الخميس، 9 أكتوبر 2008

العروبة والاسلام وصراعات القوى العظمى ابراهيم مصطفى محمود (دمشق-دار العلم)تاريخ النشر 2007

تحدث المؤلف في بداية كتابه عن قدرة الدولة والسعي لما يمكنها أن تحققه، في إطار دراسة نظريات مختلفة تحليلية أو وصولاً إلى أطروحات داروين في نشوء الدول العظمى وسقوطها، دون أن ينسى دراسة القدرة الاقتصادية والكتل الحيوية إلى جانب الدبلوماسية والتخطيط العسكري للدولة والعوامل المؤثرة على مسيرتها من قدرة اقتصادية وسياسية وتعبوية من القرن السادس وحتى القرن الحالي. ثم استعرض بشكل مركز الدول التي امتلكت ما أهلها لتكون قوة عظمى على المستويين الإقليمي والعالمي ابتداء من بداية القرن العشرين وعوامل قيام الحرب العالمية الأولى تمهيداً للدخول إلى الحرب العالمية الثانية وظهور كتلة الاتحاد السوفييتي ويصل إلى انقسام العالم إلى كتلتين أساسيتين متحاربتين عام 1943 هما المعسكر الاشتراكي والمعسكر الغربي ليستمر التسلح وسباق موازين القوى بين كل الأطراف والصراعات لتجد أوروبا نفسها.وقد تأثرت بالحروب والدمار وتصل إلى سلام دائم بين دولها وتدعوا لقيام السوق الأوروبية المشتركة كأكبر وحدة اقتصادية مشتركة في العالم تدعوا إلى السلم والاقتصاد معاً، ثم يواصل البحث في ظهور وتنامي الصين الشعبية.وتخلي اليابان إلى الأبد عن تكوين قوة عسكرية ضاربة،والنتائج التي وصل إليها العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي دون أن ينسى أن أحداث القرن العشرين وكل حروبها وتكويناتها الدولية ارتبطت بتاريخ مأزوم امتد قرون عديدة وحصيلة كل ما قدمه الباحث يرتبط بسؤال عن المستقبل والتاريخ معاً.ثم يتناول الباحث في كتابه عرضا لصراعات القوى العظمي تاريخيا وتنافسها على السيطرة على العالم العربي من بداية القرن السابع عشر وحتى الان ،دون ان ينسى محاولات القياصرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، للسيطرة على الامة العربية او حتى الحروب الصليبية واحلام الاباطرة في اوروبا او الهجوم المغولي التتري وصولا الى العصر المملوكي ،والدولة العثمانية وظهور التيارات الوطنية والقومية الى جانب التيارات الدينية والاممية ويصل الى نتائج التاريخ المضطرب الى قناعة يقول فيها "ولا غرو في ان ارض السياسة هي الجغرافيا وان سماءها التاريخ ومن هذين المنطلقين الضدين يمكن فهم الاحداث ووصفها في زمانها ومكانها الصحيحين ومع ذلك ما زالت التيارات السياسية في الوطن العربي تذورها رياح الفرقة بعوامل يعضها واقعي مرفوض ومعظمها خارجي مرفوض مع ان التهديد الخارجي واقع بالقوة المسلحة الذي لن يستثني احدا " .ثم يفرد الباحث بابا لصراعات القوى العظمى من الحرب العالمية الاولى حتى عام 1966 وعدم استفادة العرب من الحربين العالميتين اضافة الى الاشارة الى اتفاقية سايكس بيكو والتقسيم الذي حققته تلك السياسة ليجد العرب انفسهم في مواجهة كارثة فلسطين عام 1948 وقيام ولة اسرائيل على الاراضي العربية .وظهور المد القومي كرد فعل لقيام هذه الدولة ولتواجه الامة حروبا متصلة مثل الاعتداء الثلاثي عام 1956 والحروب التي استطاعت اسرائيل تطوير التها العسكرية في حين ظلت معظم الدول العربية ضعيفة وموزعة بل مفرقة وتتنازع فيما بينها على الحدود الجغرافية المصطنعة –كما ذهب الباحث في ذلك.وصولا الى حرب يونيو 1967 والنكسة التي حلت في الامة العرببية لترسم القيادة السياسية في مصر وسوريا تصوراتها الجديدة في استراتيجية استطاعت ان تتجاوز نكسة يونيو وخطة الخداع السياسي والتفاعل بين الاستراتيجية والتكتيك كما ابدعوا في اختيار الزمان واستثمار المكان كما ابدع العربر في استخدام وسائط جديدة للصراع وطرائق مبتكرة للحرب . ويستمر الكاتب في سرده حتى غزو العراق للكويت والعلاقة بين السياسة والاستراتيجية في اطار نظريات السيطرة على العالم التي تبثها الحكومة الامريكية وصولا الى سياسة المحافظين واللوبي الصهيوني والكارتلات الصناعية والتروستات المالية التي لا تنتعش الا بالحرب كما يقول الباحث .
ويتطرق الباحث الى اسباب انهيار الامبراطورية السوفيتيه وغزو العراق للكويت والاهداف التي حققها هذا الغزو خاصة التطرف الديني الذي غذته القوى الامريكية . ثم يقدم الباحث بحثا عن العروبة والاسلام ثم ينشر بعض الوثائق التي يقول انها قد تم تسريبها من البيت الابيض والكونجرس الى جانب ما يذكره عن اسرار غزو العراق وافغانستان والدور الاسرائيلي والطرق الامريكية في حرب المقاومة في البلدان المختلفة . ويختتم كتابة بالدروس والعبر للحاضر والمستقبل قائلا :اطل القرن الواحد والعشرون حاملا سرعة مذهلة في مستويات البنى التحتية والقومية بين الامم الا انه ما زال هناك اكثر من ثلث البشرية اميين ومعظمهم عراة جياع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم لخدمة هدفنا الاسمى في الاصلاح المنشود