المطبوعات. وبينما تتبوأ المطبوعات الاميركية مركز الصدارة من حيث عدد المواقع الاليكترونية فإن المطبوعات غير الاميركية تشكل نسبة 43% من اجمالي هذه المواقع. وفي العالم العربي ما لا يقل عن الف موقع الكتروني لصحف ومواقع عربية يومية واسبوعية وهذا الرقم في ازدياد مستمر(انظر الجدول رقم 1 ).
2- ان عددا لا بأس به من كبريات الصحف في اميركا واوروبا واليابان قد فصل ما بين الجريدة المطبوعة والنسخة الاليكترونية من حيث الادارة والتحرير وطبيعة المحتوى ومصادر الدخل والانفاق لكل منهما، مثال على ذلك صحف «الواشنطن بوست» و«النيويورك تايمز» و«الشيكاغو تربيون» الاميركية و«الفايننشال تايمز» اللندنية. واصبحت النسخ الاليكترونية بوابات اعلامية شاملة تجدد محتواها على مدار الساعة طيلة ايام الاسبوع وتسبق في كثير من الأحيان النسخ المطبوعة في نشر الأخبار.
3- ان عددا من هذه المواقع الاليكترونية المملوكة من دور النشر الصحافية يعد اليوم من انجح البوابات الاليكترونية على الشبكة من حيث عدد الزوار أو المشتركين وحجم الدخل الاعلاني بحيث اصبحت هذه البوابات مستقلة تمأما عن النسخة المطبوعة وتقدم خدماتها على مدار الساعة الا انه يجدر القول واستنادا إلى تقرير مؤسسة نيوز لنك فإن اقل من ثلث الصحف الاليكترونية على الشبكة حاليا يجني ارباحا بل ان عددا لا بأس به من الصحف اغلق مواقعه الاليكترونية بسبب الخسائر.
4- ان هناك مواقع اخبارية الكترونية نشأت في بيئة الإنترنت وحققت نجاحا باهرا إلى حد دفعها للخوض في عالم النشر التقليدي ايضا اي ما يسمى (بالهجرة المعاكسة) مثال على ذلك مجلة ( دبليو اي ار ايه دي).
5- ان العامل المشترك الرئيسي بين صناعتي النشر التقليدي والإلكتروني هو المحتوى المتميز فبدونه لا تنجح مطبوعة ولا ينتشر تلفاز ولا يستمر موقع على الإنترنت ولهذا فإن شركات الإتصال(ميديا) الكبرى في الغرب تزاوج بين ما تنتجه وسائل اتصالها بأنواعها التقليدية وغير التقليدية لتقوم بأمثل استخدام لذلك المحتوى عن طريق المواءمة واعادة الاستخدام،مما دفع شركة (اميركا أون لاين) التي تدير انجح بوابة الكترونية في اميركا إلى الاندماج مع شركة (تايم وورنر) وهي واحدة من اكبر شركات النشر والإتصالوالترفيه في العالم من خلال صفقة قدرت بمائة وعشرين مليار دولار.اضافة إلى المحتوى فإن دخول شركات النشر التقليدية عالم النشر الإلكتروني يعتمد ايضا. مثال على نجاح هذا الاسلوب مواقع قنوات الجزيزة والعربية والعالم والنيل للاخبار
6- ان تغيرا مهما حصل في مفهوم الصحيفة الاليكترونية حيث تطورت هذه الصحف من كونها نسخا كربونية من الصحف المطبوعة إلى ظهورها كبوابات اخبارية واعلامية وترفيهية ذات شخصية مستقلة فمثلا موقع صحيفة «النيويورك تايمز» على الشبكة يقدم خدمات لا توفرها وقد لا تستطيع ان توفرها النسخة الورقية من الصحيفة مثل حالة الطقس واسعار العملات والاسهم وحجوزات الفنادق والطيران والسوق الإلكتروني للتبضع والشراء ومقارنة اسعار الحاجيات فقد أدى نجاح تجربة «النيويورك تايمز» على الشبكة إلى اطلاقها لموقع شقيق اسمته (نيويورك توداي) وهو اشبه بدليل لعالم مدينة نيويورك يقدم كل ما يحتاجه الزائر أو المقيم في المدينة من معلومات بدءا من دليل الهاتف وعناوين المطاعم وبرامج التلفزيون وحالة الطرق وخرائط للاحياء والشوارع وانتهاء بما يحدث في المدينة من نشاطات ثقافية وترفيهية مختلفة. وكذلك فعلت «الواشنطن بوست» وغيرها من كبريات الصحف في اميركا وبريطانيا وغيرها من الصحف في الغرب. هذه المواقع اصبحت شركات شقيقة تدار من قبل طواقم متخصصة لها اداراتها المستقلة من التحرير والاعلان والتسويق وكما ذكرت فإن عددا من هذه المواقع اصبح تدر ارباحا على مالكيها لا تقل اهمية في بعض الأحيان عن ارباح نشاطات النشر التقليدي.(15)
وهكذا فانه لا شك ان الإنترنت وهي اليوم في قلب ثورة المعلومات قد اصبحت سمة مميزة لواقع العولمة الذي نعيشه، فنسمع اليوم عن الحكومة الاليكترونية (دبي، قطر والاردن ،مصر) وعن التجارة الاليكترونية ومدن الإنترنت وجامعات الإنترنت وغير ذلك. وبافتراض ان سنوات وقد تكون عقود تفصلنا عن تحقيق هذه الثورة المعلوأماتية ناهيك عن تحديات البطالة والفقر والتخلف والمرض والجفاف والجفاء السياسي بين بعض الدول العربية، فإن استشراف المستقبل يؤكد اننا سنكون يوما جزءا من هذا التحول المعلوماتي ضمن اطار القرية العالمية شئنا ام ابينا هذا التغيير والذي سيشمل كافة مناحي الحياة والصحافة المطبوعة بشكلها وواقعها الحالي والتي لن تكون مستثناة بطبيعة الحال. أما بالنسبة للعالم العربي فتشير آخر الارقام المستقاة من تقرير لمؤسسة بارك التي تنشر دراسات حول الاعلان في العالم العربي، إلى ان حجم الانفاق الاعلاني الكلي خلال عام 1999 بلغ عام 1964 مليون دولار كانت حصة الصحف منه 42% والتلفزيون 38% والمجلات 15% والراديو 2% واللوحات 3%. أما الإنترنت فإن ما ينفق عليها من الاعلان في العالم العربي حتى اليوم لا يزيد في احسن الاحوال عن اكثر من نصف بالمائة من اجمالي الانفاق الاعلاني السنوي..( 16) ومع ذلك فان احد لا يستطيع ان يجادل في ان ظهور اي وسيلة اتصال جماهيري جديدة يؤثر اول ما يؤثر على الصحافة المطبوعة كونها ام وسائل الإتصالالشعبية كلها، فالصحيفة التي جلست على عرشها لعدة قرون منذ اخترع جوتنبرج المطبعة الاولى في منتصف القرن الخامس عشر مطلقا بذلك ثورة المعلومات الاولى، لم تتعرض لاي تحديات تذكر الا في بدايات القرن الماضي مع اختراع التلغراف والهاتف والراديو، ومن بعد ذلك في منتصف القرن العشرين عندما بدأ التلفزيون بث برامجه بشكل تجاري وإذا كنا في العالم العربي وما زلنا في حقبة دخول المطبوعات إلى الشبكة الاليكترونية وظهور البوابات والمواقع الأخبار ية المستقلة عن هذه المطبوعات فان المستقبل قد يحمل الاتي بالنسبة للعالم العربي
• ان دور النشر الصحافي في العالم بأسره تتجه إلى تنويع نشاطاتها الإعلاميةوذلك بدخول مجالات الراديو والتلفاز والمطبوعات المتخصصة واعداد المؤتمرات والإنترنت مثال على ذلك شركة تربيون التي تصدر صحيفة «شيكاغو تربيون» وتملك ايضا محطات تلفزيون واذاعات ومجلات ومواقع الكترونية وحصصا في شركات ترفيه واتصال بالشبكة الاليكترونية.وهذه وان كانت ظاهرة جديدة لم تتبلور بعد في عالمنا العربي نظرا للقيود الحكومية على امتلاك وسائل الإتصالالا انها جزء راسخ من واقع صناعة الإتصالوثورة المعلومات في المجتمعات الليبرالية التي اعتمدت مبادئ اقتصاد السوق والديمقراطية الغربية.
• ما زالت اعداد العرب المتصلين بالشبكة متواضعة مقارنة بالوسائل الاخرى(انظر الجدول رقم1، 2 ) اضافة إلى ارتفاع كلفة الإتصال وبطء الخدمة من حيث سرعة التحميل ووجود عقبات سياسية واجتماعية، وقلة عدد المواقع العربية الناجحة على الشبكة (17
• محدودية الخدمات الارشيفية:ونعني بالخدمة الارشيفية الاعداد السابقة من الصحيفة التي يوفرها موقع الصحيفة على الإنترنت ويكون في مقدور القارئ الرجوع اليها وتصفحها عبر الشاشه شانها في ذلك شان العدد الاخير من الصحيفة.
• عدم استغلال تقنية النص الفائق:ويتمثل في عدم ربط معظم الصحف الاليكترونية المصرية بمواقع معلوماتية فرعية اخرى رغم امكانية اقامة وصلات Links طبقا لتقنية النص الفائق من خلالها يمكن للقارئ الدخول والتجول داخل مواقع اخرى حيث تكتفي غالبية الصحف المصرية باقامة وصلات بين الايقونات التي تمثل الفهرس على صفحة الاستقبال والموضوعات المرتبطه بها والمنشورة على الصحيفة الاليكترونية.وان كانت هناك بعض الصحف تستغل هذه التقنية إلى حد ما مثال ذلك صحيفتا الاهرام والجمهورية فمن خلال موقعيهما يمكن الدخول على بعض المواقع الفرعية.ويلاحظ ان هذه المواقع الفرعية مواقع ثابته ولا يعني ذلك مطلقا استغلالا لتقنية النص الفائق –سابقة الذكر- التي تعني في الاساس وجود عناصر نشطة داخل النصوص الاصلية للموضوعات ذاتها المنشورة على صفحات الصحيفة الاليكترونية تمد القارئ بمعلومات اضافية عن تفاصيل الموضوع الذي يتصفحه بصحيفته الاليكترونية.
• عدم استغلال تقنية الوسائط الفائقة:حيث لم تحاول معظم الصحف الاليكترونية المصرية تحقيق الاستفادة من تقنية الوسائط الفائقة اذ تقتصر هذه الصحف على استخدام النصوص المكتوبة والصور الفوتوغرافية والرسوم الثابته بينما لم تحاول استخدام بقية وسائط التعبير التي تتيحها تقنية الوسائط الفائقة مثل الصور المتحركة وافلام الفيديو والصوت والموسيقى وغيرها الامر الذي يفقد هذه الصحف المزايا العديدة التي تتيحها تقنية الوسائط الفائقة بما يسمح لها بالتعبير عما تريد بالصوت والصور المتحركة الي جانب النصوص والصور الثابتة.
• محدودية استخدام الألوان:حيث يقتصر استخدامها على تلوين بعض العناوين والخلفيات بلون واحد وبعض الصور الفوتوغرافية.
• تأخر صدور النسخة الاليكترونية :فمقارنة توقيت صدور النسخة الاليكترونية بالنسخة المطبوعة نجد أن الصحف الاليكترونية المصرية تصدر مساء اليوم السابق لصدور النسخة المطبوعة،والبعض الأخر يصدر في نفس توقيت صدور النسخة المطبوعة.وعادة ما يعود السبب في ذلك من بين أسباب أخرى إلى حرص الصحيفة على التوزيع الخارجي للنسخة الورقية من الصحيفة الأمر الذي يفقد الصحيفة الاستفادة من إمكانية النشر السريع للأخبار عبر الإنترنت.
• غياب عنصر الحالية:حيث تعد الصحف الاليكترونية المصرية مجرد نسخ ملخصة لما نشر بالنسخ الورقية وتصدر في نفس توقيت صدور النسخ الورقية لها تقريبا،هذا فضلا عن ان غالبية هذه الصحف تكتفي بتحديث نسختها الاليكترونية بعد 12 ساعة من صدور النسخة المطبوعة الامر الذي يجعلها تفقد أهم ما يميز الخدمة الصحفية عبر الإنترنت وهو لحالية أو الانية في التغطية الأخبار ية بحيث تقدم الاحداث فور وقوعها مما يجعل القارئ العربي يتجه إلى المواقع العالمية التي تقوم بتحديثها التحريرية كل عشر دقائق بحثا عن تفاصيل الاحداث التي يدركونها من خلال الردايو والتليفزيون.
• ضعف العائد الاعلاني:فرغم اهمية الاعلانات كعامل جذب للقراء والاموال في الصحف الاليكترونية الا ان الصحف الاليكترونية المصرية خصوصا والعربية عموما في معظمها تخلو من الاعلانات.ويلاحظ بصفة عامة تضاؤل عائد الاعلانات على مستوى العالم بالنسبة للصحف الاليكترونية مقارنة بالتليفزيون مثلا بالرغم من ان هذه الصحف قد سبقت التليفزيون إلى الإنترنت حيث يوزع التليفزيون مشاهد أو لقطات فيديوية لمدة ثوان معدوة بما يدر عليه عوائد ضخمة لا تجد سبيلها إلى الصحف الاليكترونية.(18)
ان منحنى تعلم وسائل الإعلام الجديدة ومنها الصحف الاليكترونية في تقدم بدرجة اكبر مما توقعنا وان ثمة تغييرا سوف يحدث في الواقع الصحفي التقليدي الحالي ولكن المشكلة تتمثل في ان لا احد يعرف كيف سيحدث ومتى سيأتي التغيير.إذا ان معظم تجارب السوق حتى الان لم تقدم اشارة أو دليل حقيقي حول هيئة أو صيغة أو شكل هذا التغيير الذي سيطرا على الواقع الصحفي الراهن حتى يمكن الحكم في هذه الآونة على مستقبل الصحيفة الورقية أو حتى الاليكترونية ولكن ما يمكن التحدث بشانه في هذه الاونة هو ان الصحف الورقية المطبوعة سوف تتعرض لعدة تأثيرات مؤكدة الحدوث من جراء اذدهار ونمو الصحافة الاليكترونية وغيرها من وسائل الإعلام الجديدة ولعل أهم هذه التاثيرات ما يلي :
• الاتجاه إلى المحلية:فالكثير من الصحف الورقية المطبوعة لا تستطيع الاتجاه إلى العالمية من خلال النشر الإلكتروني عبر الإنترنت بحيث تحقق النمو والتطور وقدر من الاستثمار في وسائل الإعلام الجديدة وبخاصة مع الضعف الشديد في عائد الاعلانات الفورية الاليكترونية التي تعانية حتى كبريات الصحف العالمية الاليكترونية عبر الإنترنت اذ ان عائدات الاعلانات وتوزيع الصحف الاليكترونية لا تزال بعيدة كل البعد عن الكلفة الباهظة لانتاج النسخ الاليكترونية التي تلتهم ميزانية كبريات الصحف في العالم وعليه ستظل عائدات الإعلانات أساسية وحيوية في سبيل نجاح الخدمات الاليكترونية الفورية للصحف ولذا فان العديد من الصحف الورقية لن تجد أمامها سوى التركيز على كسب المكانة المرموقة محليا على اساس ان هذا السبيل هو الاستراتيجية الافضل الذي يجب ان تنتهجها وتعمل لها في المستقبل لمواجهة عالمية وسائل الإعلام الجديدة.
• الاتجاه إلى التخصيصية:فعلى الارجح اننا سوف نشهد في المستقبل مزيدا من تنوع المطبوعات الورقية بحيث تلبي الاحتياجات الخاصة لكافة نوعيات القراء على مختلف ميولهم وازواقهم واتجاهاتهم بما يعني ان الصحف والدوريات الورقية المطبوعة سوف تتزايد في العدد نتيجة للاتجاه لمزيد من التخصيصية.والدليل على ذلك ان ظهور التليفزيون كمصدر جماهيري للاخبار والترفيه قد أدى إلى اختفاء العديد من المجلات ذات الاهتمام الواسع والعام والضخم وفي ذات الوقت مهد الطريق أمام عدد اكبر من المطبوعات المتخصصة في الظهور.والتاثير ذاته حدث بالنسبة للراديو فقد تاثر هو الاخر بظهور التليفزيون والنتيجة تمثلت في ظهور أو انشاء مزيد من محطات الراديو المتخصصة وبالنسبة للتليفزيون ذاته فقد أدى ظهور خدمات الكابل التليفزيونية الكبرى كما أدى إلى بداية ظهور عديد من الشبكات التلفيزيونية المتخصصة.وكما هو الحال ايضا في النشر الإلكتروني فهو لم يؤد فقط إلى الحصول على مستويات اعلي من الجودة في المطبوعات بل ادي ايضا إلى حدوث انفجار في عدد النشرات الأخبار ية والمجلات في كل انحاء العالم وعليه فان ادوات النشر الإلكتروني عبر الإنترنت سوف تسمح لعدد هائل من الناس ببدء النشر الإلكتروني للمعلومات.والنتيجة النهائية هي مزيد من المعلومات لمزيد من الناس والكثير من هذه المعلومات يعد نافعا للناس والكثير منها ايضا ليس كذلك وإذا ما تم استخدام ادوات وسائل الإعلام الجديدة الاليكترونية فانها سوف تجعلنا نعيد التفكير في الطريقة التي نحصل بها ونعطي المعلومات في المستقبل وايضا سوف نكون قادرين على توسيع خبراتنا بمظهر مجلاتنا وصحفنا والعروض التليفزيونية وغيرها عن طرق استخدام وسائل إعلام تفاعلية.(19)
الهوامش
(1)اسلام اون لاين – ثقافة وفن – الصحافة الاليكترونية المعايير والضوابط
(2)اسلام اون لاين م س ذ
(3)راجع محتويات موقع الاتحاد الدولي للصحافة الاليكترونية ( www.iuej.org (وايضا (راجع جمعية مراسلون بلا حدود أو نقلا عن د. احمد محمد صالح "هل تجلب الإنترنت الحرية ؟ موقع ايلاف)
(4)نجوى عبد السلام فهمي :تجربة الصحافة الإليكتروني ة المصرية والعربية ،الواقع وافاق المستقبل المجلة المصرية لبحوث الإعلام العدد رقم4 بتاريخ ديسمبر 1998
(5)الإنترنت وحقوق الانسان http://www.openarab.net/ar/node/121)
(6)خلدون طبازة ،اسامه الشريف: العالم العربي والوسط الرقمي.. تحديات الإعلام الإلكتروني – مجلة العربي بتاريخ مايو 2007
(7) المجلة المصرية لبحوث الاعلام:العدد الخامس والعشرون يوليو ديسمبر 2005 ) ص:ص 309: 345)
(8) خلدون غسّان سعيد تطور الإنترنت في العالم العربي
البلدان العربية تجاهد لردم الهوة الرقمية مع الدول المتقدمة http://baghdadee.ipbhost.com/index.php?s=53b3c129392a0be56b3f635b746f5a1a&)
(9) الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، "الإنترنت في العالم العربي: مساحة جديدة من القمع؟"http://www.hrinfo.org (oct. 1, 2005
(10)خلدون غسّان سعيد تطور الإنترنت في العالم العربي(م س ذ )
(11)المجلة المصرية لبحوث الاعلام:العدد الخامس والعشرون يوليو ديسمبر 2005 ) ص:ص 309: 345
(12)اتحاد كتاب الإنترنت العرب حسام عبد القادر http://www.arab-ewriters.com/?action=ShowWriter&&id=5
(27)ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الاليكترونية في العالم العربي جريدة الشرق الاوسط عدد 2 يناير 2001
(13)https://www.sharjah.ac.ae/oldsite/bbmaterials/0800302_1_51_52/uploads/_46740_1/!d8afd8b1d8a7d8b3d8a7d8aa20d8b3d8a7d8a8d982d8a9.doc)
(14)محمد سناجلة،الصحافة الورقية في ظل الثورة الرقمية اتحاد كتاب الإنترنت العرب http://www.arab-ewriters.com/?action=showitem&&id=5279).
(15)ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الاليكترونية في العالم العربي جريدة الشرق الاوسط عدد 2 يناير 2001
(16)ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الاليكترونية في العالم العربي جريدة الشرق الاوسط )م س ذ )
(17)ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الاليكترونية في العالم العربي جريدة الشرق الاوسط (م س ذ )
(18)د. سعيد غريب:الصحيفة الاليكترونية والورقية ،دراسة مقارنة في المفهوم والسمات الاساسية بالتطبيق على الصحف الاليكترونية المصرية (م س ذ )
(19)د. سعيد غريب:الصحيفة الاليكترونية والورقية ،دراسة مقارنة في المفهوم والسمات الاساسية بالتطبيق على الصحف الاليكترونية المصرية (م س ذ )
الأربعاء، 15 أبريل 2009
لمصر لا لحزب الله

هناك الكثير من الأمور تحدث في مصر هذه الأيام تستعصي على الفهم لغرابتها، وعدم خضوعها لمعايير المنطق
من بينها بيان النائب العام المصري الذي اتهم فيه حزب الله اللبناني بالتخطيط للقيام بعمليات عدائية داخل البلاد، وتدريب عناصر مدفوعة من الخارج على اعداد متفجرات لاستخدامها في تلك العمليات.
ولا نعرف لماذا يريد حزب الله تجنيد 'عملاء' في مصر، والاقدام على اعتداءات تستهدف مؤسساتها العامة، فلا يوجد 'ثأر' مبيت لديه تجاه المحروسة، كما ان تاريخه الطويل في اعمال المقاومة لا يشير مطلقاً الى انه نفذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية في الخارج، ناهيك عن تنفيذها ضد اهداف عربية، او مصرية على وجه الخصوص. هذه الاتهامات تبدو 'مفبركة' من ألفها الى يائها، تماماً مثل نظيراتها التي تصدر في حق اعضاء حركة "الاخوان المسلمين"، فلا يمر يوم دون ان تعتقل السلطات المصرية عددا منهم، دون ان يعرف هؤلاء سبباً واضحاً لاعتقالهم.
نفهم لو ان المدعي المصري العام اتهم حزب الله بمحاولة تهريب اسلحة الى حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة عبر الاراضي المصرية، فهذه تهمة لا ينفيها الحزب، بل يتباهى بها، فعلاقته مع هذه الفصائل معروفة وعلنية، ولكن ان يُتهم بأنه يريد الاقدام على عمليات 'ارهابية' ضد مصر من خلال تجنيد انصار مصريين او فلسطينيين، مثلما اوحى بيان النائب العام، فهذا امر لا يمكن ان يصدقه عقل.
أما الاتهام الاكثر اثارة للاستغراب في البيان المصري، فهو 'السعي لنشر الفكر الشيعي'. وهل يحتاج المصريون الى هذا السعي؟ وهل هناك من لا يعرف كم يحب المصريون آل البيت عليهم رضوان الله؟ ألا يشارك ملايين المصريين كل عام في احياء ذكرى مولد آل البيت في مدنهم ومنذ مئات السنين، أي قبل ان ينشأ حزب الله او تقوم دولة اسلامية في ايران نفسها؟.
مصر تعرضت لموجات من التفجيرات واعمال العنف، استهدفت منتجعات سياحية من اقصى الجنوب (الاقصر) الى اقصى الشمال والشرق (طابا وشرم الشيخ وذهب) وكان القاسم المشترك في جميع التفجيرات ان الجهات التي تقف خلفها مصرية اصولية، لم تكن لها اي علاقة بتنظيمات خارجية، بما في ذلك تنظيم "القاعدة" الذي لم يعلن مسؤوليته عنها رغم اصابع الاتهام التي جرى توجيهها اليه من جهات داخلية وأخرى خارجية.
من الواضح ان هناك محاولة مدروسة من قبل الحكومة المصرية لتحويل الانظار عن المشاكل الداخلية المتفاقمة، باختلاق عدو خارجي، ويفضل ان تكون ارضية الخلاف مذهبية، وهذا ما يفسر هذه الحملة الجديدة على حزب الله. وربما يفيد التذكير بأنه عندما توترت العلاقة مع ايران بسبب عرض فيلم 'اعدام الفرعون' الذي تناول محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات، شاهدنا حملة مماثلة ضد ايران، واغلاق مكاتب محطة 'العالم' الفضائية التابعة لها.
الحكومة المصرية تريد افتعال معارك مع حزب الله وتعبئة الشعب المصري ضده، تماماً مثلما حاولت تعبئته ضد الفلسطينيين والعرب، قبل زيارة الرئيس السادات للقدس المحتلة، لتبرير الخروج عن الصف العربي، وانهاء حالة الحرب، وتوقيع اتفاقات كامب ديفيد.
فحزب الله يشكل خطراً عليها لأنه يدعم المقاومة في القطاع، وحقق نصراً على اسرائيل قلب كل المعادلات العسكرية، الاقليمية والدولية، اثناء عدوانها على لبنان في صيف العام 2006. فالحكومة المصرية تحارب المقاومة وتضيق الخناق عليها، وتوظف كل خبراتها من اجل عدم وصول الطعام والادوية اليها، ناهيك عن السلاح والعتاد الحربي.
هناك 'ثأر' مبيت لدى هذه الحكومة تجاه السيد حسن نصر الله، زعيم الحزب، سببه مطالبته قادة الجيش المصري الذهاب الى قيادتهم السياسية واقناعها بكسر الحصار المفروض على مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، والتصدي للعدوان الوحشي الاسرائيلي الذي يطحن عظام الاطفال والنساء، ويحرق اجسادهم بقنابل الفوسفور الابيض.
والمعروف ان للجيش المصري سجلا مشرّفا وناصعا، فهو لم يحارب ابدا شقيقا عربيا ولا مسلما، وكل ما طلبه منه حزب الله، ومعه الامة بأكملها، هو الا يتحول الى اداة للحصار والتجويع ضد شعب عربي سيبقى جارا لمصر بعد ان يذهب هذا النظام الحاكم من شرم الشيخ.
ومن المفارقة ان هذا التحريض ضد حزب الله يأتي في الوقت الذي تتقرب منه دول عظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، فقبل اسبوع استقبلت العاصمة البريطانية النائب حسين الحاج حسن الذي يعتبر من اكثر نواب حزب الله نشاطا في البرلمان اللبناني، وقبلها استقبلت السيد ابراهيم الموسوي وزير اعلام الحزب وأحد اعضاء مكتبه السياسي، والمسؤول الاول عن قناة 'المنار'.
وربما يفيد تذكير القائمين على هذه الحملة بأن الولايات المتحدة دعت ايران التي تقف خلف الحزب للمشاركة في مؤتمر انعقد الاسبوع قبل الماضي في امستردام للبحث في كيفية التعاطي مع الاوضاع في افغانستان، وحرص الرئيس باراك اوباما اثناء زيارته الى انقرة على مد غصن الزيتون مجددا لها، وعرض التعاون معها على اساس تبادل المصالح والاحترام المتبادل.
السيد الحبيب العادلي وزير الداخلية المصري امتدح قبل اسبوعين في تصريحات مكتوبة ابناء الطائفة الشيعية في مصر الذين لا يزيد عددهم عن اربعة آلاف شخص على الاكثر، وقال انهم 'مسالمون'، واليوم توجه لهم النيابة العامة تهمة العداء لمصر، وتعتبرهم طابورا خامسا يشكل خطرا على الامن القومي المصري.
الخطر الحقيقي على مصر هو سياستها الحالية المرتبكة، والمساندة بشكل مباشر او غير مباشر للعدوان الاسرائيلي على الامة العربية. وحتى اذا كان حزب الله احد الاخطار فإنه يحتل ذيل قائمة طويلة، وان كنا لا نعتقد ذلك.
فتوجيه دعوة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية المتطرفة لزيارة مصر، والالتقاء برئيسها في شرم الشيخ ينطويان على تصغير لمصر ومكانتها واهانة لشعبها وتاريخه المشرف في الدفاع عن كرامة مصر والامة العربية بأسرها.
فماذا ستفعل هذه الحكومة اذا ما قرر نتنياهو اصطحاب وزير خارجيته افيغدور ليبرمان، الذي هدد بقصف السد العالي واغراق مصر، واهان رئيسها عندما قال 'فليذهب الى الجحيم'؟.
نتنياهو رفض القبول بحل الدولتين، واصر على السلام الاقتصادي كبديل، وهدد باجتياح قطاع غزة مجددا للقضاء على المقاومة وفصائلها بشكل نهائي، وتعهد بعدم تفكيك مستوطنة واحدة في الضفة الغربية، وتبنى سياسة وزير خارجيته في سحب الجنسية الاسرائيلية من الغالبية الساحقة من (عرب 48) بحجة عدم ولائهم للدولة العبرية.
حتى محمود عباس رئيس السلطة الخاضع للاحتلال الاسرائيلي، ولا يستطيع مغادرة مكتبه دون اذن شاويش اسرائيلي، قال إنه لن يلتقي نتنياهو إلا اذا اعترف بحل الدولتين وعملية السلام المنبثقة عن مؤتمر انابوليس. فهل السيد عباس اكثر شجاعة وبطولة من مصر العظمى ذات السبعة آلاف عام من الحضارة؟
نحن لا ندافع عن حزب الله، وانما عن مصر ومكانتها، ومحاولة نظامها جرها الى الحضيض، من خلال تبني سياسات قاصرة، عديمة الرؤية، ومغرقة في عدم وطنيتها، وهي السياسات التي جعلت اقرب حلفائها يتجاهلونها بطريقة مخجلة. وما زيارة اوباما الاخيرة لتركيا، وتجاهله لمصر وازهرها وقيادتها للعالمين العربي والاسلامي الا احد الامثلة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)